إشبيليا ( Seville )
إشبيليا واحدة من المراكز الرائدة في الفن الأسباني والأدب والتعليم. عدد السكان 126,659 نسمة. فتحها المسلمون عام 94هـ، 712م، فبلغت في ظلهم أوج ازدهارها وكانت مقر إمارة مستقلة تحت حكم بني عبَّاد (414-484هـ، 1023-1091م). وازدهرت مركزًا تجاريًا وثقافيًا أيام دولتي المرابطين (448-541هـ، 1056-1147م) والموحدين (524-668هـ، 1130 -1269م). وكانت لإشبيليا مكانة في تاريخ العلوم العربية والإسلامية ؛ فقد كان لعلمائها إسهام بارز في علوم اللغة والدين والفلك والحساب والطب وغيره. وبرز من علمائها علي بن مؤمن المشهور بابن عصفور الإشبيلي (ت 669هـ ، 1271م) وهو حامل لواء العربية في الأندلس. ومنهم أبوبكر محمد بن خلف الإشبيلي (ت 585هـ ، 1189م) صاحب التصانيف في اللغة والفقه. ومنهم الرُّعيني (ت 666هـ ، 1268م) الأديب الكاتب وله مصنفات في الحديث والفقه واللغة. وابن خير الإشبيلي صاحب الفَهْرَسَة، وابن عبدالحق المشهور بابن الخراط وغيرهم. سيطر عليها فرديناند الثالث حاكم قشتالة عام 646هـ، 1248م بعد حصار طويل واتخذها مقرًا له. وقد ولد فيها اثنان من أشهر رسامي أسبانيا هما دييجو فيلاسكيز وبارتولومي موريللو. كما أن أوبرا كارمين وحلاق إشبيليا الشهيرتين قد اتخذتا المدينة خلفية لهما. وتقول الأسطورة إن دون جوان عاش في إشبيليا، وقد مدت قصته الأسطورية الكثير من الكتاب والمؤلفين الموسيقيين بمادة لأعمالهم. ★ تَصَفح: دون جوان. ويرجع تاريخ تأسيس جامعة إشبيليا إلى عام 1502م.
وتقع المدينة على بعد 97كم شمال شرقي قادس على نهر الوادي الكبير في منطقة غنية بحقول الكروم المشمسة وبساتين البرتقال. ★ تَصَفح: أسبانيا. وكانت المدينة محاطة بسور عظيم ذي 64 برجًا مازالت بقاياها قائمة. وعاش البربر في إشبيليا لمئات من السنوات، وظهرت آثارهم في تصميم المدينة ذات الشوارع الضيقة المظللة، والمنازل البيضاء ذات المشارف المبنية حول الساحات الأنيقة التي تتوسطها النوافير. وشعار إشبيليا هو الجيرالدا، وهي منارة إسلامية تُعد الآن جزءًا من كاتدرائية المدينة. وتمتد هذه المنارة إلى ارتفاع يزيد على 90م، وقد بنيت في القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.
تَنْتُج مصانع أشبيليا السيجار والآنية الفخارية، والأقمشة الحريرية والآلات والشوكولاتة والعطور والمنتجات الحديدية. وتجعل القنوات ونهر الوادي الكبير من المدينة ميناءً مهمًا. وتشمل صادراتها الزيتون والفواكه والفلين والزئبق والصوف. والمدينة هي عاصمة مقاطعة أشبيليا.