الرئيسيةبحث

النطق ( Pronunciation )



النُّطْقُعملية تحقيق الأصوات بنطقها بصورة مسموعة سواء أكانت أصواتًا مفردة أم كلمات أم جملاً. وغالباً ما تنطق الكلمة الواحدة بأكثر من صورة، وتتكفل كثير من المعاجم ببيان هذا الأمر. ★ تَصَفح: المعجم.

تختلف طرائق النطق من شخص إلى آخر، ويختلف ذلك أحيانًا باختلاف الدلالة المقصودة من المنطوق المعين.

ويظهر الاختلاف في النطق بصورة أكثر من لهجة إلى أخرى، ومن بيئة إلى بيئة، فطريقة النطق في نجد تختلف في قليل أو كثير عنها في الحجاز، وكذلك الحال في نطق العربية في مصر إذا قُورِن بما يجري في لبنان مثلاً.

ومن المعلوم أن نطق العربية تكتنفه صعوبات معينة تقابل الأجنبي عند توظيفها، كما هو الحال بالنسبة لشخص إنجليزي مثلا، حيث يصعب عليه نطق أصوات عربية معينة كالعين والحاء والخاء، وهو في هذه الحالة يحتاج إلى تدريب متواصل حتى يجود نطقه ويتخلص من مثل هذه الصعوبات. ومع ذلك سوف يظل نطق هذا الإنجليزي وغيره من الأجانب متسمًا بما يميزه عن النطق العربي الأصيل.

وكما يتعلّم الأطفال الكتابة ويتدربون عليها ينبغي أيضًا أن يتعلموا طريقة نطق الكلمات بدقة، وبخاصة فيما يتعلق بتلك الكلمات التي لا يوافق نطقها طريقة كتابتها في بعض اللغات.

مشكلات النطق:

لكل لغة مشكلات النطق الخاصة بها، وبخاصة إذا عرفنا أن هناك فروقًا ـ قليلة أو كثيرة ـ بين ما يُنطق وما يُكتب، فنظام الكتابة في أية لغة قد يعجز أحيانًا عن التسجيل الدقيق للنطق، إذ إن هذا النظام لا يملك ما يملكه المتكلمون من حيوية وتلوين في الأداء. هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يخلو الأمر من عدم التطابق بين المكتوب والمنطوق. ومعنى هذا أن معرفتنا بهجاء الكلمة ليس في وسعه أحيانًا أن يرشدنا إلى النطق الصحيح. وتظهر صعوبة النطق بصورة أوضح في الكلمات الأجنبية الدخيلة.

ولم تَخْل العربية من التباين بين المكتوب والمنطوق، وإن كان هذا التباين قليلاً، بحيث يدخل في إطار الشذوذ في هذا الباب. وهذه أمثلة لأهم مشكلات النطق في العربية.

حروف لا تُنْطق:

قد يُسَجَّل الحرف في الكتابة، ولكنه لا يُنطق. من ذلك:

أ - لام التعريف ¸الشمسية· حيث لا تُنطق في نحو: الشَّمس، الصَّبر، السَّعد، في حين أن اللام القمرية تتحقق نطقًا.

ب- الواو في (عمرو) وفائدتها في الكتابة التفريق بين (عُمَر) و (عَمْرو) وكذلك الواو في أولئك و أُولي.

جـ - الألف بعد واو الجماعة في مثل ضربوا، ووظيفتها على ما قيل التفريق بينها وبين واو العطف، أو واو جمع المذكر السالم أو الواو الأصلية للفعل نحو: (ندعو).

أصوات تُنْطَقُ دون مقابل مكتوب:

كما في الألف بعد اللام في لفظ الجلالة (الله) و (لكن)، وبعد (الهاء) في (هذا) وبعد (الميم) في (الرحمن).

رموز تُنطق بصورتين:

وذلك في الرمز الكتابي (ي) الذي قد ينطق ياء، وقد ينطق ألفا مثل: (هَوَى) (يَهْوَى) و (هَوَى) (يَهوي) و (بَلِيَ) (فعل) و (بلى) (حرف جواب).

وقد تغلبت الكتابة العربية الحديثة في بعض البلاد العربية على هذه المشكلة بأن وضعت نقطتين تحت الرمز (ي) حين يُنطق ياء ويترك مهملاً حين يُنْطق ألفًا.

ويرجع السبب في هذه المشكلات ونحوها إلى عوامل تاريخية، كما يرجع إلى التطور الذي يصيب النطق والأصوات بصورة أسرع وأوسع مما يلحق الكتابة التي يبدو أنها لا تخضع لمثل هذا التطور وتبدو كما لو كانت ثابتة لا تتغير إلا نادرًا.

ومن المفيد وضع علامات ثانوية في نُظُم الكتابة، كالمَدَّة، أو علامة الوصل في همزة الوصل أو الشدّة... إلخ.

أما تسجيل علامات الحركات القصيرة في الكتابة فهو أمر في غاية الأهمية في هذا الشأن.

ولقد شغلت مشكلات النطق السليم بعضًا من اللغويين ، فأجهدوا أنفسهم حتى توصَّلوا إلى وضع ما يُسَمَّى بالألفباء الصوتية الدولية قصدًا إلى تمثيل النطق تمثيلاً دقيقًا على مستوى عالمي. ويقوم نظام الألفباء في الأساس على توظيف الحروف اللاتينية، بالإضافة إلى رموز أخرى من لغات مختلفة لمقابلة حاجة الناطقين بأية لغة. ولقد ابتكر هذا النظام أول الأمر عام 1951م، وهي توظف الآن بعد تعديلات قليلة أو كثيرة في البحوث اللغوية الحديثة، كما أن لها وجودًا من نوع ما في بعض المعاجم في العالم الغربي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية