الرئيسيةبحث

المملكة المتحدة، أنظمة تعليم ( United Kingdom, Educational systems of the )



في الدرس العادي للمدرسة ربما يدرس التلاميذ بأنفسهم ويطلبون المساعدة من أستاذهم عندما يحتاجونها.
المملكة المتحدة، أنظمة تعليم. أنظمة تعليم المملكة المتحدة تختلف بين المناطق الأربع التي تكوِّنها وهي إنجلترا وأيرلندا الشمالية وأسكتلندا وويلز، من حيث التاريخ والثقافة. والنظم التعليمية في المملكة المتحدة متشابهة في التركيب العام ولكنها مختلفة في نواح معينة نتيجة لاختلاف الثقافات.

تنقسم مراحل التعليم في بريطانيا إلى ثلاث مراحل: التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي والتعليم العالي والإضافي. ونظام التعليم الكامل والمنتظم إجباري من سن الخامسة وحتى سن السادسة عشرة. تسبق بريطانيا العديد من الدول الأخرى في تحديد سن الإلزام. وتستمر نسبة عالية جدًا من الناس في التعليم الكامل والمنتظم أو في التعليم الجزئي والتدريب حتى سن الثامنة عشرة.والتعليم في المرحلة الابتدائية والثانوية تعليم عام أكثر من كونه مهنيًا.


الخصائص

التعليم قد ينتهي بالجامعة المفتوحة. يتعلم العديد من الراشدين في المملكة المتحدة في المنزل بمشاهدة البث التلفازي الجامعي.
بالرغم من العديد من الاختلافات، تتصف النظم التعليمية في ولايات المملكة المتحدة الأربع بالصفات العامة المشتركة التالية: 1- يوجَّه التعليم في الولاية بوساطة الحكومة المركزية والسلطات المحلية اللتين تعملان جنبًا إلى جنب. وعلى سبيل المثال، يختلف هذا النظام عن النظام الفرنسي الذي تهيمن فيه الحكومة المركزية على التعليم، ويختلف أيضًا عن النظام السائد في الولايات المتحدة الأمريكية الذي تسيطر فيه الحكومة المركزية سيطرة محدودة. 2- تعمل كل من السلطات العامة والمنظمات الطَّوعيَّة جنبًا إلى جنب لدعم التعليم، في حين تتنافس مثل هذه المنظمات فيما بينها في دول أخرى. 3- التعليم في الدولة متوفر للجميع بغض النظر عن الجنس واللون والطبقة الاجتماعية والدين والسياسة. 4- توفير كافة الفرص المتساوية والمتنوعة في تعليم الأطفال. 5- تقع مسؤولية التنظيم في المدرسة واستخدام طرق التدريس بالدرجة الأولى على المدرسين لا على موجِّهي المدرسة أو الممثلين الآخرين للحكومة المركزية. 6- تتعاون مع المدرسة العديد من وكالات التعليم الأخرى مثل المكتبات العامة والمتاحف وصالات العرض، وهيئات الاتصال التعليمي في الشركات الكبرى، كما تمدها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بخدمات إذاعية وتلفازية منتظمة، وكذلك تمدها هيئة الإذاعة المستقلة (IBA) بدروس تلفازية.

المدارس

التنظيم والإدارة:

في إنجلترا وويلز. يوجد في إنجلترا وويلز حوالي 21,000 مدرسة ابتدائية وحوالي 4,200 مدرسة ثانوية، معظمها مدارس حكومية. تراقب هذه المدارس وتموّل بوساطة السلطات التربوية المحلية. تتكون هذه السلطات التربوية المحلية في الغالب من مجالس الإقليم المحلية فيما عدا أقاليم العاصمة التي تكون فيها السلطة التربوية المحلية لمجلس المنطقة. توجد سلطة تربوية محلية في مدينة لندن التي تتمتع بحكم ذاتي. تضع السلطات التربوية المحلية موضع التنفيذ سياسات قسم التربية والعلوم وسياسات قسم التربية الويلزي. يعلِّم المدرسون في المدارس الحكومية التعاليم الدينية الخاصة بمذهب معين، كما أنه يجب عليهم قانونًا تزويد الطلاب بالتعاليم النصرانية، وللآباء الحق في سحب أبنائهم من تلقِّي الدروس الدينية.

في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، عرضت حكومة المحافظين على المدارس إمكانية التحرر من قبضة السلطة المحلية، وتسلُّم مواردها المالية مباشرة من سلطة الحكومة المركزية. وقد تم العمل بهذا الاقتراح بعد الاقتراع عليه من قبل أولياء الأمور. بالإضافة إلى ذلك حصلت المدارس الحكومية على تحكم أكثر في نفقاتها الذاتية في ظل إدارة محلية للمدارس.

المدارس الطوعيَّة. تراقب بوساطة السلطات التربوية المحلية وينفق عليها جزئيًا من قِبَل العديد من الكنائس أو المنظمات الطوعيَّة الأخرى. وتقدم مثل هذه المدارس التَّعليم الدينيّ الخاص.

في ويلز تدرس العديد من المدارس باللغة الويلزية أو باللغة الويلزية ولغة أخرى، وذلك حسب العادات أو الحاجات المحلية.

المدارس المستقلة. وتسمى بالمدارس الخاصة وأحيانا بالمدارس العامة. لاتتلقى هذه المدارس المعونات المالية، ولا تخضع للسلطات التربوية المحلية، على الرغم من انضمام بعض الأطفال لها على نفقة السلطات التربوية المحلية. تتصف المدارس المستقلة بأنها على درجة جيدة من الناحية الأكاديمية وتتطلب رسومًا عالية، وتحظى بمكانة اجتماعية مرموقة. يلتحق بهذه المدارس 6% فقط من الأطفال الذين هم في عمر المدرسة الثانوية. لمفتش الحكومة الحق في فحص مثل هذه المدارس قبل تسجيلها، وذلك للتأكد من توفر المتطلبات الأساسية من الصحة والأمان والمعايير التدريسية.

في بداية ربيع عام 1989م قُدِّم المنهج الوطني في المدارس المدعومة ماليًا من قِبَل الولاية في كل من إنجلترا وويلز ؛ وذلك للتأكد من دراسة المواد الضرورية، وكذلك تعليم المهارات الأساسية لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 16 سنة. يشمل المنهج الوطني عشر مواد أساسية منها ثلاث مواد إجبارية وهي: اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، أما المواد الأساسية الأخرى فهي: التقنية ـ وتشمل التصميم ـ والتاريخ والجغرافيا والموسيقى والفن والتربية البدنية ولغة أجنبية للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 11و 16 سنة. يتم تقويم مستوى التلميذ في هذه المواد طوال فترته الدراسية في المدرسة.

أسكتلندا. تتشابه إدارة المدارس في نظام التعليم الأسكتلندي للمدارس مع النظام التعليمي في إنجلترا وويلز، ويختلف النظامان أحدهما عن الآخر في تصنيف المدارس والترتيبات المعدَّة للتَّعليم الدينيّ. يعمل كل مجلس للحكم المحلي في الجزيرة أو الإقليم بصفته سلطة تربوية محلية ؛ كما في إنجلترا وويلز. فمعظم المدارس الابتدائية والثانوية في أسكتلندا مدارس حكومية. يوجد في أسكتلندا 2,500 مدرسة ابتدائية و 400 مدرسة ثانوية.

تراقب السلطات التربوية المحلية المدارس العامة ومدارس الكنيسة. يقصد بالمدارس العامة المدارس الابتدائية والثانوية العادية. تمول مدارس الكنيسة في أسكتلندا بوساطة السلطات التربوية المحلية، ويجب عليها أن تدعم المدرسة الطائفية ماليًا إذا كانت تحتاج ذلك الدّعم.

أيرلندا الشمالية. يتشابه النظام التعليمي في أيرلندا الشمالية في التنظيم مع النظام التعليمي في إنجلترا وويلز، ويختلف عنهما في كثرة قطاع المدارس الطوعية، فأكثر من نصف المدارس كاثوليكية، وأكثر من نصف المدارس الثانوية تقع جزئيًا تحت سيطرة الإدارة المحلية للمنطقة وهيئة المكتبة المحلية. تقتصر المدارس التي لاتدار بوساطة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على وجه الخصوص على المدرسين والتلاميذ البروتستانت.

يشتمل كل نظام تعليمي في بريطانيا على خدمة صحية مدرسية، وخدمة للوجبات الغذائية. تقدم مكاتب المهن المحلية النصح لغير الراغبين في مواصلة الدراسة وذلك بإيجاد أعمال لهم وتوجيههم حتى سن الثامنة عشرة.

التعليم ربما يبدأ في مدارس الحضانة. يتعلم هذا الطفل البريطاني في الحضانة التعبير عن نفسه بالرسم.

مدارس الحضانة:

يُخصص في كل نظام تعليمي بعض العون المالي للأطفال في المرحلة التمهيدية لدخول المدرسة وذلك لإلحاقهم بمدارس الحضانة ؛ وإذا رغب آباؤهم في ذلك. تستقبل مدارس الحضانة الأطفال من سن الثانية، ويوجد في صفوف الحضانة في بعض المدارس الابتدائية أطفال من سن الثالثة.

المدارس الابتدائية:

يبدأ معظم الأطفال في بريطانيا تعليمهم المدرسي من سن الخامسة في صفوف المبتدئين في مدرسة الأطفال. ينقسم برنامج مدارس الأطفال إلى جزءين: جزء أولي وهو أنشطة مشتملة على برامج في التَّرويح واللهو، ويليه البدء في الجزء الثاني، وهو تعلم مهارات محددة خصوصًا في القراءة والكتابة والحساب.

يدخل الأطفال مدارس الصغار عندما يبلغون سن السابعة والنصف ويستمرون في هذه المدارس غالبًا حتى سن الحادية عشرة تقريبًا، وذلك في كل من إنجلترا وأيرلندا الشمالية وويلز، أما في أسكتلندا فيستمر الأطفال حتى سن الثانية عشرة تقريبًا في مدارس الصغار الإنجليزية، حيث يقضون معظم وقتهم في عمل غير رسمي، خصوصًا في الفن والحرف اليدوية. أما في المواد الأكاديمية مثل التاريخ والرياضيات فيصبح العمل فيها تدريجيًا ورسميًا أكثر من ذي قبل.

يحول معظم الأطفال من مدرسة الصغار إلى المدرسة الثانوية الشاملة، التي تستقبل الأطفال بغض النظر عن قدراتهم. وفي بعض المناطق، يجب أن تجرى للأطفال امتحانات في السنة النهائية بالمدارس الابتدائية. ويتم اختيار بعض القادرين أكاديميًا للالتحاق بالمدرسة المتوسطة. أما ما تبقَّى منهم، فإنه يكون من المناسب له الالتحاق بمستوى أقل أكاديميًاً فيذهبون إلى المدرسة الثانوية الحديثة.

دروس الموسيقى شيء مألوف في كل مدارس الأطفال والمدارس الابتدائية في المملكة المتحدة.

المدارس الثانوية:

تسير الدراسة بطرق مختلفة في النظم التعليمية الأربعة.

في إنجلترا وويلز. يلتحق معظم أطفال المدرسة الثانوية بالمدارس الشاملة.

تختلف المدارس الشاملة اختلافًا كبيرًا في التنظيم، ففي بعضها تقدم المؤن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الحادية عشرة والثامنة عشرة، وفي مناطق أخرى توجد مدارس منفصلة للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة، ومدارس أخرى للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة. في ظل بعض السلطات التربوية المحلية يلتحق كل الذين تتجاوز أعمارهم سن السادسة عشرة مرحلة الصف السادس الثانوي والتي تتيح مجالاً أوسع للقدرات والأنشطة المختلفة. يوجد في أكبر المدارس الشاملة حوالي 2,000 تلميذ، وهذا لا يعني أن جميع المدارس الشاملة كبيرة. والتعليم في أغلب المدارس الشاملة مختلط.

يتلقَّى التلاميذ في سن السادسة عشرة، امتحانًا للشهادة العامة للتعليم الثانوي، تعتمد الدرجة جزئيًا في هذا الامتحان على كيفية العمل الفصلي خلال العامين الدراسيين اللذين يؤدي التلاميذ في نهايتهما الامتحان. عقد أول امتحان للشهادة العامة للتعليم الثانوي عام 1988م، وذلك ليحل محل الشهادة العامة للتعليم على المستوى العادي، وشهادة التعليم الثانوي. يستعد معظم التلاميذ الذين يستمرون في المدرسة بعد سن السادسة عشرة لتلقّي امتحان الشهادة العامة للتعليم على المستوى المتقدم (المستوى أ).

يدرس بعض التلاميذ في سن السادسة عشرة ـ ممن يرغبون في الاستمرار في المدرسة أو الالتحاق بكلية التعليم الإضافية ـ مقررًا قبل التعليم لتأهيلهم لمهنة تجارية. يستمر هذا المقرر لمدة عام ويشمل بعض الخبرات العملية، ويحصل التلميذ في نهايته على شهادة ما قبل التعليم الثانوي.

في أسكتلندا. معظم المدارس الثانوية مدارس شاملة، تستقبل معظم التلاميذ بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة، وبعض هذه المدارس تستقبل التلاميذ بين الثانية عشرة والسادسة عشرة، وتقوم بعد سن السادسة عشرة بتحويلهم إلى مدارس ذات إمكانات خاصة تؤهلهم لعمل متقدم. يدرس تلاميذ الثانوي العالي للحصول على شهادة التعليم الأسكتلندية. يتلقَّى التلاميذ الأسكتلنديون البالغون من العمر ستة عشر عامًا امتحانات في المستوى الدراسي المعياري (المستوى S)، وبعد ذلك يمكن أن يتأهلوا لتلقِّي امتحانات في المستوى الدراسي الأعلى (المستوى H)، وذلك في سن السابعة عشرة. ويدرس بعض التلاميذ بتوسع أكثر، ويستمرون للحصول على شهادة دراسات السنة السادسة.

في أيرلندا الشمالية. يلتحق معظم التلاميذ من سن الثانية عشرة وحتى سن الثامنة عشرة بالمدارس الشاملة، ويذهب بعضهم إلى المدارس النظامية، وذلك بعد اجتيازهم بعض الامتحانات. يدرس التلاميذ للحصول على الشهادة العامة للتعليم الثانوي لأيرلندا الشمالية والذي عقد لأول مرة عام 1988م.

تقدم جميع المدارس الثانوية البريطانية التربية البدنية والألعاب. وفي خارج ساعات الدوام المدرسي، ربما تقدم أيضًا أنشطة إضافيَّة اختيارية.

المدارس الخاصة:

يتلقى الأطفال المعاقون في بريطانيا معاملة خاصة في كل الأنظمة التعليمية الأربعة. ويلتحق العديد منهم بالمدارس العادية، وبعضهم يذهب إلى المدارس الخاصة باعتبارهم تلاميذ في النظام الداخلي أو تلاميذ في النظام الخارجي العادي.

يُصنَّف التلاميذ المعاقون في التعليم كالآتي: الكفيف والمحدود الرؤية والمعاق جسديًا، وفاقدو النطق (من لديهم عيوب نطقية) وضعاف البدن والانطوائيون.

التعليم الإضافي

يقصد به تقديم نوع من أنواع الأنشطة التعليمية للناس بعد العمر القانوني لترك المدرسة. وتستخدم عبارة التعليم العالي عادة للبرامج التي يكون أقل متطلبات الالتحاق بها اجتياز امتحانين في الشهادة العامة للتعليم وذلك على المستوى العالي. يشمل التعليم الإضافي، التعليم المهني والتعليم العام والأنشطة الاجتماعية التَّرويحيَّة.

أعمال الخشب والمهارات العملية الأخرى يمكن تعلمها في وقت الفراغ، وذلك بالالتحاق ببرامج التعليم الإضافي.

التعليم المهني:

يشكل التعليم المهني نسبة عالية من التعليم الإضافي، ويشمل الكليات الفنية المتعددة، والكليات التقنية والكليات الفنية وكليات الفنون أوكليات الزراعة والمعاهد التعليمية. والمؤهلات المهنية الأساسية التي يكتسبها الطلاب من التعليم الإضافي هي:

1 - شهادات المدينة ونقابات معهد لندن، وتمنح للتجار المهرة. 2 - الشهادة الوطنية العادية والشهادة الوطنية العالية، تمنح العادية للفنيين المتفرغين جزئيًا للدراسة، وتمنح العالية للمتفرغين تفرغًا تامًا للدراسة. 3- درجات من إحدى الجامعات أو كليات التقنيات المتعددة أو من مجلس المنح الأكاديمية الوطنية وتمنح للتقنيين. 4- شهادات ودبلومات عامة ووطنية عالية وتمنح لمديري الأعمال ومديري المكاتب، ومنح ما بعد الخبرة الأساسية من مجلس التعليم التقني والتجاري في إنجلترا وويلز، ومن مجلس التعليم التجاري والتقني الأسكتلندي. 5- دبلوم في الفن والتصميم للفنيين والحرفيين.

برامج الدراسة. ترتب البرامج في السنوات الدراسية بحيث تبدأ في سبتمبر أو أكتوبر وتنتهي في يونيو أو يوليو. يجب أن يبدأ الطلاب البرنامج الدراسي في بداية السنة الدراسية، وتتطلب بعض برامج التعليم الإضافي التفرغ الكامل، فعلى سبيل المثال، تحتاج برامج العمال الزراعيين في المعاهد الزراعية التفرغ الكامل لمدة عام أو عامين، ولكن أغلب برامج التعليم الإضافي تتبع نظام التفرغ الجزئي. ينقسم البرنامج إلى ثلاثة أنواع عامة هي: الشطر والإعفاء النهاري والفترة الموحدة.

يستغرق برنامج الشطر غالبًا حوالي ستة أشهر دراسية في الكلية الفنية، وتُتبع بستة أشهر أخرى في التدريب العملي. هناك برامج شطر أخرى متنوعة والأمثلة تشمل برنامج سنة في الكلية الفنية وتتبع بسنة في التدريب العملي، أما برنامج الشطر المكثف فيتضمن قضاء سنة في التدريب العملي، تتبع بثلاث سنوات في الكلية وأخيرًا بسنة في التدريب العملي.

يتضمن برنامج الإعفاء النهاري غالبًا الإعفاء من حضور يوم واحد وليلة أو ليلتين في الأسبوع في الكلية الفنية، ويغلب على برنامج الإعفاء النهاري التفرغ الجزئي.

يقضي الموظف الملتحق في برنامج الفترة الموحدة أسبوعًا كاملاً، من خمسة أيام، أو أسبوعين من عشرة أيام في الكلية الفنية. يعتبر معظم الناس أن برنامج الفترة الموحدة أكثر نفعًا للطالب وذلك لتكثيف الدراسة به أكثر من برنامج الإعفاء النهاري.

أنواع أخرى من التعليم الإضافي:

يلتحق الناس ببرنامج الثقافة العامة التي تسمى تعليم الكبار لتحقيق أهدافهم الخاصة، رغم أنه لايعقد لها امتحانات ولايحصل فيها الدارس على مؤهلات. تمول السلطات التربوية المحلية مثل هذا التعليم في كليات التعليم الإضافي. تعمل كل من منظمة تعليم العمال وأقسام الدورات في الجامعات معًا لدعم تعليم الكبار. وأيضًا تقوم السلطات التربوية المحلية والمنظمات الطوعيَّة بإدارة الأنشطة الاجتماعية والترويحية. وقد يلتحق الرجال والنساء بخدمات القوات المسلحة البريطانية بدورات التعليم العام أو المهني في الكليات، وذلك بدعم من السلطات التربوية المحلية.

الإدارة:

يدار كل التعليم الإضافي في بريطانيا تقريبًا بوساطة السلطات التربوية المحلية، ويستثنى من ذلك الكليات الوطنية، حيث تدار وتمول بوساطة قسم التربية والعلوم والمصانع ذات العلاقة، ويستثنى أيضا قليل من الكليات الداخلية المستقلة والمعاهد المركزية الأسكتلندية (المعادلة للتقنيات المتعددة في إنجلترا وويلز)، حيث تدار بوساطة قسم التربية الأسكتلندي. وقد اقترحت حكومة المحافظين في بدايات التسعينيات من القرن العشرين أن تفتح كليات التعليم الإضافي على هيئة شركات مستقلة، لها جهازها الخاص، ولا تخضع لتحكم السلطة التربوية.

الكليات التقنية والجامعات

كلّيات التقنيات المتعددة:

في بداية الستينيات من القرن العشرين، خصصت 30 من كبريات الكليات غير الجامعية للتقنية والتعليم الإضافي لتضمّ تقنيات متعددة. وأنشأت الحكومة مجلس المنح الأكاديمية الوطنية، والذي تقدم من خلاله كليات التقنيات المتعددة وكليات التعليم العالي الأخرى ـ التي تطورت من كليات المعلمين السابقة ـ برامج على مستوى الدرجات العلمية، وفرصًا للدراسات العليا والبحث العلمي. تطورت كليّات التقنيات المتعددة بسرعة في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين. سجل عدد من الطلاب يساوي المسجلين في الجامعات، أنفسهم في كليّات التقنيات المتعددة للحصول على الدرجات العلمية وذلك في نهاية ثمانينيات القرن العشرين. كانت كليّات التقنيات المتعددة حتى عام 1988م تخضع للسلطات التربوية المحلية، وفي ذلك العام، صدر قرار تربوي بأن يكون لكليات التقنيات المتعددة جهازها الإداري الخاص بها، وأن تتسلم مخصصاتها المالية من الاعتمادات المالية لمجلس التقنيات المتعددة والكليات.

وفي عام 1992م، ألغى قانون التعليم العالي التمييز بين الجامعات والكليات التقنية. وأصبح لكليات التقنية بمقتضى هذا القانون الحق في منح الدرجات العلمية الخاصة بها بل واتخاذ لقب الجامعة. فعلى سبيل المثال استبدل بكليات نيوكاسل التقنية اسم جامعة نورثمبريا في نيوكاسل. وفي مارس 1993م، تم حل مجلس المنح الأكاديمية الوطنية، وانتقلت صلاحياته إلى الجهات الأكاديمية المختلفة.

جامعة سانت أندروز أقدم الجامعات الأسكتلندية، أسست بموجب مرسوم ملكي في عام 1410م.

الجامعات:

بالرغم من أن الحكومة تدعم الجامعات البريطانية من الرصيد العام، إلا أنها ليست جزءًا من النظام العام للتعليم، بل هي مؤسسات مستقلة أنشئت بوساطة مرسوم ملكي.

تشمل الجامعات في المملكة المتحدة عددًا من أقدم وأشهر الجامعات في العالم. توجد في المملكة المتحدة نحو مائة جامعة. تفتح هذه الجامعات أبوابها أمام أي شخص يرغب في التأهيل الأكاديمي المطلوب. درس في هذه الجامعات العديد من الرجال والنساء من بلدان ما وراء البحار. يوجد أيضًا في بريطانيا جامعة مفتوحة لاتحتاج مؤهلات أكاديمية رسمية.

لكل جامعة في بريطانيا مرسوم في شكل وثيقة تعترف بأنها مؤسسة رسمية، وأن لها الحق في منح الدرجات العلمية. منحت الملكة هذه المراسيم للجامعات بعد بدايات القرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان البابا يقوم بإصدار هذا القرار.

تهيئ جميع الجامعات في بريطانيا نفس الوسائل التعليمية والبحثية والخدمات العامة، وتختلف اختلافًا كبيرًا في المباني، وطريقة التنظيم والمقررات التي تقدم للدارسين. عُرفت الجامعات التي أسست في بدايات القرن التاسع عشر باسم الجامعات ذات الطوب الأحمر، وذلك لتميزها عن الجامعات القديمة المبنية بالحجر.

جامعتا أكسفورد وكمبردج. من أقدم الجامعات البريطانية. تأسست جامعة أكسفورد في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي في فترة نشاط فكري عظيم. وأنشئت جامعة كمبردج في بداية القرن الثالث عشر. وبمرور الزمن، أسس الموسرون والمتدينون كليات للطلاب الفقراء، وكانت نتيجة ذلك أن أصبحت جامعتا أكسفورد وكمبردج اليوم تتضمنان مجموعة كبيرة من الكليات.

طورت جامعة أكسفورد وجامعة كمبردج نموذجًا للتدريس يعرف بحلقات المناقشة، (مناقشات بين الطلاب والأستاذ). تتكون المناهج التقليدية من العلوم الإنسانية والرياضيات، ومازالت هذه الموضوعات تحظى بمكانة عظيمة، وتجذب العديد من الطلاب. وتشمل المناهج اليوم العلوم الطبيعية والاجتماعية.

يواجه الشخص الراغب في الالتحاق بهذه الجامعات منافسة قوية.

يشكل طلاب هذه الجامعات نسبة عالية من خريجي المدارس الثانوية العليا المستقلة، ويبدو أن هناك علاقات طويلة الأمد بين هذه الجامعات والمدارس الثانوية العليا المستقلة. يعتبر العديد من الناس أن الحصول على درجة علمية من جامعة أكسفورد أو جامعة كمبردج ميزة عظيمة تؤهلهم للوظائف في القطاع الخاص أو العام.

جامعات أسكتلندا القديمة. تلي هذه الجامعات من حيث القدم جامعة أكسفورد وجامعة كمبردج. تشمل الجامعات الأسكتلندية القديمة كلاً من أبردين وأدنبرة وجلاسجو وسانت أندروز. تأسست جامعة سانت أندروز عام 1410م وهي أقدم الجامعات الأسكتلندية.

جامعة درهام. تأسست في القرن التاسع عشر الميلادي، ولكنها تحتوي على العديد من سمات الجامعات القديمة. أسست سلطات الكنيسة الجامعة وسُمح لها باستخدام قلعة درهام. تتكون الجامعة من 13 كلية، بالإضافة إلى سكن داخلي.

الجامعات الفيدرالية. تشمل كلاً من جامعة لندن وجامعة ويلز، وتتكون كل واحدة منهما من عدد من المعاهد الكبيرة والمنفصلة، ولها إدارات مستقلة يرتبط بعضها ببعض بإدارة مركزية. أكبر هذه الجامعات جامعة لندن حيث يدرس بها أكثر من 40,000 طالب منتظم، وبها عدد من الكليات العامة والخاصة، والتي تضاهي في حجمها جامعات كاملة في أماكن أخرى، مثل كلية لندن الجامعية وكلية الملك وكلية لندن للاقتصاد ومعهد التربية، وعدد من المدارس الطبية الشهيرة في العالم، والمعاهد المتخصصة ولاسيما معاهد الدراسات العليا.

تتكون جامعة ويلز من ست كليات هي أبريستويث وبنجور وكاردف وسوانسي وكلية سانت ديفيد ¸لمبيتر· والمدرسة الوطنية الويلزية للطب.

الجامعات المدنية الأولى. وتدعى أحيانًا بالجامعات الحديثة، وتشمل كلاًّ من بلفاست وبرمنجهام وبريستول وليدز وليفربول ومانشيستر وشفيلد. أنشئت هذه الجامعات في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ؛ وذلك لتوفير التعليم الجامعي للناس الذين يعيشون بالقرب منها. أسس بعض من هذه الجامعات بالتبرعات الفردية، والأخرى بجهود المجتمع كله. تمثل هذه الجامعات أول تحول واضح عن النموذج الجامعي الذي رسخته جامعتا أكسفورد وكمبردج، ولا شك أنّ هذه الجامعات أحدثت تغييرًا جذريًا في التعليم الجامعي في إنجلترا.

الجامعات المدنية اللاحقة. أسست في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلاديين. وتشمل هذه الجامعات كلاً من: إكستر وهل ولينستر ونوتنجهام وريدنج وساوثامبتون. كانت هذه الجامعات في بدايتها، تعد الطلاب للدرجات الخارجية في جامعة لندن. حصلت جامعة ريدنج على مرسومها الملكي عام 1926م، بينما حصلت بقية الجامعات على مراسيمها الملكية فيما بين عامي 1948م و 1957م.

الجامعات الجديدة. تأسست في الستينيات من القرن العشرين، وتشمل كلاً من: إيست أنجليا وإسكس وكنت ولانكاستر وستيرلنج وستراثكلايد وسسكس ووريك ويورك. وقد تأسست جامعة كيلي قبل هذه الجامعات. وتتصف هذه الجامعات بخصائص رئيسية ؛ فهي لا تتقيد بالتوزيع التقليدي للكليات، لذا قد يكون من نصيب الطلاب درس أنواع جديدة من المقررات، ويسكن معظم طلابها في السكن الداخلي للكليات، ولها مواقع فسيحة خارج المدينة ومبانيها مصممة بعناية فائقة.

الجامعات التقنية. أُسِّست بين عامي 1966م و1967م. حصلت كليات التقنية العشر المتقدمة في إنجلترا وويلز وكلية هريوت ـ واط في أسكتلندا على الاعتراف بها بصفتها جامعات. وأصبحت اثنتان من هذه الكليات منتميتين إلى الجامعات القائمة، وهما كلية تشلسي للعلوم والتقنية، والتي أصبحت إحدى كليات جامعة لندن، وكلية ويلز للتقنية المتقدمة، والتي أصبحت جزءًا من جامعة ويلز. أما الكليات التسع الأخرى فقد أصبحت جامعات مستقلة. تركز هذه الجامعات على التقنية والعلم التطبيقي، وتقدم أغلبها مقررات في العلوم الاجتماعية. إن إحدى ميزات هذه الجامعات هي مقررات الشطر التي يتناوب عليها الطلاب بين فترتي الانتظام في الدراسة النظرية والتدريب العملي في الصناعة.

في عام 1975 م، أنشئت الكلية الجامعية في بكنجهام وهي آخر جامعة بريطانية مستقلة أنشئت حديثًا. وبدأت هذه الجامعة تمنح طلابها شهادات تعادل الشهادات التي تمنحها الجامعات الأخرى. تخرج الكلية الجامعية في بكنجهام عن النظام المالي العادي للولاية، ولكن، في عام 1981م، أصبح بإمكان طلابها الحصول على منح تعليمية من السلطات المحلية.

الجامعة المفتوحة. تطورت في بريطانيا في بداية السبعينيات من القرن العشرين، وكانت نموذجًا لتطورات مشابهة في بعض الدول الأخرى. تقدم هذه الجامعة مقررات الدرجات العلمية بالمراسلة لطلابها الذين يدرسون أساسًا في منازلهم. تدعم هذه المقررات بوساطة سلسلة كبيرة من الكتب الخاصة بوساطة البث الإذاعي والتلفازي. ربما يلتحق طلاب الجامعة المفتوحة بمراكز محلية للدراسة، ويقابلون مدرسين خصوصيين، أو الطلاب الآخرين.

لجامعة نوتنجهام موقع جميل ويبعد مبناها الرئيسي خمسة كيلومترات عن وسط المدينة.

الالتحاق بالجامعات:

تهتم الجامعات البريطانية عند قبول الطلاب بمقدرة الطالب على إكمال المقررات الدراسية بنجاح، ولاتهتم كثيرًا بجنسية الطالب أو دينه أو جنسه.

فرص الطُّلاب في التَّعليم الجامعيّ. إن الأماكن الشاغرة للطلاب في جامعات المملكة المتحدة قليلة بالنسبة للمجموع الكلي للسكان، مقارنة ببعض الدول الأخرى. ففي بداية التسعينيات من القرن العشرين، كان من بين كل عشرة آلاف شخص في بريطانيا خمسون طالبًا منتظمًا يحصلون على درجة علمية، فكان من نتيجة ذلك أن المنافسة على الفرص في الجامعات البريطانية كانت قوية.

متطلبات الالتحاق بالجامعات. يتأهل الطالب المتقدم لامتحان القبول في الجامعة بعد أن يقدم الحد الأدنى من متطلبات أكاديمية محددة. تعتمد الجامعات في الغالب على نتائج امتحانات الشهادة العامة لبريطانيا وويلز والشهادة الأسكتلندية للتعليم والشهادة العامة للتعليم في أيرلندا الشمالية. وقد لايقبل الطالب رسميًا في الجامعة حتى بعد دخوله إليها.

المنح الدراسية والإعانات المالية. يحرم قليل من الطلاب أحيانًا من الالتحاق بالجامعة لقلة المال. قد يحصل بعض الطلاب على منح دراسية من الجامعات أو من الدولة. تضيف السلطات التربوية المحلية إلى المنح الجامعية إعانات مالية أخرى، كما تقدم إعانات مالية مباشرة للطلاب المقبولين بالجامعة لبرنامج الدرجة العلمية الأولى. تكفي هذه الإعانات تكاليف الإعالة ورسوم التعليم.

مصاريف الدراسة. يعتمد مقدارها على دخل الوالدين. وتوجد أيضًا قروض للطلاب ذات فوائد منخفضة. يستطيع طلاب الدراسات العليا الحصول على إعانات مالية بصفة رئيسية من جهات معينة مثل مجلس البحث الهندسي والعلمي وقسم التربية والعلوم.

تدفع الحكومة البريطانية رسوم التعليم الجامعية لطلاب من الدول الأخرى من المجموعة الأوروبية. ويحصل الطلاب من دول المجموعة الأوروبية على مساعدات مالية من حكوماتهم أو من إحدى المنظمات في بلدانهم أو من والديهم. ويقدم المجلس البريطاني منحًا دراسية لطلاب الدول الأخرى خصوصًا دول الكومنولث. ★ تَصَفح: المجلس البريطاني. وتقدم الحكومة البريطانية أيضًا عن طريق خططها الفرص للعديد من طلاب دول الكومنولث في كل عام، وذلك لدراسة مقررات متطورة في بريطانيا بوصفهم أمناء صندوق في الكومنولث أو طلاب منح أو زملاء.

مقررات الدراسة. ازدادت في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين نوعية البرامج التي قد يختار الطالب بعضها للدراسة، بل أضيفت العلوم التطبيقية والاجتماعية إلى مناهج الجامعات. تقدم جميع الجامعات مقررات في تخصصات رئيسية مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات والتاريخ. وتوفر أغلب الجامعات مقررات في الموضوعات الأخرى بصورة متباينة جدًا. يستطيع الطالب أن يحصل على معلومات وافية من التقاويم والأدلة التي تنشر بوساطة الجامعات ذاتها.

طرق التدريس والدراسة. تختلف من جامعة لأخرى ومن موضوع لآخر. وتستخدم الجامعات في طرق تدريسها المحاضرات والحلقات الدراسية مع اختلاف في المدى المستخدم لكل طريقة. تعتبر المحاضرة أهم أشكال التدريس في الجامعات الأسكتلندية. أما جامعتا أكسفورد وكمبردج، فالتدريس عن طريق حلقات النقاش هو الطريقة الرئيسية فيهما. تميل الجامعات الجديدة إلى تفضيل الدروس عن طريق حلقات النقاش والحلقات الدراسية على المحاضرات. وعلى وجه العموم، فإن نسبة أعداد أعضاء هيئة التدريس إلى أعداد الطلاب، أعلى مما هو موجود في العديد من الدول الأخرى.

التخرج. عند اجتياز الامتحان النهائي يكون الطالب مؤهلاً للحصول على الدرجة العلمية، ولكن لا يعد حاصلاً على درجة البكالوريوس في الآداب أو العلوم إلا بعد اعتماد هذه الدرجة بصفة رسمية. هذه العملية تسمى التخرج وهو حفل كبير ومهم، وفيه يقدم عميد الكلية كل طالب إلى مدير الجامعة أو نائبه. ويكون الطالب مرتديًا كامل الرداء الأكاديمي. يمنح مدير الجامعة أو نائبه الطالب الدرجة، وربما يتلفظ بعبارة إشادة وترحيب بالطالب.

تعرف الدرجات العلمية التي يحصل عليها الطلاب في حفل التخريج باسم الشهادات الجامعية، وتصبح بذلك نهاية دراسة الطالب في المرحلة الجامعية.

الدراسات العليا. تتضمن دراسة مقررات رسمية إضافية أو كتابة بحث بعد التخرج. تدرس نسبة عالية من الطلاب في جميع الجامعات مثل هذه المقررات. يوجد في جامعة لندن وفي العديد من معاهدها البحثية المتخصصة نسبة عالية من طلاب الدراسات العليا. وتقوم الجامعات الأخرى في وقتنا الحاضر بتوسيع إمكاناتها البحثية. تحظى البحوث العلمية والهندسية بدعم مالي أكثر مما هو متوفر للموضوعات الأدبية. تقدم بعض المنظمات مثل مؤسسة نفيلد أرصدة للبحث في الموضوعات الأدبية والعلوم الاجتماعية. ويقوم طلاب الدراسات العليا بإجراءات بحث لنيل درجة علمية عالية، ويقدمون عملهم هذا في شكل رسالة مكتوبة، ويقوم الطالب بمناقشة رسالته والدفاع عن أفكاره أمام لجنة امتحان شفوي.

الدرجات العلمية العليا. وهي ذات مستويات متعدِّدة، وتمنح لمن يفي بمتطلبات الدراسات العليا. وتمنح درجة الدكتوراه في فلسفة علم معين في بحث يستغرق على الأقل ثلاث سنوات، على أن يؤدي إضافة مهمة للعلم في موضوع البحث. تعتبر درجات الدكتوراه التي تمنح لبعض الأفراد تقديرًا لأعمالهم المنشورة، أعلى من درجة الدكتوراه في فلسفة علم معين. من النادر أن يحصل بعضهم على درجة أستاذ دكتور قبل سن الأربعين.

تمنح أحيانًا الجامعات درجات عليا للرجال والنساء البارزين في مجالات معينة والذين ترغب الجامعات في تشريفهم. ليس من الضروري لهؤلاء الناس أن يكونوا حاصلين على المؤهلات الأكاديمية العادية، فعلى سبيل المثال، قد يُمنح العازف البارز درجة الدكتوراه الفخرية في الموسيقى.

السلطات الإدارية:

الجامعات في المملكة المتحدة مستقلة وتتمتع بجهاز خاص لإدارتها. تقرر الجامعات الموضوعات التي ترغب في تدريسها والدرجات التي تمنحها، والمعايير التي تتبعها وأيًّا من أعضاء هيئة التدريس ترغب في تعيينه.

الوظائف الرئيسية. يتولى أعلى سلطة في الجامعة مدير الجامعة، وهو شخص ذو تفوق كبير، ينتخب مديرًا مدى الحياة. يرأس مدير الجامعة الاجتماعات المهمة ويمنح الدرجات العلمية في حفل التخرج. يُنتخب مدير الجامعة في الجامعات الأسكتلندية الأربع القديمة، كل أربع سنوات بوساطة الطلاب المقبولين في الجامعة. تحظى هذه الوظائف بشرف عظيم، وبقلة الواجبات.

نائب مدير الجامعة هو الموظف الرئيسي من الناحية التنفيذية والإدارية. تتصف هذه الوظيفة بالدوام فيما عدا جامعات أكسفورد وكمبردج ولندن وويلز. والمسجِّل أو أمين الجامعة يكون مسؤولاً عن الإعداد لأعمال اللجان المختلفة والتوقيع على الوثائق الرسمية.

الهيئات الإدارية والاستشارية. أعلى هيئة أكاديمية في أغلب الجامعات هي المجلس الأعلى للجامعة الذي يرأسه نائب مدير الجامعة ويضمّ في عضويته أساتذة الجامعة وبعض أعضاء هيئة التدريس. يتّخذ المجلس الأعلى للجامعة قرارات تخص شكل ومحتوى المقررات الجامعية ويدرس أي اقتراح للتغيير.

بصرف النظر عن السلطة الأكاديمية، توجد هيئتان رئيسيتان للإدارة في الجامعة هما المحكمة والمجلس. تكون المحكمة هيئة رقابية عامة، وهي غالبًا كبيرة وتشمل ممثلين لهيئات متنوعة خارج الجامعة نفسها، مثل الكنائس المختلفة، والسلطة التربوية المحلية، والجمعيات العلمية. يختص المجلس في أغلب الجامعات بالعلاقات الخارجية والشؤون المالية، وتوظيف الأعضاء العاملين في الجامعة. ويختلف هذا النموذج الإداري العام من جامعة إلى أخرى في تفاصيله.

يوجد في كل جامعة هيئة قانونية ينضم إليها جميع الخريجين وتسمى في أغلب الأحيان مجمع الأعضاء في الجامعة، وتختلف سلطاته من جامعة لأخرى.

يتم تمثيل الطلاب في المجلس الأعلى للجامعة والمجلس والهيئات الأخرى للجامعة بعدد من موظفي اتحاد الطلاب وطلاب يتم انتخابهم. لايقوم طلاب المرحلة الجامعية بدور مباشر في إدارة شؤون الجامعة، ولكن لديهم عدة طرق في إيصال آرائهم إلى السلطات، ومن أهم هذه الطرق النشرات المنتظمة مثل جريدة الطالب. يحظى الطلاب في الجامعات الأسكتلندية فقط بالحق في انتخاب مدير الجامعة.

الموارد المالية للجامعة:

بعد عام 1919م أصبحت المخصصات المالية التي تقدمها الولاية للجامعة تتمّ خلال لجنة المنح المالية للجامعة، والمُشكَّلة من أساتذة الجامعة وأناس آخرين مهتمين بالتعليم. في عام 1989م، أعيد تشكيل لجنة المنح المالية للجامعة لتصبح مجلس الاعتمادات المالية للجامعات، ودخل في عضويته نسبة عالية من خارج الجامعة. في عام 1991 م، اقترحت الحكومة أن يدمج مجلس الاعتمادات المالية للجامعة مع هيئة الاعتمادات المالية للمعاهد والكليات التقنية، وأن يصبح مجلسًا واحدًا هو مجلس الاعتمادات المالية للتعليم العالي الموحد.

الإدارة التعليمية

يقرر البرلمان كيفية إدارة الأنظمة التعليمية في كل من إنجلترا وأيرلندا الشمالية وأسكتلندا وويلز. وقد أجاز قرارات منفصلة لكل نظام تعليمي.

السلطات الإدارية:

تُلقى مسؤولية كل نظام تعليمي على واحد من ذوي المراتب العالية في الحكومة في إنجلترا، يكون هذا الشخص هو الوزير الأعلى لشؤون التعليم والعلوم، وهو المسؤول أيضًا عن الجامعات في جميع أنحاء بريطانيا. أما أيرلندا الشمالية فيقوم الوزير الأعلى فيها بتوجيه الشؤون التعليمية. أما في أسكتلندا فيقوم الوزير الأعلى بتحمل كامل مسؤولية النظام التعليمي الأسكتلندي. أما في ويلز فيكون هذا الشخص مسؤولاً عن المدارس الويلزية.

يكون كل وزير رئيسًا لقسم تربوي، وهذه الأقسام التربوية هي: قسم التربية والعلوم وقسم التربية الأسكتلندي وقسم مكتب التربية الويلزي. تزود هذه المكاتب بالأساتذة بوساطة موظفي الخدمة المدنية (موظفي الحكومة) وأيضًا بوساطة مفتشي الملكة للمدارس. تم تزويد الأقسام أو المكاتب بالمفتشين الوطنيين في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان لهم اتصال مباشر بالوزراء من خلال رئيس المفتشين. تحتاج تقاريرهم عن مدارس التعليم ومعاهد التعليم العالي والإضافي تفويضًا وزاريًّا قبل نشره، وهذا التفويض يجب نشره كما كتب. تحظى تقارير ومناقشات مفتشي الملكة بالتأثير الواسع النطاق. يقوم مفتشو الملكة بالإضافة إلى التفتيش والإرشاد بإقامة الصلات مع عدد كبير من المنظمات الطَّوعيَّة التي تسهم في تمويل التعليم في المملكة المتحدة. يختلف مفتشو الملكة، الذين لايتجاوز عددهم 500 شخص، عن العدد الكبير من المرشدين والمفتشين الذين عُينوا بوساطة السلطات التربوية المحلية، وذلك للثقة بهم فيما يسند إليهم من مهام.

يشرف كل وزير على تدبير الموارد المالية للتعليم العام، ويقوم بتنسيق العمل مع السلطات التربوية المحلية التي تكون مسؤولة عن إنشاء مدارس وكليات كافية في مناطقها، ويجب عليهم التأكد من صلاحية المباني، وتوفر العدد الكافي من المدرسين وأن إدارة المدارس والكليات تجري بطريقة حسنة. والسلطات التربوية المحلية هي مجالس منتخبة في مناطق الحكومات المحلية، وتدير هذه السلطات الخدمات الحكومية المحلية بوساطة لجان خاصة.

من الناحية القانونية يجب على كل مجلس أن يعين لجنة للتربية، وتتكون هذه اللجنة أساسًا من أعضاء المجلس، وقد تشمل بعض المواطنين المحليين وممثلين للمدرسين. ويجب على كل مجلس أن يعين رئيسًا لمكتب التربية، وكذلك بقية الإداريين والموظفين الآخرين.

الإدارة المالية:

يُدفع للأنظمة التعليمية الأربعة جزء من الضرائب الوطنيَّة يحدده البرلمان بالاقتراع، ويدفع الجزء الآخر مما يتم تحصيله من الضرائب المحلية التي تجمع بوساطة السلطات المحلية في المناطق ذاتها.

مهنة التدريس

يبلغ عدد المدرسين المتفرغين تمامًا للعمل في المدارس القائمة، وجميع مؤسسات التعليم الإضافي في بريطانيا حوالي 550,000 مدرس، وذلك في التسعينيات من القرن العشرين. وتبلغ نسبة التلاميذ للمدرسين حوالي 18 إلى 1، وهذا يبين متوسط حجم الصف الواحد.

التدريب والمؤهلات:

يتم تدريب جميع مدرسي المدارس الابتدائية والثانوية في بريطانيا في الجامعات أو معاهد التعليم العالي الأخرى. لايوجد في إنجلترا وويلز من يلتحق بمهنة التدريس دون الحصول على الدرجة الجامعية. إذا لم تكن الدرجة شهادة البكالوريوس في التربية فإنه يجب على الراغبين في التدريس الحصول على شهادة عليا في التربية لإكمال مؤهلاتهم.

يعمل أيضًا آلاف المدرسين والمحاضرين في المدارس المستقلة، وكليات التعليم العالي، ومعاهد التقنيات المتعددة والجامعات. التدريب غير إجباري للمدرسين في التعليم الإضافي والعالي في بريطانيا. وتوجد ترتيبات مختلفة لتدريب المدرسين في أسكتلندا وأيرلندا الشمالية.

يتم اختيار أعضاء هيئة التدريس في الجامعات من ذوي القدرات الأكاديمية العالية. وتشترط الجامعات أن تكون لديهم خبرة في بحوث الدراسات العليا، بالإضافة إلى درجة علمية عالية. والمراتب العلمية لأعضاء هيئة التدريس على الترتيب التصاعدي هي: مدرّس وأستاذ مساعد، وأستاذ. يكون الأستاذ مسؤولا عن تنظيم عملية التدريس في تخصصه، وقد يكون أيضًا رئيسًا للقسم، خصوصًا إذا كان هو الوحيد في ذلك التخصص. تبلغ نسبة الأساتذة إلى أعضاء هيئة التدريس في جميع الجامعات واحدًا لكل عشرة.

خطط السفر والبرامج الترويحية:

تقدم العديد من البرامج القصيرة، وتدعى غالبًا البرامج الترويحية لخدمة المدرسين. تستغرق هذه البرامج عدَّة أيَّام أو عدّة أسابيع، وتدعم بوساطة الوزارات والسلطات التربوية المحلية والجامعات والمنظمات المهنية للمدرسين. يمنح أحيانًا المدرسون إجازة تفرغ للبحث العلمي لمدة فصل دراسي، أو سنة دراسية مع دفع المرتب بالكامل، وتمنح عادة كل ست سنوات. من خلال خطط التبادل بين الدول، يدرس في كل عام حوالي مائتي مدرس من بريطانيا في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الكومنولث ويحل محلهم مدرسون من تلك الدول، في إطار التبادل الثقافي بين الدول.

الرواتب والجمعيات المهنية:

يتقاضى جميع المدرسين في الأنظمة التعليمية الأربعة في بريطانيا رواتبهم حسب سُلَّم الرواتب الذي يصادق عليه وزير التعليم.

ينضم أغلب المدرسين إلى الجمعيات المهنية بغية الحصول على رواتب مناسبة، وظروف عمل جيدة، وكذا الحفاظ على معايير المهنة. الجمعيات الرئيسية الموجودة في كل من إنجلترا وويلز هي، الاتحاد القومي للمدرسين والاتحاد القومي لمديري المدارس واتحاد المعلمات. أما في أسكتلندا، فيوجد المعهد التربوي لأسكتلندا وفي أيرلندا الشمالية الاتحاد التربوي الألستري.

البحث في التربية:

أُجريت بحوث كثيرة في التربية في بريطانيا. وهيئات البحث الرئيسية هي: المؤسسة الوطنية للبحث التربوي في إنجلترا وويلز، والمجلس الأسكتلندي للبحث في التربية، ومجلس أيرلندا الشمالية للبحث التربوي. كما تقوم بعض الجامعات والمعاهد والكليات التقنية ببحوث تربوية.

نبذة تاريخية

العصور الوسطى:

بدأ التعليم المنظم في بريطانيا عندما أقام المُنصِّرون الأوائل مراكز للتعليم. ويُعتقد أن باتريك هو الذي بدأ التعليم الأيرلندي في القرن الخامس الميلادي. بدأ التعليم الأسكتلندي، عندما أسس القديس كولمبا ديرًا على جزيرة إيونا عام 563 م. ويرجع تاريخ بداية التعليم في إنجلترا إلى عام 597م، عندما أقام القديس أوغسطين كاتدرائية (كنيسة كبيرة) في كانتربري في كنت. وقد موّلت الكنيسة في أوائل ذلك العصر التعليم الرسمي. استمر هذا النظام لمدة تقارب الألف سنة.

أقام أوائل المُنصِّرين نوعين من المدارس هما المدارس الثّانويّة العلميَّة، ومدارس الغناء، وكلاهما للأولاد والرجال فقط، أما البنات فكن يتدربن في المنازل على الشؤون المنزلية. يركز التعليم في المدارس الثانوية العلمية على اللغة اللاتينية، وهي اللغة التي كان يستخدمها المتعلمون في جميع أنحاء أوروبا. دربت مدارس الغناء الأولاد على الغناء، للعمل في مجموعات المنشدين في الكنيسة، ولمساعدة القساوسة في خدمات الكنيسة.

في نهاية القرن السابع الميلادي، درَّست بعض المدارس الثانوية العلمية، مثل المدرسة المشهورة في مدينة يورك، مناهج التعليم العام في القرون الوسطى. أقام المدرسون البارزون مدارس في مدينتي أكسفورد وكمبردج، وذلك في القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، ولقد شكلت هذه المدارس الجامعتين الوحيدتين اللتين أقيمتا في إنجلترا حتى تأسيس درم ولندن في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر. تم تأسيس ثلاث جامعات في أسكتلندا في القرن الخامس عشر الميلادي، وهي سانت أندروز (1410 م) وجلاسجو (1451م) وأبردين (1494م).

هيأت الجامعات التعليم العالي، وبدأت المدارس الثّانويّة العلميَّة في إعداد الأولاد لدخول الجامعات. وحيث إن الأطفال كانوا لايذهبون إلى المدارس في العصور الوسطى، فقد علَّم النبلاء أولادهم في المنازل ودرَّب الحرفيون المهرة غلمانهم في ورشهم، وتلقى الأطفال نوعًا من التعليم الابتدائي من القساوسة.

أجريت المحاولات الأولى لنشر التعليم بين جميع الأطفال في أستكلندا ؛ ففي عام 1494م، أصدر البرلمان الأسكتلندي قراره بتشييد مدرسة في كل أبرشية (وحدة تقسيم إقليمي إداري)، ولكن لم يُشيَّد العديد من هذه المدارس. استمرت محاولات الأسكتلنديين لبناء نظام وطني للتعليم طوال المائتي سنة اللاحقة.

من عام 1500 حتى عام 1750م:

أغلق هنري الثامن وإدوارد السادس العديد من المدارس الكنسية أثناء فترة الإصلاح في إنجلترا. وتمت إعادة تأسيس بعض المدارس بوساطة هنري وإدوارد والملكة ماري الأولى، والملكة إليزابيث الأولى، ولم يُستَعَد نظام المدارس الثانوية العلمية تمامًا إلا في القرن العشرين.

وفي عام 1696م، أجاز البرلمان الأسكتلندي قرارًا يسمح لملاك الأراضي في كل دائرة بإنشاء المدارس الخاصة ودفع رواتب المدرسين. وقد التحق بهذه المدارس الخاصة بكل أبرشية أطفال العائلات الغنية والفقيرة على السواء، وكانت هذه المدارس تشمل التعليم الابتدائي والثانوي.

أجرت جمعية تطوير المعرفة النصرانية في إنجلترا عام 1698 م أول محاولة لإنشاء نظام وطني للتعليم. أقام النظام الوطني للتعليم بين عامي 1700 م و 1750م آلاف المدارس الخيرية التي سميت بهذا الاسم، لقيام الموسرين بإنشائها وتمويلها لتعليم الفقراء. كان الهدف الأساسي من هذه المدارس هو التعليم الديني. وبالإضافة لهذا الهدف كان على الأطفال تعلم القراءة أولاً، وكانت بعض المدارس تدرس أيضًا الكتابة والحساب، وأخرى تدرس بجانب ذلك المهارات اليدوية أو المنزلية.

من عام 1750 حتى عام 1870م:

أصبحت إنجلترا منطقة صناعية، وتم توظيف الأطفال وأيضًا الراشدين في المصانع والمناجم، مما أدى لعدم حضور الأولاد للمدارس خلال أيام الأسبوع ؛ ولهذا السبب، أقام روبرت رايكس وأناس آخرون مدارس الأحد. كان الهدف من هذه المدارس التعليم الديني، ودرَّست هذه المدارس التلاميذ القليل باستثناء القراءة.

احتاجت الدولة الصناعية الجديدة عمَّالاً متعلمين، وأيضًا رجالاً ونساء قادرين على القراءة والكتابة والحساب بالأرقام. بدأ السياسيون المستنيرون في بداية القرن التاسع عشر الميلادي يدعون لإقامة نظام وطني للتعليم. توصَّل كل من أندرو بل وجوزيف لانكاستر إلى كيفيَّة إقامة التعليم الابتدائي بتكلفة قليلة، عن طريق تعيين التلاميذ مدرسين في هذا النظام. ويقوم أحد الراشدين بالإشراف على المدرسة بكاملها ومراقبتها.

شُكِّلت جمعيتان طوعيتان في بداية القرن التاسع عشر، لإقامة مدارس العرفاء وذلك باستخدام طرق بل ولانكاستر. وهذه الجمعيات تشمل كلاً من جمعية المدارس البريطانية والأجنبية والجمعية الوطنية لتطوير التعليم للفقراء على أسس الكنيسة الرسمية.

في عام 1833م، أعطى البرلمان الجمعيتين المذكورتين عشرين ألف جنيه إسترليني لمساعدتهما في بناء المدارس، وبعد هذا التاريخ كانت هذه المنحة تصْرف سنويًّا. طلبت الحكومة عام 1839م أن يكون من حقها التفتيش على المدارس التي أعطيت مثل هذه المنح، وبهذا تشكلت لجنة المجلس الاستشاري للتعليم، وذلك للتأكد من استخدام المال استخدامًا سليمًا. عُيِّن السيد جيمس كي شتلويرث سكرتيرًا لهذه اللجنة، ثم استبدل شتلويرث نظام العرفاء، بالتدريس الصفي، وشجع المدارس على توسيع مناهجها، وكان مسؤولاً أيضًا عن تحسين الإمدادات والتدريب للمدرسين.

من عام 1870 وحتى 1944م:

حدث تطور مهم في هذه الفترة في مؤسسة التعليم الوطني، حيث أجاز البرلمان القرار التربوي الأول لإنجلترا، والذي بموجبه أعطي لمجلس المدارس المحلية الحق في إعفاء مدارس التعليم الابتدائي من الرسوم والضرائب. أجيز قرار تربوي مشابه في أسكتلندا عام 1872م.

كان التوصل لإقامة نظام وطني للتعليم سريعًا في كل من إنجلترا وويلز. وأصبح التعليم المدرسي إجباريًا عام 1880م، وصار التعليم الابتدائي مجانيًا عام 1891م. أتاح قرار التدريب الفني عام 1889م إمكانية عمل نظام وطني للتعليم المهني للراشدين.

أعطى القرار التربوي المهم عام 1902م السلطات التربوية المحلية الحق في إقامة المدارس الثانوية. والسلطات التربوية المحلية هي مجالس الأقاليم التي حلت محل المجالس المدرسية. أنشئت سبع جامعات جديدة بين عامي 1880 و 1909م، وهي جامعات برمنجهام وبريستول وليدز وليفربول ومانشستر وشفيلد وويلز.

بعد الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، أرست ثلاثة تقارير رسمية، الأساس لتنظيم مناهج وطرق تدريس المدارس الابتدائية والثانوية الحالية وهي تربية المراهقين (1926م)، والتعليم الابتدائي (1931م)، ومدارس الأطفال والحضانة (1933م).

اقترح التقرير الأول أن تنتهي مرحلة التعليم الأساسي في سن الحادية عشرة، وبعدها يلتحق جميع الأطفال بالتعليم الثانوي. أما التقريران الآخران فقد أوصيا بطرق التدريس الأكثر فعالية والتي يفضل استخدامها في مدارس التعليم الابتدائي.

مر التعليم في أسكتلندا بعد عام 1872م بالتطور نفسه، ولكن بطرق ومراحل مختلفة. وفي عام 1923م أجاز برلمان أيرلندا الشمالية قرارًا تربويًا.

مدارس أُسست قبل زمن طويل في المملكة المتحدة مثل كلية إيتون واحتفظت بالعديد من تقاليدها، ولكن، ما زال باستطاعتها تقديم التعليم الحديث.

من عام 1944م وحتى التسعينيات من القرن العشرين:

لم يكن التعليم الثانوي متوفرًا لكل شخص حتى أواخر الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م). وأصبح التعليم مجانيًا وإجباريًا في ضوء القرارات التربوية التي أجيزت عام 1944م في كل من إنجلترا وويلز، وعام 1945م في أسكتلندا، وعام 1947م في أيرلندا الشمالية. توسع التعليم بدرجة كبيرة في كل مكان في بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وبقي الكثير من الأطفال فترات أطول في المدرسة، وازداد عدد طلاب الجامعات أكثر من ثلاثة أضعاف عدد المدرسين الذين يكملون تدريبهم في كل عام. وفي عام 1972م، رفعت السن التي يترك فيها التلاميذ المدرسة من 15 إلى 16 سنة.

يواجه التعليم في بريطانيا العديد من المشكلات في العصر الحاضر مثله في ذلك مثل الدول الأخرى. والمشكلة الرئيسية هي الحصول على المال الكافي لتغطية التكاليف المتزايدة باستمرار لإدارة المدارس والكليات والجامعات.

أوجد توفير التعليم الثانوي لكل الأطفال مشكلة في كيفية إيجاد الطريقة المثلى لتعليم الصغار في مدارس غير المدارس الثانوية العلمية. كان الاتجاه إعطاء أهمية أكثر للتدريب الاجتماعي، واستخدام أقل الطرق التقليدية في تدريس الموضوعات الأكاديمية، وتطوير الموضوعات العملية وإعداد مقررات شبه مهنية لكبار السن من التلاميذ.

في نهاية الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، كان نظام التعليم الثانوي الشامل هو السياسة الوطنية. في ظل هذا النظام، ينتقل جميع الأطفال من المدارس الابتدائية إلى المدارس الثانوية دون عقد امتحان تصفية. وأدركت معظم السلطات التربوية المحلية أن على مدارسها تبني هذا النظام.

في الثمانينيات من القرن العشرين، استخدم مدرسو المدارس الابتدائية والثانوية، وسائل تعليميَّة متنوعة مثل الأفلام والشرائط المصورة والإذاعات والتلفاز وأجهزة التسجيل البصرية والسمعية. وقدم برنامج تعليم التقنيات الدقيقة، في خطة مداها ست سنوات، حواسيب لجميع المدارس. في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين طبقت الحكومة امتحانًا جديدًا للتلاميذ في سن السادسة عشرة، وهو امتحان الشهادة العامة للتعليم الثانوي ابتداءً من نهاية عام 1989م. طُبق المنهج الوطني في جميع المدارس في كل من إنجلترا وويلز. وفي عام 1993م، تم إلغاء التمييز بين الكليات التقنية والجامعات.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية