الرئيسيةبحث

قابوس بن سعيد ( Qabus ibn- Sa'id )



جلالة السلطان قابوس بن سعيد
قابوس بن سعيد (1359هـ - ، 1940م - ). سلطان دولة عُمَان. وُلد السلطان قابوس بن سعيد في مدينة صلالة بجنوب عُمان. وعندما بلغ السادسة من عمره بدأ مسيرته التعليمية في مدارس عُمان، وظل بها إلى أن أكمل تعليمه الأساسي. وسافر بعد ذلك للدراسة في المملكة المتحدة، والتحق هناك بكلية سانت هيرست العسكرية، وأكمل دراسته هناك بتفوق، وعاد بعد ذلك إلى بلده عُمان ليُسهم في بنائها ورفعتها. عكف السلطان قابوس بعد عودته على دراسة الفقه والشريعة الإسلامية على أيدي نخبة مختارة من العلماء والفقهاء، كما درس التراث العربي والإسلامي بتمعن، إضافة إلى التراث الغربي والعالمي ككل.

وكان والده قد حرص على أن تسير كل الأمور بالطريقة التي سار بها الآباء والأجداد من قبل. وعندما عاد السلطان قابوس من إنجلترا وتسلم مقاليد الحكم في 23 يوليو عام 1970م، بدأ في تنفيذ المشاريع التي تحقق تقدم البلاد ونهضتها ورفاهية الشعب العماني.


إنجازاته الخارجية:

تتلخّص أهم إنجازات السلطان قابوس في أنه استطاع تأسيس دولة بالمفهوم الحديث. فبدأ بتكوين سُلطة تنفيذية مؤلفة من جهاز إداري يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة.

ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسَّسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1970م محققًا بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة. وبعد عام واحد من توليه (عام 1971م) انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية.

وقد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع جيرانه وأشقائه، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وتدعيم علاقات عُمان معهم جميعًا، وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم، والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية ومناصرتها في كل المجالات.

وأوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره. وقام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية، وأنشئت فيها القنصليات والسفارات، والهيئات الدولية والإقليمية.

حقَّقت سياسة السلطان قابوس الاستقرار والأمن، وهما الدُّعامتان الأساسيتان لبناء الدولة، ولتحقيق تنميتها الاقتصادية، والاجتماعية.

إنجازاته الداخلية:

بعد أن أمَّن السلطان قابوس سياسته الخارجية وأقام علاقات وُديّة مع كل أقطار العالم اتجه إلى الجبهة الداخلية، وعمل على رفعتها. وقد شهدت عُمان خلال عهده نهضة سريعة في سائر المجالات. ففي مجال التعليم أنشأ المدارس في كل أرجاء البلاد، وجعلها للجنسين، البنين والبنات.

وفي المجال الصحي، أمر بإنشاء أعداد كبيرة من المستشفيات، والعيادات والمراكز الطبية في كل أرجاء عُمان، وأمدها بكل احتياجاتها من أطباء، ومُعدّات وأدوات، وأدوية، وأمَّن بذلك صحة العمانيين في المدن والقرى والأرياف على حد سواء.

أما في المجال الصناعي، فقد وسَّع إنتاج البترول وطوَّره، فانتشرت مصانع تكرير النفط في البلاد، إضافة إلى مصانع الإسمنت، ومصانع تعليب الأسماك والتمور وغير ذلك من المنتجات.

وشجع السلطان قابوس المزارعين، وعمل على تطوير طرق الزراعة، ونقلها من الطرق التقليدية القديمة إلى الطرق الحديثة التي تعتمد على الآلات والمعدات الحديثة، لا على المجهود الإنساني فقط. وقد قدَّم ـ ولايزال يقدِّم ـ المساعدات السخية للمزارعين ليتمكّنوا من استغلال الأرض، واستثمارها ليتحقق لعُمان الاستقلال الغذائي، فأصبحت البلاد تُنتج كل ماتحتاجه من غذاء، من قمح وخضراوات وفواكه وغيرها، ويُصدّر مايفيض عن حاجتها طازجًا أو بعد تعليبه إلى البلدان المجاورة.

وازدهرت التجارة في عهد السلطان قابوس في المجالين الداخلي والخارجي. وارتبط ازدهار التجارة بتطور المواصلات التي تنقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى سائر أرجاء عُمان، وإلى الخارج. كما تقوم وسائل المواصلات بنقل المنتجات الصناعية من وإلى الدول المجاورة وبقية الأقطار الآسيوية والإفريقية، والغربية ـ خاصة إنجلترا وفرنسا وأمريكا.

وارتبطت عُمان بشبكة من المواصلات البرية والبحرية، كما تم إنشاء موانئ بحرية وجوية للاتصالات الداخلية والخارجية. وتم افتتاح ميناءين كبيرين هما ميناء قابوس في مطرح وميناء ريسوت في المنطقة الجنوبية.

وفي عام 1981م انضمت عُمان إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحقق السلطان قابوس بذلك تعاون بلاده مع بقية دول الخليج في المجال الدفاعي المشترك، وفي تحقيق المشاريع الاقتصادية المختلفة.

وتعيش عُمان اليوم فترة ازدهار وأمان وبناء متصل تحت قيادة السلطان قابوس. وتعد عُمان من أكثر الدول استقرارًا وأمنًا في العالم.

★ تَصَفح أيضًا: عمان ؛ عمان، تاريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية