ابن يعيش النحوي ( ibn- Ya'ish an- Nahawi )
ابن يَعيش النحوي (553 - 643هـ، 1159 - 1245م). يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا، أبو البقاء، موفق الدين الأسدي المعروف بابن يعيش. كان موطن أسرته في الموصل، ثم رحلت الأسرة إلى مدينة حلب حيث ولد وتوفي فيها.
من كبار العلماء بالعربية، وكان فاضلاً ماهرًا في النحو والتصريف. رحل في صدر عمره من حلب إلى بغداد ليدرك أبا البركات عبد الرحمن المعروف بابن الأنباري، فلما وصل إلى الموصل بلغه خبر وفاة ابن الأنباري، فأقام بالموصل، وسمع من أبي الفضل الطوسي.
وكان حسن التفهيم، لطيف الكلام، طويل الروح على المبتدئ والمنتهي من الطلاب، لطيف الشمائل، مع سكينة ووقار، له نوادر كثيرة.
رجع إلى حلب وكأن ما استقاه من العلم لم يملأ نفسه ويشبع نهمه، ولم يكن كافيًا لمنصب التعليم والإقراء الذي كان يطمح إليه، فيمّم شطر دمشق يأخذ عن أعلامها ويستزيد من ينابيعها، وهناك لقي أبا اليمن الكندي تاج الدين، زيد بن الحسين وسأله عن موضوعات في العربية فأبدى الشيخ إعجابه بعلم ابن يعيش وفطنته وكتب له رقعة يمدح فيها تقدمه في علم العربية والفن الأدبي.
وبذلك رجع ابن يعيش إلى مدينة حلب راضيًا بزاده واثقًا بنفسه، وتصدر للتعليم والإقراء في علوم العربية والأدب، فأصبح شيخ الجماعة في تلك المدينة وموئل الطلاب والعلماء والفقهاء، وقد كثرت مجالس ابن يعيش في حلب، فكان منها مجلس في جامعها بالمقصورة الشمالية يُقرئ فيها بعد العصر.
لبث في عمله هذا زمانًا طويلاً يلازمه الطلاب والعلماء ويُصنف ما تيسر له حتى شاخ وهرم وأدركته المنية بالمقام المنسوب إلى إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ بعد أن نشر العلم والمعرفة، وترك مصنفات أشهرها: شرح المفصل ؛ شرح الملوكي في التصريف.
★ تَصَفح أيضًا: شرح المفصل.