سومر ( Sumer )
 |
الكتابة المسمارية تم اختراعها في عام 3000 ق.م وكان السومريون يكتبون على ألواح من الطين تم حفظ العديد منها كما في الصورة (التي في اليمين)، وهي توضِّح لوحًا من الطين به وصفة طبية، (والصورة اليسرى) بها لوح يصف انتصارًا عسكريًا. |
أنماط المعيشة:
نشأت الحضارة السومرية في السهل الخصيب الذي يُكَوِّنه نهرا دجلة والفرات. وبنى السومريون مدنًا تميَّزت قصورها ومعابدها بالفخامة. كما بنوا أسوارًا حول مُدنهم لحمايتها من الغُزاة.عَمل معظم السومريين بالزراعة أو تربية الماشية، ودفع مناخ المنطقة الجاف السومريين إلى حفر قنوات لري حقولهم، ويمثل الشعير والقمح والتمور والخضراوات المحاصيل الرئيسية. كما ربَّوا الأبقار والحمير وكذلك الخراف، والأغنام التي استخدموا صوفها في صناعة النسيج.
والسومريون حرفيُّون وتُجَّار مهرة برع الكثير منهم في أعمال المعادن ونحت الأحجار، على الرغم من أن كل المعادن والأحجار كانت تُستَجلب من الخارج. وكان النسَّاجون ينسجون ملابس جميلة، كما صنع بعض الحرفيين المصوغات والخزف والدروع والأسلحة. وكان التُّجَّار السومريون يحملون بضائعهم إلى الأقاليم المجاورة بالطريق البري أو على الطريق النهري بالزوارق وكانت السفن السومرية تبحر إلى الأراضي المتاخمة للخليج العربي لجلب العاج والسلع القيِّمة الأخرى.
اخترع السومريون رموز الكتابة المسمارية نحو عام 3000ق.م، وتم صنع الرموز عن طريق ضغط آلة حادة الطرف في ألواح من الطين الخزفي المبلّل، ثم تُتْرك هذه الألواح لتجف في الشمس. وبقيت مئات الآلاف من هذه الألواح التي توضِّح معلومات عن سياسة السومريين وآدابهم واقتصادهم وقوانينهم ودينهم. كما تشير هذه الألواح إلى أن السومريين كانوا يَعْرِفُون الكثير عن الرياضيات والفلك والطب.
أسس السومريون بعض المدارس القديمة لتدريب الناسخين الذين كانوا يحفظون السجلات الخاصة بمكاتب الحكومة والمعابد وبعض المؤسسات الأخرى.
نبذة تاريخية:
استوطنت الشعوب القديمة إقليم سومر منذ عام 5000ق.م، ولكن لايدري العُلماء من أين أتى هؤلاء المستوطنون. تطوَّرت المدن في إقليم سومر عام 3500ق.م، حيث تحوَّل العديد منها إلى مدن مستقلة بحيث كانت الأقوى تستولي على جاراتها من المدن الأخرى، ومن ثم تكونت دويلات صغيرة شملت دول كيش، لاجاش، أمّا، أور، أوروك. سيطر الأوروك خلال القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد على كل إقليم سومر وذلك لفترة وجيزة حتى فتح سرجون الأكَّادي إقليم سومر. وقبل عام 2100ق.م بفترة وجيزة تمكَّن الأور من السيطرة على إقليم سومر أولا، وبعد ذلك على إقليمي أشور وعيلام المتجاورين. وحَكَم الساميون الذين يُعتقد أنهم أتوا من شبه الجزيرة العربية، سومر في معظم الفترة من 2300 ق.م إلى 539ق.م، حين غزا الفرس الإقليم. ويتحدث الساميون لغات سامية ذات علاقة باللغة العربية والعبرية، ولكنهم تأثروا بالحضارة السومرية.