الرئيسيةبحث

فيليب، آرثر ( Phillip, Arthur )


آرثر فيليب
فيليب، آرثر (1738 - 1814م). أول حاكم لنيو ساوث ويلز، أستراليا. وهو الذي بدأ الاستيطان الأوروبي في قارة أستراليا. عمل في الأسطول الملكي البريطاني، وتدرج في مراتبه حتى وصل إلى رتبة أميرال.

ولد فيليب في لندن عام 1738م. والتحق بمدرسة جرينيتش لأبناء رجال البحرية عام 1751م، وانضم إلى الأسطول الملكي البريطاني خلال حرب السنوات السبع. وفي عام 1774م، انضم إلى الأسطول البرتغالي في حربه ضد أسبانيا. في عام 1781م، رقي فيليب إلى رتبة كابتن في الأسطول الملكي. وفي سنة 1786م، عين أول حاكم لنيو ساوث ويلز وتقلد قيادة الأسطول الأول.

وصل أول أسطول إلى بوتاني باي الذي اختير لإقامة أول مستوطنة فيما بين 18 و 20 يناير 1788م، بعد رحلة دامت ثمانية أشهر من بريطانيا. ولسوء الحظ أثبت بوتاني باي أنه موقع غير مناسب لإقامة المستوطنة. في 21 يناير أخذ فيليب ثلاثة زوارق طويلة شمالاً على طول الساحل، للبحث عن موقع آخر للمستوطنة. وقاده البحث إلى خليج سيدني الذي وجده مناسبًا لإقامة المستوطنة. واكتمل الإنزال في خليج سيدني في السادس من فبراير.

تمثلت مهمة فيليب الرئيسية في التأكد من إقامة المباني، وزراعة المحاصيل وحفظ النظام. وكانت المشكلة الأولى التي واجهها، هي إمدادات الطعام. فقد كانت لدى المستعمرة إمدادات تكفي لنحو عام واحد فقط، كان يتوقع أن يتم حصاد المحاصيل في نهايته، ولكن المحاصيل التي زرعت لم تنجح. وماتت الماشية أو اختفت في الغابة. واعتمدت المستوطنة بشكل رئيسي على اللحم المملح، الذي جلب مع الأسطول. بحلول عام 1788م، بدأ مخزون الطعام في الانخفاض، فأرسل فيليب السفينة سيريوس إلى رأس الرجاء الصالح لشراء كميات من الطعام. ولكنه لم ينتظر وصول الإمدادات، وإنما شرع في البحث عن موقع أفضل للزراعة. وفي عام 1789م، تم اختيار الحقل الجديد في موقع روز هيل، وزُرع بالمحاصيل الجديدة. ورغم أن الحصاد كان ناجحًا عام 1789م، إلا أن المحاصيل لم تكن كافية. بحلول عام 1790م، هددت المجاعة المستعمرة. وفي أبريل، أرسل فيليب الأسطول الثاني إلى بتافيا (جاكرتا الآن) لشراء إمدادت الطعام. في يونيو وصلت سفن الأسطول الثاني بإمدادات الطعام، مما ساعد على فك الضائقة. ومع رجوع سفن الإمدادت في أكتوبر، لم يعد هناك تهديد بالجوع في المستقبل القريب.

خليج سيدني قام برسمه الملازم وليم برادلي الذي أبحر مع الأسطول الأول في السفينة سيريوس.
كانت صحة المستوطنين مشكلة رئيسية أخرى واجهت الحاكم الجديد. وقد انتشر داء الإسقربوط والزحار (الدوسنتاريا) بين المستوطنين. وكان علاج المرضى أمرًا صعبًا للغاية لعدم كفاية الأدوية. كذلك واجه فيليب نقص المباني الصالحة للسكنى والاستشفاء.

تمثلت سياسة فيليب تجاه السجناء المنفيين في تشجيع الإصلاح. وكان يمنح المكافآت مقابل السلوك الحسن. وفي الوقت نفسه كان عقاب المخالفات رادعًا وسريعًا. واستخدم فيليب السجناء المنفيين في مشاريع الأشغال العامة مثل المباني والطرق. كذلك استخدم أعدادًا متزايدة من السجناء المنفيين في المزارع الحكومية. ومن ناحية أخرى لم تكن علاقته مع جنود البحرية جيدة دائمًا، لكن سياسته تجاه السكان الأصليين كانت ودية. وبذل المحاولات للاتصال بهم، رغم الصعوبات التي واجهها في هذه الناحية.

كان فيليب يأمل في الكثير بالنسبة لمستقبل نيوساوث ويلز. فقد كان يرى أنها قاعدة أمامية للإمبراطورية البريطانية، وليست مكانًا لإيواء السجناء المنفيين فقط. ولذلك شجع المهاجرين على الحضور إلى نيو ساوث ويلز. وعرض عليهم أن يمنحهم أراضي مجانية تتراوح مساحتها مابين 200 و400 هكتار.

كان فيليب إداريًا قادرًا ماهرًا ؛ استطاع أن يدير المستوطنة خلال أصعب سنواتها. وعند مغادرته، وصل عدد سكان نيو ساوث ويلز إلى نحو 6,000 نسمة. وكان المستوطنون الأحرار على وشك الوصول إلى المستعمرة.

في عام 1794م، استقر فيليب في مدينة باث في إنجلترا. وفي عام 1796م، رجع إلى البحرية برتبة كابتن على السفينة ألكسندر. كما وصل إلى رتبة أدميرال قبل موته بأسابيع. ودفن فيليب في قرية باثامبتون قرب باث. وأقيم له نصب تذكاري هناك.

★ تَصَفح أيضًا: بوتاني باي ؛ السجناء المنفيون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية