الرئيسيةبحث

القديس ( Saint )



القديس شخص تقي يصبح بطلاً دينيًا ومثلاً يقتدى به في التمسك بفضيلة أو فضائل يحث عليها دينه.

والقديس لقب شائع في النصرانية تقابله ألقاب مختلفة في بعض الأديان الأخرى، ويقوم على اعتقاد أتباع تلك الأديان بأن قديسيهم يتمتعون بقداسة وبركة استثنائية. كما يعتقدون في قدرة هؤلاء القديسين على إضفاء بركات خاصة والقيام بأعمال خارقة. تتباين النظرة إلى القديسين حسب اختلاف الأديان التي تؤمن بهم. فبعض الأديان لديها إجراءات رسمية تتبعها في إضفاء صفة القداسة على بعض الرجال والنساء المختارين. كما أن بعضها الآخر لايعترف رسميًا بالقديسين، على الرغم من أن لديها ممارسات دينية لتكريم الأتقياء.

وقد أحرز العديد من الناس درجة القداسة لأنهم أدوا دورًا مهمًا في تاريخ ديانتهم أو لأنهم أصبحوا رموزًا لبعض السمات التقليدية لهذا الدين. وعلى سبيل المثال، تحول القديس بول إلى النصرانية من ديانة أخرى وأصبح مبشرًا يسعى إلى إقناع آخرين بالتحول إلى النصرانية. وبعض القديسين شهداء ماتوا في سبيل قضية مقدسة. فالعديد من النصارى الذين فضلوا الموت على التخلي عن إيمانهم في أيام النصرانية الأولى، يعدون الآن من القديسين.

كما يُعتقد أن بعض القديسين، مثل بوذا، قد اكتسبوا معرفة خارقة أو خاصة عن الأسرار المقدسة أو نفاذ بصيرة لسبر أغوارها.

وفي بعض الحالات اكتسب من يطلق عليهم القديسين مكانة خاصة لأنهم قاموا بمعجزات قبل أو بعد الموت، أو التمسوا من الله مباركة أو لعن أشخاص بعينهم. كما أحرز آخرون مرتبة القداسة لأن آثارهم (رفاتهم أو ممتلكاتهم) أو بعض الأماكن التي لها صلة بهم، أصبحت تعد مقدسة. كما أن البعض الآخر قد اعتبروا قديسين لأنهم أصبحوا نصف آلهة، قبل أو بعد الموت، وتمتعوا بقدرات سماوية، في نظر أتباعهم، مثل إمبراطور اليابان.

القديسون غير النصارى:

تحرم الديانة اليهودية الصلاة لأي كائن غير الله. ولكن اليهود يكرمون الأتقياء بوصفهم أبطالاً. وفي العبادة اليهودية يمكن سرد الأعمال البطولية للأتقياء بوصفها أمثلة للاخلاص لله. وبينما ينسب إلى بعض الأبطال الأتقياء القدامى خرق القوانين اليهودية أحيانًا، فإن القديسين الذين جاءوا في وقت لاحق كانوا متبحرين في التوراة (القانون اليهودي) وملتزمين بتطبيق قواعد السلوك التي نص عليها.

ومن أكثر القديسين شهرة لدى اليهود، هليل الأكبر وأكيبا بن جوزيف.

القديسون في جنوب وشرق آسيا:

تتسم الديانات في جنوب وشرق آسيا بتنوع الممارسات والمعتقدات المتعلقة بالقديسين بصورة أكبر مما هو موجود في الديانات الغربية. فالبوذيون يكرمون بوذا وأتباعه المقربين بالإضافة إلى الآثار والأماكن المقدسة المرتبطة بهم. ويتخذ الرهبان البوذيون بعض القديسين حماة لهم، ويكرم الشهداء بوصفهم أبطالاً دينيين. ولايوجد في الهندوسية قديسون رسميون، ولكن هنالك بعض القديسين المحليين أو الإقليميين الذين يعدون شبه مقدسين. ويوجد في الكونفوشيوسية رجال يتميزون بالتفوق الأخلاقي والعقلي يسمون الساجا (الحكماء). أما ديانة الشنتو اليابانية فلايوجد فيها قديسون أو شهداء لأن الأتقياء منهم يتسمون بصفات تتجاوز صفات البشر، كما يعتقد أصحاب تلك الديانة.

موقف الإسلام:

يؤكد الإسلام أن القوى الخارقة كلها ملك لله سبحانه وتعالى وحده. وبينما يعترف كل المسلمين بالمكانة الخاصة للرسول ﷺ ومكانة أصحابه رضي الله عنهم، فإن النصوص الإسلامية لاتقر عبادة القديسين. على أنه تشيع في بعض البلاد الإسلامية زيارة قبور بعض الأشخاص للتبرك بها.

★ تَصَفح أيضًا: التطويب ؛ البابا ؛ عيد جميع القديسين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية