القسطنطينية، فتح ( Constantinople, Conquest of )
القسطنطينية، فتح. تمّ فتح القسطنطينية في عام 857هـ، 1453م وكان من أسبابه أن السلطان العثماني محمد الفاتح أراد منذ الأيام الأولى لحكمه حسم مشكلة القسطنطينية، وذلك بفتحها لخطورتها على أمن الدولة العثمانية. وكان يدين بالرأي القائل: إنه لامناص للعثمانيين من فتح القسطنطينية إذا أرادوا تدعيم قوتهم في أوروبا. وتجمّعت أسباب أخرى ألهبت مشاعر السلطان، فقد تطلع المسلمون منذ عصورهم الأولى إلى القسطنطينية، وحاولوا انتزاعها من البيزنطيين مرتين في عهد الدولة الأموية في عهد معاوية وفي عهد الوليد بن عبد الملك، ومرتين في عهد الدولة العباسية على عهدي المهدي والرشيد، وباءت جميعها بالفشل. وحاول أسلافه من السلاطين العثمانيين تحقيق هذا الحلم، ولكنهم فشلوا.
استعدّ السلطان محمد الثاني سياسيًا وعسكريًا لفتح القسطنطينية وكان من إجراءاته السياسية التي اتخذها تحديد المعاهدات واتفاقيات الهدنة مع جميع جيرانه الذين تربطهم به علاقات، والجنوبيين المقيمين داخل القسطنطينية، وهدفه من هذا عزل الدولة البيزنطية سياسيًا وعسكريًا عن جيرانها.
ومن الناحية العسكرية أكمل إقامة المنشآت التي بدأها السلطان بايزيد الأول على مقربة من القسطنطينية. كان هذا السلطان قد شيّد قلعة على الجانب الآسيوي من البوسفور تسمَّى أناضولي حصار أو حصن آسيا، فشيّد محمد الثاني، على الجانب الأوروبي للبوسفور قلعة تسمى روم إيلي حصار أي حصن أوروبا وبذلك سيطر العثمانيون على ضفتي البوسفور.
احتج الإمبراطور البيزنطي على هذه الإجراءات، ورفض السلطان هذا الاحتجاج. وما كان من الإمبراطور إلا أن أغلق بوابات عاصمته واعتقل الرعايا العثمانيين وردّ عليه السلطان بإعلان الحرب. وحشد قوَّات قوامها ربع مليون جندي، فحاصر بهم القسطنطينية ثلاثة وخمسين يومًا، وسط جو غامر بالمشاعر الدينية لدى الفريقين.
وبدأ الهجوم العثماني على المدينة في 20 جمادى الأولى عام 857هـ الموافق 29 مايو 1453م، وتمكنوا بعد مقاومة عنيفة من اقتحام أسوارها، وقتلوا الإمبراطور.
ودخل السلطان المدينة في 20 جمادى الأولى عام 857هـ الموافق 29 مايو 1453م، وحوّل كاتدرائية القديس صوفي إلى مسجد، وأطلق اسم إسلامبول أي مدينة الإسلام ـ على القسطنطينية. وتحقق بذلك حلم المسلمين، وكان فتحها نهاية الدولة الرومانية الشرقية، ودخولها لأول مرة حظيرة الإسلام، وبداية لسلسلة طويلة من الفتوحات والانتصارات العثمانية في البر والبحر، انتهت إلى أسوار فيينا في أوروبا. ★ تَصَفح: الفتوح الإسلامية ؛ محمد الفاتح ؛ تركيا.