الرئيسيةبحث

ستونهينج ( Stonehenge )


ستونهينج ربما استخدمه سكان إنجلترا القدماء ساحة تجمع قبلي أو مركزًا دينيًا، بُني بين عامي 2800 و 1500 ق.م.
ستونهينج أثر قديم في سهل سالزبري بويلتشاير، في جنوب غربي إنجلترا. وهو مجموعة من حجارة خشنة التقطيع وضعت في دوائر. يعتقد علماء الآثار أن سكان إنجلترا القدماء بنوا ستونهينج واستخدموه ساحةً للتجمع القبلي ومركزًا دينيًا. وستونهينج هو الأكثر شهرة بين كثير من مثل هذه المراكز التي وجُدت في الجزر البريطانية.

بدأ آر. جي. سي. أتكينسون ـ عالم آثار بريطاني ـ القيام بحفريات عند ستونهينج في خمسينيات القرن العشرين الميلادي. كشفت الحفريات عن أن الأثر قد بُني على ثلاث مراحل رئيسية، منذ عام 2800 إلى 1500 قبل الميلاد. وربما كانت الحلقة الشهيرة في الأثر، ذات الأحجار الكبيرة، التي بنيت بين عامي 1800 و1700 قبل الميلاد، تستخدم للاحتفالات الدينية إلى حوالي العام 43 الميلادي. ففي ذلك الوقت غزا الرومان البريطانيين، وأبطلوا كثيرًا من ممارساتهم الدينية.

يوضح الرسم أعلاه، ما اعتقد العلماء أنه كان الوضع الأصلي لأحجار الأثر الضخمة.
مع مرور السنين تساقطت الأحجار تدريجيًا، أو نقلها الناس لبناء جسور وسدود. غير أن بعض العلماء استنتجوا، من مواقع الأحجار التي ما زالت قائمة، كيف كان الأثر حينما تم تشييده.

كان يحيط بالأثر جدار من الطين بقطر 98م. وتقوم في دائرة قطرها حوالي 30م ثلاثون كتلة من الحجر الرملي رمادي اللون، ترتفع كل واحدة إلى أربعة أمتار فوق الأرض، وتزن في المتوسط 25 طنًا متريًا، تعلوها دائرة متصلة بعدة كتل أصغر منها في داخلها دائرة أخرى تحتوي على 60 حجرًا، أزرق اللون، يزن كل واحد منها حوالي 3,5 طن متري. وضمت هذه الدائرة حجرين في شكل حذوة الحصان، واحدًا داخل الآخر، منفتحين نحو الشمال الشرقي. ترتفع هذه الكتل ـ التي يُطلق عليها تريلثونز ـ إلى علو 6,5م، وتزن من 27 إلى 36 طنًا متريًا. كان بالقرب من وسط قوس حذوة الحصان الداخلية كتلة مسطحة من الحجر الرملي، طولها خمسة أمتار تقريبًا، وربما كان ذلك مذبحًا وربما كان في الأصل ينتصب عموديا. وعلى بعد 73م إلى الشرق من وسط ستونهينج، أقيم حجر بارتفاع خمسة أمتار نُصب أثناء مرحلة البناء الأولى، وربما استُخدم في الطقوس الدينية للشمس المشرقة ذات يوم من منتصف الصيف، حوالي 21 يونيو.

أوضح العلماء البريطانيون سي. أي. نيومان وألكسندر ثوم، وجيرالد هوكينز أن الحجارة وتصميم ستونهينج ربما كانت تستخدم لمعرفة متى تقع الأحداث الكبيرة. وربما كانت الطقوس الدينية والقبلية لديهم مرتبطة بشروق ومغيب الشمس عند الانقلاب الصيفي، وطلوع القمر عند انقلابي الصيف والشتاء على السواء. ويُقدر الباحثون أن تشييد ستونهينج استغرق حوالي 30 مليون ساعة عمل، ومئات السنين لتكملته.

في عام 1922م بدأت الحكومة البريطانية في ترميم ستونهينج، وأُعيدت بعض الأحجار المبعثرة إلى مواضعها الأصلية. واليوم تُعنى الحكومة بالأثر الذي أصبح من المعالم التي تجذب السائحين، وهو يستقبل أكثر من مليون زائر سنويًا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية