الرئيسيةبحث

شيللي، بيرسي بيش ( Shelley, Percy Bysshe )


☰ جدول المحتويات


شيللي، بيرسي بيش (1792-1822م). واحد من أشهر الشعراء الرومانسيين الإنجليز. جرب العديد من الأنماط الأدبية، وظل له تأثير قوي على العديد من الكتاب اللاحقين وبخاصة روبرت براونينج، وآلجرنون تشارلز، وسوينبرن ووليم بتلر ييتس، وجورج برنارد شو، وتوماس هاردي.

بيرسي بيش شيللي

حياته:

ولد شيللي في سسكس لعائلة ثرية ذات تاريخ سياسي. وكانت له حياة عاصفة في كلية إيتون وجامعة أكسفورد التي طرد منها في عام 1811م لكتابته كتيّبًا سماه ضرورة الإلحاد.

وفي أغسطس من عام 1811م، فرّ شيللي ليتزوج من هارييت وستبروك وعمرها 16 سنة، وهي ابنة صاحب مقهى. وقد هجرها في عام 1814م ليهرب مع ماري وللستونكرافت جودوين. وبالرغم من أنهما قالا: بأنهما لا يؤمنان بالزواج، إلا أن شيللي وماري جودوين قد تزوجا في عام 1816م، بعد أن انتحرت هارييت غرقًا..

وقد اعتقد شيللي أن الأيرلنديين يتعرضون لاضطهاد حكامهم الإنجليز. وحاول حض الأيرلنديين على الثورة ضد أولئك الحكام وقد كتب الملكة الجنيّة (1812- 1813م). وهي قصيدة ثورية هاجم فيها كلا من السياسة الاستبدادية والنصرانية الأصولية.

وفي عام 1816م، كوّن شيللي وزوجته صداقة وثيقة مع الشاعر لورد بايرون في جنيف بسويسرا. وبعد مارس عام 1818م أرُسل شيللي إلى منفى دائم بإيطاليا. وهناك كتب سلسلة متتابعة من أشعاره المهمة، ضمت بروميثيوس طليقًا ؛ ساحرة أطلس (1820م)، إبيبسايكيديون (1821م) ؛ هيللاس (1821م). وقد أوحى موت أحد أصدقائه وهو الشاعر الإنجليزي جون كيتس برائعة شيللي أدونيس1821م. ★ تَصَفح: كيتس، جون. غرق شيللي أثناء عاصفة عندما كان مبحرًا بالقرب من ليجهورن بإيطاليا.

كتاباته:

تخاطب أشعار شيللي العواطف والخيال مباشرة، ومن الصعب فهمها عقليًا. والكثير من أشعاره سيرة ذاتية بما فيها قصيدته الغنائية المشهورة قصيدة للريح الغربي (1819م). وكانت اتجاهات شيللي الروحانية ذاتية بشدة وتميل لمعارضة وجهات النظر التقليدية النصرانية. وقد شعر شيللي أن الحقيقة الروحانية لا تستند إلى رؤيا فيما وراء الطبيعة، ولا إلى خبرة طبيعية. وبدلاً من ذلك، زعم أنه يمكن فهم الحقيقة بالتخيل فقط. ودور التخيل باعتباره مرشدًا روحيًا هو موضوع مونت بلانك (1816م). وهذه القصيدة التي تكشف أثرًا أفلاطونيًا هي أول ما بيَّن أسلوب شيللي الناضج.

وفي أهم قصيدة طويلة طموحة، الدراما الغنائية بروميثيوس طليقًا، حاول شيللي أن يربط بين إيمانه التخيلي وآماله للإنسانية. وكالكثير من أعماله، اعتمدت هذه المسرحية على نماذج تقليدية يونانية. وعبرت عن أمل ثوري لم يلبث أن توارى.

ذلك الأمل الثوري كان شيللي قد عبر عنه في قصيدة مبكرة هي ثورة الإسلام التي تحدث فيها عن الآمال الأوروبية في أعقاب الثورة الفرنسية. وليس الإسلام في هذه القصيدة سوى غطاء رمزي للثورة الفرنسية.

وفي عام 1821م، كتب شيللي مقالته الشهيرة دفاع عن الشعر. وتنبع قيمة هذا العمل من رؤى شيللي في الفكر العام لكل الشعر، ووجهات نظر شيللي الخاصة بدور التخيل في الشعر.

ولسنا نعرف إن كان شيللي قد بدأ يجد بعض الإيمان فلسفيًا أو غير ذلك، لكن قصائده الأخيرة مليئة بالكآبة والأسى على خلاف ما كتب. أما القصائد الغنائية العاطفية الأخيرة لشيللي فصافية فقط في يأسها. وتبعا لقصيدته القوية التي لم تكتمل عن الهزيمة البشرية، انتصار الحياة، فإن الخير والوسائل التي تستخدم للوصول للخير لا يمكن أن يتفقا. وبالرغم من كآبة رؤيته النهائية، فقد كان شيللي ينظر دائمًا نحو الأمل في الإلهام كما في قصيدة للريح الغربي.

بعثر، كلظى من مدفأة لا تخبو
كالتراب والشرارات، كلماتي بين بني البشر!
كن بين شفتي لتكون أرضا نائمــة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية