الرئيسيةبحث

السيف ( Sword )



شبه القارة الهندية كان لها فنها الخاص بصنع السيوف وكان هذا الفن يختلف من منطقة لأخرى. وكان من أكثر السيوف شهرة فيها التالوار المقوس النصل الذي كان كثير الشبه بالسيف الإيراني شامشير ثم كان هناك الجُنْدة الذي كان يتقلده أباطرة المغول المسلمون وجعلوه رمزهم الدائم حين كانوا يحكمون شمال الهند. وكان هناك سيوف تصنع أيضًا في شمالي إفريقيا والأندلس والسودان. وكانت هذه كلها من النوع المستقيم.
السَّيْــف سلاح معدني حاد النصل يُستخدم في القتال المباشر بالأيدي لإحداث الجروح أو للقتل. والسيف يتكون أساسًا من النصل ويد تسمى المقبض. ونصل السيف يكون حادًا من جانب واحد، وقد يكون حادًا من الجانبين، وقد يكون النصل عريضًا كالسيف الأسكتلندي الذي يُطلق عليه اسم الكلمور، وقد يكون دقيقًا مثل سيف المغول والسيف الفارسي الذي يُطلق عليه اسم شامشير. وفي بعض الأحيان، يسمونه سكيمتيار. وقد يكون حادًا مستقيمًا كالسيف العربي قبل القرن الثالث عشر الميلادي، ثم أضحى منحنيًا بعد ذلك. وقد يكون سيف المبارزة مقوسًا قليلاً. وقد كان السيف أكثر الأسلحة استخدامًا في الحروب والقتال، ثم أصبح في الأغلب سلاحًا للزينة يحمله الرجال في بعض المناسبات.

والسيف، في اللغة، الذي يُطعن به، معروف، والجمع أسياف وسيوف وأسيُف. وساف: ضرب بالسيف، وسايَفَه أي ضارَبَهُ بالسيف، وسيَّفَهُ أي جهَّزَهُ بالسُّيوف. أما السِّيفان فهو الطويل الممشوق، والسيّاف هو صاحب السيف والضارب به وصانعُه. والتضارب به يُسمَّى مُسايَفة، والمقاتلون: سيَّافة. ويرتبط اسم السيف في تراث الحروب والآداب الشعبية بالشرف على عكس الخِنْجر الذي يرتبط في الأذهان بالغدر والخيانة.

أجـزاء السَّيـف

أنواع كثيرة من السيوف أدت أدوارًا في الحروب بين الحضارات. وتختلف السيوف بصورة رئيسية من حيث الحجم وشكل النصل وعدد الحواف القاطعة الموجودة في النصل.
يتألف السيف من عدة أجزاء هي:

القائم:

وهو المقبض (بفتح الميم أو كسرها) وهو الموضع الذي يُمسك منه السيف، وهو الذي تحيط به قبضة اليد، ويسمى عند العرب النِّصاب أو الرِّئاس.

النَّصْل:

حديدة السيف أو جسم السيف كله ماعدا القائم.

الغِمْد:

غلاف جلدي في أغلب الأحوال يُحمل فيه السيف، وتسميه العرب الجفن أو القراب.

الحمائل أو النِّجاد:

ما يُعلّق به السيف.

الحلي والرصائع:

نوع من الحلق المستدير يُزيَّن به السيف.

تاريخ السيوف وأشكالها

سيف إسلامي من طراز الشاكرية القصير، والنصل من الطراز الأرناؤوطي وهو نوع منتشر بين أهالي أرناؤوط في ألبانيا. وصنع المقبض على الطراز القوقازي.
سيف دمشقي يُعْرف بالسيف المقوَّس، وهو من النوع الذي كان يحمله حراس السفارات والقنصليات والكنائس. والنصل المقوس مصنوع على الطريقة المعروفة في إسطنبول أو الشام. وقد صنع المقبض من قرن الجاموس.

سيف عرف بالسيف «العباسي» على طراز سيوف «قرة ثوبان»، وقد نقش عليه اسم عباس شاه الصفوي، ورأس أسد. أما المقبض فعلى الطراز «البدوي»، والغمد من فضة.
سيف من نوع ياتاجان ويظهر في الصورة المقبض المغولي المصنوع من الحديد الصلب المذهَّب. هذا النوع من السيوف كان تركي الأصل، ولكن استعمله الهنود والمغول والعرب في سوريا ومصر وشمالي إفريقيا.

العصور المبكرة:

السيف من أقدم الأسلحة المعدنية التي اعتمد عليها الإنسان في حروبه وقتاله منذ العصر الحجري الحديث، وقد اتخذ أشكالاً متعددة وعشوائية حتى العصر البرونزي (حوالي 7000 - 1000ق.م) حين استخدم الآشوريون في بلاد ما بين النهرين البرونز في صناعته، وكذلك استخدمه الإغريق في العصر الهيلينستي. ثم اكتُشف الحديد ففضله الآشوريون واليونان ومن بعدهم الرومان على البرونز الذي كان معدنًا لينًا.

استمر الاعتماد في صناعة السيوف على الحديد قرونًا طويلة، إذ لم يُعرف معدن غيره يصلح لها. وإن حرص الفنانون على تشكيله وإدخال التعديلات عليه في الطول والنصل والمقبض، فترة بعد أخرى، وإن كان الطول يتراوح بين 45 و65سم في أغلب الأحوال، فقد مال الرومان لاستخدام السيف الفولاذي القصير ذي النصل العريض المستقيم الحدين. ثم تحولوا إلى السيف الأسباني الذي يبلغ طوله نحو المتر. وكان للرومان فتوحات وغزوات دامت عدة قرون سيطروا خلالها على كل دول البحر المتوسط وأوروبا، وكانت السيوف والخيول والأسطول هي مقومات هذه السيطرة.

العصور الوسطى:

في مطلع القرن السادس الميلادي، ظهر سيف الفايكنج، وهم ساكنو شمالي أوروبا، واستبدلوا به بعد ذلك سيفًا طويلا ذا نصل مستقيم عريض له حدَّان، ودام استخدام هذا السيف ردحًا من الزمن وساد استعماله تقريبًا في كل أوروبا، إلى أن ظهر سيف جديد ذو نصل قصير وعريض له طرف حاد (ظُبة)، استخدمه سلاح المشاة في جيوش أوروبا لبتر بطون الخيول التي يمتطيها الأعداء، ويمكن مهاجمة الفرسان به أيضًا إذا ترجلوا. وما لبث أن عاد السيف الطويل إلى ساحات القتال، وفي هذه الفترة أيضًا ظهر السيف المغولي ذو النصل الدقيق.

في القرن الخامس عشر الميلادي، ظهر سيف جديد يكاد يكون مقصورًا على النبلاء المحاربين في أوروبا وسُمي سيف السلام.

ورغم استمرار القتال بالسيف العريض، إلا أن مجموعة متباينة من طرز السيوف برزت على يد الصناع الذين كثر عددهم وأبدوا اهتمامًا بتصنيع سيوف رفيعة النصل، خفيفة الوزن. وقد ظهر أيضًا في أوروبا واليابان سيف تجاوز طوله المتر وبلغ أحيانًا المترين، ويمكن استخدامه بيد واحدة أو باليدين معًا.

نصل سيف مستقيم من النوع الهندي الصقيل. وهذه القطعة من مجموعة داكان للأسلحة ذات الجوهر، المعروفة بصلابتها المتناهية. وقد زُيِّن النصل ببحر بطول النصل. وينتهي بطرف حاد كسنان الرمح.

العصور الحديثة:

في القرن السابع عشر الميلادي، تأثرت أهمية السيف نسبيًا بظهور الحربة المركَّبة على مقدمة البندقية، ومع ذلك بقي السيف سلاحًا مهمًا للفرسان يستخدمونه عندما تقتضي الضرورة مواجهة مشاة الخصم فينقضُّون عليهم بالسيوف التي يتحكمون بها بشكلٍ أفضل من الحربة التي أصبحت سلاح المشاة.

ومع حلول النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، شاعت الأسلحة النارية لدى كل الجيوش ومع الأفراد أيضًا، فأدى هذا إلى انحسار القتال بالسيف وتراجعت أهميته تدريجيًا لعدم جدواه وفاعليته في كسب المعارك، وغدا مجرد زينة يحمله الضباط وجنود سلاح الفرسان وفي طلبة الكليات العسكرية في الاحتفالات والمناسبات المختلفة.


السيوف العربية

سيف «عباسي»من طراز «قارة خراسان» وقد نُقش النصل طوليًا بسلسلة من البحور المحفورة فيه وله بحر واسع في الوسط. وفي نهاية النصل، انشطر هذا الطرف إلى قسمين. وُصنع الغمد من حديد مذهَّب وقد زُيِّن بزخارف نباتية وهندسية بينما صُنع المقبض من قرن جاموس على الطراز «البدوي».
ارتبط العربي القديم بالسيف ارتباطًا قويًا، إذ كان أداته الأولى للقتال دفاعًا عن نفسه وعن قبيلته، وقد كانت غارات القبائل بعضها على بعض قبل الإسلام مستمرة، وتدور رحى المعارك بينها لأسباب مختلفة، ولذلك كان العربي يولي اهتمامًا بسيفه، حريصًا على صقله وشحذ طرفه ونصله، لا يسير دونه وقد يأوي إلى فراشه وهو إلى جانبه. وهو بالنسبة له دليل القوة والشرف والكرامة، ولم يبخل الشعراء عليه بالمديح. وحتى بعد أن ظهرت النبال والرماح والأقواس والحراب، ظل السيف لدى العربي محتفظًا بمكانة خاصة وتقدير، بل إن بعض الشعراء لا يزال يستخدمه إلى الآن رمزًا للقوة أو التسلح والاستعداد.

سيف زاهي الجوهر يسمى «قارة توبان» وهو سيف مستقيم. وقد نقش على الرأس المنحني قليلاً نقشان كوفيان أحدهما مستطيل كتبت فيه آية الكرسي الكريمة، أما الثاني فشكله مستدير. وقد عُملت النقوش التي في المقبض بمهارة فائقة ونحتت الحروف الصغيرة على المعدن ثم ملئت بخيوط من الذهب، بينما كانت الحروف الكبيرة مذهَّبة فقط. وهذا النوع من الزينة عُرف بلفظ «التزميك». كذلك فإن النصْل قد ختم أيضًا بعلامة الصانع «عمل ديفيد». من الطريقة التي صُنع بها النصل وزخارفه المذهَّبة يمكن تأريخ هذا السيف وإرجاعه إلى أواخر العهد المملوكي. وقد صُمِّم الغِمْد على الطريقة «العربية الجوفية». أما المقبض، فقد زُخْرف بالطريقة البدوية.
وتقديرًا لأهمية السيف سمى الكثيرون أبناءهم به، فهناك سَيْف، وسَيْفين، والسَّيوفي، والسَّيْفي، وسُوَيْف، وأبوسَيْف، وسَيْف الدولة وسَيْف الإسلام وسيف الدين، وأشهر من تسمى به سيف بن ذي يزن، البطل اليمني المشهور في الآداب الشعبية وسيف الدولة الحمداني القائد المعروف. وأشهر السيَّافين مسرور سيَّاف ألف ليلة وليلة، الذي كان يعمل في بلاط شهريار مستعدًا ومشتاقًا كي ينفذ أمر سيده ليقطع رقبة امرأة كل ليلة حتى ظهرت شهرزاد وتمكنت بقصصها المثيرة أن تصرف شهريار عن هذه العادة البشعة، إلى أن شُفي من مرضه على يديها، وفي الوقت ذاته تمكن قراء العالم أجمع أن يطالعوا قصصًا عربية ممتعة.

كان نصل السيف العربي مستقيمًا ذا حد واحد أو حدين حتى القرن الثالث عشر الميلادي تقريبًا، ثم غدا منحنيًا ذا حد واحد، ويذكر المؤرخون أن أول من صنع سيفًا في بلاد العرب هو الهالك بن عمر بن أسعد بن خزيمة.


سيف دمشقي من نوع «القلتش الشامي» أو السيف الشلي. أما النصل فهو على الطريقة الهندية الفارسية. وهذا السيف مثال جيد لصناعة الأسلحة ذات الجوهر الزاهي. وقد زين النصل بنقش عليه زخارف لنباتات وزهور مذهَّبة، وعليه مساحتان صغيرتان واحدة من كل جانب نقشت على إحداهما كلمات «توكلت على الله»، وعلى الجانب الآخر «لافتى إلا علي، ولاسيف إلا ذو الفقار». ويلاحظ أن المقبض مصنوع من قرن وحيد القَرْن. أما الغِمْد فهو من الفضة.

أنواع السيوف العربية:

تتباين أنواع السيوف وأسماؤها حسب موطن صناعتها ؛ فهناك السيوف اليمانية، وكانت تصنع في اليمن إبان مجدها، وكانت مشهورة بجودتها، وتأتي بعدها السيوف الهندية، وكان العرب يسمون السيف الهندي المهنَّد، وكانت هناك السيوف الدمشقية، وقد ظهرت منذ بدء العصر الأموي وارتبطت بحضارة الأمويين. وعُرفت هذه السيوف في كل بلاد العرب إلى أن غزا تيمور لنك بلاد الشام وحمل معه كل صنَّاع السيوف، فاختفت الحرفة برحيل رجالها المهرة. وهناك السيوف الحيرية وهي التي كانت تُصنع في الحيرة، وهناك أيضًا السيوف المَشْرِفيَّة والبصروية وسيوف صنعت في طليطلة وسرقسطة بالأندلس وسيوف المعز في القاهرة وأصفهان بإيران.

أسماء السيوف العربية:

تعوَّد العرب أن يخلعوا على ما يحبون من طير أو حيوان أو جماد أسماء تقديرًا وتمييزًا عن غيرها، فسمى بعضهم السيف: المهنَّد والصَّمْصامة أو الصَّمْصام والحُسام والبتَّار والمُرْهَف والصَّارِم، وكلها أسماء تشير إلى حدة السيوف وقدرتها على القتل. وفي ذلك يقول أبوتمام:

السيف أصدق إنباء من الكتب في حدّه الحد بين الجد واللعبِ
ويقول علي محمود طه:

أخي جــاوز الظالمون المــــدى فحق الجهـــاد وحـــق الفـــدا
أنتركهم يغصبون العروبة مجــد الأبوة والســـؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتًا لنا أو صدى
فجرِّد حُسامك من غمــده فليس له بعـــدُ أن يُغْمــدا

أشْهَر السيوف

سيف إسلامي من النوع المنحني كان كثير الاستعمال في العهد المملوكي.
اشتهرت بعض السيوف عبر التاريخ بسبب شهرة أصحابها وتميزهم ببراعة القتال وقوة الضرب والطعن وكثرة النزال والمبارزة وصعوبة حصر من سقطوا بنصال سيوفهم.

ومن السيوف المشهورة في التاريخ العربي: سيف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان اسمه ¸ذو الفقار· وقيل إن النبي ﷺ قد غنمه من منبه بن الحجاج وهو أحد المشركين أثناء غزوة بدر، وذكر بعض المؤرخين أنه سمي ¸ذو الفقار· لأنه كان يحوي 18 فقرة، وكان متميزًا عن سيوف عصره، وقد توارثه آل بيت الإمام ثم انتقل إلى الخليفة العباسي المهدي ثم الهادي ومن بعده هارون الرشيد.


سيف دمشقي من نوع «القِلِتشْ الشامية» أي السيوف الشامية. ويرى النصل الذي هو من النوع الشامي أو التركي، وله نهاية ذات انحناء عكس انحناء السيف التركي المستعمل في أواسط آسيا المسمى «ياتاجان»، كما له طرف عريض يذكر بسيوف مغول الكالاتشورية. والغِمْد من العهد العثماني وهو مصنوع من الفضة، وأما مقبضه فهو قرن وحيد القرن. وهذا السيف الموضَّح في الصورة من سيوف المماليك التي صنعت في العهد العثماني بدمشق في القرن الحادي عشر الهجري.
ومن السيوف المشهورة أيضًا ¸الوشاح· وهو سيف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و¸الأولق ذو القرط· سيف خالد بن الوليد، وخالد نفسه سماه الرسول ﷺ سيف الله المسلول، وهناك ¸الملا· سيف سعد بن أبي وقاص، و ¸الصدى· سيف أبي موسى الأشعري، و¸الصَّمصامة· سيف عمرو بن معد يكرب.

وفي التاريخ الغربي، اشتهرت سيوف لملوك وقواد كثيرين في مقدمتهم ¸السعيد· سيف شارلمان، وسيف الملك الإنجليزي آرثر صاحب المائدة المستديرة وكان اسمه ¸سكالبورو·، وسيف رينو دو منتوبان، واسمه ¸باليزار· و¸دور أندال· سيف رولان كونت بريتاني.


زَخْرفة السُّيوف

أيقونة تكبير بحور أنصل السيوف الإسلامية.
لم يكتف العربي بالتعبير عن تقديره وفخره بالسيف عند حدود القصيدة الشعرية التي ينظمها مديحًا للسيف ووصفًا لإطاحته برؤوس الأعداء وإسالة دمائهم وهي تروي صدر جواده، وإنما حرص على صقله وتزجية أوقات فراغه بتزيينه والتفنن في تجميله، وظهرت لزخرفته أساليب عدة أتقنها الصناع الذين برعوا في ترصيعه بالذهب والفضة أو الماس، وفي تركيب المواد التي تجعله يلمع بشدة، وكان هذا اللمعان دلالة فخر صاحبه.

وتفنن صناع السلع الجلدية في صنع الجُفون من الجلد مطَّرزة ومحلاة، وهناك من صنعوا غمد السيف من الذهب أو الفضة أو أي معدن ثمين، وعنوا به عناية خاصة في تشكيل المقبض والعلقة التي تفصل المقبض عن النصل، ومنهم من بالغ في تزيين الحمائل، أو النِّجاد التي يُعلَّق بها السيف.


سيف سوداني من صحراء دنقلا في شمالي السودان، وهو سيف يختلف عن السيوف الإفريقية الأخرى التي عادة ماتكون سيوفًا مستقيمة النصل، قليلة الزينة والزخرفة. وهذا السيف قوَّسه صانعه مرتين. ويبدو أنه قد سار على طراز السيوف الهندية الأكثر تعقيدًا. ولربما يكون هذا النوع قد وقع تحت تأثير السيوف التركية المعروفة باسم ياتاجان خلال الحملات العسكرية التي أرسلها محمد علي باشا إلى السودان سنة 1820م.
وكان لخالد بن الوليد وغيره أغماد على سرج فرسه لأنه كان يحتاج إلى عدة سيوف في كل معركة، وقد تكسرت في يديه يوم مؤتة تسعة سيوف. وكانت هذه الأغماد مزينة أيضًا ومطرزة، وكانت سيوف الساموراي في اليابان تملؤها الزخارف على عكس سيوف الرومان التي كانت عملية جدًا وتخلو من الزخرفة.

وإذا كان للخيول في العادة من يُعنى بها، فإن السيوف بشكل خاص كانت موضع عناية أصحابها مهما علا شأنهم لأنها كانت من أشرف الهوايات والأعمال، وكان صناع السيوف وفنانوها ذوي مكانة وتقدير لدى أغلب الشعوب خاصة الشعوب المقاتلة.

ولم تكن السيوف في حالة السلم تُحفظ في أماكن سريَّة أو خفِيَّة، ولكنها تعلَّق علانية على الجدران في موضع بارز وبطريقة جذابة توحي بالاعتزاز، وكانت سيوف الملوك والأمراء تُعرض في دواليب فخمة لها واجهات من البلُّور ومقابضها من الفضة. وتوضع في صدر قاعات الاستقبال أو الاجتماعات. وكانت مثل هذه السيوف المزينة في الأغلب لا تُباع ولكنها تورَّث وربما تُهدى لأحب الناس وأعزهم وأكثرهم فضلاً وشجاعة في مناسبات غير عادية.

السيوف غير الحربية

سيف دمشقي رائع من السيوف الشامية. والنصْل من نوع «الألف الشامية» ذات الجوهر الزاهي وهو مذهَّب وعليه نقش في أحد جانبيه هو «لافتى إلا علي، ولاسيف إلا ذو الفقار». والنقش الثاني هو (شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله). وفي موضع آخر، نقشت أسماء من يُعتقد بأنهم أصحاب الكهف السبعة. وكثيرًا ماترد هذه الأسماء في السيوف العثمانية والصفوية والغجرية ، وقد حكمت الأسرة الغجرية في بلاد فارس من القرن الحادي عشر حتى الرابع عشر الهجري.

سيف المبارزة:

ويطلق عليه أيضًا مسمى السيف الرياضي، وهو يختلف عن السيوف الأخرى، إذ إن نصله رفيع مثلث من الفولاذ الصلب ذو رأس مسطح، ويستخدم في مباريات المبارزة الرياضية وتسمى سلاح الشيش. ولا تفضي المباريات إلى القتل أبدًا، ولكنها ذات قواعد تقوم على احتساب اللمسات، وهي بهذا تختلف عن مبارزات العصور الوسطى وحتى القرن الثامن عشر الميلادي، التي كانت فيها المبارزة لابد أن تنتهي بقتل أحد المتبارزين.

السيف الكهربائي:

هو أيضًا أحد سيوف المبارزة الرياضية، ويتصل مقبضه بجهاز كهربائي بوساطة شريط يسري فيه التيار الكهربائي كي ينير إذا لمس السيف الخصم، وبالتالي تُحتسب هذه اللمسة لصالح صاحب السيف. ويرى حكام اللعبة أنه أفضل من السيوف السابقة لأن إضاءة النور مع كل لمسة تمنع أي شك في تقييم الأداء.


سيف يكاد يكون مستقيمًا تمامًا مقبضه من الطراز البدوي من الفضة، وغمده من الفضة والجلد، ومزيَّن على الطراز الجوفي.

السيف الاحتفالي:

هو سيف منحني النصل قليلاً، يُستخدم عادة في المناسبات الرسمية والشعبية، وفي الاحتفالات العائلية، ولا يزال منتشرًا في كل دول الخليج العربي وبعض مناطق الشام والعراق، ويمثل لهذه الشعوب جزءًا صميمًا من التراث العربي التقليدي الذي تعتز به.

سيف الإعدام:

استعمل هذا السيف في العصر العباسي، كما تشير أغلب الروايات لإنزال العقاب بالآثمين، وغيرهم ممن يرى فيهم الحاكم مصدرًا للضرر قد يصيبه أو يصيب الناس.

وقد استُعمل هذا السيف في إنجلترا عام 1536م، حيث قطع به رأس الملكة آن في برج لندن، واستخدم في أمريكا عام 1644م لقطع رأس أحد الجناة بولاية ماساشوسيتس، كما استُعمل في فرنسا ثم توقف استخدامه في جميع أنحاء العالم تقريبًا إلا في المملكة العربية السعودية التي تستخدمه في إقامة الحد ضد كل من تسوّل له نفسه العبث بالأخلاق وحقوق الآخرين أو العمل ضد صالح البلد. والإعدام لا يزال مطبقًا في كثير من الدول ولكن بأساليب أخرى كالشنق والمقصلة و الكهرباء والرمي بالرصاص والخنق بالغاز.

سيف الانتحار:

كان يستخدمه النبلاء والضباط (الساموراي) في اليابان للانتحار بطريقة الهارا ـ كيري، ثم أصبح غيرهم يستخدمه للانتحار بطريقة خاصة. ويتم ذلك بأن يضع المنتحر طرف السيف أمام بطنه ويسند مقبضه إلى الأرض، ثم يلقي بثقله فوقه، وقد قل استخدام هذه الطريقة تدريجيًا في السنوات الأخيرة. ★ تَصَفح: الهارا كيري.

★ تَصَفح أيضًا: العربي، الأدب ؛ العرب ؛ المبارزة ؛ الفايكنج .

إختبر معلوماتك :

  1. ما السيف، وما أجزاؤه؟
  2. ما شكل السيف الذي استُخدم في العصور الوسطى؟
  3. تأثرت أهمية السيف في العصور الحديثة وضح ذلك.
  4. يعتز العرب بالسيف اعتزازًا خاصًا وضح ذلك ذاكرًا مظاهر هذا الاعتزاز؟
  5. اذكر أنواع السيوف العربية وأسماءها.
  6. نالت بعض السيوف أهمية خاصة في التاريخ، اذكر بعضًا من هذه السيوف.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية