أوكرانيا ( Ukraine )
 |
كييف عاصمة أوكرانيا وكبرى مدنها. كيرشاتيك (أعلاه) شارع عريض تحفُّه الأشجار ويمتد مخترقًا وسط المدينة. |
السكان:
يشكل الأوكرانيون 73% من سكان البلاد، وهم مجموعة سلافية لها لغتها وتقاليدها الخاصة، بينما يشكل الروس 21% من مجموع السكان، ويشكل المولدوفيون والبلغاريون والبولنديون والروس البيض واليهود بقية النسبة. وشجعت الحكومة الأوكرانية تعاون هذه الأقليات مع بعضها. كانت ممارسة الطقوس الكنسية أمرًا محظورًا أثناء حكم السوفييت، إلا أن الأوكرانيين من أرثوذكس وكاثوليك، لم يتقيدوا بذلك، إلى أن رفع الحظر عام 1990م. يتميز الريفيون من السكان بروابط أسرية قوية. يحب السكان الموسيقى، وتُدعى أشهر آلاتهم الموسيقية بَنْدورا. وفي أوكرانيا تسع جامعات، أقدمها في مدن كييف ولفوف وأوديسا.
 |
 خريطة اوكرانيا |
السطح والمناخ:
تتألف معظم أراضي أوكرانيا من سهل منبسط خصيب، يحدّه البحر الأسود من الجنوب، وجبال الكربات من الغرب، وأهم الأنهار الدنيبر والدونتز والدنيستر. يسود معظم أراضي أوكرانيا شتاء بارد، فمعدل حرارة يناير 5°م تحت الصفر، ترتفع صيفًا إلى 21°م في شهر يوليو. أما التساقط من أمطار وثلوج، فيتراوح بين 75 سم في الشمال، و 25 سم في الجنوب.الاقتصاد:
تنتج مزارع أوكرانيا البنجر واللحوم والألبان، وكذلك الحبوب، وعلى رأسها القمح في الجنوب، فضلاً عن الشعير والذرة والشوفان والتبغ. وتتمتع أوكرانيا بثروة من الفحم والغاز الطبيعي، وخامات الحديد والمنجنيز والزئبق والملح، وقد نمت على هذه الموارد صناعات هامة حول مدن دونيتسك ودنيبروبتروفسك وخاركوف. وأهم السلع الصناعية، الآلات الزراعية والأسمدة، وصناعة الأغذية والكيميائيات والقاطرات والسفن والشاحنات.نبذة تاريخية:
قامت بالمنطقة خلال القرن التاسع الميلادي حضارة سلافية تُدعى روس، حول مدينة كييف أولى الولايات السلافية الشرقية التي اجتاحتها قبائل المغول المعروفة باسم التتار عام 1240م. وحوالي عام 1340م خضعت أوكرانيا لبولندا ولتوانيا، واستعبدتا أهاليها.قاومت عصابات من فلاحي أوكرانيا عرفت باسم القوزاق الحكم البولندي، ★ تَصَفح: القوزاق. حتى وقعت معظم أراضي أوكرانيا تحت سيطرة الروس عام 1795م، واستمر الحال على ما هو عليه إلى أن قامت الثورة البلشفية عام 1917م، وتشكّلت حكومة شيوعية في روسيا. وامتد النفوذ الشيوعي لأوكرانيا التي أصبحت في عام 1922م واحدة من أربع جمهوريات، كانت تشكل أساس اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية.
وفي عام 1929م بدأت الحكومة في الاستيلاء على مزارع الفلاحين الصغيرة، ودفعت بمئات الآلاف من الأوكرانيين الذين عارضوا ذلك إلى سيبريا وآسيا الوسطى عقاباً لهم. وقد أدت سياسة الحكومة في الاستيلاء على الحبوب إلى تفشي المجاعة وموت أعداد كبيرة من الناس بين عامي 1932 ـ 1933م.
أثناء الحرب العالمية الثانية، قاتلت قوة مؤلفة من 40 ألف أوكراني كلا من الروس والألمان، وبنهاية الحرب، عادت هيمنة السوفييت على أوكرانيا، ولكن المعارضة استمرت، وتألفت جماعات تنادي بالتحرر وحقوق الإنسان خلال السبعينيات حتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين على الرغم من إلقاء القبض على مؤيديهم.
وفي أعقاب كارثة المفاعل النووي في تشرنوبل، قرب كييف عام 1986، وما نجم عنها من ضحايا، تزايد السخط على الحكم السوفييتي، حتى أعلن برلمان أوكرانيا أفضلية القانون الأوكراني على قانون الاتحاد السوفييتي عام 1990م. وفي العام التالي أعلنت أوكرانيا استقلالها، مع الرغبة في الانضمام لعضوية كومنولث الدول المستقلة، المؤلف من بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي (السابق)، وتم اختيار ليونيد كرافتشك رئيساً للدولة الوليدة. وفي مايو 1992م أعلن مجلس السوفييت الأعلى في روسيا أن منح الحكومة السوفييتية منطقة شبه جزيرة القرم لأوكرانيا عام 1954م ملغي وباطل. ودعت روسيا إلى إجراء مفاوضات مع أوكرانيا لفض هذا النزاع. اعترضت أوكرانيا على قرار المجلس الروسي ورفضته. وفي عام 1994م، حاز الحزب الشيوعي معظم مقاعد المجلس الأعلى، وانتخب ليونيد كيتشما رئيسًا لأوكرانيا. واتبع الرئيس الجديد سياسة سلفه في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية. وفي عام 1996م، أكملت أوكرانيا نقل أسلحتها النووية إلى روسيا تمهيداً لتدميرها. وفي نفس العام، أقر البرلمان الأوكراني أول دستور للبلاد منذ استقلالها. وفي عام 1997م، اتفقت أوكرانيا وروسيا على تقسيم أسطول البحر الأسود. احتفظت أوكرانيا بمقتضى هذا الاتفاق بخمس الأسطول مقابل السماح لروسيا بتأجير بعض أحواض السفن في ميناء سيفاستوبول بالقرم في أوكرانيا. وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 1998م، حاز الحزب الشيوعي معظم المقاعد مرة أخرى. وفي عام 1999م تم إعادة انتخاب كيتشما لولاية رئاسية أخرى. وفي عام 2000م، ارتبط اسم الرئيس كيتشما بفضيحة مقتل صحافي نشر تقارير تنتقد الأداء الحكومي.