ويلتشاير ( Wiltshire )
☰ جدول المحتويات
ويْلتشاير إحدى المقاطعات الداخلية في جنوب غربي إنجلترا تتميز بمزارعها الخصبة ووجود الكثير من الآثار التي تعود إلى عصور ماقبل التاريخ. ويوجد بويلتشاير مساحات شاسعة من المرتفعات الجيرية (الطباشيرية)، تتخللها وديان جميلة منها وايت هورس وبيوزي وآفون. وتعد سويندون كبرى مدنها، وتربطها بلندن طرق جيدة وسكك حديدية منتظمة وهي مركز صناعي سريع التطور، أما بعض مدنها الأخرى مثل: تشيبنهام وسالزبري وتراوبريدج، ففيها مزيج من الخدمات الزراعية التقليدية والصناعات الحديثة.
| حقائق موجزة | ||||||||||||
|
السكان ونظام الحكم
 |
سالزبري مدينة تقع جنوبي ويلتشاير، بإنجلترا، يوجد بها نهر أفون. ويجري بشمالي المقاطعة نهر آخر يطلق عليه نهر أفون أيضًا. وغالبًا مايسمى الجزء الشمالي من النهر بريستول أفون. |
العادات والتأريخ المحلي:
من أشهر عادات ويلتشاير القديمة احتفال وطقوس الدروديين (الكهنة عند قدماء الإنجليز) التي تقام حول ستونهينج في منتصف فصل الصيف حيث يقوم معتنقو تلك الديانة القديمة بطقوسهم حول الدائرة الخارجية العظمى.الترويح:
يشارك فريق سويندون لكرة القدم في مباريات الدوري، كما ينافس فريق الكريكيت بها فرق المقاطعات الصغيرة الأخرى. كما تقام سباقات للسيارات والدراجات البخارية في كاسل كومب بالقرب من تشيبنهام. وهناك سباق آخر للدراجات البخارية السريعة في بلنزدون بالقرب من سويندون، كما يوجد نَاد للتزلُّج في ساوث مارستون.ويلقى هواة الفروسية خدمات جيدة في ويلتشاير وكذلك محبُّو القنص، وهي هواية منتشرة بالمقاطعة، وبها مركز لسباق الخيل وآخر لسباق الكلاب.
يُعَدُّ التجديف وصيد الأسماك من الأنشطة المحببة على نهر الآفون، سواء على جانبه تجاه بريستول أو سالزبري أو على قناتي كنيت وآفون. وهناك خدمات جيدة للزوارق الشراعية وصيد الأسماك على بحيرة كوت في سويندون، أما هواة رياضة المشي فيجدون في خلاء مارلبورو وسهول سالزبري متعة كبيرة، كما يجد محبو الطبيعة وعشاقها في غابة سيفرنيك غايتهم في مشاهدة الحياة البرية.
الحكم المحلي:
يحظى مجلس مقاطعة ويلتشاير بنحو 90% من سلطات المقاطعة، بينما تتوزع باقي السلطات على أربع مناطق هي: 1- كينت، وتشمل كلا من ديفايزز ومارلبورو. 2- شمالي ويلتشاير وتشمل كالن وتشيبنهام. 3- سالزبري. 4- غربي ويلتشاير الذي يشمل: مدينة تراوبريدج. وفي أبريل 1996م، أصبحت منطقة تايمزداون التي تضم منطقة سويندون وحدة إدارية منفصلة. وتعقد محكمة التاج (الجنايات) جلساتها في سالزبري وسويندون بينما يوجد مقر الشرطة المركزي في ديفايزز.الاقتصاد
الزراعة:
لمنتجات الألبان في ويلتشاير أهمية كبيرة، وذلك لتوافر طرق النقل الجيدة التي تربط ويلتشاير بلندن وتُسَوَّق معظم منتجات ألبان ويلتشاير في لندن. بينما يصنع بعض الحليب داخل ويلتشاير، حيث يتم تركيزه أو تجفيفه أو استخلاص الزبد والأجبان منه، وترعى غالبية القطعان في وادي بريستول آفون الخصب وفي المناطق المحيطة سالزبري.تمثل الحنطة أهم المحاصيل الزراعية للمقاطعة، وتتم زراعة كميات ضخمة منها في منخفضات ويلتشاير الجافة، وهناك منتجات أخرى مثل: الشعير والتبن والشوفان والمحاصيل الدرنية كالجزر وغيره.
ويتجه المزارعون بالمنطقة ـ سواء من يهتم منهم بمنتجات الألبان أو زراعة الحبوب ـ إلى تنويع أنشطتهم في محاولة لزيادة عائدات دخولهم. فنجدهم يقومون بزراعة أنواع جديدة من المحاصيل مثل: البازلاء والفاصوليا وبذر الكتان وغيره من البذور التي ينتج منها الزيت، وإنتاج اللحوم من الدجاج والخنازير والمواشي في ازدياد أيضًا.
ويعد الجزء الأكبر من سهل سالزبري منطقة تدريبات عسكرية، ومع ذلك فهو موضع الاهتمام بالنسبة للزراع لاستخدامه في الرعي الجاف، ومن الأنشطة المهمة في أنحاء مارلبورو تربية وتدريب خيول السباق.
 |
صناعة السجاد في ويلتون بجنوبي ويلتشاير صناعة عريقة يبلغ عمرها ثلاثمائة عام. وينتج المصنع طنافس ذات نسيج مخملي محكم على درجة عالية من الجودة. |
الصناعة:
كانت سويندون ـ وهي مدينة تقع في شمال شرقي المقاطعة ـ من أهم مراكز هندسة السكك الحديدية في بريطانيا، إلا أن انكماش هذا النشاط بشكل واضح لعدة أعوام قلل من أهميته كثيرا، ومع ذلك فإن سويندون نجحت في سنوات قليلة في تنويع أنشطتها الصناعية. فهي الآن تنتج المعدات الكهربائية والإلكترونية والأغذية والعقاقير والبلاستيك، كما أنها تعد مركزا مهما للتسويق التجاري وأنشطة التأمين.ومدينة تشيبنهام هي الأخرى مركز صناعي متطور للمعدات الإلكترونية والهندسية وصناعات البلاستيك، بينما تشتهر تراوبريدج بعمل الجعة وتعبئة البيض وصناعة حشو السُّرُر والطباعة، كما أن أهميتها تتزايد كمركز تجاري ومركز للتسويق، وتمثل ميدانًا فسيحًا للمشاريع التجارية والصناعية والتقنية مما يجعلها منطقة جذب لصناعات جديدة.
وبمدينة سالزبري شركات هندسية وأخرى للتأمين والصناعة، وهي مركز رئيسي للتسويق والخدمات، أما كالن وديفايزز و ميلكشام وستباري فهي مدن صناعية صغيرة.
اشتهر أهل مدينة ويلتون بصناعة السجاد الفاخر منذ تسعينيات القرن السابع عشر الميلادي، مما جعل اسمها يطلق على نوع من أنواع النسيج المستخدم في صناعته.
كما يوجد في كثير من مدن ويلتشاير مصانع وورش تنتج أو تقوم بصيانة المعدات الزراعية، ومن هذه المدن : كالن، وتشيبنهام وديفايزز ومالمزبري وتراوبريدج وووتون باسيت.
المحاجر:
تشتهر ويلتشاير أيضًا بإنتاج الرمل والحصى الذي يستخرج من وادي شمال التايمز. وقد تم تحويل منطقة تعدين الرمل والحصى إلى حديقة عامة هي متنزه كوتزوولد ووتر. ويستخدم الطباشير المستخرج من عدة أماكن في جنوب ويلتشاير في صناعة الإسمنت والصلصال المحلي، ومركز هذه الصناعة مدينة وستباري. كما تقطع الأحجار من محاجر بالقرب من برادفورد أون أفون وكورشام، وقد تم اختيار الأحجار المقطعة من محاجر تشيلمارك غربي ويلتون في أعمال ترميم كاتدرائية سالزبري.السياحة:
تعتبر ويلتشاير مركزاً سياحياً يجذب الكثيرين وذلك لجمال ريفها إلى جانب وجود المزارات التاريخية وآثار ماقبل التاريخ بها.| أماكن جديرة بالزيارة | ||||||||
|
النقل والاتصالات:
يخدم ويلتشاير خطان من خطوط السكك الحديدية البريطانية، كما أن طريق النقل السريع م ـ 4 يربطها شمالاً بلندن وبريستول وجنوب ويلز مارًا بجنوبي مدينة سويندون. وهناك طرق نقل أخرى مهمة تمر بالمنطقة منها طريق أ ـ 30 الذي يربط لندن مع كورنوول مارًا بمدينة سالزبري وويلتون، وهناك أيضا طريق آخر يتوازى تقريبًا مع طريق أ ـ 30 هو طريق أ ـ 303 الذي يقطع مدينة إيمزبوري. وهناك الكثير من خطوط الحافلات العامة تمر بكثير من مدن وقرى ويلتشاير كما تربط حافلات المسافات الطويلة في المقاطعة بمناطق كثيرة من بريطانيا.وفي العقد الأول من القرن التاسع عشر تم حفر الكثير من القنوات التي تربط قناة بريستول ببحر الشمال وفي الثمانينيات من القرن العشرين تم حفر واستخدام قناتي كنيت وآفون. بينما امتدت يد الإهمال بشكل واضح إلى قنوات ويلتز وبيركس والتايمز وسيفرن.
ويصدر في سويندون جريدة محلية يومية، بينما تصدر صحف أسبوعية في عدة مدن أخرى، وفي ويلتشاير وكالة مستقلة هي جي. دبليو. آر. وتغطي خدماتها معظم أنحاء المقاطعة.
السطح والمناخ
الموقع والمساحة:
يحد ويلتشاير من الشمال إقليم جلوسترشاير وإقليما أوكسفوردشاير وبركشاير من الشرق وإقليم هامبشاير من الشرق والجنوب ثم دورست من الجنوب وسومرست وأفون من الغرب ؛ وتمتد المقاطعة نحو 56كم عرضاً و 80كم طولاً. |
الوديان الخصبة التي تقع حول حافة المرتفعات الطباشيرية تميز جنوبي ويلتشاير . |
الأرض:
ويلتشاير إقليم ذو مظاهر سطح متباينة. تغطي المرتفعات مايقرب من ثلثي مساحته، بينما تغطي معظم ماتبقى منها وديان أنهار بريستول أفون وسالزبري أفون وروافدهما ووادي كنيت العلوي.ومن الناحية الجغرافية يمكن تقسيم ويلتشاير إلى أربع مناطق رئيسية هي: مرتفعات جيرية، ووديان طينية صغيرة، ومرتفعات طباشيرية ثم وديان طينية. في أقصى شمال الإقليم تعترض منحدرات المرتفعات الجيرية تلال كتزوولد هيلز بينما يمتد واد طيني شرقي وجنوبي هذه المرتفعات محتويًا نهر بريستول آفون.
وتتكون غالبية مساحة ويلتشاير من مرتفعات طباشيرية تضم: مارلبورو داونز وسهل سالزبري، وتمتد هذه المرتفعات من الحدود الشرقية حتى أقصى الجنوب الغربي للمقاطعة مرتفعة نحو 300 م وتكسو المرتفعات الطباشيرية مساحات شاسعة من الكلأ تصلح لرعي المواشي. وتعد هذه المرتفعات النقطة المركزية التي تمتد منها مرتفعات طباشيرية أخرى تنتشر في جنوبي إنجلترا. وتضم هذه المرتفعات الطباشيرية عددًا من الغابات منها ؛ غابة كلارندون بالقرب من سالزبري وكرانبورن تشيس على الحدود الجنوبية، وغابة سيفرنيك بالقرب من مارلبورو. وتمتد وايت هورس هيلز، أو تلال الخيول البيضاء، بطول الحدود الشمالية الغربية لمارلبورو داونز، وقد أطلق عليها هذا الاسم لكثرة صور الخيول التي نحتت على المرتفعات الطباشيرية.
وتغطي جنوبي الإقليم وديان طينية لنهر سالزبري آفون وروافده وهي: ويلتون ووايلاي ونادر وبورن، وتكسو هذه الوديان الفسيحة الخصبة مساحات واسعة من الغابات.
المناخ:
تعد ويلتشاير من أكثر مناطق جنوبي إنجلترا برودة في الشتاء، إذ يبلغ معدل درجة البرودة في شهر يناير مابين 2°م، 5°م، بينما يصل هذا المعدل إلى 17°م في شهر يوليو، وذلك في الأراضي المنخفضة. أما في المرتفعات فينخفض هذا المعدل عن ذلك. ويتراوح معدل الأمطار السنوي في ويلتشاير ما بين 760ملم و 1,020ملم.نبذة تاريخية
يعتقد الكثيرون أن ويلتشاير تحوي آثارًا من عصور ماقبل التاريخ أكثر من أي بقعة أخرى في إنجلترا، وعلى مايبدو فإن الإنسان في تلك الأزمنة كان يفضل سُكنى المرتفعات حيث كانت حمايتها والدفاع عنها أيسر، إلى جانب أنها كانت تمكن من رؤية الشمس، وهناك أدلة تثبت أن الإنسان قد عاش في مرتفعات مارلبورو داونز وسهل سالزبري منذ نحو ألفي عام قبل الميلاد، وقد خلف إنسان العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي آثارًا كثيرة منها: النصب الصخرية والدوائر الصخرية والطرق المشجرة وبقايا معسكرات دفاعية ومدافن، مما دفع المتخصصين إلى عمل حفريات كثيرة في المنطقة.
أقام الرومان محطة عسكرية في ساروم القديمة، وهي منطقة عتيقة شمالي سالزبري، كما أعاد السكسون تحصين التل ذاته، ثم حصَّن وليم الفاتح أولد ساروم، وبنى بها قلعة في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي وعقد اجتماعات ملكية هناك. ★ تَصَفح: ساروم القديم.