بالدقائق
الأشخاص البُدَناء أكْثر عُرضة لِلإصابة بأمراض معينةٍ منْ غيرهم، كما أن علاج هذه الأمراض يكون أقَلّ نجاحًا في البدناء. ومن أمثلة هذه الأمراض، التهاب الزائدة الدوديّة وتليُّف الكبد ومرض السكر وأمراض القلب (خصوصًا أوعية القلب التاجية) ويكون لدى الشّخص المصاب بأيّ من هذه الأمراض فرصة أكبر للشفاء لو استطاع أن يُنقص وزنه.
كما أن الأشخاص البُدناء يكونون عُرضة للحَوادث والسّقوط نظرًا لبطء حركتهم ولكونهم غير رشيقين. كما يصعب شفاؤهم من هذه الإصابات نظرًا لأنّ العمليات الجراحية التي تجرى لهم تكون خطرة. وتقلل الزيادة في الوزن بلا شك من حرية الحَرَكة خصوصًا لدى الشيوخ مما يضعف الصحة العامة. كما أنَّ قِلة الحركة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل تُعيق عِلاجهم.
يحتاج الأطفال والنساء الحَوامِل كمية زائدة من السُّعرات الحرارية لعملية النمو. ولكن الزيادة في تناول الطعام عن حدّه المطلوب يزيد بلا شك من الدهون في الجسم. ★ تَصَفح: السعر الحراري.
وتؤدي كمية الطعام دورًا أساسيًا في زيادة الوَزن مُقارنة بنوعية الطعام. وقد يتناول الأشخاص البدناء أو ذوو الوزن الطبيعي والنحفاء كمّية متساوية من الطعام، لكن الاختلاف الناتج في الوزن يكون بسبب اختلاف العلاقة بين كمية الطعام المتناولة وكمّية الطاقة المستخدمة في كل حالة.
توجد في الدماغ مراكز مسؤولة عن الشّهية والجوع والشبع. تُعطي هذه المراكز الشعور بهذه الأحاسيس وتجعلك توقف تناول الطعام عندما تجد القدر الكافي منه. وتجعل هذه المراكز الشّخص يأكل كمية كافية لإمداد الجسم بطاقة تكفي لاحتياجه. وعلى حين أن مراكز التغذية تجعل الشخص يقْدِم على الطعام، فإن مراكز الشبع تعمل على كبح أو إيقاف مراكز التغذية، مما يجعل الشخص راغبًا في التوقف عن تناول الطعام.
وآلية عمل مراكز التغذية والشبع معقدة جدًا. وهناك عدة أسباب تساعد في إرباك عمل مراكز التغذية، مثل الضغوط النفسية والخواص الوراثية. ومن الأمثلة على ذلك إصابة شخص ما بخيبة أمل كبيرة تؤدي إلى إيقاف جميع النشاطات البدنية. وفي مثل هذه الحالة يأكل الشخص كمية أكبر مما اعتاد عليه، مما يسهم في زيادة الوزن، بينما هناك أشخاص آخرون تزداد الحركة البدنية لديهم في حالة خيبة الأمل مما يساعد في نقص الوزن.
يعتقد بعض العلماء أن إعطاء الأطفال الرضع كمية كبيرة من الأكل فوق ما يحتاجونه يسهم في زيادة عدد الخلايا الدهنية لديهم، وهذه الخلايا لها القدرة على تخزين الدهون بسهولة، مما يجعل هؤلاء الأطفال عرضة للإصابة بالبدانة طوال حياتهم.
تستهلك الرياضة البدنية كمية كبيرة من السعرات الحرارية. وكلما زادت شدة التمارين الرياضية، زاد استهلاك الطاقة الحرارية. فمثلاً عندما يمشي شخص وزنه 68كجم بسرعة 5,6 كم/ساعة، فإن كمية الطاقة المستهلكة هي 502 سعر حراري في زمن مقدارة 97 دقيقة. وهذه الطاقة تساوي كمية السعرات الحرارية الموجودة في كأس من الحليب المخفوق. كما أن نفس الشخص يستطيع أن يستهلك نفس الطاقة عند ركوب دراجة لمدة مقدارها 61 دقيقة، أو عندما يجري لمدة 26 دقيقة.
تتناسب كمية السعرات الحرارية المستهلكة مع وزن الشخص، فمثلاً، الشخص الذي يزن 34 كجم، يستهلك نصف الطاقة التي يستهلكها شخص يزن 68 كجم عندما يقومان بنفس التمارين الرياضية في زمن متساو.
وتزداد الشهية بزيادة الحركة لدى الأشخاص غير الخاملين. ولكن، من الناحية الأخرى، لا تقل الشهية لدى الأشخاص الخاملين. كما أن الشهية لا تقل عن حد معين حتى ولو قلت الحركة.
أما في الإنسان، فإن دور المورثات غير معروف تمامًا كما هو الحال في الحيوانات. ولكن الباحثين وجدوا أن هناك دلائل على أن بعض الأشخاص لديهم الاستعداد للبدانة دون غيرهم بسبب المورثات. ففي دراسة أجريت على طلاب المدارس الثانوية وجد أن 8% فقط من الطلاب البدناء ينتمون لآباء نحفاء. وبين العوائل التي يكون فيها أحد الوالدين بدينًا، وجد أن 70% من الأطفال بدناء . وبين العوائل التي تضم والدين بدينين، كان نسبة 80% من الأطفال بدناء. كما أوضحت هذه الدراسة أن الطفل الناشئ داخل عائلة بالتبني، لا تظهر فيه هذه العلاقة الوراثية.
كما يظهر دور الوراثة على البدانة في أنها تؤثر على شكل الجسم والذي بدوره يؤثر في ظهور السمنة. فالأشخاص ذوو الأيدي العريضة والأصابع القصيرة يكونون عرضة للبدانة أكثر من ذوي الأيدي الرفيعة والأصابع الطويلة. والطفل الذي ينحدر من أبوين بدينين ليس من الضروري أن يكون بدينًا، بل عليه أن يتناول كمية من السعرات الحرارية تزيد على حاجته حتى يكون بدينًا.
عندما تقرر تقليل الوزن، يجب عليك استشارة الطبيب وإجراء فحص كامل قبل أن تبدأ في برنامج تقليل الوزن، كما أنه يمكن الاستفادة من استشارة اختصاصيّ التغذية.
إضافة إلى ما سبق، قد يحتاج البدين استشارة معينة، وبالأخص إذا كان الشخص يعاني من نظرة الناس إليه على أنه مذنب وقليل الفائدة. فالخطوة الأولى في العلاج النفسي هي إزالة هذا الشعور ومعالجة الشخص باعتباره صاحب مشكلة طبية.
والغذاء المراد استخدامه بغرض تقليل الوزن، يجب أن يكون مقدرًا تقديرًا جيدًا، بحيث يحتوي على جميع العناصر الغذائية المتميزة والضرورية للجسم. وليس هناك دلائل على أن تناول الغذاء الذي يحتوي على القليل من عنصر معين، مثل الغذاء الفقير في النشويات أو البروتين أو الغذاء الذي يحتوي على عنصر غذائي واحد، له ميزة على تناول الغذاء الذي يحتوي على عناصر غذائية متوازنة. ★ تَصَفح: التغذية. وإضافة إلى ما سبق، فإن الغذاء المراد استخدامه لتقليل الوزن يجب أن يكون ذا طعم جيد ومن الممكن شراؤه وطهيه بسهولة ويسر.
يجب على الشخص الراغب في تقليل وزنه أن يطلع ويدرس الجداول التي توضح عدد السعرات أو محتوى السعرات الحرارية في الأغذية المختلفة. ويعتقد كثير من الناس أن بعض الأغذية، كالبطاطا المقلية والخبز، تحتوي على كمية أكبر من السعرات الحرارية عما تحويه في حقيقة الأمر، كما يعتقدون أن هناك أغذية أخرى مثل اللحوم تقل فيها السعرات الحرارية عما هو حقيقي.
أما عملية توزيع السعرات الحرارية المأخوذة بين الوجبات الرئيسية والوجبات الأخرى الخفيفة، فإنه متروك للشخص. يقسم بعض الناس الوجبات الرئيسية إلى 4 أو 5 وجبات خفيفة في اليوم الواحد وذلك تحاشيًا للشعور بالجوع. بينما هناك أشخاص آخرون يستطيعون أن يتبعوا نظامًا غذائيًا مكونًا من ثلاث وجبات رئيسية فقط.
★ تَصَفح أيضًا: الحمية ؛ التغذية.