الرئيسيةبحث

الخشب ( Wood )



أيقونة تكبير بعض أنواع الأخشاب
الخَشَب مادة جامدة صلبة، توجد تحت قلف الأشجار والشجيرات، وغير ذلك من النباتات. وقد أدَّت الخواصّ الطبيعية للخشب بالإضافة إلى تركيبه الكيميائي إلى جعله أحد أهم الموارد الطبيعية. ويُستخدم الخشب في آلاف المنتجات، ومنها أخشاب: البناء، الأثاث، الأدوات الرياضية، الآلات الموسيقية، راقدات السكك الحديدية السلوفان، الفحم النباتي، الورق. وقد ساعدت الخواصّ الطبيعية للخشب على دخوله في أعمال البناء، فهو قويُّ وسهل المعالجة. ويستخدم كمادة عازلة جيدة، لا يصدأ ويقاوم الحرارة العالية على خلاف الصُّلب. ولكنَّ الخشب ينكمش ويتمدَّد تبعًا للرطوبة التي يفقدها أو يتشبع بها ولكلِّ قطعة خشب نموذج مميَّز ومختلف يُعرف بالشكل البنيويّ. والواقع أنَّ هذا الشكل البنيويّ يُعدُّ عنصراً مرغوبًا فيه، وبخاصة الخشب المستخدم في صناعة الأثاث والمكاتب وغير ذلك من منتجات الخشب الفاخر.

تناقش هذه المقالة الخواصّ الطبيعية والكيميائية للخشب. للمزيد من المعلومات عن الخشب واستخداماته المتعددة، ★ تَصَفح: الشَّجرة ؛ خشب الصناعة الخام ؛ منتجات الغابة.

أنواع الأخشاب:

هناك نوعان أساسيان من الأخشاب: الخشب اللين والخشب الصلب. وتشير هذه المسمَّيات إلى نوع الشجر الذي حصلنا على الخشب منه. ولكنها لاتبيِّن صلادة الخشب. ونحن نحصل على الخشب اللين من الأشجار المخروطية المعروفة باسم الصنوبر المخروطي والتي تتميَّز بأوراقها المدبَّبة دائمة الخضرة. ومن أهم الأخشاب اللينة الشائعة أخشاب: الصنوبر الأسكتلندي، الأرْز، اللاركس الأوروبي، أخشاب أمريكا الشمالية الحمراء. وهي أخشابٌ يسهل نَشرُها ونحتها وثقبها. لهذا، فهي مناسبة لأغراض البناء، كما أننا نحصل منها على لبِّ الخشب الذي يستخدم في صناعة السلوفان والمنتجات الورقية.

ويمكن الحصول على الخشب الصلد من الأشجار ذات الأوراق العريضة، ومعظم هذه الأشجار من النوع النفضي، أي أنها تنمو وتسقط أوراقها كلَّ خريف. ومن أشهر الأخشاب الصلدة : البتولا (خشب القضبان)، الدردار، الماهوجني، الكستناء، البلوط، وهذه كلها تضفي بنيتها الشكلية المميزة والجميلة على الأثاث والمكاتب والألواح والأرضيات جمالاً ورونقًا.

تكوين الأخشاب:

يتكون الخشب من خلايا دقيقة، أنبوبية الشكل تكوِّن طبقات من النسيج الدائم حول ساق النبات. وتحتوي جدران خلايا الخشب على ثلاث مواد أساسية، هي السليلوز، والخشبين ونصف السليلوز. ويحتوي الخشب كذلك على مواد تُعرف باسم المستخلصات ومنها الشحوم والصموغ والزيوت ومواد الصباغة.

وتختلف نسب السليلوز ونصف السليلوز والخشبين، والمستخلصات التي تتكوَّن منها الأخشاب تبعًا لاختلاف أنواع الخشب. كما يختلف التركيب الخلويّ للأخشاب طبقًا لاختلاف أنواع الخشب، لكن هذه الاختلافات في تركيب مادة الخشب هي التي تجعل بعض أنواع الخشب ثقيلة وتجعل الأخرى خفيفة، وبعضها صلدًا، وبعضها الآخر لينًا، وبعضها لالون له وبعضها الآخر غنيًا بالألوان.

ويحصل أصحاب المصانع على كيميائيات متعددة ومفيدة ومنتجات أخرى من الخشب. على سبيل المثال، مادة السليلوز تُستخدم في صناعة المتفجرات والبويات والورق والأقمشة ومنتجات أخرى متنوعة، كما تُستخدم مادة الخشبين في صناعة منتجاتٍ عديدة من أهمها علف الحيوان والبلاستيك والفانيلا الصناعية، وتزِّودنا بعض الأخشاب بالزيوت النباتية والقطران وزيت التربنتينة. أمَّا مادة نصف السليلوز فإن استعمالاتها قليلة.

القوالب الخشبية تتحدّد جزئيًا بالطريقة التي تقطع بها الكتل الخشبية. فالخشب العادي يقطع على طول حواف الحلقات الدائرية السنوية، والخشب المنشور تربيعيًا يقطع من داخل الحلقات.

الأشكال البنيوية للأخشاب:

تتحدد هذه الأشكال حسب عملية نمو الشجرة نفسها، وهي تأتي محصلة من اجتماع عناصر اللون واللمعان والحبيبات والتركيب ويعتمد اللون ـ تمامًا ـ على المستخلصات. ويؤدي التوزيع غير المتوازن للمستخلصات إلى إنتاج شكل بنيويّ صبغي، نجد ذلك عادةً في أخشاب الأبنوس وخشب الورد وخشب الجوز. واللمعان يُقصد به طريقة عكس الخشب للضوء. وتتطلب أنواعٌ كثيرة من الخشب، مثل التولا وخشب الكمثرى، إضافة طبقة من الورنيش أو أي مادة لامعة إليها لضمان إظهار بريقها. أما بناء الخشب فهو تعبير عن تركيب خلاياه، فكل من أشجار الزان والخشب الأطلسانيّ والجميز تتميَّز بخلاياها المتقاربة، الأمر الذي يجعل بناءها صلدًا قويًا. ولهذا، فإنَّ الأشجار التي تنمو مستقيمة مستوية تنتج أخشابًا مستقيمةً الألياف، وتميل بعض الأشجار عند نموها إلى الالتواء والتجديل، فتنتج أليافًا لولبية. أما الخشب ذو الألياف، فإنه يتميز بأليافه غير المنتظمة.

ويتحدد الشكل البنيوي للخشب حسب طريقة نَشره. وهناك طريقتان لتقطيع الأخشاب هما طريقة النشر المباشر وطريقة النشر بالتربيع. وعند نشر الخشب بالطريقة العادية المباشرة، نحصل على أشكالٍ بيضية ومنحنية، الأمر الذي يزيد من جمال أنواعٍ من الأخشاب، مثل الأرْز والكرز والجوز. أما النشر بطريقة التربيع، فتعطي شكلاً مخطَّطًا. وتكتسب أخشاب الماهوجَني والبلوط والجميز أشكالاً جميلة عندما يتم نشرها بطريقة التربيع هذه.

ويتوقف الشكل في بعض أنواع الأخشاب على الجزء من الشجرة الذي اقتطع منه الخشب، فتعطي الجذوع عند قطعها إحساساً بأنها منقوشة. وأخيرًا، فإنَّ أخشاب الكرز والجوز تتميَّز بأنَّ فروعها تحظى بالاهتمام.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية