الرئيسيةبحث

وايت، جزيرة ( Wight, Isle of )



وايت، جزيرة. جزيرة وايت كبرى الجزر المجاورة لإنجلترا، وتقع على القنال الإنجليزي عند منتصف الساحل الجنوبي تقريبًا، أمام هامبشاير. والجزيرة مقاطعة منفصلة، تعتبر من حيث المساحة والتعداد السكاني أصغر مقاطعة في إنجلترا. وقد اشتهرت منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي بكونها منتجعًا لقضاء العطلات.


حقائق موجزة

كبرى المدن: رايد، نيوبورت وكاوس.
المساحة: 380 كم².
عدد السكان: 122,900 نسمة.
أهم المنتجات: الزراعية: منتجات الألبان، الخضراوات والفواكه والمحار، الخنازير، الدواجن، المواشي والأخشاب. المنتجات الصناعية: تجميع الطائرات، أنظمة تحكم المطارات، الجعة، بناء الزوارق والسفن، أدوات الزينة، الإلكترونيات، المعدات الهندسية، المواد الغذائية، منتجات النفط، والبلاستيك، أعمال المحاجر: الطباشير والرمل والحصى.

السكان ونظام الحكم

كاوس بجزيرة وايت مركز مشهور بأنشطة الزوارق الشراعية. ومهرجان الزوارق المسمى أسبوع كاوس، تزيد شهرته على مائة عام.

الترويح:

تعتبر مدينة كاوس أكثر مدن بريطانيا الساحلية شهرة بالنسبة لأنشطة الزوارق الشراعية، كما أن فريق اليخت الملكي بها، يعدّ من أكثر النوادي العالمية شهرة. ومن المراكز الشعبية الأخرى التي تشتهر بأنشطة الزوارق الشراعية مدن بمبردج ؛ ورايد ؛ وسيفيو ؛ ويرموث. وللجزيرة شواطئ جميلة، كما أن بها خدمات جيدة لمحبي صيد الأسماك، حيث يمكن صيد أسماك التروتة في أنهار الجزيرة وجداولها وفي بحيرات مخصصة لذلك. كما أن ركوب الخيل هواية محببة في الجزيرة.

الأساطير والعادت المحلية:

بدأت شهرة أسبوع كاوس تنتشر بوصفه أسبوعًا سنويًا لأنشطة الزوارق الشراعية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك عندما بدأ ولي العهد ـ الذي أصبح فيما بعد الملك إدوارد السابع ـ الاهتمام بهذا النشاط. ومنذ ذلك الوقت وأسبوع كاوس يعد مناسبة اجتماعية كبرى يهتم بحضورها غالبًا أعضاء الأسرة المالكة.

وتاريخ جزيرة وايت حافل بقصص السفن الغارقة والتهريب، ونجد أن بمبردج، مثلاً تعد أحد مراكز التهريب منذ القدم.

الحكم المحلي:

تنعقد دار المحكمة في نيوبورت. والشرطة العاملة في الجزيرة جزء من وحدة للشرطة تضم الجزيرة وهامبشاير، ومركزها الرئيسي في وينشستر بهامبشاير.

الاقتصاد

فينتنور تجذب الكثير من الزوارق لشاطئها الرملي، الذي يماثل مناطق أخرى من الساحل في جنوب شرقي جزيرة وايت.

الزراعة وأعمال المحاجر:

يهتم سكان الجزيرة بمزارع الألبان، وترى العديد من قطعان الماشية ترعى الكلأ في الشمال. وهناك مصنع لمنتجات الألبان في نيوبورت، ويربى كثير من المزارعين الخنازير، كما أن هناك عددًا من مزارع الدواجن. وقد زادت في الآونة الأخيرة أعداد الأغنام بصورة حادة بينما تناقصت أعداد الأبقار.

وينتج كثير من مزارعي الجنوب خضراوات متنوعة للتسويق، مثل الجزر والذرة السكرية والثوم والبطاطس، كما يزرع المزارعون القمح الشتوي والشعير الربيعي وتفل العنب الشتوي.

تنتج هيئة إدارة الغابات الأخشاب في غابات برايستون وباركهيرست. وتنقل الأخشاب إلى إنجلترا لصناعة المنتجات الورقية. وتوجد زراعة المحار في نيوبورت. أما أعمال المحاجر فينتج منها الطباشير والحصى والرمل.و تؤدي السياحة دورًا مهمًـا في اقتصــاد الجــزيرة، التي تشتهر مدنها بجميع وسائل الترويح المعروفة.

الصناعة:

تعد جزيرة وايت مركزًا لتطوير العبارات. وبمدينة كاوس ثلاثة مصانع لهذا الغرض يعد أحدها أضخم مصنع من نوعه في العالم. وتضم صناعات كاوس الأخرى الإلكترونيات والهندسة البحرية والميكانيكية. ومن المنتجات المحلية أجهزة التحكم المستخدمة في المطارات والزوارق والسفن وصناعات البلاستيك ومنتجات النفط والأشرعة. وينتج عمال الجزيرة مواد الزينة والدوائر الإلكترونية وزوارق الألياف الزجاجية والطائرات الشراعية اليدوية ومعدات المذياع. كما توجد في منطقة نيوبورت صناعات إعداد الجعة واستخلاص القطران وصناعات هندسية أخرى.

أما مدينة رايد فمن منتجاتها أجهزة التكييف وعلف الحيوان والمواد الغذائية والطباعة، في حين ينتج عمال فينتنور الجعة ومنتجات البلاستيك. وتشتهر مدينة فريشووتر بإنتاج الأوسمة والشعارات. ويوجد مصنع لتجميع الطائرت في بيمبريدج. أما مدينة يارموث فتشتهر بصناعة الزوارق، وبها مركز لليخوت وأرصفة للعبّارات والمعدِّيات.

النقل والاتصالات:

تعبر الزوارق المعدِّية ناقلةً المسافرين والسيارات مابين ساوثامبتون وكاوس. وما بين ليمينجتون ويارموث، في رحلات متعددة، كما توجد خدمات لعبور السيارات بين بورتسماوث وفيشبورن وعبّارات سريعة (كاتماران) مابين بورتسماوث ورايد. وهناك أيضًا عبارات سريعة من نوع السفينة الطائرة (الهايدروفويل)، لنقل المسافرين عبر السولينت من ساوثامبتون وكاوس، وأخرى للعابرين فقط تربط مابين ساوث سي ورايد. أما زوارق نقل البضائع فتعمل مابين بورتسماوث وساوثامبتون وكاوس، أو نيوبورت.

أما شبكة الطرق بالجزيرة فمركزها نيوبورت. وتخدم الحافلات حوالي 800كم من طرقات الجزيرة، وتربط السكك الحديدية الكهربائية بين رايد وسانداون وشانكلين. وهناك مطاران في الجزيرة أحدهما في سانداون والآخر في بيمبردج. وتصدر في الجزيرة جريدتان أسبوعيتان، كما أن بها خدمات إذاعية محلية تقدمها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي راديو سولنت) مركزها ساوثامبتون، بالإضافة إلى محطة مستقلة في فيرهام.

وهناك محطة اتصالات لاسلكية في مدينة نيتون، تنظم الاتصالات مع السفن في القنال الإنجليزي.

السطح

الموقع والمساحة:

تقع جزيرة وايت جنوبي مياه ساوثامبتون، وتفصلها عن هامبشاير قناتان ضيقتان هما ســولنْت وسبِتْهِد، اللتان يتراوح عرضهما مابين ثلاثة وستة كيلو مترات. ويبلغ طول الجزيرة 37 كم، أما عرضها فيبلغ نحو 21 كم.

التضاريس:

معظم أرض الجزيرة منخفض، غير أن حافة التلال الطباشيرية تقطعها شرقًا من كلفركليف وحتى نيديلز غربًا. كما تمتد حافة أخرى من التلال الطباشيرية على طول الساحل الجنوبي، مابين سانت كاثرينزبوينت وشانكلين. أما أعلى نقطة بالجزيرة فتقع على بونيفيس داون شمالي فينتنور، حيث يبلغ ارتفاعها 240 م فوق سطح البحر.

ويختلف الساحل الشمالي للجزيرة عن الساحل الجنوبي اختلافا واضحًا. فالساحل الشمالي تتخلله أنهار صغيرة تتكون بينها الخلجان والمصبات الفسيحة، بينما يحد الساحل الجنوبي حواف صخرية عالية، تقطعها وديان ضعيفة وعميقة وخلجان تجذب العديد من المصطافين. وبالرغم من أن بالساحل الجنوبي مراكز سياحية، إلا أن العديد من السفن تتحطم على الصخور الناتـئة في البحر بين آثرفيلد وبرايستون.

المناخ:

تتمتع جزيرة وايت بأدفأ مناخ في بريطانيا، إذ تتراوح درجة البرودة بها في يناير بين حوالي 5°م و 17°م في يوليو، بينما يبلغ متوسط هطول الأمطار سنويا حوالي 760مم.

نبذة تاريخية

تجول إنسان العصر الحجري في أنحاء الجزيرة قبل انفصالها عن الجزيرة الأم، كما شيد إنسان العصر البرونزي المدافن الركامية على مرتفعاتها الطباشيرية. وهبط الرومان بالجزيرة في عام 44 م. بينما استقر أفراد من الجوت في الجزيرة في القرن السادس وأدخل السكسون النصرانية إليها في القرن السابع الميلادي.

وبعد الغزو النورمندي لبريطانيا في عام 1066 م، حكم الجزيرة عدد من الأعيان (اللوردات)، كانوا يتمتعون بدرجة كبيرة من الاستقلال حتى عام 1293 م، عندما صارت وظيفة اللورد ملكية، يحدد ملك أو ملكة بريطانيا من يشغلها.

من أهم أحداث الجزيرة ما وقع أثناء الحرب الأهلية، عندما فر الملك تشارلز الأول إلى الجزيرة في عام 1647م. وظل أهل الجزيرة الذين كانوا يؤيدون البرلمان، يشاهدون الملك في قلعة كاريزبروك أكثر من عام، إلى أن نقلته قوات البرلمان من الجزيرة في نوفمبر عام 1648م، ثم أعدم بعد ذلك بشهرين. وأقامت الملكة فكتوريا في قصر أوزبورن بالقرب من كاوس سنين عديدة، وتوفيت هناك عام 1901م.

ولجزيرة وايت علاقات وطيدة بكثير من الشعراء ؛ فقد ذهب إليها جون كيتس في بحثه اليائس عن الاستشفاء عام 1817م، وكتب بعضًا من أروع قصائده هناك، كما أن اللورد تنيسون أقام بها في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي واستمال لها عددًا من مشاهير الأدباء.

★ تَصَفح أيضًا: كاوس ؛ رسكين، جون ؛ كيتس، جون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية