الرئيسيةبحث

البرتقال ( Orange )



البرتقال فاكهة حمضية مرغوبة تحتوي على عصير لذيذ وعلى كمياتٍ كبيرة من فيتامين (ج)، وهو يُزرع في المناطق الدافئة في كلّ أنحاء العالم.
البرتقال فاكهةٌ حمضية شائعة يستمتع بها النّاس على مستوى العالم. تكمن قيمة البرتقال في عصيره اللّذيذ ومحتواه العالي من الفيتامينات. فهو مصدرٌ ممتاز لفيتامين (ج)، ويحتوي أيضًا على فيتامين ( أ ) وعلى عدد من مجموعة فيتامين (ب).

يبلغ الإنتاج العالميّ للبرتقال نحو 60 مليون طنٍّ متريّ سنويًا. وتعد البرازيل الدولة الرئيسيّة في إنتاج البرتقال، تليها الولايات المتحدة الأمريكية ثم المكسيك فالصين. ومن الدول الأخرى ذات الإنتاج العالي، الهند وأسبانيا وإيطاليا وايران ومصر .

يُصنَّع أكثر من نصف البرتقال المنتج في العالم في شكل عصير مركّز طازج أو مُعلَّب أو مجمَّد. ويباع نحو ربع محصول البرتقال في شكل فاكهةٍ طازجة ويُستخدم الباقي في صنع المنتجات المخبوزة والحلويات والمربَّى والسّلطات والمشروبات الخفيفة.

وهناك عدَّة أنواع من البرتقال أكثرها رواجًا البرتقال الحلو. ويتراوح البرتقال في شكله بين المستدير والبيضي، كما تتراوح ألوانه بين الأرجوانيّ والبرتقالي والأحمر الدّاكن. وينمو البرتقال بصورةٍ جيدة في المناطق ذات الصّيف الدّافئ والشّتاء البارد المعتدل الّذي لا تنخفض درجات الحرارة فيه إلى أقل من درجة التجمد، لأنَّ درجات حرارة التجمد تُلحق ضررًا بالغًا بالشجرة والثمار.

الثّمرة والشّجرة

العمال يقطفون البرتقال في أحد البساتين. ينبغي قطف ثمار البرتقال المراد بيعها طازجة باليد منعًا للتلف.
البرتقال نوع من الثّمار البسيطة اللُّبية التي تُسمَّى هسبريديوم، وتغطي قشرتها الجلدية النّاعمة الجزء الدّاخلي اللبيّ الذي يؤكل. تتكوّن القشرة من طبقة خارجية ملوّنة تسمى فلافيدو وطبقة داخلية إسفنجية بيضاء تُسمَّى ألبيدو. تحتوي طبقة الفلافيدو على غدد صغيرة تُنتج زيتًا عطريًّا مركزًا. ويتكوّن الجزء الدّاخلي من البرتقالة من 10 - 15 فصًا تحيط بقلب إسفنجي. وتحتوي تلك الفصوص على عدد كبير من الأكياس العصارية التي تحمل العصارة وتكوِّن لب ثمرة البرتقال. وتحتوي فصوص بعض أصناف البرتقال على البذور ،لكنَّ هناك أصنافًا عديمة البذور.

وشجرة البرتقال لها أوراقٌ خضراء داكنة وأزهارٌ جميلة بيضاء عطرية. تنمو ثمار البرتقال من مبايض الأزهار وتنضج بعض أصنافه خلال ثمانية أشهر من تفتح الأزهار في حين أن أصنافًا أخرى تحتاج إلى فترة قد تصل إلى 20 شهرًا.

يقوم المزارعون بزراعة أصنافٍ مختلفةٍ من البرتقال في مساحة واحدة لضمان وفرة الثمار الناضجة في أيام السنة كلها أو معظمها.

وتكبر أشجار البرتقال خلال فترات من النمو السريع تُعرف بدورات النماء السَّريع، تتكون أثناءها الأغصان والأوراق والأزهار الجديدة على الأشجار وتتطور بعض الأزهار إلى ثمار. ويختلف عدد دورات النمو التي تحدث في كلّ سنة بحسب الظروف الجوية. كما تحدّد الظروف الجوّية وقت تلك الدورات. فمثلاً، في المناطق المداريّة المطيرة، يتكوّن عددٌ من الدورات الصغيرة طوال السنة تُنتج خلالها الأشجار عددًا قليلاً من الأزهار تتميز ثمارها بصغر الحجم ورداءة النوعية. أما في المناطق شبه المداريّة، فإن دورات النّمو لا تتكوّن خلال فصل الشتاء بل تحدث فترة نموّ عالٍ في الربيع يتكون خلالها عدد كبير من الأزهار التي تتطور وتكوّن عددًا كبيرًا من الثّمار. وقد يحدث عدد من الدّورات الصّغيرة خلال فصل الصيف مؤدية إلى إنتاج الأغصان والأوراق.

الأصناف

إنتاج البرتقال
تشير كلمة برتقال بشكلٍ عام إلى ثلاثة أصناف من الفواكه الحمضية: 1- البرتقال الحلو 2- البرتقال الحمضيّ أو برتقال إشبيليا 3- اليوسفيّ.

البرتقال الحلو:

ينتج المزارعون في كلّ أنحاء العالم البرتقال الحلو أكثر من أي نوع آخر، وهو نوع من البرتقال نكهته حلوة وشكله مستدير إلى بيضيّ. هناك ثلاث مجموعات من البرتقال الحلو: 1- البرتقال العادي 2- البرتقال أبو سُرَّة 3- البرتقال أبو دمُّه.

البرتقال العادي هو أهم أنواع البرتقال الحلو. فمعظم البرتقال الّذي يباع طازجًا من النّوع العادي، بالإضافة إلى أنَّ كل عصير البرتقال تقريبًا يُصنع منه.والبرتقال الفالنسي عديم البذور هو أشهر أنواع البرتقال العادي في العالم، وينتج منه أجود أنواع العصير.

البرتقال أبو سُرَّة تحتوي ثمرته على ثمرة أخرى صغيرة تنمو عند أحد طرفي الثمرة الرئيسية. وهذا النوع من البرتقال عديم البذور، كما يتميّز بنكهته الجيدة ولكنه ينتج عصيرًا أقل جودة من البرتقال العاديّ.

البرتقال أبو دمُّه يتميز بلونٍ غير عاديّ ولكنّه في جوانب عديدة يشبه البرتقال العادي. ويتراوح لون لبّ البرتقال أبو دمه بين الأرجواني والأحمر. ويزرع هذا النوع بشكل واسع في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، كما تُزرع كميات قليلة منه في مناطق أخرى من العالم.

البرتقال الحمضي:

أو النارنج أو برتقال إشبيليا لا يؤكل طازجًا في العادة لأنَّ مذاق لبِّه مرّ. يزرع برتقال إشبيليا بشكل أساسي في أوروبا ويستخدم معظمه في صنع المربىّ، كما يُستخدم الزيت المنتَج من قشرته وبعض المكوّنات المستخلصة من الأوراق والأزهار في صناعة العطور.

اليوسفي:

ويُسمَّى أيضًا تنغرين ـ هو ليس برتقالاً على الرغم من شهرة انتمائه إليه. فهو في الحقيقة مجموعة مستقلّة من الفواكه المتشابهة تشمل اليوسفي الحقيقي والطنجال والتانجور وفواكه أخرى مشابهة للبرتقال. وطَعم اليوسفيّ حلو وعادة ما يؤكل طازجًا، وتنفصل قشرته بسهولة عن الجزء الدّاخلي الذي يؤكل. ★ تَصَفح: اليوسفي ؛ الطنجال ؛ التانجور الحامض.

زراعة البرتقال

البرتقال ينمو بصورة جيّدة في فلوريدا بالولايات المتّحدة، وفي بعض الأعوام قد يُتلف الصّقيع الأشجار والثّمار.
زراعة أشجار البرتقال والعناية بها. تنتج معظم أشجار البرتقال من البراعم في مشاتل خاصة، وتقطع البراعم من الأشجار التي تنتج البرتقال المرغوب فيه، ثم يتم تطعيمها على شتلات البرتقال المسماة الأصول، ★ تَصَفح: تطعيم النبات. ويتم اختيار أنواع الأصول حسب قدرتها على التكيّف مع التربة والظروف الجويّة لمنطقة الإنتاج ووفقًا لمقاومتها للآفات والأمراض. وتُغرس أشجار البرتقال في البساتين بعد 6 - 12شهرًا من التّطعيم ، وتبدأ في حمل الثمار بعد 4 - 5 أعوام، وقد تستمرُّ أشجار البرتقال في إنتاج ثمار لمدّة 50 عامًا.

الآفات والأمراض:

تتعرّض أشجار البرتقال للإصابة بالعديد من الآفات والأمراض، وتعد الحشرات القشريّة إحدى أهمّ الآفات التي تهدِّد أشجار البرتقال، فهي تمتص العصارة من الأوراق والأغصان الصغيرة. وهناك بعض أنواع الدّبابير تقتل تلك الحشرات ولذلك يكافح المزارعون الحشرات القشريّة بتشجيع نموّ وتوالد تلك الدّبابير في بساتينهم.

وهناك أيضًا آفتان تهاجمان أشجار البرتقال وتسبّبان أضرارًا للأوراق هما سوسة الصدأ وحشرة المنّ. ويمكن مقاومة جميع هذه الآفات برش الأشجار بالمبيدات الحشرية.

وتؤدي الأمراض الفيروسّية إلى إضعاف أشجار البرتقال أو قتلها بخاصةٍ المرض الفيروسي المهلك تريستيزا. لكنَّ المزارعين يكافحون تلك الأمراض بانتقاء الأشجار الخالية من الفيروسات من المشاتل، أو بزراعة الأشجار التي تستطيع تحّمل الإصابة بالفيروسات أو مقاومتها. وتسبب بعض الأمراض الفطريّة مثل العفن الأسود والتبقُّع الزّيتيّ تلفًا كبيرًا في أشجار البرتقال. فالعفن الأسود يسبّب بقعا صغيرة بارزة على الأغصان والأوراق والثّمار، ويسّبب التبقّع الزّيتي ظهور بقع زيتيّة المظهر على الأوراق. ويكافح المزارعون الأمراض الفطريّة برش الأشجار بالمبيدات الفطرية.

جمع ثمار البرتقال المراد بيعه طازجًا يتم بقطف الثمار الناضجة من الأشجار باليد. يجمع معظم البرتقال المراد بيعه للتصنيع آليًا.
في أحد مصانع التعبئة، تُفْرز ثمار البرتقال المراد بيعها طازجةً حسب الدّرجة والحجم ثم تتمّ تعبئتها في صناديق وتشحن للأسواق.

الجمع والتّصنيع:

تزداد كميّة السكّر والعصير الّتي يحتويها البرتقال مع تقدم نضج الثّمار. ويختلف البرتقال عن معظم الفواكه الأخرى في أنّ نضجه لايستمرُّ بعد جمعه، ولذلك يحصد المزارعون البرتقال حين تحتوي الثّمار على المستويات المطلوبة من العصير والسكّر والحمض.

وإذا تمّ نزع ثمار البرتقال بقوة من الشّجرة، أو تمّ جمعها آليًّا، فإنّها ربّما تتعّرض للخدش أو التلف، خصوصًا عند نقطة تلاقي السّاق مع الثّمرة. ونظرًا لتعرّض الثّمار المخدوشة للأمراض الفطريّة، فإنَّ المزارعين يحرصون على قصّ السّيقان الّتي تحمل الفواكه الطازجة المعدّة للبيع أو يقطفون الثّمار بعناية من الشجرة يدويًا. بعد ذلك تُغسَل الثمار وتجفَّف ثمّ تضاف طبقة شمعيّة خاصّة لتحسين مظهرها ولمنع جفافها وتقليل مخاطر تلفها أثناء الشّحن.

أمّا الثّمار المراد بيعها للتّصنيع، فيمكن جمعها آليًا. وإذا تم تصنيعها خلال أيام قليلة بعد الجمع، فلن تحدث خسائر كبيرة في الثمار من جراء الخدوش أو التّلف. ويتمّ استخلاص العصير من الثّمار آليًّا ، ثم تتمّ بسترته لقتل البكتيريا الضّارة والإنزيمات.

نبذة تاريخية

يُعتبر البرتقال من أقدم الفواكه المزروعة، فقد ظل الناس يزرعونه لأكثر من 4,000 عام. وأغلب الظنّ أنَّ البرتقال قد نشأ في جزءٍ من قارة آسيا يشمل الآن الهند وبورما والجزء الجنوبي الغربي من الصين. وبحلول القرن التاسع الميلادي أدخل التجار العرب البرتقال إلى شرقي إفريقيا والشرق الأوسط. وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، حمل الرحالة البرتغاليُّون البرتقال من الهند إلى أوروبا. حمل المكتشف الإيطالي كريستوفر كولمبوس بذور البرتقال إلى أمريكا في عام 1493م، وتطورت معظم أصناف البرتقال المنزرعة اليوم خلال القرن التاسع عشر الميلادي.


المصدر: الموسوعة العربية العالمية