الرئيسيةبحث

رومانيا ( Romania )



بوخارست عاصمة رومانيا وأكبر مدنها. تمتاز المدينة بشوارع عريضة تكتنفها الأشجار ومبانٍ عصرية شيدت في ستينيات القرن العشرين، ويرجع تاريخ بعض المباني في أحياء أخرى إلى حوالي قرن من الزمان.
حشود من المصطافين يستمتعون بالسواحل الرملية والطقس المشمس على امتداد البحر الأسود برومانيا. تنتشر الفنادق العصرية على امتداد الطرق في هذه المناطق الترويحية المشهورة.
رومانيا دولة من دول أوروبا الشرقية، ويعني اسمها بلاد الرومان ؛ إذ أنها كانت فيما مضى جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. وأهل رومانيا هم الشعب الوحيد في أوروبا الشرقية الذي يُرجع لغته وأصوله إلى الرومان. وعاصمة هذه الدولة وكبرى مدنها بوخارست.

تقع رومانيا في جنوب غربي مولدوفا وأوكرانيا، فهي جزء من شمالي شبه جزيرة البلقان. وتضفي الجبال المنتشرة في رومانيا جمالاً على مناظرها ؛ كما تجذب الناس ليقضوا فيها فترات ترويح ممتعة يمارسون خلالها التَّزلج على الجليد، والسير في رحلات قصيرة مسلية. وتنتشر في سواحل رومانيا الدافئة التي تقع على البحر الأسود عشرات الشواطئ الرملية، وأعداد كبيرة من الحيوانات التي تجد الحماية التامة.

يحتفل الناس في رومانيا في العديد من المناسبات، وهم يلبسون الملابس الزاهية الألوان، ويرقصون على نغمات موسيقى التراث الشعبي وألحان المجموعات الغجرية الرُّحل الذين كانوا يتجولون بالآلاف في هذه البلاد في الماضي. توجد في رومانيا مصادر غنية بالثروة الطبيعية بما في ذلك الأرض الخصبة والمعادن والغابات الشاسعة. لكنها لم تستطع تطوير مصادرها، إذ كان الاهتمام منصبًا على الزراعة.

تولى الشيوعيون الحكم في رومانيا منذ الأربعينيات من القرن العشرين، وكانت تخضع لنفوذ الاتحاد السوفييتي السابق، لكن بعد عام 1960م بدأت في التخلص من السيطرة السوفييتية عليها، وتبنت بعد ذلك سياسة داخلية مستقلة، وأخذت في توسيع الصناعات، وغيرت الحكومة نشاط البلاد من بلد زراعي إلى آخر صناعي. وخلال الثمانينيات من القرن العشرين منح الاتحاد السوفييتي السابق المواطنين مزيدًا من الحريات والإصلاحات، فازدادت حركات الإصلاح في رومانيا وغيرها من البلاد الشيوعية الأوروبية. وفي عام 1989م ثار الشعب الروماني على حكم نيكولاي شاوشيسكو رئيس البلاد وزعيم الحزب الشيوعي فيها. وأعدم شاوشيسكو، وأقيمت حكومة مؤقتة. وأجريت انتخابات متعددة الأحزاب بحرية تامة في أواسط عام 1990م. وفاز في الانتخاب حزب غير شيوعي أُنشئ أساساً من مسؤولي الحزب الشيوعي السابق، واستطاع الفوز في الانتخابات بفارق كبير. وفي عام 1991م، أقرت رومانيا دستورها الجديد.

نظام الحكم

أيقونة تكبير خريطة: رومــانيـــــــــــا
أصبح الحزب الشيوعي الحزب الحاكم في رومانيا منذ الأربعينيات، وامتدت سلطاته حتى شملت جميع المؤسَّسات الحكومية. وكان الحزب الشيوعي يتكون من عدد قليل من الرومانيين إلا أن الزعماء الشيوعيين تقلدوا كل المناصب المهمة في الدولة وفي المنظمات والهيئات الأخرى التي في البلاد. وكان للسكرتير العام للحزب الشيوعي سلطات مُطلقة في رومانيا، بالإضافة إلى وظيفة رئيس الحزب الشيوعي. ووضع زعماء الحزب الشيوعي في رومانيا قوانين البلاد، وخططوا كل تفاصيل اقتصادها. ويضمن دستور البلاد حرية التعبير والصحافة والدين، لكن الشيوعيين كانوا يفسرون الدستور ليعني أنه بإمكانهم، أن يحدوا من هذه الحقوق لكي يحتفظوا بالسلطة.


القصر الجمهوري في بوخارست عاصمة رومانيا، وهو جزء من مجموعة مبان حكومية فيها المكاتب الحكومية ومتحف للفن.

الحكومة الوطنية:

يُعدّ الرئيس الذي ينتخبه الشعب أعلى مسؤول في الحكومة الرومانية. ويعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء الذي يختار أعضاء لوزارته لمساعدته فى تأدية واجبات الحكومة. وينتخب الشعب الروماني 486 عضوًا لمجلس تشريعي مكوّن من مجلسين هما: مجلس الشيوخ وعدد أعضائه 143، ومجلس النواب، به 343 عضوًا.

الأحزاب السياسية:

هناك أكثر من 50 حزبًا سياسيًا في رومانيا تضم وجهات نظر سياسية مختلفة.

الحكومة المحلية:

تنقسم رومانيا إلى 40 مقاطعة، ومنطقة خاصة واحدة هي مدينة بوخارست. وتتولى مجالس شعبية تصريف أمور هذه المقاطعات.

المحاكم:

المحكمة العليا هي أعلى محكمة في رومانيا، ولكل مقاطعة محكمتها الكبرى وبقية المحاكم الصغرى.

القوات المسلحة:

يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة في الجيش والبحرية والطيران 200,000 رجل. ويمكن للرجال الذين يبلغون الثامنة عشرة من أعمارهم الالتحاق بهذه القوات عادة لفترة 16 شهرًا.

السكان

الأسلاف والسكان:

يبلغ عدد سكان رومانيا نحو 22,607,000 نسمة، 85% منهم من أصل روماني. ينحدرون من الداسيين والرومان والقوط والهون والسلاف. وكان الداسيون قد استوطنوا رومانيا منذ نحو القرن الرابع قبل الميلاد، واستولى الرومان على البلاد وحكموها بين القرن الثاني والثالث الميلاديين. وبدأت القبائل في الاستقرار هناك بعد ارتحال الرومان.

تبلغ نسبة المجريين في رومانيا نحو 8% من السكان، بينما تبلغ نسبة الألمان نحو 2%. وفي رومانيا أقليات أخرى منها الغجر والمسلمون الأتراك واليهود والأوكرانيون. وينزح كثير من سكان الريف الروماني إلى المدن كل سنة طلبًا للعمل في المصانع.

اللغة:

تعتبر الرومانية لغة البلاد الرسمية. لكن الكثير من الألمان والمجر الرومانيين يفضلون التحدث بلغاتهم الخاصة مع بعضهم.

تنتشر القرى الزراعية في سائر أنحاء الريف الروماني. وتغطي المزارع الغنية نحو 60% من رومانيا، كما أن نحو نصف السكان يعيشون في المناطق الريفية.

أنماط المعيشة:

يعاني الشعب الروماني من مستوى معيشي يُعد من أدنى المستويات في أوروبا. ويستطيع العمال الرومانيون أن يحصلوا على مايكفيهم من أجور لسد نفقات عائلاتهم من مأكل وملبس ومسكن مع توفير القليل للصرف على الأنشطة الترويحية، ولكنهم لا يستطيعون أن يتمتعوا بأكثر من ذلك. وتبلغ نسبة الذين لديهم أجهزة تلفاز نحو 15% من السكان، ونحو 2% يملكون سيارات.

ومعظم الرومانيين يسكنون في أكواخ خشبية مكونة من غرفتين أو ثلاث. وهم يزينون بيوتهم ببعض أعمالهم الفنية. ويحتفل الرومانيون بمناسبات الزواج حيث يلبسون الملابس الزاهية الألوان. وكثير من المدن الرومانية ذات مبان قديمة، يتجاوز عمرها مئات السنين. لكن المباني الجديدة أخذت في الانتشار خلال فترة التصنيع التي نهضت خلال الستينيات من القرن العشرين.

الترويح:

أحب أماكن الترويح بالنسبة للرومانيين هي الجبال وساحل البحر الأسود. ففي الجبال يتزلجون ويتسلقون قممها ويتمتعون بمناظرها الجميلة. وفي البحر يسبحون، كما يعشقون كرة القدم.

الطعام والشراب:

يحب الرومانيون اللحم المحمَّر ويتناولون خبزًا خاصًا يصنع من الذرة الشامية.

لوحات تزين الجدران الخارجية الرومانية. وقد نشأ هذا النمط من الفن خلال القرن السادس عشر الميلادي.

التعليم:

يقضي القانون الروماني بأن يذهب التلاميذ إلى المدارس بين سن السادسة إلى السادسة عشرة من عمرهم. وتستغرق المرحلة الابتدائية ثمانية أعوام، ثم تعقد الحكومة اختبارات لإرسال التلاميذ إلى التخصصات المناسبة في المراحل الثانوية للعمل مستقبلا في الزراعة أو الصناعة أو غيرها. ويُختار نحو 5% من المتفوقين للدخول في الجامعات. ولرومانيا سبع جامعات أكبرها في بوخارست.

الدين:

يتبع نحو ثلاثة أرباع الرومانيين الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية. وهناك نحو 7% من السكان أغلبهم من المجريين يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وقد زالت كل العقبات أمام ممارسة الأديان بعد انقضاء العهد الشيوعي.

الفنون:

كان للكنيسة الرومانية نفوذ كبير على الفن في البلاد سواء في الموسيقى أو الرسم. وفي الخمسينيات من القرن العشرين أجبرت الحكومة الفنانين على استخدام مهاراتهم في ترويج الشيوعية. وقد اتجه الآن كثير من الفنانين نحو الرسم الفني الحديث.

السطح والمناخ

جبال ترانسلفانيا الشاهقه (الألب) منتجعات حديثة تتيح الفرصة لهواة السير على الأقدام صيفًا والتزلج شتاءً. وتشكل السياحة مصدرًا مهمًا للعملات الأجنية في رومانيا.

مظاهر السطح:

تنحني مجموعة من السلاسل الجبلية عبر شمالي ووسط البلاد متخذة نمطًا دائريا، وتحيط بمنطقة مسطحة تعرف بالهضبة الترانسلفانية، والجبال بدورها محاطة بالسهول من جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية.

تنتمي جبال رومانيا إلى نظام الكريات الجبلي. تمتد السلسلة الشرقية المولدافية من الحدود الشرقية إلى وسط البلاد، في حين تمتد جبال الألب الترانسلفانية غربًا من الجبال المولدافية. أما جبال بايهور فتشكل مع غيرها جبال الكريات الغربية التي تخترق الأجزاء الغربية من البلاد. ومن ثم لا تشكل الجبال عائقًا أمام وسائل النقل نظرًا لعدم ارتفاعها (910 -1,800م في معظمها) وعدم انحدارها الشديد. وفي السهول نجد أخصب أراضي رومانيا الزراعية بينما تغطي الغابات أجزاء كبيرة من هضبة ترانسلفانيا والجبال. وتكثر الأنهار في رومانيا، وأطول هذه الأنهار وأهمها نهر الدانوب الذي يجري بطول 1,400 كم داخل البلاد وتشكل باقي الأنهار راوفد لنهر الدانوب ومنها: حيو وألتول وأرجيش وبروت. كما توجد في البلاد 2,500 بحيرة معظمها صغيرة الحجم.

خريطة: أقاليم أراضي رومانيا توضح الخريطة أدناه أقاليم الأراضي الرومانية الستة وهي: ترانسلفانيا، بوكوفينا، مولدافيا، دوبرويا، والاشيا، بانات.

الأقاليم الجغرافية:

تنقسم رومانيا إلى ستة أقاليم جغرافية هي:

ترانسلفانيا. أكبر الأقاليم حجمًا وأكثرها تنوعًا إذ يمتد عبر وسط وشمال شرقي البلاد، وتضم معظم جبال رومانيا وهضبة ترانسلفانيا والسهول الشمالية الشرقية. وهنا توجد أراضٍ زراعية خصبة وغابات كما تضم مدنًا عديدة.

بوكوفينا. في شمال شرقي ترانسلفانيا وتكسو الغابات جبالها وهي منطقة ريفية تضم العديد من القرى الصغيرة.

مولدافيا ووالاشيا وبانات. تمتد مولدافيا في شمال شرقي رومانيا على طول نهر بروت حتى حدود أوكرانيا بينما تشغل والاشيا المنطقة الممتدة جنوبي مولدافيا حتى نهر الدانوب. أما بانات فتحتل الجزء الغربي من رومانيا حتى حدود صربيا والمجر. وتوجد هنا أخصب سهول رومانيا وأكثر أجزائها ازدحامًا بالسكان والاشيا وبها بوخارست. وبانات بها عدد كبير من المدن.

دُوبرويا. سهل صغير يقع ما بين مجرى الدانوب الشمالي والبحر الأسود وتشغل دلتا نهر الدانوب شمال شرقي دوبرويا، وهي منطقة مستنقعات تُعج بالحياة البرية والأسماك وخاصة سمك الحفش الذي يستخرج منه الكافيار. وتغطي المزارع الأجزاء الجنوبية. وتجري قناة دانوب البحر الأسود عبر هذه المنطقة. وعلى الساحل توجد شواطئ رملية يقصدها المصطافون بأعداد غفيرة.

المناخ:

مناخ رومانيا حار مشمس في الصيف، وبارد ملبد بالسحب في الشتاء .ويبلغ متوسط درجة الحرارة في يوليو 21°م، ومتوسط درجة الحرارة في يناير 1°م تحت الصفر، وسهول رومانيا أدفأ من المناطق الجبلية.

الاقتصاد

كان اقتصاد رومانيا قبل الستينيات من القرن العشرين معتمدًا على الزراعة. لكن بعد ذلك التاريخ أخذت الحكومة في بناء عدد من المصانع الجديدة ومحطات الكهرباء، حتى تجاوزت المنتجات الصناعية المنتجات الزراعية، كما زاد عدد العاملين في القطاع الصناعي عمن يعملون في المجال الزراعي. وكانت الحكومة الشيوعية هي التي تُقرر كمية الإنتاج من كل سلعة، كما كانت تقرر السعر الذي تُباع به، وكمية الإيرادات التي تحصّل عن كل سلعة. لكن بعد ثورة 1989م ضد الشيوعية أخذت الدولة في إطلاق حرية العمل في التجارة.

الآلات الثقيلة تعتبر المنتجات المصنعة الرائدة في رومانيا. يتم كل عام عرض آخر ما أنتج من معدات زراعية وصناعية في البلاد في معرض يقام في بوخارست.

الموارد الطبيعية:

تبلغ نسبة الأراضي الزراعية التي تصلح للإنتاج الزراعي في رومانيا 60%. وهناك بعض المراعي الغنية في البلاد. بالإضافة إلى 25% من مساحة الأراضي مغطاة بالغابات لتوفير الأخشاب. وتنتج رومانيا بعض المعادن منها الغاز الطبيعي والنفط والفحم الحجري والنحاس والذهب وخام الحديد والرصاص والفضة والزنك.

الصناعة:

اهتمت الحكومة الشيوعية الرومانية بالتصنيع في البلاد، كما اهتمت بصفة خاصة بإنتاج السلع الرئيسية، وهذا يشمل المواد الخام التي تحتاجها الصناعة، لكن السلع الاستهلاكية لم تلق نفس الاهتمام ؛ إذ كان الاهتمام بها يأتي بعد الصناعة الرئيسية. وكانت أهم السلع التي تنتج هي: الأطعمة والملابس والأحذية، وكذلك الآلات التي تستخدم في الزراعة والمصانع والتعدين. كما تشمل المنتجات مواد البناء ومنتجات الخشب واالنفط والحديد والصلب. وبوخارست أهم المناطق الصناعية.

الخدمات:

تعتبر التجارة والنقل أهم الخدمات التي تقدمها رومانيا، كما أنها تستوعب عددًا كبيرًا من العاملين. وتنحصر هذه الخدمات في توصيل البضائع من المنتج إلى المشتري.

تستوعب الزراعة عددًا كبيرًا من العاملين في رومانيا. وبالرغم من أن كثيرًا من المزارع الحكومية تستعمل معدات حديثة، إلا أن المزارع الجماعية الصغيرة مازالت تستخدم الوسائل القديمة في الزراعة.

الزراعة:

تشكل المحاصيل ثلاثة أخماس قيمة المنتجات الزراعية الرومانية. وزودت الحكومة المزارع بمعدات حديثة. تشمل المنتجات الزراعية: العنب والبطاطس وبنجر (شمندر) السكر والدواجن وتربية الماشية في المزارع الجماعية. يعمل المزارعون بأجر وتحدد الحكومة منتجات المزارع، ولكن الحكومة الجديدة تخلت عن هذه السياسة وتسعى لتحويلها إلى مزارع خاصة. كما تركت المزارع الجماعية تعمل بالطرق التقليدية القديمة.

التجارة:

تمثل الآلات الصناعية والوقود والكيميائيات صادرات وواردات مهمة لرومانيا. ومن بين الصادرات الأخرى الإسمنت والملابس والأحذية. ومن بين الواردات المهمة الأطعمة والأخشاب وخام الحديد والفحم الحجري والقطن. وحتى الستينيات كان 80% من تجارة رومانيا مع الاتحاد السوفييتي (سابقًا).

النقل والاتصالات:

هناك شبكة لقطارات السكك الحديدية تربط المدن الرومانية، كما توجد شبكات داخل المدن لربط أنحاء المدن المختلفة، حتى يسهل انتقال المواطنين من مكان إلى آخر. وهناك نحو 40 صحيفة يومية، تصدر في رومانيا. وتمتلك الدولة أغلب محطات الإذاعة والتِّلفاز.

نبذة تاريخية

يذكر الرومانيون أن تاريخهم يرجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ورغم ذلك فإنهم لم يقيموا دولة مستقلة موحدة إلا في سنة 1861م. وقد كان يحكمهم في خلال هذه الفترة الطويلة بعض الأمم الأخرى التي كانت تحكم إما كل البلاد أو بعضها.


خرائط: تاريخ رومانيا توضح الخرائط أدناه المراحل الرئيسية الثلاثة في تاريخ رومانيا. تعكس الخريطة اليمنى إمارتي مولدافيا ووالاشيا قبل سقوطها تحت السلطة التركية. وتظهر الخريطة الوسطى رومانيا بعد أن اجتمعت في أمة واحدة عام 1861م. أما الخريطة اليسرى فتُظهر رومانيا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م. واللون الأحمر يوضح الحدود الحالية لرومانيا.

1350م
1861م
1939م

العصور الأولى:

لا يعرف المؤرخون بالتحديد التاريخ الذي استقر فيه الناس في رومانيا أول مرة. لكن الداسيين عاشوا في تلك المنطقة نحو القرن الرابع قبل الميلاد. وكانوا يعملون في التنقيب عن الذهب والحديد الخام، كما كانوا يتاجرون مع جيرانهم. وكانت تُعرف رومانيا باسم داسيا في ذلك العهد.

وجاء الرومان بقيادة الإمبراطور تراجان واحتلوا داسيا سنة 106م، وجعلوها إحدى مقاطعات الإمبراطورية الرومانية. واختلط الرومان بالداسيين الذين أخذوا منهم العادات والتقاليد الرومانية، واللغة اللاتينية. وتغير اسم داسيا إلى رومانيا بسبب هذا الاحتلال الروماني. ثم جاءت القبائل البربرية وأجبرت الإمبراطورية الرومانية على الانسحاب من رومانيا في أواخر القرن الثالث الميلادي.

واستمر هذا الغزو الذي أدخل إلى البلاد البلغار والقوط والهون والمجريين والسلاف والتتار. وتزاوجوا واختلطوا جميعًا بالسكان.

حركات توحيد البلاد:

وبسبب كثرة الغزاة فإن الشعب الروماني لم يتمكن من أن يوحد البلاد، ويضعها تحت حكومة واحدة. وكانت أجزاء رومانيا تقع بين حين وآخر في أيدي جاراتها ولذلك لم تجد فرصة للتوحيد.

الحكم الإسلامي التركي:

في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي تدفق الأتراك داخل أوروبا، وفتحوا والاشيا سنة 1476م، ومولدافيا سنة 1504م وهما من أقسام رومانيا. حكم الخلفاء العثمانيون هذه المناطق لفترة 300 سنة. وترك الأتراك حكم البلاد لنبلاء الرومان ولكن تحت سيادتهم. وكان النبلاء الرومانيون يحاولون بين حين وآخر إزاحة الأتراك عن موقعهم كحكام، ولكن لم ينجحوا في ذلك. وفي أوائل القرن الثامن عشر الميلادي سمح المسلمون لبعض أغنياء الإغريق أن يحكموا رومانيا تحت سيادتهم.

السيطرة الروسية:

في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي قررت روسيا الاستيلاء على مناطق في البلقان للوصول إلى البحار الدافئة. وبعد حرب الأتراك استطاعت الاستيلاء على الإمارات الرومانية في عام 1829م.

نشأة رومانيا الحديثة:

برزت الفكرة الداعية لاتحاد مولدافيا ووالاشيا منذ أن تأسست الإمارات على وجه التقريب. وقد تعاظمت الحركة الاتحادية في منتصف القرن التاسع عشر. وفي عام 1859م انتخب مجلسا الإمارتين الأمير ألكسندر جون كوزا حاكمًا مشتركًا. وفي عام 1861م اتحدت الولايتان رسميًا لتكوين دولة رومانيا.

كان قادة حركة الاتحاد جميعهم من الشباب الروماني ممن تلقوا تعليمهم في باريس. حيث تشبعوا بأفكار الثورة الفرنسية وطالبوا بإجراء تحسينات على الأوضاع المعيشية للطبقات الدنيا. ونادوا بإجراء إصلاحات عامة. تجاوب الأمير كوزا، فاشترت حكومته مساحات شاسعة من الأراضي من أغنياء الرومانيين ومنحتها للفلاحين، كما زادت من عدد المدارس المجانية للفقراء. غير أن كثيرًا من أغنياء رومانيا عارضوا الأمير كوزا، واضطروه للاستقالة من منصبه عام 1866م واختاروا بدلاً منه الأمير كارل الهوهنزلرن الألماني. في عام 1878م اعترفت الدول الأوربية الكبرى بهذه الدولة الجديدة، كما اعترفوا باستقلالها عن تركيا. وعندها أصبح الأمير كارول الملك كارول الأول.

الحرب العالمية الأولى:

(1914 - 1918م). لم تشترك رومانيا في الحرب العالمية الأولى عند اندلاعها، بل بقيت على الحياد. لكن في عام 1916م دخلت في صف الحلفاء فرنسا وإنجلترا وروسيا وغيرها من دول الحلفاء رغبة في التوسع إذا ما كسب الحلفاء الحرب. وبالفعل وعند عقد معاهدات الصلح، وبموافقة دول الحلفاء، أُعطيت رومانيا كل الأراضي التي فيها أغلبية رومانية، وتضاعفت بذلك مساحتها.

الحرب العالمية الثانية:

(1939 - 1945م). قامت هذه الحرب بين ألمانيا وبين بعض الدول الأوروبية بقيادة إنجلترا وفرنسا. وخلال الحرب سمحت ألمانيا للمجر باحتلال وضم جزء من رومانيا وهي مقاطعة ترانسلفانيا الشمالية، واستولى الاتحاد السوفييتي السابق على جزء من شمال شرقي رومانيا أيضًا، واستولت بلغاريا على أجزاء في الجنوب الشرقي من رومانيا. في أكتوبر1940 احتل الألمان رومانيا، وعندها وافقت هذه البلاد على دخول الحرب في صف ألمانيا لكن الانتصارات الألمانية توقفت وأخذ الألمان في الانحدار. وعندما انتهت الحرب في عام 1945م أُعيدت المناطق التي كانت قد احتلتها المجر إلى رومانيا، لكن الاتحاد السوفييتي (سابقًا) وبلغاريا احتفظا بما أخذا من مقاطعات.

السيطرة الشيوعية:

استولى الاتحاد السوفييتي على رومانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، حين هزم الألمان في عام 1944 وبقي فيها حتى الخمسينيات من القرن العشرين. وبعد أن اشتد ساعد الحزب الشيوعي الروماني تولى حكم البلاد، وأجبروا الملك ميخائيل على الخروج من رومانيا في 30 ديسمبر 1947م ومع أن استقلال رومانيا قد أُعلن، إلا أنها كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي.

معارضة رومانيا للسوفييت:

اشتدت معارضة رومانيا لسيطرة الاتحاد السوفييتي خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. وكان يحكم رومانيا جورجي جورجيو ديج، الذي أخذ يعارض سيطرة الاتحاد السوفييتي السابق على بلاده علنًا. وفي عام 1965م مات جورجيو، وتولى شاوشيسكو الحكم وزعامة الحزب الشيوعي. واستمرت معارضته لتدخل الاتحاد السوفييتي، ووضع خطة مستقلة لتطوير رومانيا. وبدأت رومانيا في التعامل مع الدول الأجنبية بسياسة خارجية مستقلة عن الاتحاد السوفييتي.

التطورات الأخيرة:

بالرغم من التوسع في الصناعة إلا أن مستوى المعيشة للفرد الروماني لم يرتفع. وازداد عدد سكان المدن والنازحين من الأرياف، وتعقدت المشكلات. وزاد الأمر سوءًا فساد الحزب الشيوعي. وكثر الاقتراض من الدول الغربية ومصارفها لتمويل المنشآت الصناعية.

وكانت حكومة شاوشيسكو قد وضعت نظامًا متشددًا على حريات الرومانيين. وفي منتصف ديسمبر سنة 1989م تظاهر آلاف الرومانيين في مدينة تيميسورا، يطلبون مزيدًا من الحريات، وتحسين مستوى المعيشة. فقام أعضاء فرقة الحرس الحكومي بإطلاق الرصاص على المتظاهرين فقتلوا المئات. ومن ثم انتشرت الاحتجاجات ضد الحكومة في طول البلاد وعرضها. واجتمع عشرات الآلاف من الرومانيين في شوارع بوخارست، يطالبون بحريات أكثر وباستقالة شاوشيسكو. وضربت قوات الأمن المواطنين بالنار. ووصل عدد القتلى إلى الآلاف، فانضمت بعض وحدات الجيش الروماني إلى المتظاهرين. واندلع قتال رهيب بين قوات الجيش وقوات أمن شاوشيسكو.

وفي 22 ديسمبر 1989م حاول شاوشيسكو وزوجته الهرب من بوخارست أثناء مظاهرات صاخبة ضد الحكومة. لكن سرعان ما ألقي القبض عليهما، واتهما بارتكاب جرائم قتل واختلاس أموال الحكومة. ووجدا مذنبين وأعدما في 25 ديسمبر.

تولت حكم رومانيا بعد ذلك جبهة الإنقاذ الوطني التي كونتها جماعة من الحزب الشيوعي السابق، وأصبح إيون إيليسكو رئيسًا بالإنابة لرومانيا. ثم جرت انتخابات حرة متعددة الأحزاب في مايو 1990م، فنجح إيون إيليسكو في تولي الرئاسة، كما فازت الجبهة بأغلبية المقاعد في المجلس التشريعي. فتنازل إيون إيليسكو عن زعامة الجبهة عملاً بالقانون الذي سُنّ عام 1990م وينص على أن رئيس الجمهورية لا يُسمح له بأن يكون زعيمًا لحزب من الأحزاب. اشتكى زعماء أحزاب المعارضة السياسيون من أن الانتخابات لم تكن نزيهة، وأن أعضاء الحزب الحاكم كانوا يرهبون خصومهم أثناء الانتخابات. وقامت المظاهرات ضد زعماء الحزب الشيوعي السابقين، الذين ما زالوا في الحكم. وفي منتصف عام 1990م اشتعلت المظاهرات المؤيدة للحكومة والمعارضة لها، واشتبكت مع بعضها في شوارع بوخارست، وجُرح فيها الكثيرون. وفي نهاية عام 1991م وعلى إثر الاضرابات التي انتظمت البلاد قدمت حكومة جبهة الإنقاذ استقالتها واستبدل بها حكومة إتئلافية بقيادة حركة الإنقاذ، وظل إيليسكو رئيسًا. أعيد انتخاب إيليسكو مرة ثانية في انتخابات 1992م، إلا أنه جاء ممثلاً لحزب جديد وهو الجبهة الديمقراطية للإنقاذ الوطني التي انشقت عن جبهة الإنقاذ الوطني عام 1992م. وفي عام 1993م غيرت الجبهة الديمقراطية اسمها إلى حزب رومانيا الاشتراكي الديمقراطي. سيطر على حكومة إيليسكو الشيوعيون السابقون الذين يؤيدون إصلاحات سياسية واقتصادية محدودة. وفي عام 1996م فاز حزب الميثاق الديمقراطي في الانتخابات، وأصبح رئيسه أميل كونستانتينسكو، وهو من دعاة الإسراع في الإصلاح، رئيساً للبلاد. ظل الإصلاح الاقتصادي في رومانيا يسير بخطى بطيئة في تسعينيات القرن العشرين.

إختبر معلوماتك :

  1. من أول من عاش في رومانيا؟
  2. اذكر بعض موارد رومانيا الطبيعية.
  3. كيف أثَّر الشيوعيون على الحياة في رومانيا؟
  4. من أين جاءت رومانيا بهذا الاسم؟
  5. من نيكولاي شاوشيسكو؟
  6. من إيون إيليسكو؟
  7. اذكر بعض أنشطة الترويح في رومانيا.
  8. ما الأقليات التي تعيش في رومانيا؟
  9. ما الحرس الحديدي؟
  10. ما المزرعة الجماعية؟ ومزرعة الدولة؟.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية