الرئيسيةبحث

فول الصويا ( Soybean )



فول الصويا يزرع في أماكن قليلة من العالم. والولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر دول العالم إنتاجًا لهذا المحصول. ومن الدول التي تنتج فول الصويا كذلك الأرجنتين والبرازيل وكندا والصين والهند وإندونيسيا وإيطاليا وباراجواي.
فول الصّويا نبات حولي يُعدُّ طعاما للحيوانات وغذاءً للإنسان ويُستخدم مادة أولية في الصناعة. وفول الصويا أحد أهم مصادر البروتين العالمية المفيدة والرخيصة، حيث يحتوي على حوالى 40% بروتين خام مقارنة بلحوم الأبقار والأسماك التي تحتوي على 18%. ويعتمد النّاس في العديد من الدّول على فول الصّويا مصدرًا للبروتين في طعامهم بدلاً من مصادر البروتين الأخرى مثل اللحوم والبيض والجبن. وفي دول آسيا الشرقية وبعض المناطق الأخرى يتكون الغذاء الشعبي الذي يسمى التوفو من فول الصويا. ★ تَصَفح: التوفو.

ويطلق على فول الصويا أحيانًا اسم فول الصوجا، وهو نبات حولي وينتمي هو ونبات البازلاء لفصيلة واحدة تسمى البقوليات (القرنيات).

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول زراعة لفول الصويا، ومن أهم مناطق الإنتاج الأخرى البرازيل والصين.

نبات فول الصّويا

نبات فول الصويا
يزرع فول الصويا في الربيع وتظهر الأزهار البيضاء أو البنفسجية على النباتات بعد ستة إلى ثمانية أسابيع. وبعد حوالي أسبوعين يتم تكوين الأزهار التي تستطيل مكونة قرونًا يحتوي كل منها بذرتين أو ثلاث بذور. ويتم تكوين البذور خلال 30 إلى 40 يوماً، و تُصبح ناضجة عندما يتحول لون الأوراق إلى الأصفر ثم تتساقط على الأرض. ويبلغ طول النباتات عند تمام نُضجها من 60 إلى 120سم.

يقوم المزارعون بزراعة أصناف عديدة من فول الصويا. وقد طور العلماء الأصناف المستخدمة حاليا عن طريق تهجين أصناف مختلفة من نبات فول الصويا. وأدت هذه الطريقة إلى إنتاج أصناف جديدة من نباتات فول الصويا لها خصائص مميزة مثل لون البذور الفاتح، ومقاومة الأمراض، والإنتاجية العالية.

ويُغطي نبات فول الصويا زغب قصير دقيق بني أو رماديُّ اللون، ويتراوح لون قرونه ما بين الأصفر الفاتح إلى ظلالٍ من اللون الرمادي والبني والأسود. وبذور فول الصويا مستديرة أو بيضية الشكل، ومن ألوانها الأصفروالأخضر والبني والأسود المُنقط وذلك تبعا للصنف.

ولمعظم أصناف فول الصويا التي تزرع للأغراض التّجارية بذور صفراء أو برتقالية اللون. ويتراوح قطر هذه البذور بين 5 و 7ملم حيث تجرى عليها عمليات معالجة صناعية لتحويلها إلى مسحوق أو زيت. وأصناف فول الصويا التي تستهلك طازجة تستخدم قرونها كاملة أو نمواتها البرعمية. وبذور معظم هذه الأصناف خضراء اللون وكبيرة الحجم مقارنة ببذور الأصناف التجارية.

كيفية استخدام فول الصويا

أيقونة تكبير كيفية معالجة فول الصويا
يستخدم فول الصويا على شكل جريش وزيت. ويتم تحويل بذور فول الصويا إلى هذه المنتجات بعملية صناعية تُسمى الاستخلاص بالإذابة. تغسل الثمار أولاً وتقشر بالآلات ثم تسحق المجرشات البذور وتحولها إلى رقائق يُستخرج منها الزّيت الخام بوساطة مذيب. وتُعرف الرقائق بعد انتزاع الزيت منها بجريش فول الصويا أو جريش الصويا.

جريش فول الصويا:

تستخدم الدول الصناعية الجزء الأكبر من جريش فول الصويا الخام في تغذية الحيوانات. تسخن الرقائق وتصنع غذاءً غنياً بالبروتين كما يستخدم جريش فول الصويا أيضًا في تغذية الحيوانات المنزلية الأليفة كالأبقار والدواجن .

ويعتبر جريش فول الصويا مكونا للعديد من الأغذية التي يتناولها الإنسان. ويمكن طحنه ناعمًا إلى دقيق الصويا أو طحنه خشناً إلى مسحوق خشن. ويستخدم دقيق الصّويا الناعم في أغذية الأطفال والرقائق وكثير من المنتجات منخفضة الطاقة الحراريّة، كما يُستخدم الطحين الخشن في الحلوى وبعض منتجات اللحوم مثل الفطائر والسجق (النقانق). كما يدخل كل من الطحين الناعم والطحين الخشن لفول الصويا في المنتجات المخبوزة، وكذلك أغذية الحيوانات الأليفة.

قام العلماء خلال الستينيات والسبعينيات بتصنيع غذاء جديد يطلق عليه ركازة بروتين فول الصويا، ويحضر الدقيق بالتخلص من سدس كمية الدقيق خالي البروتين. وتكون الركازة على هيئة عجينة قشدية يتم تحويلها إلى مسحوق أو مادة حبيبية تستخدم في غذاء الأطفال وصناعة الرقائق ومنتجات اللحوم.

ويوجد منتج آخر يطلق عليه بروتين فول الصويا المعزول ويتم تحضيره باستبعاد ربع الدقيق الخالي من البروتين من كمية الدقيق المُعالج. وهذا المنتج يستخدم لزيادة درجة التماسك ونسبة البروتين في منتجات الأغذية المصنّعة المختلفة وخاصة اللحوم .

ويكوِّن عدد من منتجات فول الصويا الغذائية مجموعة تُسمَّى بروتين الخضراوات التركيبي وتعالج هذه المجموعة من الأطعمة كيميائيًا حتى تصبح في الشكل والمذاق مثل اللحوم، وبذلك تصبح مقبولة لدى المستهلكين. ويمكن إضافة هذه الخضراوات التركيبية البروتينية إلى اللحوم أو تناولها بمفردها، فأسعارها أقل من أسعار اللحوم وتحتوي على بروتينات أكثر. وتُصنع الخضراوات التركيبية البروتينية من معجون بروتين الصويا أو بروتين الصويا المغزول.

ويتم إنتاج معجون فول الصويا عندما ينبثق دقيق الصويا من آلات كاندفاع معجون الأسنان عند الضغط على الأنبوبة وتقوم الآلة بتشكيل دقيق الصويا إلى قطع شبيهة باللحم. وقد يجفف هذا المنتج قبل تغليفه وإعداده للبيع ويصبح رطبا سهل المضغ إذا أضاف إليه المستهلك الماء.

يُصنع بروتين الصويا المغزول بتحويل البروتين بوساطة الطرد المركزي إلى ألياف ويشبه لحوم الأبقار والدجاج.

ويحتوي كثير من قوائم الأطعمة على دقيق الصويا لا على فول الصويا المعالج كلية، ويطلق على هذه المنتجات مشتقات الصويا. وتشمل هذه المشتقات المواد المنكهة للطعام ولبن الصويا وصلصة الصويا. ويستخدم مسحوق الصويا أيضا في تصنيع بعض المنتجات مثل الأسمدة ووسائل إطفاء الحرائق ووسائل الرش لمكافحة الحشرات وكذلك مواد الطلاء.

القيمة الغذائية لنبات فول الصويا

زيت الصّويا:

يصنع من زيت فول الصويا الخام ثلاثة منتجات أساسية هي 1- الزيت النقي المعالج بطريقة تقنية 2- الزيت النقي الصالح للأكل 3- الليسثين.

يُصَنَّع الزيت النقي بمعالجة زيت الصويا الخام خلال عدة مراحل: أولا يبدأ القائمون بالتصنيع بإضافة خليط من الماء ومادة كيميائية قلوية لتنقية الزيت الخام، ثم يُغسل ويُجفف ويبيض بمادة صلصالية قابلة للامتصاص. ويمر الزيت بعد ذلك خلال مُرشَّح فيصبح نقياً من الناحيةالتقنية. ويستخدم هذا المنتج في تصنيع الشموع والمواد المطهرة ومشمع الأرضيات والصابون والورنيش.

ويتم إنتاج الزيت النقي الصالح للأكل بإزالة رائحة الزيت الذي تم تكريره صناعيًا، ثم تسخينه وتعريضه للبخار لإزالة الرائحة والطعم غير المستساغ. ويدخل الجزء الأكبر من الزيت الصالح للأكل في الزبد الصناعي والسمن النباتي، ويستخدم الباقي في تصنيع زيت الطبخ والمايونيز وتوابل السلطة ومنتجات غذائية أخرى. ويعد الزيت النقي الصالح للأكل من مقومات صناعة منتجات أخرى متنوعة تشمل الشريط اللاصق وورق الكربون والعقاقير المتنوعة والمتفجرات، وكذلك مواد تليين الجلد المدبوغ.

ويستخرج الليسثين، وهو مادة صمغية، بعد خلط زيت الصويا الخام بالماء. ويستخدم ليسثين فول الصويا في عمل الحلويات والآيس كريم والمنتجات المخبوزة، وفي صناعة بعض المواد الكيميائية ومستحضرات التجميل والأقمشة.

كيفية نمو نباتات فول الصويا

فول الصويا أحد أكثر مصادر البروتين فائدة في العالم. الحصادة الدراسة أعلاه تقطع نباتات فول الصويا وتدرسها وتنظف بذورها في عملية واحدة. ويبلغ ارتفاع فول الصويا،من 60 إلى 120سم. ويحتوي كل قرن على بذرتين أو ثلاث. وينمو فول الصويا خلال 30 إلى 40 يومًا.

زراعة فول الصويا:

تزدهر زراعة فول الصويا في التربة الخصبة جيدة الصرف، ويتطلب المحصول الجيد 50سم من ماء المطر على الأقل خلال فترة نموه.

تزرع نباتات فول الصويا عادة في آواخر الربيع، ويقوم معظم المزارعين بزراعة فول الصويا في أثلام تبعد بعضها عن بعض 50 و 75سم. وتكون المسافة بين البذور في كل ثلم من 2 إلى 3سم، وتوضع البذور في التربة بعمق 2 إلى 5سم. ويكافح المزارعون الحشائش بحرث التربة بالماكينات ورشها بمبيدات الحشائش. ويحصل نبات فول الصويا على النيتروجين من الهواء مثل باقي البقوليات ولذلك لا يتطلب نموه أسمدة نيتروجينية. وتتناوب زراعة فول الصويا مع محاصيل وبقوليات أخرى.

ويقوم معظم المزارعين بحصاد فول الصويا في أواخر الصيف أو أوائل الخريف، وتُستخدم في الدول الصناعية ماكينات متعددة الأغراض حيث تقوم هذه الماكينات بتقطيع ودرس وتنظيف البذور في عملية واحدة. ويقوم المزارعون ببيع حصاد حقولهم من البذور إلى مصانع المواد الغذائية وإلى مشترين آخرين حيث يتم نقلها إلى المصانع أو إلى منافذ التصدير .

الأمراض والآفات:

تتعرض نباتات فول الصويا للإصابة بحوالي 100 من الأمراض والآفات مثل المرض الفطري الذي يسبب تقرح القرون ولفحة الساق، وكذلك الأمراض البكتيرية التي تشمل مرض التقرح البكتيري ومرض التدرّن البكتيري.

ويحمل فطر تقرح القرون ولفحة السّاق على البذور ويهاجم غلاف البذرة والساق قرب مرحلة نضج النبات، ويمكن مكافحته بمبيدات فطرية تتكون من مواد كيميائية خاصة تقتل الفطريات.

وتتأثر نباتات فول الصويا تأثراً شديداً بالأمراض البكتيرية وخاصة خلال المواسم الرطبة. وتعيش البكتيريا المسببة لمرض اللفحة البكتيرية في التربة، وكذلك في نباتات فول الصويا المصابة. تدخل هذه البكتيريا إلى النباتات السليمة عن طريق الأوراق مكونة بقعًا مبتلة على الأوراق تتحول إلى اللون البني. وتموت خلايا الأوراق في المناطق المصابة وتسقط وقد تموت جميع أنسجة الورقة. ومن مظاهر مرض التدرّن البكتيري وجود بثرات مملوءة بسوائل منتشرة على الأوراق. وتوجد أصناف عديدة من فول الصويا تقاوم هذه الأمراض البكتيرية.

تُهاجم نباتات فول الصويا كثير من الآفات التي يشكل بعضها خطورة عليه.وتتضمن الآفات الشائعة خنفساء أوراق الفول والبقة النتنة ويرقة الفول المخمليّة. ويكافح المزارعون هذه الآفات بالمبيدات الحشرية وإزالة الأوراق الميتة والنفايات الأخرى التي تضع الحشرات فيها بيضها. وقد تمكن العلماء من إنتاج أصناف من فول الصويا مقاومة لمعظم الآفات الحشرية المذكورة. ومن الآفات الأخرى التي تهدد المحصول الفيروسات والديدان الدقيقة التي تسمىّ المدورات (النيماتودا).

نبذة تاريخية:

فول الصويا أقدم المحاصيل التي زرعها الإنسان. ويعتقد المؤرخون أن منطقة شرقي آسيا هي أولى المناطق التي زُرع بها نبات فول الصويا قبل حوالي 5000عام. وقد اعتبر الصينيون القدماء فول الصويا أهم محصول، وكان أحد خمسة محاصيل مقدسة، عندهم، وضرورية للحياة.

أُدخل نبات فول الصويا إلى أوروبا في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي ولم تتوسع زراعته إلا في بداية القرن العشرين. واسْتُخْدِم علفًا في الولايات المتحدة في المقام الأول حتى أوائل القرن العشرين، وبدأ تصنيع فول الصويا إلى جريش وزيت سنة 1911م. واستُخدم معظم الجريش سماداً حتى منتصف 1930م، وفي ذلك الوقت أصبح الجريش أكثر شيوعًا في استعماله علفًا للمواشي والطيور. وفي خمسينيات القرن العشرين تركزت أهمية زراعة نبات الصويا في الحصول على البذور.

أصبحت نباتات فول الصويا مهمة الآن وذلك لسد العجز في الغذاء العالمي. و بمقارنة بسيطة نجد أنه بزراعة 0,4 من الهكتار من فول الصويا فإن البروتين المستخلص من هذه المساحة من النباتات يُعادل عشرة أمثال البروتين المنتج من أبقار تربى في نفس المساحة. ويُعتبر فول الصويا مصدرًا للبروتين أكثر من الخضراوات والحبوب الأخرى، ولذلك تُعدُّ زراعته من أهم العوامل التي تساعد على زيادة كفاءة استغلال الأرض. وتتحقق معرفة الناس أكثر وأكثر لقيمة بروتين فول الصويا حيث زاد الاعتماد عليه في الحصول على احتياجاتهم من البروتين.

★ تَصَفح أيضًا: التوفو.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية