الشيزوفرينيا ( Schizophrenia )
الشِيزُوفْرِينيا وتسمى أيضًا انفصام الشخصية أو الفصام ـ مرض عقلي خطير تصاحبه اضطرابات في التفكير لا يمكن التنبؤ بها.
وتعني كلمة شيزوفرينيا انقسام العقل. وتشير إلى السلوك المميز للشيزوفرينيا، وهو الانسحاب من الواقع والتفكير بطرق غير منطقية ومشوشة. والمصطلح لا يعني أن المصاب له أكثر من شخصية.
ومرض الشيزوفرينيا أحد أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا. معظم المرضى تبدو عليهم أعراض المرض من أواخر فترة المراهقة، وحتى منتصف العشرينيات. والرجال يظهر عليهم المرض مبكرًا أكثر من النساء، وأحيانًا يكون أشد خطورة.
وكثير من مرضى الشيزوفرينيا يظهر عليهم الوهم ويتصرفون كما لو كانوا يعيشون في عالم خيالي. فقد يسمعون أصواتًا لا يسمعها الآخرون. وقد يعتقدون أن هذه الأصوات تحمل رسائل من أشخاص مهمين. والمصابون بالشيزوفرينيا غالبًا ما يعانون من اضطرابات في المزاج والسلوك، وبعض المرضى يبدو أنهم لا يشعرون بأية عواطف. لكن آخرين منهم يظهرون عواطف غير ملائمة، مثل الضحك في مواقف حزينة. ويبتعد بعض المرضى عن أُسَرهم وأصدقائهم، ويتحدثون أساسًا إلى أنفسهم أو إلى الأصوات التي يسمعونها دون غيرهم.
ولا يعرف الأطباء سبب الإصابة بالشيزوفرينيا، وقد تكون العوامل الوراثية مسؤولة جزئيًا عن بعض الحالات.
وتؤدي كيمياء الدماغ الشاذة دورًا أيضًا. فقد لوحظ أن نسبة بعض المواد الكيميائية التي تُسمى الناقلات العصبية والتي تسمح للخلايا العصبية باتصال بعضها ببعض، مرتفعة عند بعض المصابين بالشيزوفرينيا.
وقبل الخمسينيات من القرن العشرين، كان يتعين على معظم المصابين بالشيزوفرينيا البقاء في المستشفيات العقلية. ومنذ ذلك الوقت اكتشف العلماء عقاقير توقف عمل الدوبامين، وهو ناقل عصبي، في خلايا عصبية معينة. وفي معظم الحالات، فإن هذه العقاقير لا تقضي على الشيزوفرينيا، لكنها غالبًا تقلل الأعراض ؛ وبالتالي يستطيع المرضى مغادرة المستشفى. وبالإضافة إلى ذلك فإن العلاج النفسي، وبرامج إعادة التأهيل، يمكن أن تساعد المرضى على البقاء خارج المستشفى. وهناك عدد قليل من المرضى لا يستجيب للعلاج ويتعين عليهم البقاء في المستشفى.
★ تَصَفح أيضًا: الأمراض العقلية.