سلوفينيا ( Slovenia )
 |
سلوفينيا بلاد جبلية تقع في قلب أوروبا، وتتناثر قراها الصغيرة في المناطق الريفية. |
تبلغ مساحة سلوفينيا 20,256كم²، بينما قدر عدد سكانها عام 2000م بنحو 1,945,000 نسمة. ولوبليانا هي عاصمة سلوفينيا وأكبر مدنها ومركز الحياة الثقافية والسياسية فيها. ويبلغ عدد سكانها 276,133 نسمة. ومن المدن المهمة الأخرى ماريوبور في الشمال الشرقي وميناء كوبر.
يؤلف السلوفينيون معظم سكان سلوفينيا تقريبًا وبقية السكان من الكروات والصرب أو المجريين وعدد قليل من الإيطاليين والجنسيات الأخرى.
يأتي السائحون إلى سلوفينيا على مدار السنة، حيث توجد منتجعات في الجبال وأماكن للتزلج وبحيرات جميلة وشواطئ مشمسة على الساحل تجتذب الكثيرين لقضاء عطلاتهم فيها. ويذهب السياح لمشاهدة كهوف بوستوينا قرب لوبليانا، وهي من أكبر الكهوف في أوروبا. ومن وسائل الجذب السياحي الأخرى قرية ليبيكا قرب الحدود الإيطالية في الجنوب الغربي من البلاد ؛ وقد اشتهرت هذه القرية منذ أكثر من 400 عام بتربية خيول ليبيزانر لمدرسة الفروسية الأسبانية في فيينّا بالنمسا.
سيطر الشيوعيون على حكم سلوفينيا وجميع أجزاء يوغوسلافيا السابقة منذ عام 1945م وحتى عام 1990م، حيث أُجريت خلال ذلك العام الانتخابات التي فاز فيها غير الشيوعيين بأغلبية المقاعد النيابية. وقد أعلنت الجمهورية استقلالها سنة 1991م.
 |
 خريطة سـلـوفينـيـــا |
نظام الحكم:
يقوم المجلس الوطني وهو هيئة تشريعية تتكون من مجلس واحد بسن قوانين البلاد ويتألف المجلس الوطني من 90 عضوًا يُنتخبون لفترة أربع سنوات. وللحكومة أيضًا مجلس دولة مؤلف من 40 عضوًا لا يملكون سلطة تشريع القوانين ولكنهم يقترحون مشاريع قوانين أو يطلبون من المجلس إعادة التصويت ومدة عضويتهم خمس سنوات. ويقوم المجلس الوطني بانتخاب رئيس الوزراء ليرأس الحكومة مدة أربع سنوات، كما يقوم المواطنون بانتخاب رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات، غير أن هذا المنصب يعتبر رمزيًا بصورة عامة. ولكل مواطن بلغ سن الثامنة عشرة حق التصويت.تبنت سلوفينيا في ديسمبر 1991م أول دستور لها باعتبارها دولة مستقلة. ويضمن الدستور حرية الرأي والاجتماعات والصحف والدين.
من أهم الأحزاب السياسية في سلوفينيا حزب الأحرار الديمقراطي والحزب الديمقراطي النصراني السلوفيني والقائمة الموحدة (ائتلاف من أربعة أحزاب) وحزب الشعب السلوفيني.
وأعلى محكمة في سلوفينيا هي المحكمة العليا ويقوم المجلس الوطني بتعيين القضاة.
تتألف القوات المسلحة من حوالي 15 ألف رجل وامرأة، ويتم استدعاء الرجال الذين يبلغون سن الثامنة عشرة لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة سبعة أشهر يسرَّحون بعدها باستثناء حالات الطوارئ.
السكان:
يشكل السلوفينيون 90% من سكان سلوفينيا، وهم من أصل سلافي ويتكلمون اللغة السلوفينية التي تكتب بالحروف اللاتينية وليست بالحروف السيريلية التي يكتب بها كثير من اللغات السلافية. ويتكلم كثير من السلوفينيين لغة أخرى مثل اللغة الألمانية أو الإيطالية أو الصرب كرواتية أو الإنجليزية. ومعظم السلوفينيين من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كما يوجد بعض السلوفينيين ممن ينتمون إلى الكنيسة البروتستانتية.يعيش نصف السكان في المناطق الحضرية، ويعيش أهل الريف في منازل منفردة ذات سطوح منحدرة. وكثير من سكان المدن يسكنون في عمارات عالية. والمطبخ السلوفيني شبيه بالمطبخ النمساوي، حيث يفضلون لحم العجول والخنازير. ومن الوجبات المشهورة عندهم الكتلاتة اللوبليانية وثريد لحم العجل الذي يقدم مع الجبن والخضراوات.
يستطيع جميع البالغين تقريبًا في سلوفينيا القراءة والكتابة. ويدرس الأطفال في المدارس الابتدائية لمدة ثماني سنوات، وأربع سنوات في المدارس الثانوية. وتوجد في سلوفينيا جامعتان وكثير من معاهد التعليم العالي.
وقد ظهر في سلوفينيا كُتّاب مجيدون ويعتبر بريموز تروبار أبًا للأدب السلوفيني، وقد ألّف كتبًا دينية عديدة، وترجم العهد الجديد إلى اللغة السلوفينية خلال القرن السادس عشر. وكان فرانس بريزيرن شاعرًا غنائيًا مهمًا عاش خلال القرن التاسع عشر. وكان إيفان كانكر ضمن أفضل كتّاب القصة القصيرة في أوائل القرن العشرين. ومن بين الكتّاب المجيدين في أواخر القرن العشرين أندري هينج ودراجو يانكر وسيريل كوزماك وتوماس سالامون ورودي سليجو.
تؤدي المهرجانات دورًا مهمًا في حياة السلوفينيين. وفي شهر فبراير من كل عام يُقام مهرجان كورنتي بمدينة بتوي في شمال شرقي البلاد، وهو في شكل احتفالات يرجع تاريخها إلى ماقبل العهد النصراني، ويلبس الناس خلال المهرجان فراء وأقنعة على الوجوه تمثل الحيوانات ويقومون خلالها بأداء بعض الطقوس.
السطح والمناخ:
تؤلف الجبال معظم الأراضي السلوفينية، كما تغطي الغابات الكثيفة حوالي نصف مساحة البلاد. وتقع سلسلة جبال الألب اليوليانية في الزاوية الشمالية الغربية من سلوفينيا. ويقع جبل تريجلاو بقمته التي يبلغ ارتفاعها 2,863م ضمن هذه السلسلة. وهذه الجبال مأوى لكثير من حيوانات الصيد مثل ظباء الشمواه الصغيرة. وتمتد السهول مع التلال في الوسط وفي الأجزاء الشرقية من البلاد. كذلك يوجد في الجزء الأوسط منطقة الكارست التي تمتاز بوجود الحجرالجيري وتكثر فيها الكهوف والأخاديد تحت الأرض حيث تتجمع فيها مياه الأمطار على هيئة بحيرات تظهر أحيانًا وتختفي أحيانًا أخرى. ولسلوفينيا شريط ساحلي قصير على البحر الأدرياتيكي.يتفاوت المناخ في سلوفينيا كثيرًا من إقليم لآخر، إذ يكون الشتاء في المناطق الجبلية قارس البرودة وتهطل عليها ثلوج كثيرة، كما تهطل الأمطار الشديدة في أوائل موسم الصيف، ويكون الجو دافئًا في وديان الجبال أثناء الصيف، باردًا في الأماكن المرتفعة. والجو معتدل على الساحل إذ من النادر أن تهبط درجة الحرارة تحت درجة التجمد في الشتاء. ويتميز شمالي سلوفينيا بشتاء بارد وصيف حار. وقد تصل درجة الحرارة إلى 38°م صيفًا. وكثيرًا ما تهبط درجة الحرارة إلى تحت درجة التجمد أثناء الشتاء.
 |
العاملون يقومون بفحص لوحة الدائرة الإلكترونية في مصنع قرب لوبليانا المركز الرئيسي للصناعات في سلوفينيا. إن نصف القوى العاملة السلوفينية تقريبًا تعمل في المصانع. |
الاقتصاد:
كانت سلوفينيا تتمتع بأقوى اقتصاد بين الجمهوريات الست ليوغوسلافيا السابقة. لكن اقتصاد سلوفينيا كان قد ضعف تحت حكم الشيوعيين ولا سيما أثناء الثمانينيات. وبعد تسلُّم غير الشيوعيين لمقاليد السلطة سنة 1990م، بدأت سلوفينيا بتطبيق أنظمة السوق الحرة.يعمل حوالي 46% من الأيدي العاملة السلوفينية في الصناعات الخدمية و46% أخرى تعمل في المصانع، كما تعمل نسبة الـ 8% الباقية في الحقل الزراعي.
تشمل المنتجات الصناعية الرئيسية في سلوفينيا السيارات والكيميائيات والسلع المعدنية والنسيج. وأهم المحاصيل الزراعية هي الذرة الشامية والبطاطس والقمح، وأهم الفواكه هي التفاح والكرز والكمثرى والبرقوق. ويربي المزارعون الأبقار والأغنام. وتوجد مناجم الفحم الحجري ومعادن مثل الرصاص والزئبق. وتجري المعاملات التجارية بالدرجة الأولى مع النمسا وألمانيا وإيطاليا.
توجد في سلوفينيا طرق مواصلات جيدة ولا سيما تلك الطرق التي تربط البلاد مع النمسا وإيطاليا ؛ ويوجد في العاصمة مطار دولي.
هناك صحيفتان يوميتان في سلوفينيا هما ديلو ودنفيك وتصدران في لوبليانا.
نبذة تاريخية:
كان قوم يسمون باللومبارديين يعيشون في القرن السادس الميلادي في منطقة سلوفينيا الحالية. وقد هجر اللومبارديون هذه المنطقة واستقروا في إيطاليا. وفي أواخر ذلك القرن، جاء إلى سلوفينيا الفرع الغربي من قوم يسمون بالسلاف الجنوبيين واستقروا فيها.وقد حكم السلوفينيين أناسٌ يسمون الأفار واستمر ذلك حتى عام 623م عندما قام تاجر سابق يدعى سامو ينتمي إلى إحدى القبائل الجرمانية تسمى الفرنجة، بطرد الأفار وأسس دولة سلوفينيا المستقلة. وبحلول عام 748م، دخل السلوفينيون تحت حكم البافاريين الفرنجة. وفي سنة 1278م، حكمت سلوفينيا عائلة هابسبيرج النمساوية، وظلت البلاد تحت الحكم النمساوي إلى سنة 1918م، باستثناء فترة قصيرة حكم خلالها الفرنسيون البلاد بين عامي 1809 و 1815م.
أصبحت سلوفينيا بعد الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) جزءًا من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين. وتغير الاسم إلى يوغوسلافيا سنة 1929م. وخلال الحرب العالمية الثانية سنة 1941م، تغلبت ألمانيا وإيطاليا على سلوفينيا وتقاسمتاها مع المجر. وبنهاية الحرب، سيطر الشيوعيون على مقاليد السلطة في يوغوسلافيا السابقة، فأصبحت سلوفينيا إحدى الجمهوريات الست الموجودة داخل يوغوسلافيا.
في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، دعا بعض السلوفينيين إلى الانفصال عن يوغوسلافيا، غير أن الرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو قام خلال عامي 1972 و 1973م بإقصاء المعتدلين من الحزب الشيوعي السلوفيني محاولاًَ بذلك ضمان ربط سلوفينيا بيوغوسلافيا بشكل أقوى.
وبانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية سنة 1990م، صوَّت الشيوعيون لإنهاء سيطرتهم على الحكم في يوغوسلافيا، وتشكلت العديد من الأحزاب غير الشيوعية. وجرت انتخابات خاضتها أحزاب متعددة فازت فيها مجموعة ديموس وهي ائتلاف هش من أحزاب غير شيوعية، وانتخب لويزي بترلي من الديمقراطيين النصارى رئيسًا للوزارة. وقد انهار ائتلاف ديموس في أواخر عام 1991م.
في يونيو من عام 1991م، أعلنت جمهوريتا سلوفينيا وكرواتيا استقلالهما وعارضت الحكومة اليوغوسلافية هذا الإعلان بشدة وحدثت بعض المعارك بين الميليشيات السلوفينية والجيش اليوغوسلافي. وفي ديسمبر من نفس العام صادق مجلس سلوفينيا على الدستور الجديد.
وفي أواخر عام 1991م، أعلنت جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية استقلالها وتبعتها جمهورية البوسنة والهرسك بإعلان الاستقلال في أوائل عام 1992م. وفي أبريل عام 1992م، قامت صربيا والجبل الأسود بتشكيل دولة جديدة تحت اسم يوغوسلافيا. واستقال بترلي في أبريل عام 1992م على إثر التصويت بعدم الثقة من قِبَل المجلس السلوفيني، وانتخب جانيز درنوفزك رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي رئيسًا للوزارة. وتم تشكيل وزارة ائتلافية بعد نتيجة الانتخابات التي جرت في ديسمبر عام 1992م، وبرز فيها الحزب الديمقراطي الليبرالي باعتباره أقوى الأحزاب. وقد أُعيد انتخاب الرئيس ميلان كيوكان لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات. وفي عام 1997م، أعيد انتخاب رئيس الوزراء درنوفزك لفترة أخرى.
★ تَصَفح أيضًا: يوغوسلافيا.