الزلاقة، موقعة ( az- Zallaqah, Battle of )
الزلاقة، موقعـة. كانت موقعة الزلاقة عام 479هـ، 1086م ووقعت بين قوات المسلمين أيام دولة المرابطين بالمغرب بقيادة يوسف بن تاشفين، وبين نصارى شمالي الأندلس بقيادة ألفونسو السادس ملك قشتالة. وترجع أسبابها إلى الآتي: انقسمت البلاد الإسلامية الأندلسية إلى دُوْيلات صغيرة عُرفت بدول الطوائف وذلك بعد سقوط دولة الأسرة الأموية بالأندلس. وسادت الفوضى، مما أغرى نصارى الشمال باسترداد الأندلس. وكان ألفونسو السادس قد وحّد تحت إمْرته أستوريا وليون وقشتالة، واستمال إليه ملوك الطوائف، وجمع منهم إتاوات أعانته على تدميرهم واحدًا تلو الآخر، حتى وثب على طليطلة سنة 478هـ، 1085م، مما أفزع المسلمين في أسبانيا.
عندما تجاوز استخفاف ألفونسو بالمعتمد بن عباد ملك أشبيليا الحد، استنجد بالمرابطين في المغرب، فنجدوه ضد عدوه ألفونسو، استجابة للواجب الديني.
قاد يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين الجيوش المجاهدة بنفسه. وانضم إليه ملوك الطوائف راضين أو كارهين، فالتقى بألفونسو عند موضع يسمى الزلاقة، ودارت معركة رهيبة أُبيد فيها جيش ألفونسو البالغ عدده نحو خمسين ألفًا، لم ينج ألفونسو نفسه مع عدد قليل بلغ الخمسمائة من فرسانه إلا بشق الأنفس.
كان من نتائج هذه الموقعة أن استرد المسلمون بلنسية، وفكُوا حصار سرقسطة، وخبر ابن تاشفين ملوك الطوائف، فذهبت ثقته بهم جميعًا، وما لبث فقهاء الشرق الإسلامي والأندلس أن أحلوه من عهده بعدم ضم الأندلس إلى ملكه، بل أوجبوا عليه ـ إرضاء لله ـ بأن يعيد الأمن إلى هذه البلاد، فوافق وشرع في إخضاع الأندلس لحكم المرابطين بين عامي 483هـ ، 1090م و 495هـ، 1102م.
ولم تمض فترة طويلة حتى انغمس المرابطون أنفسهم في الترف والظّلم، فعادت الأندلس إلى حالتها أيام ملوك الطوائف، وكان مبرراً لاستيلاء الموحدين على الأندلس.