الرئيسيةبحث

سريلانكا ( Sri Lanka )



كولومبو عاصمة سريلانكا يعود تاريخ مبانيها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، عندما كانت البلاد مستعمرة بريطانية.
سريلانكا جزيرة جميلة في المحيط الهندي، تقع على بعد 32كم من الساحل الجنوبي الشرقي للهند، واسمها الرسمي جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية وكانت سابقًا تعرف بسيلان.

وتمثل الزراعة عصب الاقتصاد السريلانكي حيث يقوم المزارعون بزراعة الشاي السريلانكي المشهور. هذا وقد نالت سريلانكا استقلالها عام 1948م، بعد 450 عاماً من الاستعمار الأوروبي. وعاصمة سريلانكا هي ميناء كولومبو المزدحم بالسكان.

نظام الحكم:

نظام الحكم في سريلانكا جمهوريّ مكوّن من رئيس للدولة، وبرلمان مكون من 225 عضوًا، مهمته إصدار القوانين في البلاد. ويختار الناخبون الرئيس وأعضاء البرلمان لفترة ست سنوات. ويعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء وأعضاء حكومته، ومهمتهم تسيير دفة الحكم في البلاد.

يُعد الحزب الوطني المتحد أكبر حزب سياسي في البلاد، بالإضافة إلى أحزاب أخرى مهمة مثل: حزب الحرية وحزب التاميل الليبرالي المتحد.

تنقسم سريلانكا إلى تسع محافظات، تنقسم بدورها إلى 25 مركزاً، وتعد المراكز الوحدات الأساسية للحكم المحلي في البلاد. يرأس كل مركز وزير، يتم تعيينه بوساطة رئيس الجمهورية من أعضاء البرلمان.

تُعد المحكمة العليا أعلى محكمة في البلاد. ونوع القانون الذي يطبق في القضايا الشخصية، مثل الطلاق يعتمد على ديانة الأشخاص المعنيين أنفسهم، فإذا كانوا مسلمين تطبق عليهم الشريعة الإسلامية وهكذا.

أيقونة تكبير الخريطة السياسية لسريلانكا

السكان:

يبلغ عدد السكان 19,504,000 نسمة، ينتمون إلى سلالات عرقية متباينة، وأكبر السلالات السنهال والتاميل. وتبلغ نسبة السنهاليين 74% من مجموع السكان وينحدرون من شعوب شمالي الهند، وتعرف لغتهم بالسنهالا، ومعظمهم يعتنقون البوذية أما التاميل فيمثلون 18% من مجموع السكان وينحدرون من جنوب الهند، ويعيش أغلبهم في المناطق الشمالية والشرقية للبلاد. وتعد اللغتان السنهالية والتاميلية اللغتين الرسميتين في البلاد.

أما المور المغاربة (أحفاد العرب) فيشكلون ثالث مجموعة عرقية في سريلانكا ونسبتهم 7%، يتحدث معظمهم لغة التاميل، ويدينون بالإسلام. وهناك مجموعات عرقية صغيرة في سريلانكا تشمل الملايو والفيدا والبرغر، وهم أحفاد الأوروبيين الذين تصاهروا مع السريلانكيين. أما الملايو فهم أحفاد السكان القادمين مما يعرف حاليا بماليزيا. والفيدا هم سكان سريلانكا الأوائل.

يعيش نحو 90% من السكان في المناطق الريفية و22% في المدن، ومعظم المواطنين يمارسون الزراعة التقليدية الموروثة عن الأجداد. وتعد كولومبو العاصمة أكبر مدينة في سريلانكا، وتمتاز المباني السكنية في الأحياء الفقيرة بالجدران الطينية والأسقف المصنوعة من القش. أما بيوت الأغنياء فهي أكثر فخامة وجمالا. وتمتاز معظم بيوت الطبقتين الوسطى والعليا، في المناطق الريفية والحضرية بوجود أسوار حول المسكن. ويعيش معظم السريلانكيين، وخصوصًا القرويين منهم في عائلات كبيرة، تضمُّ جيلين أو أكثر من العائلة. وينتشر بسريلانكا نظام تقسيم الناس إلى طبقات مغلقة، وهو منتشر بين السنهال والتاميل على السواء. ★ تَصَفح: الطبقة المنغلقة. ويرتدي معظم الرجال القرويين في سريلانكا ثوبًا حول الخصر مكوناً من تنورة طويلة مع القميص. أما سكان المدن فيرتدون الملابس الغربية.

يُعد الأرز الغذاء الرئيسي في سريلانكا، ويقدم مع الكري، أو أطباق الخضــراوات واللحــم والسمك أو البيض مع التوابل. أما أفضل مشروب فهو الشاي. والسكان في سريلانكا متدينون بطبيعتهم، حيث تكثر المساجد والمعابد في الريف، وتبلغ نسبة البوذيين 69% والهندوس 15%، أما المسلمون فتبلغ نسبتهم 8% من السكان.

التعليم:

التعليم في سريلانكا مجاني ابتداء من مرحلة الروضة إلى الجامعة، وهو إلزامي بالنسبة للأطفال من سن 5 إلى 14 سنة، وتوجد ثماني جامعات في البلاد. ويستطيع 90% من السكان الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة، فما فوق، القراءة، وتعد هذه النسبة من أعلى نسب التعليم بين الشعوب الآسيوية.

اشتهرت فنون العمارة والنحت والآداب والموسيقى والمسرح والرقص في سريلانكا قبل مجيء الاستعمار الأوروبي. ويرتكز معظم الفن القديم في الجزيرة على الموضوعات الدينية مثل: صور بوذا. ويمكن مشاهدة الكثير من هذه الفنون اليوم في المتاحف الموجودة في مدن كولومبو وكاندي. ويُعد الرقص من الفنون المهمة لدى السنهاليين والتاميل. ويصنع أصحاب الحرف اليدوية الكثير من المجوهرات، وأعمال الخزف والسلال والسجاد وأعمال الخشب المنحوتة.

السطح والمناخ:

تغطي سريلانكا مساحة تبلغ 65,610كم² والجزء الأوسط من البلاد جبلي، بينما تحيط السهول بالجبال الموجودة في الشرق والجنوب والغرب، كما تغطي معظم النصف الشمالي للجزيرة.

تعيش أنواع كثيرة من الحيوانات البرية في سريلانكا مثل: الدببة والطيور والتماسيح والفيلة والقردة والثعابين. ويوجد نحو 3,000 فصيلة من نبات الخنشار، أو السرخس والنباتات الزهرية الأخرى. وأشهر النباتات هي نباتات البوجنفيل والأركيد والبونسيتة وأشجار الفواكه. وتغطي الغابات الاستوائية المطيرة معظم الأجزاء الجنوبية الغربية في سريلانكا.

يبلغ متوسط درجة الحرارة في المناطق الساحلية المنخفضة 27°م، وفي المناطق الجبلية 16°م.أما متوسط كمية الأمطار السنوية فيتراوح مابين 130 سم في الشمال الغربي و510 سم في كل أنحاء الجنوب الغربي.

حصاد الشاي بسريلانكا. يُعد الشاي من أهم منتجات البلاد، كما أن الأرز والمطاط محصولان أساسيان.

الاقتصاد:

سريلانكا بلد ذو اقتصاد نامٍ، تؤدي فيه الدولة دور المنظم، بالإضافة إلى دور القطاع الخاص. الزراعة عصب النشاط الاقتصادي، حيث تستوعب 50% من الأيدي العاملة، وأهم المنتجات الزراعية: جوز الهند، والأرز، والمطاط، والشاي.

وتستوعب الصناعات الخدمية نحو 35% من العمالة السريلانكية. أما تجارة الجملة والتجزئة فهي أهم تجارة صناعية رائجة في البلاد، وهناك أنشطة خدمية أخرى، مثل النشاط الحكومي والنقل والاتصال. ويعمل في مجال الأنشطة الصناعية نحو 10% من القوى العاملة بينما يعمل في مجال صناعة الإنشاءات حوالي 5%. ويملك أقل من 1% من السكان سيارات. أما الميناء الرئيسي فهو العاصمة كولومبو.

وتصدر نحو أكثر من عشر صُحف في البلاد، ويملك كل 30 شخصا جهاز تلفاز، وهناك جهاز مذياع واحد لكل ثمانية أشخاص.

نبذة تاريخية:

كانت سريلانكا تُعرف باسم سيلان حتى عام 1972م، وأول سكانها رجال القبائل المعروفون بالياكسا والناجا، وهم أسلاف الفيدا. يُقال إن الأمير فيجاريا من شمالي الهند هو الذي قاد مؤسسي الحضارة السنهالية إلى سيلان، وبدأ توافد السنهال في القرن الخامس قبل الميلاد فأقاموا الجزء الشمالي للجزيرة، وأنشأوا وسائل الري الحديثة لدعم الزراعة. وكانت مدينة أنورد أهابورا تمثل مركز الحضارة السنهالية في الفترة مابين القرن الثالث قبل الميلاد و993م.

هاجمت قبائل التاميل الهندية الجزيرة في أوائل القرن الثاني قبل الميلاد. ومنذ القرن الخامس الميلادي، وحتى وصول البرتغاليين تركز تاريخ الجزيرة في الصراع بين ملوك السنهاليين وملوك التاميل، وأخيرا استطاع التاميل السيطرة على النصف الشمالي للجزيرة، وانتقل السنهال إلى النصف الجنوبي، بينما استمر توافد المور أحفاد العرب في القرن الثاني الهجري، القرن الثامن الميلادي.

أما السيطرة الأوروبية على سيلان فقد بدأت في القرن السادس عشر، حينما أبحر البرتغاليون إلى مايعرف حاليا بميناء كولومبو عام 1505م، وسرعان ما سيطروا على المناطق الساحلية الرئيسية في الجزيرة، وحل الهولنديون محل البرتغاليين في أواسط القرن السابع عشر.

وبين عامي 1795 و1796 م تمكن الإنجليز من السيطرة على المستعمرات الهولندية، وجعلوا من سيلان مستعمرة عام 1802م، واستولوا أيضا على مملكة كاندي الجبلية السنهالية عام 1815م، وأصبحوا بذلك أول الأوروبيين الذين حكموا الجزيرة بأكملها. واستطاع الإنجليز تطوير زراعة البن وجوز الهند والمطاط والشاي.

وسرعان ما حصلت المستعمرة على الحكم الذاتي في القرن العشرين، وأصبحت تعرف بدولة سيلان المستقلة في الرابع من فبراير 1948م. وتبنت البلاد شكلاً برلمانياً للحكم برئاسة رئيس وزراء، وأصبح دودلي سينانايكا أول رئيس وزراء في سيلان. أما بندرانايكا فقد أصبح رئيساً للوزراء عام 1956م، واستطاعت حكومته إجازة قانون يجعل السنهالية اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد، وقد عارضت قبائل التاميل هذا القانون، واندلع بذلك الصراع بين التاميل والسنهال. وأخيراً تم الاتفاق على جعل لغة التاميل تسود في عدة مناطق أخرى. ثم اغتيل الرئيس بندرانايكا على أيدي أحد المتطرفين السنهال عام 1959م، وأصبحت أرملته سيريمافو بندرانايكا رئيسة للوزراء عام 1960م، لتكون بذلك أول امرأة في العالم تشغل هذا المنصب، وفقد حزبها الأغلبية في البرلمان عام 1965م. وأصبح دودلي سينانايكا رئيساً للوزراء، ولكن سيريمافو بندرانايكا استطاعت استعادة هذا المنصب عام 1970م، ثم عدل اســم البلاد ليصـبح سريلانكا اعتبارا من عام 1972م، وتعني الأرض اللامعة أو المتألقة.

تُعد العلاقة بين التاميل والسنهال الشغل الشاغل فقد حكم السنهال البلاد منذ الاستقلال، ويعتقد التاميل أن السنهال قد قصروا فرص العمل والتعليم على جماعتهم فقط. ففي عام 1983م اندلعت أعمال العنف والشغب بين عصابات التاميل وقوات الحكومة السنهالية في الشمال وقتل آلاف الناس، وهرب أكثر من مائة ألف من التاميل إلى الهند.

وفي يوليو من عام 1987م، أعلنت حكومتا الهند وسريلانكا عن خطة تدعو للسلام في سريلانكا، وكانت الخطة مبنية على وقف إطلاق النار، وقيام مجلس للحكم المحلي في التاميل، ووافق بعض المقاتلين التاميل على الخطة وعارضها البعض الآخر، فاندلع القتال مرة أخرى في السنة نفسها.

وأخيراً تم تطبيق وقف إطلاق النار مرة أخرى في يونيو عام 1989م. وتمكن الوطنيون السنهال المعارضون لأي اتفاق بين الحكومة والتاميل من قتل عدد كبير من موظفي الدولة الموالين للنظام، وتجدد القتال مرة أخرى عام 1990م بين ثوار التاميل وقوات الحكومة وقتل فيه المئات من المواطنين. وفي مايو 1993م، اغتيل الرئيس بريماداسا وخلفه رئيس الوزراء السابق دنجري باندا. وفي عام 1994م أجريت الانتخابات لاختيار رئيس جديد، وفاز ائتلاف التحالف الشعبي المعارض بزعامة تشاندريكا بندرانايكا كيوماراتنجا زعيمة حزب الحرية. أصبحت بندرانايكا ثاني امرأة في سريلانكا تتقلد هذا المنصب الرفيع. عينت بندرانايكا والدتها سيريمافو بندرانايكا رئيسة للوزراء. أصيبت تشاندريكا بندرانايكا في عينها اليمنى خلال محاولة اغتيال فاشلة في ديسمبر 1999م. وفي أكتوبر 2000م، توفيت والدتها سيريمافو بندرانايكا في وقت ازدادت فيه حدة المعارك التي تقوم بها جبهة نمور تحرير تاميل إيلام في شبه جزيرة جافتا. وفي الشهر نفسه فاز ائتلاف التحالف الشعبي في الانتخابات. وبدأت بندرانايكا ولاية رئاسية جديدة.

★ تَصَفح أيضًا: آسيا ؛ بندرانايكا، سيريمافو ؛ كولومبو .

المصدر: الموسوعة العربية العالمية