الرئيسيةبحث

ساو باولو ( Sao Paulo )



ساوباولو ،البرازيل أكبر مدينة بأمريكا الجنوبية وإحدى أسرع المدن نموًا في العالم. يكتظ مركز ساو باولو التجاري بالمباني الحديثة.
ساو باولو مدينة تقع في جنوب شرقي البرازيل، وتبعد عن ريودي جانيرو حوالي 386كم، وهي مركز صناعي متقدم ، وتعتبر أكبر مدينة ليس في البرازيل فحسب ولكن في كل أمريكا الجنـوبية، وهي عاصمة ولاية ساوباولو. يبلغ عدد سكان مديـنة ساو باولو 11,128,848 نسمة في حين أن عدد سكان منطقة ساو باولو يصل إلى 17,112,712 نسمة.

في عام 1554م، أسس المنصِّرون البرتغاليون ساو باولو لتكون إرسالية هندية. وظلت مدينة صغيرة حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، عندما أصبحت مركز البرازيل التجاري لصناعة القهوة الرائجة. وقد اتجه آلاف الآسيويين والأوروبيين إلى ولاية ساو باولو ليعملوا في مزارع البن، وقد اتجه بعضهم صوب مدينة ساو باولو. وكان أصحاب المزارع يستثمرون كل أرباحهم في مصانع ساو باولو. لكن المدينة وما حولها تمثل اليوم حوالي نصف المجموع الكلي لإنتاج البرازيل الصناعي.

كانت ساوباولو في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي إحدى المدن الكبرى في العالم في سرعة النمو السكاني. وفي سنة 1980م أصبحت مدينة ساو باولو وضواحيها ثانية المدن الكبرى في العالم بعد مدينة المكسيك وضواحيها. ويفصل ساو باولو عن مدينة سانتوس الساحلية منحدر منخفض من جهة الجنوب الشرقي. وسانتوس هي ميناء ساو باولو. ★ تَصَفح: سانتوس.

تغطي مدينة ساو باولو حوالي 1,493كم²، وتحتل حاضرتها مساحة تبلغ 7,951كم²، ويتدفق كل من نهر تيتي ونهر بنهيروس عبر مدينة ساو باولو. وتعطي الطرق الواسعة وناطحات السحاب ذات التصميم البارع المدينة شكلاً حضاريًًا. بعض مباني ساو باولو يكاد يبلغ 100 عام من العمر.

ويسمى مركز ميدان الأعمال بالمدينة المثلث. ترجع هذه التسمية إلى القرن السادس عشر الميلادي، عندما كانت هناك ثلاث بنايات إرسالية تقف في هذا الميدان ويربطها ممر في شكل مثلث. وتقع معظم الفنادق والمطاعم جنوب غربي هذا المثلث. ويقام سوق أسبوعي كل أحد للفنون والأعمال اليدوية بميدان عام يسمى ميدان الجمهورية. وتصطف المنازل الفخمة بشارع بوليزا جنوب شرقي المثلث. ولكن معظم هذه المنازل قد استُبدل بها ناطحات السحاب وحلت الشقق والمكاتب مكان المنازل في مناطق أخرى. وقد رحل معظم المستوطنين إلى الأرياف. يوجد في ساو باولو عدد من المتنزهات أكبرها متنزه إيبيرابويرا الطبيعي الجميل. ويقف نصب الرواد الأوائل التذكاري في مدخل المتنزه بساو باولو. أما منطقة بحيرة سانتو آمارو فهي منطقة ترويحية، وتقام الدورات الرياضية بملاعب مورومبي وباسيمبو. تواجه ساو باولو صعوبات عديدة تتعلق بسرعة النمو السكاني. وعلى سبيل المثال، فإن كثيرًا من المنازل تفتقد مياه الشرب النقية والصرف الصحي. وتشمل المشاكل الأخرى، تلوث الهواء، والازدحام، واختناقات حركة المرور. وفي محاولة لحل هذه المشاكل، بدأت المدينة مشاريع تحسين المياه والصرف الصحي في أوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي.

وقد ساعد إنشاء أماكن الترويح والأماكن التجارية خارج منطقة وسط المدينة في تخفيف حدة الازدحام. كما افتتح مشروع المرور السريع ـ الطرق السريعة ـ سنة 1974م.

مناطق الترويح مثل متنزه إيـبـيرابويرا (أعلاه) يقدم صورة واضحة بين هدوئه وبين الضوضاء والإزدحام السكاني الكائن في وسط المدينة.

السكان:

يطلق على سكان ساو باولو اسم البوليستاس وينتمي أكثرهم إلى أسلاف نزحوا من ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، ولبنان، والبرتغال، وأسبانيا، وسوريا كما أن بعضهم ينتمي إلى أسلاف من الأفارقة أو الهنود الأمريكيين.

انخفضت الهجرة إلى ساو باولو من الأقطار الأخرى منذ عام 1930م، وفي الوقت نفسه ازدادت الهجرة الداخلية من مناطق أخرى بالبرازيل إلى ساو باولو. ويهاجر إلى ساو باولو سنويًا حوالي 350,000 برازيلي. يأتي هؤلاء المهاجرون إلى المدينة غالبًا لأن العمل بها متوافر والرواتب أعلى من المناطق الأخرى بالبرازيل. يتكلم البوليستاس مختلف اللغات، لكن أكثرهم يتكلم اللغة البرتغالية وهي اللغة الرسمية.

ينتمي معظم السكان إلى الكاثوليكية، لكن كثيرًا من البوليستاس ينتمون إلى مجموعات دينية محلية، وبعض هذه المجموعات من ذوي المعتقدات الإفريقية الوثنية. ويتميز البوليستاس بأنهم أكثر سكان البرازيل حبًا للعمل، وهم أيضًا يحبون الراحة بعد ساعات العمل الصباحية، يأكل أكثرهم وجبة غداء دسمة ويرتاح حتى بعد الظهر ليرجع إلى العمل. ويحب البوليستاس الرياضة وخاصة كرة القدم، ويحتفلون بميلاد ساوباولو في يوم 25 يناير من كل عام، هذا بالإضافة إلى العطلات القومية.

ويُعدّ الفقر من المشاكل الخطرة بساو باولو على الرغم من ثراء المدينة، حيث يقل الدخل الشهري لنصف العائلات بالمدينة عن 150 دولارًا أمريكيًا. ويسكن كثير من هذه العائلات في أحياء فقيرة تعرف باسم كورتيكوس يتكون كل منها من عدد من الأكواخ يلتصق بعضها ببعض. وقد أدت الهجرة الكبيرة إلى المدينة إلى تفاقم مشكلة الفقر، فكثير من المهاجرين إلى ساو باولو يفتقرون إلى مهارات عملية، وكثير منهم لا يجد عملاً هناك. وقد أحرزت المدينة بعض التقدم في إيجاد العمل والتدريب والمساكن الرخيصة المناسبة لهؤلاء المهاجرين.

التعليم والحياة الثقافية:

تضم جامعة ساو باولو 54,000 طالب، وهي أكبر جامعة بالبرازيل، وتوجد بالمدينة كل من الجامعة الكاثوليكية المقدسة وجامعة ماكينزي. بالإضافة إلى كلية للطب وكلية للعلوم السياسية وعدد من كليات الفنون الجميلة. وتعتبر مكتبة بلدية ساو باولو إحدى كبريات المكتبات بأمريكا الجنوبية. ويوجد بالمدينة أيضًا نظام دقيق لمكتبات الأطفال. وتشمل متاحف ساو باولو معاهد الفن، والتراث الشعبي، والغابات، والتاريخ. وقد اشتهر المركز العلمي بمعهد البوتان بابتكاره عقارًا ضد عضة الثعبان. وتشرف ساو باولو على معرض فني عالمي كل سنتين منذ سنة 1951م. ويقدم مسرح المدينة عروضًا من الباليه والأوبرا والحفلات الموسيقية والمسرحيات.

ميدان الجمهوريةفي ساو باولو أصبح مكانًا لأسواق الفن والأعمال اليدوية الأسبوعية حيث يستعرض المشترون البضائع الجلدية والأشياء الأخرى التي تعرض للبيع.

الاقتصاد:

يعمل ما لايقل عن 40% من عمال ساو باولو في البناء والصناعة. وتنتج المدينة أكثر من نصف صناعة البرازيل الكيميائية، والصيدلية والنسيج، بالإضافة إلى أكثر من 75% من احتياجات الدولة من أدوات الكهرباء، والآلات والمصنوعات المطاطية. وتُعدُّ ساو باولو في طليعة منتجي السيارات بالبرازيل. وتشمل أهم المنتجات الأخرى: الإسمنت، والملابس، والأحذية، والمفروشات، والمصنوعات البلاستيكية، والأطعمة المصنعة. وتمد الأنهار المجاورة مصانع ساو باولو بالطاقة الكهربائية. وتربط الطرق البرية والسكك الحديدية ساو باولو بالمناطق الزراعية وبالمدن البرازيلية الأخرى. ويوفر مطاران دوليان الخدمة الجوية للمدينة.

نبذة تاريخية:

أنشأ المنصِّرون البرتغاليون مدينة ساوباولو لتكون إرسالية هندية سنة 1554م. ونتيجة لهجمات الهنود انضم النصارى إلى بعض المستعمرين البرتغال المجاورين وكونوا تجمعًا واحدًا.

كان الناس في ساو باولو فقراء خلال هذه الفترة المبكرة، ومن ثم نظم كثير منهم مجموعات ليسافروا إلى أنحاء أمريكا الجنوبية الداخلية بحثًا عن الثراء. وكان أعضاء هذه المجموعات يعرفون باسم بانديرانت. وكان هؤلاء حتى منتصف القرن السابع عشر الميلادي، يبحثون غالبًا عن الهنود ويقبضون عليهم ويبيعونهم عبيدًا للمستوطنين الآخرين. وأخيرًا تحول البانديرانت إلى البحث عن الذهب والأحجار الكريمة. في سنة 1698م اكتشفوا الذهب شمال شرقي ساو باولو. لكن التكالب على الذهب الذي أعقب هذا الاكتشاف أسفر عن ثروة يسيرة. وقد جلبت تجارة البقر وزراعة قصب السكر ثراء لبعض البوليستاس. وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي كانت ساو باولو مركزًا تجاريًا وإداريًا يضم أكثر من 20,000 نسمة.

وفي عام 1822م، أعلن الأمير ريجنت بيدرو البرتغالي استقلال البرازيل، حينما كان في زيارة لساو باولو. امتدت زراعة البن إلى المنطقة المجاورة لساو باولو في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وسرعان ما أصبحت ساو باولو مركز البرازيل التجاري لصناعة البن. شجعت الحكومة الهجرة إلى ساو باولو فتدفق الأجانب إلى المنطقة .بدأ نمو ساو باولو الصناعي في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عندما تم استثمار فائض العائد من البن على المصانع الجديدة بالمدينة. وفي سنة 1891م أصبحت مدينة ساو باولو عاصمة ولاية ساو باولو. وازداد عدد سكان المدينة من حوالي 25,000 نسمة في سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي إلى حوالي 240,000 نسمة في القرن العشرين.

وطوال سنوات القرن العشرين، أدت ساو باولو دورًا مهمًا في السياسة البرازيلية. وفي سنة 1932م كانت المدينة قاعدة لانتفاضة غير ناجحة ضد الرئيس جيتوليو فارجاس. ومن عام 1968م إلى عام 1970م، قامت بساو باولو انتفاضات طلابية وثورة عصابات ضد الحكم العسكري. ازداد عدد سكان ساو باولو بسرعة خلال القرن العشرين. وفي أوائل التسعينيات من القرن العشرين الميلادي بلغ عدد السكان أكثر من سبعة ملايين نسمة، وأدى هذا النمو السريع إلى زيادة مشاكل المدينة سوءًا. وخلال السبعينيات من القرن العشرين الميلادي بدأت المدينة والولاية والحكومة في اتخاذ قرار لاحتواء نمو ساو باولو السكاني. وكخطوة أولى شجعت الحكومات المتعاقبة التطور الصناعي في أماكن أخرى غير ساو باولو.

★ تَصَفح: البرازيل.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية