الماتريدية ( Mataridism )

الماتريدية إحدى الفرق الكلامية التي خالفت أهل السنة والجماعة في بعض المسائل، وتنسب إلى أبي منصور محمد بن محمد الماتريدي السمرقندي (ت 333هـ، 944م) ينسب إلى ماتريد محلّة في سمرقند. كان حنفي المذهب، له كتب كثيرة في الفقه وأصوله، وفي التفسير، وغالب كتبه الكلامية في الرد على معتزلة عصره، والباطنية، والروافض.

لا يبعد مذهب الماتريدي عن مذهب أبي الحسن الأشعري، ★ تَصَفح: الأشاعرة. فهو خصم لدود للمعتزلة، وقد خالفهم في المسائل التي اشتهروا بمخالفة أهل السنة فيها، مثل: مسائل الصفات، وخلق القرآن، وإنكار الرؤية، والقدر، وتخليد أهل الكبائر في النار، والشفاعة وغيرها، وألف في ذلك كتبًا مستقلة.

تميز مذهب الماتريدية بأمور منها: 1- القول بإبطال التقليد في مسائل العقيدة. 2- إثبات صفات الذات والفعل لله عز وجل كالسمع والبصر، والإحياء والإماتة، والرزق ونحوها. 3- إنكار أن يكون الله تعالى في جهة العلو. 4-الميل للقول بالتحسين والتقبيح العقليين. 5- القول بالمجاز في اللغة والقرآن والحديث، والقول بالتأويل والتفويض، والقول بعدم حجية أحاديث الأحاد في العقائد.

ومع الاتفاق الكبير بين أقوال الماتريدي وأبي الحسن الأشعري، إلا أن بينهما فروقًا مبسوطة في كتب العقائد. وفي الوقت الذي تطور فيه المذهب الأشعري، فإن المذهب الماتريدي بقي على الأقوال التي قال بها الماتريدي، وكانت هي المعتمدة لدى متأخري الماتريدية.

إن التداخل بين مذهبي الأشاعرة والماتريدية، هو الذي يفسر إغفال كثير من العلماء ـ ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ ذكر الماتريدية والرد على آرائهم، إلا في مسائل معينة اشتهروا بالخلاف فيها.

وأشهر رجال الماتريدية: أبو اليسر البزدوي (ت 493هـ، 1099م)، وأبو المعين النسفي (ت 508هـ، 1114م)، ونجم الدين عمر النسفي (ت 537هـ، 1142م)، ونور الدين الصابوني (ت 580هـ، 1184م)، والكمال بن الهمام (ت 861هـ، 1456م)، وُملا علي القاري (ت 1014هـ، 1605م).

★ تَصَفح أيضًا: علم الكلام الإسلامي.