الرئيسيةبحث

الفقمة ( Seal )



كثير من فقمات الفراء الشمالية تمضي الصيف على جزر ألاسكا وتنتقل جنوباً في الشتاء.
الفُقْمة حيوان بحري ثديي أملس ذو جسم طوربيدي الشكل. والفقمات سباحات ماهرات، تقضي معـظم الوقت في الماء، ولكنها تلد صغارها على اليابسة.

تعيش معظم أنواع الفقمات في المحيطات أو في البحار الداخلية على اليابسة، بينما يعيش القليل منها في المياه العذبة. ففقمة بيكال مثلاً تعيش في بحيرة بيكال في جنوب الاتحاد السوفييتى (سابقًا). وتوجد الفقمات بكثرة في البحار القطبية، بيد أنها قليلة في المياه الاستوائية.

تقضي بعض أنواع الفقمات، بما فيها فقمات الميناء والفقمات ذات الطوق، معظم وقتها على اليابسة أو على قطع كبيرة عائمة من الثّلج. وتبقى فقمات الفراء الشمالية في البحر لثمانية أشهر، وتهاجر لمسافة 8,000كم في العام أبعد من أي حيوان ثديي آخر. وهي تسبح جنوباً من بحر بيرنج حتى تصل قريبًا من شمال المكسيك ثم تعود شمالاً. وأثناء الرحلة كلِّها تسبح الفقمات على بعد يتراوح بين 15و 160كم من الساحل ولاتذهب إلى الشاطئ أبداً. ولايعرف أحد لماذا تقوم الفقمات برحلتها سنوياً.


حقائق موجزة

الأسماء الذكر: الثور،.الأنثى: البقرة. الصغير: العجل أو الجرو أو الشِّبل. المجموعة: قطيع أوسرب.
فترة الحمل حوالي 8 - 12 شهرًا، ويتوقف ذلك على النوع.
عدد المواليد عادة 1، ونادراً 2.
فترة الحياة 40 سنة أو أكثر.
أماكن تواجدها على امتداد شواطئ القارات في معظم أرجاء المعمورة، وقليل من الأنواع في بحيرات المياه العذبة والبحار المغلقة.
وأكبر الفقمات فقمة الفيل الجنوبية التي تعيش في مياه تحت المنطقة القطبية الجنوبية جنوبي أمريكا. وربما ينمو الذكر منها ليصل إلى 6,5م طولاً وربما يزن حتى 3,600كجم. وتعتبر هذه الفقمة ثانية أكبر حيوان في الحجم بعد الحيتان، بين كل الثدييات البحرية. أما أصغر فقمة فهي فقمة المنطقة القطبية ذات الطوق، ويبلغ طولها حوالي 1,5م، ويصل وزنها إلى 90كجم.

يصطاد الناس بعض أنواع الفقمات أساساً لفرائها. وبعد إزالة الفراء يجمد لحم الفقمة أحيانًا، ويباع غذاءً للحيوان، ويأكل بعض الإسكيمو وألاسكيون آخرون لحم الفقمة. وللحمها نكهة قوية ينفر منها معظم الناس في الأجزاء الأخرى من العالم. ويستعمل دهن الفقمة في القلي، أو يشعل للإضاءة وللتدفئة. كما يصنع الإسكيمو ملابس صيدهم من جلود الفقمات ذات الطوق، ويستعملون جلود الفظّ لتغطية هياكل قواربهم الخشبية. ويسحبون أمعاء الفقمات ويغزلونها خيوطًا يصنعون منها معاطف للمطر.

تُكوّن الفقمات مجموعة من الثدييات تسمى زعنفيات الأقدام. وزعانف الفقمة تشبه إلى حد ما زعانف السمك. توجد ثلاث مجموعات أساسية من زعنفيات الأقدام وهي: 1- الفقمات ذوات الآذان المشتملة على فقمات الفراء وأسود البحار. 2- الفقمات عديمة الأذن بما في ذلك فقمات الميناء وفقمة الفيل. 3- حيوانات الفَظّ. وهي فقمات دون آذان، ولكن لها فتحات آذان صغيرة. وتتميز من بين زعنفيات الأقدام بأن لها نابا.

جسم الفُقْمة

الهيكل العظمي للفقمة
لمعظم أنواع الفُقمة شعر يغطِّي أجسادها ولكن بعض ذكور الفظ بلا شعر تقريباً. ولفقمات الفراء أغطية سميكة من الشعر الناعم، وتستبدل الفقمات بغطائها غطاء آخر جديدًا شأنُها في ذلك شأن الثدييات الأخرى ذات الفراء. وتغير معظم أنواع الفقمات بعض شعرها، كما تفعل القطط والكلاب ولكن تفقد فقمات الفيل قطعاً كبيرة من الجلد والشعر، وتبدو شعثاء.

ولكل الفقمات طبقة من الدهن يتراوح سمكها بين 2,5 و 15سم، تساعدها في تدفئة جسمها، وتمدها بالطاقة عندما لا تستطيع الحصول على الغذاء.

الرأس:

لبعض أنواع الفقمات رؤوس صغيرة وأنوف صغيرة تعطي وجوهها مظهراً مضغوطاً. ولفُقمة الفيل أنف طويل مقوس. ويكوِّن أنف الذكر ذي القلنسوة جراباً يمتد فوق قمة رأسه. وعندما يتضايق الحيوان، ينفث الهواء إلى الجراب، ويمدد الجلد الخارجي للجراب مثل البالون، مكونًا قلنسوة حمراء زاهية على رأس الحيوان. وتستعمل الفقمة قلنسوتها لإخافة الأعداء. ولكل الفقمات منخران شبيهان بشقين طوليين، تغلقهما حينما تسبح تحت الماء.

وعيون معظم أنواع الفقمات كبيرة ولامعة، ولكن عيون الفظ صغيرة. وتستطيع معظم الفقمات أن ترى وتسمع جيداً، ولكن حاسة الشم لديها ضعيفة. ولكل الفقمات شوارب على الشفة العليا، وهي شوارب حساسة للمس. فربما تساعدها في بحثها عن الطعام.

الزعانف:

للفقمات أربع سيقان، لكن عظام الساق فوق الكواحل غائرة داخل الجسم. أما الأجزاء التي تبرز للخارج، بما فيها الأقدام، فهي زعانف كبيرة شبيهة بالمجاديف. والزعانف الأمامية لفقمات الفراء وأسود البحر أطول وأكبر منها في الأنواع الأخرى. ويصل طول الزعانف الأمامية لفقمة الفراء أحيانًا لأكثر من 45سم وعرضها لحوالي 15سم، مما يجعل الحيوان سباحاً قوياً. والزعانف الأمامية للفقمات عديمة الأذنين وهي أصغر وأضيق من مثيلاتها في فقمات الفراء. وتسبح الفُقمات التي ليس لها آذان بتحريك أجسامها وزعانفها الخلفية كما تحرك الأسماك أجسامها وذيولها. وتستطيع فقمة الفراء المنزعجة السّباحة بسرعة تصل إلى 16كم في الساعة.

وتحرك فقمات الفراء وأسود البحر والفظ زعانفها الخلفية إلى الأمام وإلى الأسفل لتساعدها في دعم أجسادها على الأرض، وتمشي على زعانفها الأربع كلّها. وتمتد الزعانف الخلفية المتلاصقة للفقمات عديمة الأذن مباشرة وباستقامة إلى الخلف. ولاتستطيع هذه الفقمات تحريك زعانفها إلى الأمام، وإنما تحرك نفسها على اليابسة أو الثلج بوساطة التقلصات المتتابعة لعضلات بطنها القوية.

حياة الفُقمة

تعيش معظم أنواع الفقمات في مجموعات وربما تبقى معًا في الرحلات المحيطية الطويلة. وتعيش أنواع قليلة مثل فقمات روس في المنطقة المتجمدة الجنوبية (أنتاركتيكا)، بمفردها أو مع فقمتين أو ثلاث فقمات أخرى فقط. ومما يعرف عن أنواع أخرى تشمل الفقمات الرمادية والفقمات ذات الطوق، أنها تعيش لمدة 40 عاماً أو أكثر.

أماكن وجود الفقمة توضح المناطق الزرقاء في الخريطة مناطق العالم التي توجد فيها الفقمة. تعيش معظم حيوانات الفقمة في نصف الكرة الشمالي.

مجمعات توالد الفقمات:

تذهب الفقمات كل ربيع إلى أماكن تكاثرها لتتوالد، وأيضاً لتجد ألاّفها. وتوجد معظم تلك الأماكن على الجزر. تتجمع فقمات الفراء الشمالية على مساحات كبيرة على الشاطئ حيث تستطيع أكثر من 150,000 فقمة التجمع في موقع واحد.

وذكور (ثيران) فقمة الفراء الشمالية هي أوّل من يصل إلى المكان. وبالإمكان سماع خُوارها وزئيرها على بعد 1,5كم في أواخر مايو، حيث تتقابل لاختيار أماكنها أو مقاطعاتها على الشاطئ. ثم تأتي الأبقار الإناث إلى الشاطئ في أوائل يوليو وتنضم إلى إناث أحد الثيران. وتتكون إناث الثور عادة من ثلاث بقرات إلى أكثر من أربعين بقرة، ولكن قليلاً من الثيران يبلغ عدد إناثه أكثر من 100 بقرة. وبعد وصول البقرة إلى الشاطئ بقليل تلد صغيرها الذي حملته في بطنها لمدة 12 شهرًا. ومرة أخرى سترافق البقرة ثورًا آخر بعد أيام قليلة من ولادتها لصغيرها.

تقاتل ذكور الفقمات للحصول على مقاطعاتها، وتدافع عن حدودها ومعها البقرات. وليست ذكور الفقمات من القوة بمكان بحيث تحافظ على المقاطعة، غير أنها تستطيع ذلك عند بلوغها عشر سنوات من العمر. ويعيش الصغار والثيران الكبيرة التي لا إناث لها بعيدًا عن غيرها. وتحمل معظم إناث الفقمات أول صغير لها عند عمر خمس سنوات، وتلد عادة سنوياً. وتظل بعض إناث الفقمات تلد حتى تبلغ 25 عامًا من العمر.

الصغير:

تلد أنثى الفقمة جروا واحدًا (ولد الفقمة الصغير) في المرة الواحدة. أما التوائم فنادرة. وللجرو الحديث الولادة أسنان بارزة من اللثة وفرو ناعم يغطي جسمه. ولجراء أسد البحر فرو بني، بينما تتغطى أجسام فقمات الفراء الحديثة الولادة، وفقمات الفيل، وفقمات الراهب بفراء سوداء. أما جراء فقمات الهارب، وفقمات النمر، والفظ، والفقمات الأخرى التي تعيش على جزر الثلج العائمة فتكون بيضاء رمادية نوعاً ما أو بنية.

وتستطيع جراء فقمة الفراء الشمالية السباحة كما تستطيع السير على الأرض بمجرد ولادتها. وتقسم الأمهات وقتها بين الأكل في البحر وتربية جرائها على البر. وربما تبقى الأم في البحر سبعة أيام قد تصل إلى تسعة، وبعد عودتها تبحث عن جروها بين مئات من الجراء الأخرى على الشاطئ. وتغذي كل أم جروها فقط، وهي تتعرف عليه بصيحته ورائحته. ويحصل الجرو من أمه على اللبن الكافي الذي يبقيه حيًا حتى الرضعة التالية. ولبن الفقمة غني، لذا تنمو الجراء سريعاً. وتزن فقمة الفراء حوالي 4,5 كجم عند مولدها وتزن بين 14 و16كجم حين تتركها أمها بعد ثلاثة أو أربعة أشهر.

الغذاء:

تتغذى الفقمات بمختلف الحيوانات البحرية. وتفضل فقمات الفراء وأُسود البحر الحبار، بينما تأكل فقمات البحر غالباً الأسماك والأخطبوط. وتتغذى الفقمات آكلة سرطان البحر والفقمات ذات الطوق أساسًا بالروبيان، وتفضل فقمات الفيل أسماك القرش الصغيرة والشفنين الذي تصيده في المياه العميقة. أما فقمات النمر فتتغذى بالأسماك وأحيانًا بطيور البطريق. ويأكل الفظ المحار الملزمي.

وللفقمة أسنان حادة مدببة تمسك وتمزق بها أغلب فرائسها. ولاتستطيع مضغ الطعام لعدم وجود سطوح مستوية لأسنانها، ولذا فهي تبتلع الأسماك الصغيرة بأكملها.

فقمة أسد البحر جالاباجوس نوع فرعي من أسد البحر الكاليفورني وتُوجد على جزر جالاباجوس التي تقع على بعد 100كم من ساحل الإكوادور.

الأعداء:

أكبر أعداء الفقمة هو الإنسان، فمنذ مئات السنين، والصيادون يقتلون الفقمات لدهنها وعظمها وفَرْوها ولحمها. وخلال القرن التاسع عشر، قتل الكثير من الفقمات ولم يبق منها إلا القليل على قيد الحياة. وقد انتقدت كثير من الدول طريقة صيد فقمات الفراء الشمالية. وفي عام 1911م، وقعت كندا واليابان وروسيا والولايات المتحدة اتفاقًالحماية فقمات الفراء الشمالية. وفي تلك السنة كان الموجود منها فقط حوالي 150,000 فقمة فراء شمالية على جزر بريبلوف في بحر بيرنج، حيث تجتمع أكبر قطعان في العالم من أجل التكاثر. والآن يوجد حوالي 870,000 فقمة فراء.

يتراوح المحصول السنوي من جلد الفقمة ما بين 20,000 و 24,000. وبناء على الاتفاق، فإنّ الفُقمات صيدت تجاريًا وهي على الأرض فقط. ولم تصد كندا واليابان فقمات الفراء الشمالية حيث لاتوجد لها أي مواقع داخل حدود تلك البلاد. وقد أعطى كل من الاتحاد السوفييتي (سابقًا) والولايات المتحدة 15% من الفقمات المصادة لكندا و15% لليابان. وبهذه الطريقة تقاسمت كل من الدّول التي تعيش فيها الفقمات محصولها من الصيد.

فقمة الفيل. تُسمى أيضًا فيل البحر، بسبب أنفها الكبير الذي ينمو إلى حوالي 38سم. ويبدو الجلد الخشن شبيهاً إلى حد ما بجلد الفيل.
ومنذ 1984م أنهت قوانين حماية الحيوان في كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى (سابقًا) كل عمليات صيد محصول الفُقمات على جزر بريبلوف.

وتوجد أنواع عدة من الفقمات في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. ومن الأنواع الأسترالية فقمة الكيب ذات الفراء. وتُعد الأكبر إذ تنمو الذكور حتى 2,5م، ومنها ما يصل وزنه إلى 300كجم.

ويحمي القانون الآن فقمات الفراء الجنوبية ولكن يصاد كثير من الأنواع الأخرى من أجل فرائها وجلودها. ويعتبر المحصول السنوي لفقمات الهارْب حديثة الولادة بالقرب من شاطئ نيو فاوندلاند واحداً من أفضل ما عرف من مواسم الصيد للفقمات. وتسمى فقمات الهارب المولودة حديثاً باسم ذات الرداء الأبيض، وهي مميزة بسبب فَروها الناعم الأبيض، الذي تغيره خلال شهر بعد الولادة. ويعترض كثير من الناس على الصيد السنوي لذات الرداء الأبيض، لذلك منع كثير من الأقطار الأوروبية في 1983م استيراد جلود ذات الرداء الأبيض. ونتج عن ذلك الإجراء تناقص عدد ما يُقتل من ذوات الرداء الأبيض. وبحلول عام 1985م انتهى صيد ذوات الرداء الأبيض على نطاق واسع.

وللفقمات قليل من الأعداء بجانب الإنسان حيث تهاجمها أسماك القرش الكبيرة والحيتان القاتلة في المياه، كما تهاجمها الدببة القطبية فوق الثلج. وللفقمة قليل من الدفاعات ضد أعدائها، فبعض الأنواع تسبح وسط الأمواج القوية وبين الصخور الضخمة قريباً من الشاطئ، حيث لايستطيع معظم أعدائها متابعتها، بينما تغوص الأصناف الأخرى عميقًا عند اقتراب العدو منها. والكثير من أنواع الفقمات بطيء جدًا ومتبلد على الأرض أو الثلج، مما يجعل فرصتها في الهرب من العدو ضئيلة.

وآكلة سرطان البحر أسرع الفقمات على الأرض والثلج، وتستطيع هذه الفقمات التحرك بسرعة 25كم في الساعة ـ بما يقارب سرعة جري الإنسان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية