الرئيسيةبحث

تنزانيا ( Tanzania )



دار السلام عاصمة تنزانيا وأكبر مدنها، بها المباني الحديثة والحدائق العامة الكبيرة.كما أن خلفية المدينة كمرفأ ساعد في نشأتها كأهم مركز تجاري.
تنزانيا قطر كبير، في شرقي إفريقيا، يطل على المحيط الهندي. يقع معظم القطر داخل أراضي القارة الإفريقية، كما يضم الجزر المجاورة. العاصمة هي دار السلام، ولكن هناك مشروعاً لإعداد عاصمة جديدة، باسم دودوما، في وسط تنزانيا. أما الاسم الرسمي للدولة، فهو جمهورية تنزانيا المتحدة.

يتكون السكان في تنزانيا أساسًا، من الأفارقة وبقية منحدرة من أصل آسيوي، أو أوروبي. وتُعد تنزانيا من أفقر دول العالم، حيث يعيش 80% من سكانها في الريف، ويعتمدون على الزراعة من أجل العيش فقط. ولقد سعت الدولة لتطوير الصناعات، ومع ذلك ما زال الاقتصاد أساسه الإنتاج الزراعيّ، والسلع المستوردة.

تشتهر تنزانيا بالطبيعة الخلابة والحياة الفطرية الغنيَّة ؛ حيث تعيش الأفيال، والزراف، والأُسُود وحُمُر الوحش، وغيرها من الحيوانات طليقةً في مَحميَّة سِرِنْجِيتي الوطنية، وفي حظيرة سيلوس للحيوانات، وغيرها من المناطق التي يُحظر الصيد بها.كما يوجد في شمال تنزانيا جبل كيليمنجارو، ذو الغطاء الجليدي، وهو يعتبر أعلى القمم الإفريقية، إذ يبلغ ارتفاعه 5,895م وهناك أيضًا بحيرة تنْجانيقا، وهي أطول بحيرة عذبة في العالم، وتمتد لمسافة 680كم على حدود البلاد الغربية. وبحيرة فكتوريا، التي تغطي مساحة 69,485كم²، وهي أكبر بحيرات إفريقيا، ويقع جزءٌ منها في داخل شمالي تنزانيا.

وقد أقامت ألمانيا مستعمرة في الأرض المعروفة الآن بتنزانيا، وذلك في خلال القرن التاسع عشر الميلادي. في حين حكمت بريطانيا بعض الجزر المجاورة التي تُعرف بزنجبار وفي بداية القرن العشرين الميلادي، صارت الأراضي الداخلية مستعمرة بريطانية، باسم تنجانيقا. وفي عام 1964م اتحدت زنجبار وتنجانيقا لتكونا جمهورية تنزانيا.

نظام الحكم

سمح الدستور التنزاني الجديد الذي أقر عام 1992م، بالتعددية الحزبية. وقبل ذلك التاريخ كان هناك حزب واحد هو الحزب الحاكم، ويُعرف باسم حزب تشاما تشا مانبدوزي أو الحزب الثوري وهو الذي كان يقرر سياسات الدولة. وفي عام 1995م، أقيمت أول انتخابات شاركت فيها عدة أحزاب.

أيقونة تكبير الأدب الألماني

الحكومة الوطنية:

هناك رئيس في قمة السلطة الوطنية في تنزانيا يختاره الشعب في انتخابات رئاسية. وينتخب شعب زنجبار رئيساً آخر لهم، وتستمر ولاية الرئيسين لفترة خمس سنوات. ويساعد رئيس تنزانيا مجلس للوزراء يعينه رئيسا تنزانيا وزنجبار. ويضم هذا المجلس نائبا للرئيس ورئيساً للوزراء ووزراء.

يتكون المجلس الوطني (البرلمان)، الذي يشرع القوانين في البلاد من 274 مقعداً. ولزنجبار مجلس نواب يتكون من 76 عضواً يسنون قوانينها، رغم أن الحكومة الوطنية تدير شؤؤنها المالية. وينتخب الشعب معظم أعضاء المجلسين، بينما يتم تعيين بعضهم. تجري الانتخابات البرلمانية كل خمس سنوات.

الحكومةالإقليمية والمحلية:

تنقسم تنزانيا إلى 25 إقليمًا إداريًا، وللحكومات المحلية مسؤوليات خاصة، في مجال الزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية.

الأحزاب السياسية:

قبل عام 1992م، كان حزب تشاما تشا مانبدوزي الرافد الوحيد لاختيار المرشحين لكافة المناصب التي تشغل بالانتخابات. أما اليوم، فيكفي أن يكون المرشح عضوًا في حزب مسجل. ومن الأحزاب الأخرى في تنزانيا: حزب الجبهة المدنية المتحدة، وحزب الميثاق الوطني للبناء والإصلاح.

المحاكم:

توجد في تنزانيا محكمة استئناف هي الهيئة القضائية العليا، في البلاد، كما توجد محاكم أقل درجة، تضم المحاكم الإقليمية والمحلية.

القوات المسلحة:

هناك جيش مُكوَّن من 45,000 فرد، بجانب أسطول بحري صغير، وقوات جوية والخدمة العسكرية اختيارية في تنزانيا.

السكان

عدد السكان وسلالاتهم:

يعيش في تنزانيا 35,090,000 نسمة. وتعد تنزانيا من أقل الأقطار الإفريقية، التي يعيش سكانها في المدن وهنالك 20% من السكان فقط، يعيشون في المدن. ويبلغ عدد السكان في دار السلام حوالي 870,020 نسمة، ومن المدن الأخرى زنجبار في جزيرة زنجبار، ومبيا، وموانزا وتانجا في المناطق الداخلية.

يسكن الريف 80% من السكان، خاصة في الثلث الشمالي من البلاد، حيث تزداد كثافة السكان قليلاً، قرب المرتفعات الشمالية، الغربية.

ونجد أن 98% من السكان في تنزانيا من الأفارقة. أما البقية الباقية فينحدرون من أصول عربية، وأوروبية وآسيوية (هنود وباكستانيون).

وتنتمي المجموعات الإفريقية الأصلية إلى حوالي 120 مجموعة عرقية منها سوكوما، وشاجَّا، وماكوندي، ونيامويزي. ولا يوجد من بين هؤلاء مجموعة كبيرة، تستطيع السيطرة على الحكم في البلاد منفردة، لذلك لم تواجه تنزانيا معضلات عرقية، كما هو الحال في أقطار إفريقيا الأخرى. ويعد التوازن العرقي في تنزانيا من أهم العوامل، التي ساعدت الحكومة، على تنمية الشعور الوطني.

التنزانيون يبيعون الموز في سوق مكشوفة في جزيرة زنجبار.

أنماط المعيشة:

يعتمد أغلب السكان على الزراعة. وبعضهم يعمل برعي الماشية كالأغنام والمعز، أما رعي الأبقار، فهو النشاط الرئيسي لمجموعة الماساي، وقبائل أخرى، في داخل تنزانيا. وتشكل الألبان مصدر غذاء رئيسيًا لهؤلاء الرعاة. كما نجد صيد الأسماك يمثل حرفة سكان الجزر، المُطِلَّة على المحيط الهندي، وأيضًا في البحيرات الداخلية. يشتغل معظم سكان المدن، في المؤسسات الحكومية وفي الأعمال التجارية، والسياحة، وغيرها، من الخدمات الصناعية.

ونجد أن المرأة لها حقوق متساوية مع الرجل، وفق القانون في تنزانيا، ولكن ـ عمليًا ـ ما زالت حقوق المرأة ضعيفة، في مجالات التعليم، والزواج، وامتلاك الثروة. وتزداد مسؤوليات المرأة بالعمل في المنزل، ورعاية الأطفال، وخاصة في المناطق الريفية، حيث تعمل المرأة أكثر مما يعمل الرجل.

اللغات:

اللغة السواحيلية واللغة الإنجليزية هما اللغتان الرئيسيَّتان، في تنزانيا. أما اللغة السواحيلية، فهي خليط من العربية واللغات الإفريقية. كما أنها أكثر استعمالاً في الحياة اليومية. وتقوم مقام اللغة الوطنية. بجانب ذلك يتحدث معظم السكان الأصليين لغات قَبَلِيَّة أخرى وهي في مجملها لغات مُشتقة من لغة البانتو.

السكن:

تُبنى المنازل من سياج خشبي، يُبَطَّن بالطين، ولكل منزل حديقة مجاورة له، وبعض المنازل دائرية الشكل، ولها سقف من القش، وهناك منازل أخرى مستطيلة، وسقوفها مسطحة، وهي من الطين، وبعضها من المعدن. كما نجد منازل الإسمنت أو الطوب، في المدن.

الملابس:

تشبه الملابس في تنزانيا النمط السائد في كافة شرقي إفريقيا، ويرتدي الأفارقة الأصليون اللباس التقليدي الملون، من الثياب، التي تُلَف حول الجسم حيث يُسمَّى لدى النساء بالكانجا، وعند الرجال يعرف بالكيكوي. كما نجد الكثير من الرجال المسلمين، يرتدون الثوب الأبيض المعروف بالكانزو. ولكن منذ الستينيات من القرن العشرين، صار نمط الملابس الغربية المكوَّنة من سروال وقميص أكثر استعمالاً عند الرجال.

الطعام والشراب:

توجد أصناف مختلفة من الوجبات المصنوعة من الذرة الشامية، والذرة الرفيعة، وغيرهما من الحبوب الغذائية. ومن أكثر الوجبات الشائعة هناك ما يُسمَّى يوجالي، وهي وجبة من الذرة الشامية. وكذلك تشكل الأسماك جزءًا هامًا من الوجبات في تنزانيا خاصة لسكان الجزر قرب السواحل.

الترويح:

يُعتبر الغناء والموسيقى، أمرين شائعين في تنزانيا. كما أن لعبة كرة القدم تجتذب العديد من المشاهدين. ولدى تنزانيا بعض الأفراد الذين اشتهروا عالميًا، بمكانتهم في سباقات العدو للمسافات الطويلة.

الديانة:

يشكل المسلمون 63% من السكان، حيث يتركز معظم وجودهم في زنجبار على الساحل، في حين يُكَوِّن النصارى 30% . أما البقية الباقية فيعتنقون بعض الديانات الإفريقية التقليدية.

التعليم:

تُعد تنزانيا من الدول الإفريقية المتقدمة في مجال محو الأمية، إذ هناك حوالي80% من كبار السن، يعرفون القراءة والكتابة. وبالرغم من أن القانون يحدد فترة التعليم الإلزامي بسبع سنوات، فإننا نجد نصف الأطفال فقط يلتحقون بالمدارس، في حين يستمر في المدارس الثانوية حوالي 3% منهم. ومعظم أولئك الأطفال الذين لا ينتظمون في المدراس، من العائلات الفقيرة، الذين تحتاج إليهم أسرهم للعمل في المزارع. ومنذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين تَدَنَّت الأحوال الاقتصادية وسببت نقصًا في إمدادات المدارس الأساسية.

الجامعة الأساسية في تنزانيا هي جامعة دار السلام التي تضم 3,500 طالب. ويلتحق الكثير من الطلاب بالمعاهد، والمدارس المهنية والفنية.

الفنون:

من أبرز أنماط الفنون في تنزانيا الموسيقى، والرقص الإفريقي التقليدي. ومثل هذه الفنون، تحكي قصص أبطال القبائل والآلهة المحليين. وتوجد العديد من الفنون القَبَلِية التي تعود إلى عصور بعيدة مثل نحت تماثيل الأشخاص، والأقنعة عند الماكوندي، ونحت تماثيل الحيوانات عند الزارامو، بجانب دروع الجلد عند الماساي.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير الخريطة السياسية لتنزانيا
تبلغ مساحة تنزانيا 883,749كم² وتكثر فيها المرتفعات، والبحيرات، التي تُكوِّن جزءًا من الأخدود الإفريقي العظيم، الذي يضم بحيرة تنجانيقا، وبحيرة نياسا. يتسم وادي الأخدود العظيم الذي يخترق شرقي إفريقيا، من الشمال إلى الجنوب، بعدد من الانكسارات، التي تشكِّل أودية ذات جوانب شديدة الانحدار. وللأخدود فروع ثانوية، منها ما يوجد في وسط تنزانيا، ومنها ما يقع على الحدود الغربية للقطر. وتشمل تنزانيا الأقاليم الآتية: 1- السهول الساحلية والجزر 2- الهضاب 3- المرتفعات.

السهول الساحلية والجزر:

وهي تمتد لمسافة 800كم بمحاذاة المحيط الهندي. ويتميز هذا الشريط الساحلي بكثرة مستنقعات المانجروف، وأشجار جوز الهند. وتكون السهول ضيقة في الشمال، والجنوب، ويتراوح عرضها ما بين 15و65كم، ولكنها تتسع وتمتد نحو الداخل، في الجزء الأوسط من البلاد.

وتغطي زنجبار ـ وهي أكبر جزيرة على الساحل الإفريقي ـ مساحة تبلغ حوالي 1,660كم²، وتقع جزيرة بمبا، على بعد 40كم في شمالها الشرقي، ومساحتها تقدر بـ 985كم².

مناخ هذه الجزر أكثر حرارة ورطوبة من بقية تنزانيا. والمناخ حار بصفة عامة، ومتوسط درجات الحرارة السنوي 29°م. أما الأمطار فتتراوح كميتها ما بين 80 و140سم في الإقليم الساحلي، ولكنها قد تصل إلى 100سم في الجزر.

الهضاب:

ترتفع الهضاب بعد السهل الساحلي تدريجيًا، نحو الداخل، حيث تضم سهول الماساي الواسعة، في الشمال الشرقي، وإقليم الهضبة الوسطى، الذي يغطي ثلث البلاد. وترتفع هضبة الماساي إلى نحو 1,100م فوق مستوى البحر. ويتركز وجود قبائل الماساي فيها لتربية الأبقار. أما الهضبة الوسطى نحو الغرب، فيبلغ ارتفاعها 1,200م فوق سطح البحر. ولكن نظرًا للجفاف وقلة الأمطار التي تكون أقل من 50سم في السنة، فإن بعض مناطق الهضبة تصبح أرضًا جرداء قاحلة، في حين نجد مناطق أخرى، تكسوها الحشائش وبعض الأشجار. وعمومًا، فإن متوسط درجات الحرارة في الهضاب 29°م أثناء النهار، والليل فيها بارد.

المرتفعات:

توجد في شمالي تنزانيا أعلى السلاسل الجبلية، التي من بينها جبل كيليمنجارو. كما توجد مرتفعات في المناطق الوسطى، والجنوبية. أما درجة الحرارة في المرتفعات فهي لا تزيد على 24°م، وتزداد كمية الأمطار في المنطقة فتصل إلى أكثر من 100سم في السنة.

الحمر الوحشية وحيوانات النو تتجول في متنزه تارانجاير الوطني في شمال تنزانيا. تجد هذه الحيوانات وغيرها من الحيوانات البرية الحماية في العديد من المتنزهات الوطنية في تنزانيا. وتوجد في تنزانيا أيضاً العديد من المحميات التي يحظر فيها الصيد، حيث تغطي هذه المحميات مساحات كبيرة من تنزانيا.

الأنهار والبحيرات:

أهم أنهار تنزانيا هو نهر روفيجي، الذي ينحدر من المرتفعات الجنوبية، ويُعتمد عليه في جنوبي تنزانيا، ونهر بانجاني، ونهر روفوما ونهر وامي. وتشكل بحيرة فكتوريا في الشمال، جزءًا من حدود تنزانيا مع كل من كينيا وأوغندا، كما نجد بحيرتي تنجانيقا، ونياسا في حدود البلاد الغربية.

الحياة البرية:

تشتهر تنزانيا بغنى ثروتها البرية المتنوعة ؛ إذ توجد فيها ملايين الحيوانات، التي تعيش في المحميات الواسعة المفتوحة. ففي شمالي تنزانيا تغطي حديقة سرنجيتي الوطنية مساحة تقدر بـ 14,500كم²، وقد اشتهرت بكثرة حيواناتها كالأسود، والأبقار، وحُمُر الوحش، كما توجد محمية سيلوس للحيوانات في الجنوب. وهي أكبر محمية للحيوانات البرية في العالم، وتبلغ مساحتها 54,000كم² وبها حوالي 50,000 فيل، تمثِّل أكبر المجموعات الإفريقية. ومن الحيوانات الأخرى هناك القردة الإفريقية، والتيتل والجاموس، وفرس البحر، ووحيد القرن. وقد عملت الدولة على تنظيم الصيد في مناطق محدودة، ولكن تظل المشكلة في وجود سارقي الصيد. (الذين يصطادون بطرق غير شرعية).

الاقتصاد

يعتمد اقتصاد تنزانيا النامي على الزراعة. وتتبع الدولة نظامًا اشتراكيًا في تنمية اقتصادها ؛ حيث تسيطر على المؤسسات المالية والصناعات الأساسية، والمزارع الواسعة. وهناك بعض القطاعات الإنتاجية الخاصة الصغيرة. وبالرغم من أن الدولة تعمل على تنمية الإنتاج الصناعي، إلا أنَّ معظم الصناعات الناشئة، صغيرة الحجم وغير ربحية. وبالنسبة للقوى المحركة، تعتمد تنزانيا على توليد الطاقة الكهرومائية، بجانب استيراد البترول لتوليد الطاقة.

مزارعون في حقول الأرز قرب بحيرة في وسط تنزانيا. ويعد الرز من المحاصيل الغذائية الرئيسية في تنزانيا، وتستوعب الزراعة 80% من القوى العاملة.

الزراعة:

رغم ضآلة المساحة المزروعة، التي لا تتعدى 5% من أراضي تنزانيا، يشكل الإنتاج الزراعي ثلث الإنتاج الاقتصادي للدولة. وتقع الأراضي الخصبة في مناطق المرتفعات الشمالية والجنوبية وحول بحيرة فكتوريا.

تعتمد الزراعة على الأساليب التقليدية، واستعمال الأدوات البسيطة،كالفأس، والعصا، والسكين. وهي زراعة معيشية، إذ يستهلك المزارعون كل الإنتاج. أما أهم المحاصيل الغذائية فهي: الموز، والمنيهوت (الكاسافا)، والدخن، والأرز، والذرة الرفيعة، والقمح، وبعض الخضراوات. ونجد رعي الأبقار عند بعض السكان خاصة الماساي.

أما المزارع الحكومية الواسعة، فهي لإنتاج المحاصيل النقدية للتصدير الخارجي. ولقد كانت معظم تلك المزارع ذات ملكيات خاصة إبان الحكم البريطاني. ومن المحاصيل النقدية الهامة: البن، والقطن، والشاي، والتبغ، حيث تشكل هذه الصادرات ثلثي صادرات تنزانيا. ومن المحاصيل النقدية الأخرى، البلاذر (الكاشو)، والقرنفل، وجوز الهند، والسيزال (نبات تصنع منه الحبال)، وقصب السكر.

الخدمات:

تشكل صناعة الخدمات نصف الناتج الاقتصادي في تنزانيا. وأهم الخدمات هي خدمة الحكومة، والتجارة، بجانب خدمات أخرى كالبنوك، و التعليم، والرعاية الصحية، والتأمينات، والسياحة. وتمتلك الدولة العديد من قطاعات الخدمات الأساسية، كالبنوك، والتعليم، والتأمينات، والرعاية الصحية. وتشمل معظم تجارة الجملة والمفرَّق في تنزانيا، تبادل الحاصلات الزراعية. وتستفيد السياحة من كثير من المنشآت كالفنادق، والحدائق الوطنية، ومحميات الحيوانات البرية، والمطاعم. وتُعد الحياة البرية في المحميات الوطنية أهم معلم سياحي، كما أن العديد من السياح يستمتعون بشواطئ تنزانيا الظليلة، بأشجار جوز الهند.

الصناعة:

تمثل حوالي 5% من الإنتاج الاقتصادي، أهمها صناعة المواد الغذائية، بجانب صناعة الأسمدة، والنسيج، والصناعات البترولية. وهناك مصانع للألومنيوم، والإسمنت، والورق، والسكر، والحديد.

التعدين:

يشكل أقل من 1% من الإنتاج الاقتصادي في القطر حيث يتم استخراج الماس والشّب والفحم الحجري والذهب.

التجارة الخارجية:

أّهم صادرات تنزانيا هي: البن، والقطن، والشاي، والتبغ، والقرنفل، الذي يعتبر أهم منتجات زنجبار. وتشمل قائمة الواردات: المواد الكيميائية، ومواد البناء، والمواد الغذائية، والآلات، والنفط، والصناعات النفطية، وآليات النقل. ويتم معظم التبادل الخارجي مع بريطانيا وإيطاليا، واليابان، وألمانيا.

النقل والاتصالات:

لم يتطور قطاع النقل والاتصالات في تنزانيا، نظرًا لامتداد المساحة الواسعة، وعدم توفُّر الإمكانات المادية. ومع ذلك، فإن تنزانيا تملك 80,000كم من الطرق. ولكنّ قليلاً منها مُعَبَّد، ويفتقر إلى الصيانة اللازمة. ولا يتجاوز نسبة من يمتلكون سيارات 1% من الشعب التنزاني. وهناك خطوط للسكك الحديدية، تربط دار السلام، بالأقاليم الغربية. وتُعد دار السلام الميناء الرئيسي، في تنزانيا، لوجود المرفأ الملائم فيها. ومن خلالها، يتم وصول السلع من بوروندي، وملاوي، ورواندا، ويوغندا، والكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا)، وزامبيا. كما نجد الموانئ الجوية الخارجية، في كل من دار السلام وأروشا، وزنجبار.

وتصدر في تنزانيا ثلاث صحف يومية، اثنتان باللغة السواحيلية، والأخيرة باللغة الإنجليزية. كما أن هناك محطتين للإرسال الإذاعي، ويوجد في المتوسط جهاز راديو لكل فرد من بين 40 فرداً. أما خدمات التلفاز، فتوجد في زنجبار فقط.

نبذة تاريخية

قصر العجائب في زنجبار كان يقطنه العديد من السلاطين العرب.الذين حكموا الجزيرة حتى عام1964م.
وجد الدارسون بقايا أقدم الهياكل الإنسانية في تنزانيا. وقد اكتشف الأنثروبولوجي لويس ليكي عظامًا وأدوات تدل على وجود حياة بشرية في منطقة أولدفاي جورج في شمالي تنزانيا، يعود عمرها لأكثر من مليون سنة.

أما جماعات ما قبل التاريخ التي كانت تعيش في منطقة تنزانيا الحالية، فقد كانوا بمثابة جامعي طعام وصيّادين. وكانوا يعيشون في مجموعات صغيرة، تصطاد الحيوانات، وتجمع الثمار. وفي القرن السادس الميلادي هاجرت إلى الإقليم جماعات تتحدث بلغة البانتو، من الشمال ومن أواسط إفريقيا، واستقروا في شرقي إفريقيا.

تطور التجارة:

في القرن الثاني عشر الميلادي استوطن تجار من العرب الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية، في سواحل شرقي إفريقيا، وتزاوجوا مع السكان الأفارقة في الإقليم. ومن هذا التمازج العربي ـ الإفريقي نشأت الثقافات السواحيلية، ومن ثم تطورت زنجبار وغيرها، من الجزر إلى مراكز تجارية هامة.

ولكن في أوائل القرن السادس عشر الميلادي تمكن البرتغاليون من السيطرة على سواحل شرقي إفريقيا. فقامت ثورات أهلية متكررة أدت إلى طرد البرتغاليين من البلاد. ثم جاء العمانيون من شبه الجزيرة العربية، وحكموا زنجبار وطوروها، ومن ثم توغلوا بتجارتهم إلى داخل إفريقيا. وفي تلك الفترة نشطت مجموعات نيامويزي والياو في تجارة المسافات الطويلة. فكانت قوافلهم تجلب الذهب والعاج من داخل القارة إلى الساحل، حيث يتم التبادل بسلع أخرى مثل الملابس ومصنوعات الزجاج والخزف من آسيا.

الحكم الألماني والبريطاني:

في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي قَدِمَ إلى إقليم تنزانيا الحالي العديد من الرحالة الأوروبيين والبعثات التنصيرية. وبنهاية القرن كانت ألمانيا تسيطر على المنطقة. وقد أجبر الألمان الأهالي الأفارقة على العمل في المزارع الواسعة مما أدى إلى قيام ثورة الماجي ماجي في عام 1905م. وقد قتل الألمان آلاف المواطنين قبل التمكُّن من إخماد الثورة.

وفي عام 1890م حوَّلت بريطانيا جزيرتي زنجبار وبمبا إلى محميتيْن تابعتين لها، وبالتدرُّج استولى البريطانيون على سلطات الدولة العُمَانية في الجزيرتين. وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) مدت بريطانيا سلطتها نحو الأراضي الداخلية في تنزانيا الحالية وسمتها تنجانيقا. وقد شهدت المنطقة استيطانًا بريطانيًا من جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية، كما نزح إلى المنطقة آلاف الهنود الذين كانوا يعملون في التجارة والأعمال الحرة.

الاستقلال:

صارت تنجانيقا دولة متحدة تحت وصاية الأمم المتحدة في عام 1946م. واعتُبِرت بريطانيا مسؤولة عن إعدادها للاستقلال.

وهكذا، فكر البريطانيون في إيجاد نظام سياسي في تنجانيقا، يحفظ حقوق البريطانيين والآسيويين والأفارقة بالتساوي. ولكن لم يرحب الأفارقة بمثل هذا النظام.

وفي عام 1954م كوَّن الأفارقة اتحاد تنجانيقا الإفريقي الوطني بقيادة جوليوس نيريري وآخرين، ونال الاتحاد بالأغلبية شرف استقلال تنجانيقا عام 1961م. وبعد ذلك بعام واحد انتُخِبَ نيريري رئيسًا للبلاد. ثم مَنَحت بريطانيا زنجبار استقلالها في عام 1963م.

الجمهورية المتحدة:

تم اتحاد تنجانيقا وزنجبار في إبريل 1964م. وفي أكتوبر من نفس العام سُمِّيَ الاتحاد باسم جمهورية تنزانيا المتحدة، وأصبح نيريري رئيسًا لها. تبنّى نيريري نظامًا اقتصاديًا اشتراكيًا أساسه يوجاما وهي كلمة سواحيلية، تعني الاعتماد على النفس والتعاون التقليدي الإفريقي. وهكذا تحوّلت ملكية العديد من الأعمال التجارية إلى الدولة. كما شجعت الدولة المزارعين للانتقال والتجمع في قرى اليوجاما وترك الحقول الصغيرة المتناثرة. وتُعتبر القرى الجديدة أفضل من حيث زيادة الإنتاج وتركيز خدمات الحكومة.

في البداية رحلت الأُسَر الزراعية ـ بإرادتها ـ إلى قرى اليوجاما، ولكن في خلال سبعينيات القرن العشرين الميلادي تم ترحيل حوالي خمسة ملايين من السكان بالقوة العسكرية. وظهر نفور العديد من المزارعين من تلك القرى بالنظر لبعدها عن حقولهم السابقة.

وبالنسبة للشؤون الخارجية، فقد عمل نيريري على زيادة التعاون الإقليمي الذي أثمر عن تجمع شرق إفريقي بين تنزانيا وكينيا ويوغندا في عام 1967م. وكان الهدف من هذه المنظمة هو تنمية وتطوير التبادل الاقتصادي بين الدول المَعْنِيَّة.

وبحلول عام 1977م إنهار تجمع شرقي إفريقيا وكان من بين أسباب تقويضه أن كينيا تؤيد اتجاهات الاقتصاد الحر، في حين أن تنزانيا قد تبنَّت النُّظُم الاشتراكية. هذا بجانب حروبها مع أوغندا في عام 1978م، لتقويض نظام حكم عيدي أمين. وقد كلفتها هذه الحروب 500 مليون دولار أمريكي في وقت عانى اقتصادها الوطني العديد من المشكلات خاصة بسبب أسعار النفط العالية.

الإصلاحات الحديثة:

تناقص الميزان التجاري وزادت الديون على تنزانيا في ثمانينيات القرن العشرين بدرجة أدَّت إلى تدهور الاقتصاد عامة وركوده. وأجبرت المصاعب الاقتصادية الحكومة التنزانية على تغيير منهاجها الاشتراكي ؛ فقلَّصت الدولة من ملكيتها للقطاعات الإنتاجية، وأتاحت المجال للمزيد من الاستثمارات الفردية. وأدت هذه السياسات إلى تخفيض عدد العاملين في المؤسسات الحكومية بما أحدث بعض التقدم ولكن لا تزال هناك تحديات كثيرة.

تقدم نيريري باستقالته من رئاسة الدولة عام 1985م. وفي عام 1990م استقال أيضًا من رئاسة الحزب الثوري. بيد أنه مازال من أكبر الشخصيات المؤثرة في الساحة السياسية في تنزانيا. وقد حلَّ علي حسن معيني رئيس زنجبار، محل نيريري رئيسًا للحزب والدولة. وقد استمر معيني في اتجاه خفض ملكية الدولة لقطاعات الإنتاج. وفي عام 1992م، صوّت مؤتمر خاص للحزب الثوري على إجراء تعديل دستوري تضمن إنهاء حكم الحزب الواحد. وتشكلت أحزاب سياسية (13 حزبًا) في الأعوام اللاحقة.

وفي عام 1995م، استقال الرئيس معيني بعد أن أكمل فترة ولايتين وخلفه بنيامين مكابا. وفي أكتوبر من نفس العام أجريت بالبلاد أول انتخابات تعددية، إلا أنها ألغيت بسبب طعون في بعض الدوائر الانتخابية في العاصمة دار السلام. أجريت انتخابات أخرى في نوفمبر فاز فيها مرشحو الحزب الثوري بأغلب مقاعد البرلمان، وانسحب مرشحو الأحزاب المعارضة من الانتخابات وأضحى مكابا رئيسًا للبلاد. ثم أعيد انتخابه في عام 2000م.

وقعت تنزانيا وأوغندا وكينيا في عام 1999م على اتفاقية أعيد مقتضاها تكوين تجمع شرقي إفريقيا الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين هذه الدول. وفي عام 2001م، تم تدشين أعمال التجمع بصفة رسمية.

إختبر معلوماتك :

  1. ما المستعمرتان البريطانيتان اللتان اتحدتا لتكونا تنزانيا؟
  2. ما أهم منتجات تنزانيا؟
  3. ما الذي أدى إلى تداعي تجمع شرقي إفريقيا في عام 1977م؟
  4. من أول رئيس في تنزانيا؟
  5. ما قرى يوجاما التنزانية؟
  6. أين توجد أكثر الأراضي خصوبة في تنزانيا؟
  7. أي الأقطار الأوروبية حكمت تنزانيا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؟
  8. ما اللغة الوطنية في تنزانيا؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية