الدمى المتحركة ( Puppet )
☰ جدول المحتويات
عروض الدمى المتحركة فن شائع لتسلية الصغار. |
يصنع كثير من الأطفال دمى من المواد الرخيصة كالقماش والخشب، أو من أشياء كعلب الألبان الفارغة أو الخرق البالية. ويقومون كذلك بتأليف عروض العرائس ثم يحركونها، ويعملون على تغيير أصواتهم مع تغيير الشخصيات. ويمكن استخدام منضدة أو رف كتب كمنصة لعرض العرائس. كما يمكن أن يعمل محرك الدمى من وراء غطاء أو شرشف، يشده بعرض الجزء السفلي من فتحة باب. ويتوارى خلفه فلا يرى المشاهدون غير الدمى المتحركة التي تظهر بالجزء الأعلى من فتحة الباب.
يلجأ بعض المدرسين إلى الاستعانة بالدمى المتحركة، لإضفاء التشويق على المادة الدراسية، فيقومون على سبيل المثال، بالاستعانة بالدمى المتحركة لتمثيل واقعة من الوقائع التاريخية. وبإمكان الطلاب تحسين قدراتهم في لغة من اللغات الأجنبية بتأليف عروض للدمى ناطقة بإحدى هذه اللغات. وقد أدى اصطناع الأصوات في عروض الدمى إلى تحسن ملموس في حالات الشكوى من النطق المتعثر لدى بعض الطلاب. وتساعد عروض الدمى على نشر الثقافة الصحية، وطرق الفلاحة الحديثة، وموضوعات أخرى في البلدان النامية.
وقد اعتاد الناس على الاستمتاع بعروض الدمى لآلاف السنين ؛ إذ عُثر على مجسمات تشبه الدمى المتحركة بالمقابر والأطلال الأثرية لمصر القديمة واليونان وروما. ويرجح أن يكون أول استعمال للدمى المتحركة في المناسبات الدينية. وكثيرًا ماكان يعمد القساوسة إلى تحريك أعين الأصنام والمنحوتات، أو أرجلها خفية لإيهام العوام من المشاهدين والتأثير عليهم.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الدمى المتحركة هي: 1ـ الدمى المتحركة باليد 2ـ الدمى المتحركة بالخيوط "الماريونيتات" 3ـ الدمى المتحركة بالعصي. ويشتمل كثير من العروض على أكثر من نوع من أنواع الدمى المتحركة.
تشكيل الوجه. تقوم هذه الفتاة مستعينة بخامات عادية مما يوجد في البيوت بلصق عين من مادة صوفية على طرف جورب أبيض (إلى اليمين). ويقوم الجورب مقام رأس الدمية وجسمها. وفي الصورة اليسرى تقوم بخياطة الرموش المصنوعة من الخيوط. |
اللمسات النهائية للرأس. تقوم الفتاة بتثبيت شعر الرأس من قطع طويلة من الخيط على سطح الجورب (إلى اليمين) ثم تقوم برسم فم الدمية وحواجبها بالحبر (إلى اليسار). وبإمكانها إضافة ماتريده من زخارف إلى الرأس والجسم. |
اثنتان من الدمى المتحركة باليد أثناء تأدية دوريهما فوق صندوق يقوم مقام منصة العرض. وللدمية التي على اليسار رأس وجسم مصنوعان من أكياس ورقية مزينة بالأوراق الملوّنة والقش والخيوط. |
الدمى المتحركة باليد:
وهي أكثر الأنواع انتشارًا، يتكون أحد أنواعها المعروف باسم دمى القفاز أو القبضة من نموذج مفرغ لرأس متصل بقفاز أو كُم من قطعة قماش ينطبق على حجم الساعد، ويقوم مقام جسد الدمية. ومن ثم يقوم محرك الدمى بإدخال يده في كم القماش وصولاً إلى القفاز. فيحشر إبهامه في تجويف بالقماش يمثل ذراعًا للدمية، ويحشر أصبعًا أو أصبعين في تجويف آخر يمثل الذراع الأخرى. ويدخل الأصابع المتبقية في الرأس المفرغة. وهكذا يمكن لهذا النوع من دمى القفازات التقاط الأشياء وقذفها. كما يمكنها اصطناع الحركة العنيفة بالرأس والأذرع، وإن كان معظمها بلا أرجل أو سيقان.ولعل أشهر شخصيات دمى القفاز هي شخصية بنش نجم الاستعراض الإنجليزي الذي اشتهر باسم استعراض بنش وجودي. وكان قد تم تدشين شخصية بنش بإنجلترا عام 1662م. ★ تَصَفح: بنش و جودي. وثمة دمى شبيهة بشخصية بنش نالت إقبالا جماهيريًا في بلدان عديدة، شملت كلاً من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وروسيا وسويسرا. وقد أضحت دمى القفازات عرضًا جماهيريًا جذابًا في العديد من برامج الأطفال المتلفزة، مثل برنامج افتح ياسمسم في دول الخليج وعرض السوتي في الولايات المتحدة.
وقد يكون أبسط أنواع الدمى المتحركة باليد ما يعرف باسم دمى الأصابع. وفيها يقوم إصبعا يد محرك الدمية مقام ساقيها. كما يمكن رسم وجه الدمية بالطلاء على ظهر يده، أو يتم تثبيت وجه ورقي على اليد برباط مطاطي.
وثمة نوع آخر من الدمى المتحركة باليد يعرف باسم مَبِتْ، طوره للتلفاز محرك دمى أمريكي يدعى جيم هِنْسون. يميز هذه الدمى الصغيرة فم واسع وفك يشكِّله محرك الدمى بإبهامه، بينما تشكل بقية أصابعه الجزء العلوي من الوجه. ويتم التحكم في تعبيرات وجه المبتْ، بتحريك الأصابع المختلفة، بينما تندس اليد الأخرى لمحرك الدمى داخل قفاز لتشكل جسم مبت أو يده.
العرائس المتحركة بالخيوط ـ الماريونيت:
هي دمى يتم التحكم فيها بالخيوط أو الأسلاك أحيانًا، ولها أعضاء كاملة تشمل الرأس والجذع والذراعين واليدين والساقين والقدمين، توصل هذه الأعضاء مع بعضها بأربطة من المواد المرنة أو الأقمشة. وتوثق معظم هذه الدمى بخيوط تصل رأس الدمية وكتفيها ويديها ورُكبتيها بإطار خشبي ؛ ثم يتولى فرد أو فردان من محركي الدمى يختبئان في أعلى منصة العرض، بشد خيوط الدمية من مكانها على الإطار لتحريكها.وتعود كلمة ماريونيت إلى كلمة ماري الصغيرة، وهي نوع من الدمى التي شاع استعمالها في العصور الوسطى ؛ إذ استعان بعروضها القساوسة لسرد قصص الإنجيل بين أناس لم يكن معظمهم ملمًا بالقراءة والكتابة. وبمرور الوقت اتخذت هذه العروض منحى ترفيهيًا صرفًا ؛ بعيدًا عن المواعظ الدينية النصرانية. ثم طرأ عليها كثير من الإسفاف والانحطاط، مما حدا بالسلطات الدينية إلى منع استمرارها بالكنائس، فانتقلت إلى الطرقات والميادين. وصارت تعرف باسم استعراضات الشوارع إذ أصبحت تقام في المتنزَّهات والأسواق الموسمية.
الدمى المتحركة بالعصي:
يتم تحريك هذه الدمى بالقضبان أو العصي من أسفل منصة العرض عادة. أحد أنواعها وهو المعروف باسم الماروت، يتكون من رأس فقط مثبت بطرف عصا، ويكون لبعض الدمى المتحركة بالعصي عصا متصلة بذراعين ورجلين متحركتين. ولا تستعمل دمى العصي لتمثيل الإنسان والحيوان بل يشيع استخدامها لترمز لأشياء كالسحب والأزهار والقبعات والأشجار أو الأشكال البسيطة فحسب.يشتهر في اليابان نوع من أنواع عروض الدمى المتحركة يعرف باسم بنراكو ـ أو مسرح الدمى ـ تبلغ أطوال الدمى 120سم. وقد صيغت بأسلوب واقعي ؛ إذ تتمتع أطرافها بالمرونة وأعينها وأفواهها وحواجبها بالحركة. ويقوم محركو الدمى بتحريكها من الخلف على مرأى من المشاهدين. وقد قام لفيف من كتاب المسرح المرموقين في اليابان بكتابة مسرحيات خاصة بهذه العروض في أواخر القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. ★ تَصَفح: المسرحية.
مسرحيات خيال الظل:
هي نمط خاص من عروض الدمى المتحركة، يجمع بين كل أنواع الدمى. يقوم محرك الدمى بتحريكها خلف ستارة شفافة من الحرير أو القطن. ويتم تسليط إضاءة ساطعة من خلف الستارة ومن فوقها. ويجلس المتفرجون على الجانب الآخر، فلا يشاهدون غير الظلال المتحركة للدمى، وهي تسقط على سطح الستارة.ثمة نوع من الدمى المسطحة، يتم صنعه من الجلد خصيصًا لعروض خيال الظل، يكثر الإقبال عليه في البلدان الآسيوية. وقد تشتمل هذه الدمى على أجزاء يتم تحريكها بقضبان من الخيزران، أو بقرون الحيوانات. ويعمد الأتراك والصينيون إلي صبغ هذه الدمى المسطحة، فتتلون ظلالها الساقطة على الستار. ويشيع نمط من عروض خيال الظل في إندونيسيا يعرف باسم الدمى الجلدية، تستوحي عروضها من الأساطير الهندوكية. وتستمر هذه العروض من المساء الباكر إلى طلوع الفجر. ★ تَصَفح: إندونيسيا.