الرئيسيةبحث

نيكاراجوا ( Nicaragua )



الريف النيكاراجوي يضم جبالاً ترتفع ارتفاعًا هائلاً ومراعي المواشي والأبقار. وهذا المنظر مأخوذ من غرب مدينة ليون.
نيكاراجوا أكبر دول أمريكا الوسطى من حيث المساحة، وهي تمتد من المحيط الهادئ إلى البحر الكاريبي. يعيش حوالي ثلاثة أخماس سكان البلاد في منطقة خصبة تطل على المحيط الهادئ. وفي هذه المنطقة توجد ماناجوا عاصمة نيكاراجوا وأكبر مدينة فيها.

يعود غالبية النيكاراجويين إلى أصول هندية وأسبانية. لقد بدأ الأسبانيون في أوائل القرن السادس عشر الميلادي بالوصول إلى ما يعرف الآن بنيكاراجوا. وقد أطلقوا على البلد اسم زعيم هندي كان يعيش هناك هو وقبيلته، وكان كل منهما يدعى نيكاراو.

امتزج نظام الحياة النيكاراجوي بالعادات والتقاليد الأسبانية، شأنه في ذلك شأن حياة غالبية الهنود الآخرين في نيكاراجوا. وتوجد الآن في نيكاراجوا بضع مجموعات هندية لاتزال تتبع أنماط الحياة التقليدية.

ويعتبر البن والقطن المصدرين الرئيسيين للدخل في نيكاراجوا، وتجري زراعتهما في المنطقة المطلة على المحيط الهادئ في غربي نيكارجوا وفي المرتفعات الوسطى. ويقطن قلة من السكان الإقليم الكاريبي المكسو بالغابات الكثيفة في الجزء الشرقي من البلاد.

نظام الحكم

ماناجوا العاصمة والمركز التجاري الرئيسي وأكبر مدن نيكاراجوا. تقع في غرب نيكاراجوا.
يرأس حكومة نيكاراجوا رئيس ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات. كما ينتخب الشعب نائباً للرئيس يتولى منصبه لفترة خمس سنوات أيضاً. ويقوم الرئيس بتعيين مجلس الوزراء الذي يساعده في تنفيذ مهام الحكم. وتعمل الهيئة التشريعية (الجمعية الوطنية) على سن قوانين البلاد، وينتخب الشعب أعضاء الجمعية الوطنية الذين يبلغ عددهم 92 عضواً لفترة خمس سنوات. ويحق لمن بلغ السادسة عشرة من عمره من المواطنين الاقتراع في الانتخابات.

قسمت نيكاراجوا إلى 16 منطقة، كما قسمت هذه المناطق إلى بلديات لأغراض الحكم المحلي. وينتخب الشعب عمدة ومجلساً لإدارة كل بلدية.

وينشط عدد من الأحزاب السياسية في نيكاراجوا، تأتلف في الغالب بعضها مع بعض. وتعتبر جبهة تحرير الساندنيستا الوطنية أقوى الأحزاب السياسية في البلاد.

وتعتبر المحكمة العليا أعلى سلطة قضائية في البلاد، وينتخب أعضاء الجمعية الوطنية قضاة المحكمة العليا لفترة سبع سنوات.

وتتكون القوات المسلحة في نيكاراجوا من القوات الجوية والجيش والقوات البحرية، ويعمل ما يقرب من 12,000 في القوات المسلحة النيكاراجواية. والخدمة العسكرية في نيكاراجوا طوعية.

السكان

أطفال نيكاراجويون خارج بيتهم في المرتفعات الوسطى. وغالبية النيكاراجويين من أصول عرقية مختلطة بيضاء وهندية. ويعتمدون على الزراعة.
إن غالبية النيكاراجويين هم من المولدين (مستيزو) وهم المولودون من أصلين أبيض وهندي. ويُشبه نظام حياتهم العام، إلى حد ما نظام حياة الأمريكيين من أصول أسبانية في بلدان أمريكا الوسطى. ويتبع معظم النيكاراجويين الكنيسة الكاثوليكية ويتكلمون اللغة الأسبانية. وهناك قليل من المجموعات الهندية في نيكاراجوا التي ما تزال، بوجه عام تتحدث بلغاتها الخاصة وتتبع أساليبها التقليدية في الحياة في المنطقة الكاريبية. وفي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين تورط بعض هؤلاء الهنود في أنشطة معادية للحكومة مع الأنصار السابقين لعائلة سوموزا الذين جعلوا مقرهم عبر الحدود في هندوراس، ونتيجة لذلك قامت الحكومة بنقل بعض الجماعات الهندية من مواطنهم قرب الحدود إلى مناطق واقعة في داخل البلاد. وقد سمح للهنود بالعودة إلى موطنهم في عام 1985م. وتوجد في المنطقة الكاريبية عدة جاليات سوداء، وهندية- سوداء مختلطة تتبع العادات والتقاليد الهندية على نطاق واسع.

إن حوالي ثلث شعب نيكاراجوا هم من المزارعين الفقراء وكثير من الموجودين في المنطقة المطلة على المحيط الهادئ، فلاحون، يعملون في مزارعهم الخاصة، أو في مزارع تعاونية، أو في مزارع حكومية، أو مزارع خاصة كبرى.

يعيش العمال الزراعيون في المناطق الدافئة في بيوت مسقوفة بسعف النخيل أو بصفائح معدنية. أما في المناطق الباردة في المرتفعات الوسطى فيعيش المزارعون في بيوت طينية مسقوفة بالبلاط (القرميد). ويعيش الهنود والسود من سكان الإقليم الكاريبي بصورة رئيسية على زراعة مزارع صغيرة، أو صيد السمك، أو قطع الأشجار، أو التعدين.

التعليم:

يفرض القانون النيكاراجوي على الأطفال الالتحاق بالمدارس من سن 6 إلى 12.

لم يكن بالمدارس قبل عام 1980م إلا حوالي نصف أطفال البلاد، ومعظمهم كانوا يعيشون في المدن غالبًا لأن الدولة لم تكن تملك العدد الكافي من المدارس، وكانت هناك عدة مناطق ريفية لا توجد فيها مدارس على الإطلاق. لكن الدولة قامت منذ ذلك الوقت ببناء المئات من المدارس الريفية.

كما قامت الدولة أيضًا بشن حملة ناجحة على الأمية تزعمها بصورة رئيسية المعلمون المتطوعون الشباب.

توجد في نيكاراجوا ثلاث جامعات. وجامعة نيكاراجوا الوطنية في كل من ليون وفي ماناجوا هي أقدم وأكبر هذه الجامعات. وقد تأسست في 1812م وتضم أكثر من 22,000 طالب.

عدد السكان:

يبلغ عدد سكان نيكاراجوا حوالي 5,169,000 نسمة. ويتزايد عدد السكان بنسبة 3% سنويًا. ولتخفيف ضغط هذه الزيادة تقوم الدولة بتشجيع سكان المنطقة المطلة على المحيط الهادئ بالقروض والمساعدات الأخرى من أجل النزوح إلى مناطق أخرى من البلاد. وما تزال المنطقة المطلة على المحيط الهادئ تضم حوالي ثلاثة أخماس سكان نيكاراجوا رغم أن كثيرًا من الناس قد نزحوا إلى المناطق الشمالية من المرتفعات الوسطى.

توجد في نيكاراجوا ثماني مدن تضم كل منها ما يزيد على 20,000 نسمة. المدن حسب ترتيب عدد سكانها مرتبة ترتيبًا تنازليًا هي: ماناجوا، وليون، وجرانادا، وماسايا، وتشينانديغا، وماتاغالبا، واستيلي، وهينوتيب. ★ تَصَفح: ماناجوا ؛ ليون ؛ جرانادا.

السطح والمناخ

أيقونة تكبير خريطة نيكاراجوا
تتكون نيكاراجوا من ثلاثة أقاليم طبيعة هي: 1-إقليم المحيط الهادئ 2- إقليم المرتفعات الوسطى. 3-الإقليم الكاريبي. أما بالنسبة إلى المناخ فهو في الغالب استوائي يتباين من إقليم لآخر.

إقليم المحيط الهادئ:

وهو إقليم منخفض ممتد من هندوراس إلى كوستاريكا. وتوجد في هذا الإقليم المنخفض عدة براكين بعضها نشط. وتوجد بحيرة ماناجوا وبحيرة نيكاراجوا في الجزء الأوسط والجزء الجنوبي من هذا الإقليم. وترتفع بمحاذاة ساحل المحيط الهادئ جبال يصل ارتفاعها إلى 910م. توجد أكبر مدن نيكاراجوا وكثير من المزارع الكبيرة في إقليم المحيط الهادئ.


إقليم المرتفعات الوسطى:

أعلى وأبرد المناطق في نيكاراجوا. وبها قمة بيكو موجوتون على الحدود مع دولة هندوراس شمالي أوكوتول، ويبلغ ارتفاعه 2,107م فوق مستوى سطح البحر. تغطي الغابات معظم المنحدرات في المنطقة. وتوجد وديان سحيقة بين الجبال.

تتلقى بعض المناطق ما يزيد على 250سم من المطر سنويًا. وفي المناطق الأكثر جفافًا يعيش السكان في مزارع. كما هو الأمر في الإقليم المطل على المحيط الهادئ فإن الفصل الممطر يبدأ في المرتفعات الوسطى في شهر مايو ويستمر حتى نوفمبر. كما تتراوح معدلات درجات الحرارة ما بين 16° و21°م.

أقاليم أرض نيكاراجوا

الإقليم الكاريبي:

سهل منبسط، فيه بعض المرتفعات التي ترتفع كلما اتجهنا نحو الغرب. ويجري في هذا السهل العديد من الأنهار التي تظهر في المرتفعات الوسطى.

وتوجد الأراضي الوحيدة الصالحة للزراعة على ضفاف الأنهار. وتُغطي الغابات التي تعتمد على الأمطار معظم الإقليم. وهناك إلى الشمال مراعٍ فيها غابات النخيل والصنوبر. وهناك عدد من الجزر الصغيرة مقابل الساحل.

تُسهم الرياح التجارية الشرقية في إصابة الإقليم الكاريبي بمعدل سنوي قدره 420سم من المطر الذي يسقط طوال العام. ومتوسط درجات الحرارة في هذا الإقليم هو 27°م.


الاقتصاد

يتمثل المورد الطبيعي الرئيسي لنيكاراجوا في تربتها الخصبة الموجودة في إقليم المحيط الهادئ حيث يسهم الرماد البركاني في جعل هذه التربة عالية الخصوبة. والزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي، مع أن الأراضي الزراعية لا تشكل إلا نسبة 10% من مساحة السطح. تمتلك نيكاراجوا بعض التراكمات الطبيعية للنحاس والذهب والفضة، لكن التعدين لا يوفر إلا جزءًا صغيرًا من دخل البلاد. وتغطي الغابات الطبيعية حوالي نصف اليابسة. وقد كانت الشركات الأجنبية تملك معظم المناجم والغابات قبل عام 1979م.

ومنذ ذلك الوقت والحكومة تُسيطر عليها. ومن الممكن توفير الطاقة الكهربائية الرخيصة من الأنهار العديدة في المرتفعات الوسطى، لكن القليل منها فقط تم استغلاله.

عمال يشحنون الموز في ميناء نيكاراجوا . يأتي معظم دخل نيكاراجوا من صادرات المنتجات الزراعية، وتشمل الموز، والبن، والقطن، وقصب السكر، والأرز.

الزراعة:

يأتي معظم الدخل في نيكاراجوا من تصدير المنتجات الزراعية. فالقطن والبن هما أغلى المحاصيل. وتجري زراعة القطن في المناطق المنخفضة المطلة على المحيط الهادئ، بينما تتم زراعة البن في كل من المرتفعات الوسطى والمنطقة المطلة على المحيط الهادئ. كما تجرى هناك زراعة قصب السكَّر.

وتشمل الصادرات الزراعية الأخرى الموز، والأرز. والأرز هو الغذاء الرئيسي الذي يزرع للاستهلاك في نيكاراجوا. وتزرع الذرة الشامية والبقول في جميع المناطق، ولكنها تتركز بصورة رئيسية في المرتفعات الوسطى. وفي عام 1984م قامت الحكومة بتشجيع زراعة الذرة الشامية والبقول في المزارع الخاصة الواسعة الحديثة في المنطقة المطلة على المحيط الهادئ.


التصنيع:

تعتبر ماناجوا المركز الصناعي في نيكاراجوا، حيث يتم توليد معظم الطاقة الكهربائية في البلاد. وكما هو الحال في معظم دول أمريكا الوسطى، فإن المنتجات الرئيسية هي الأغذية المصنعة، والمشروبات، والملابس، والمنسوجات. وتشمل المنتجات الأخرى الإسمنت، والسجاد، والبضائع المصنوعة من الجلد، والبترول، وأخشاب الصناعة الخام. وتملك الحكومة حوالي ثلث شركات التصنيع النيكاراجوية. بينما تعود ملكية باقي هذه الشركات إلى القطاع الخاص. وتمتلك الشركات الأجنبية حوالي ربعها. وقد تراجع التصنيع منذ أواخر السبعينيات من القرن العشرين في نيكاراجوا.

الصناعات الخدمية:

تُشكل تجارة الجملة والتجزئة أنشطة الخدمات الرئيسية في نيكاراجوا. وأهم أنواع التجارة في البلاد هو تسويق المنتجات الزراعية. ويلي ذلك في الأهمية الأنشطة الحكومية. وتشمل بقية الأنشطة الاقتصادية التمويل والتأمين، والعقارات، والنقل، والاتصالات، والمرافق. وتسيطر الحكومة النيكاراجوية على الأعمال المصرفية والتأمين.

التجارة الخارجية:

من بين الشركاء الرئيسيين لنيكاراجوا في مجال التجارة المكسيك والاتحاد السوفييتي (سابقًا)، واليابان، وعدة دول من غرب أوروبا. وتنتسب نيكاراجوا إلى السوق المشتركة في أمريكا الوسطى، وهو اتحاد اقتصادي من خمس دول.

النقل والمواصلات:

تملك نيكاراجوا بعض الطرق الجيدة، وخاصة في إقليم المحيط الهادئ. ويعتبر الطريق السريع بان أمريكان هو الطريق الرئيسي في البلاد.

ونظرًا لأن كثيرًا من المناطق المأهولة لايمكن الوصول إليها بالسيارة فإن الناس يستخدمون البغال والعربات التي تجرها الثيران. يوجد في نيكاراجوا حوالي سيارة واحدة لكل 100 نسمة. وهناك بعض السكك الحديدية، وجميعها في المنطقة المطلة على المحيط الهادئ. كما يوجد في ماناجوا مطار دولي.

الاتصالات:

توجد في نيكاراجوا عدة صحف، أكبرها لابرينسا والنَيغيو دياريو في ماناجوا وباريكادا وهي صحيفة جبهة تحرير الساندينيستا الوطنية. وتقتصر خدمة شبكات البريد والبرق والهاتف التي تديرها الحكومة على المدن فقط. بينما تدار محطات الإذاعة في البلاد وجميع قنوات التلفاز من قِبَل الشعب.

نبذة تاريخية

العهد الهندي:

لا يُعرف سوى القليل، من تاريخ نيكاراجوا، قبل وصول الأسبانيين إليها في أوائل القرن السادس عشر الميلادي. لقد قامت مجموعة متعاقبة من الحكومات الهندية باحتلال المنطقة المطلة على المحيط الهادئ والمرتفعات الوسطى. والجدير بالذكر أن هؤلاء الهنود أنشأوا المدن المحصنة، وكانت لديهم أسواق متطورة للغاية، ونظام للطبقات الاجتماعية شمل الرقيق. أما بالنسبة للإقليم الكاريبي فقد عاشت في جنباته مجتمعات هندية أقل تطورًا.

العهد الاستعماري:

وصل كريستوفر كولمبوس إلى ما يعرف الآن بنيكاراجوا في عام 1502م وأعلن ملكيتها لأسبانيا. وقد قامت حملة أسبانية من بنما باستكشاف المنطقة المطلة على المحيط الهادئ عام 1522م. وقد عُمَّد كثير من الهنود النيكاراجويين الذين كانوا يعيشون في المنطقة إلى الطائفة الكاثوليكية. ثم وصلت حملة أخرى من بنما في عام 1524م. وفي عام 1570م خضعت نيكاراجوا لسيطرة ما عرف بمحكمة جواتيمالا وهي محكمة عليا مؤلفة من قضاة أو مديرين أسبان ¸شيوخ مسنين·.

قام الأسبان باستكشاف سواحل نيكاراجوا المطلة على البحر الكاريبي، لكنهم لم يستقروا هناك. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر قام أوروبيون آخرون، وخاصة الإنجليز، باحتلال تلك المنطقة من وقت لآخر. وكان القراصنة الإنجليز والهولنديون والفرنيسون يمتلكون مخابئ هناك ويهاجمون الأسبانيين المبحرين في الكاريبي. كما كان القراصنة أيضًا يقومون بغزو المدن الأسبانية الواقعة إلى الغرب. وفي القرن الثامن عشر سيطر الإنجليز على هنود موسكيتو على الساحل الكاريبي. وقد تنازلت بريطانيا عن سيطرتها على المنطقة لصالح نيكاراجوا في أواسط القرن التاسع عشر بموجب اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

الاستقلال:

أعلنت نيكاراجوا وكذلك بقية دول أمريكا الوسطى استقلالها في الخامس عشر من سبتمبر 1821م. وأصبحت نيكاراجوا فيما بعد جزءًا من الإمبراطورية المكسيكية، لكنها انفصلت عنها عام 1823م وشكلت اتحاد مناطق أمريكا الوسطى. وقد اتبع هذا الاتحاد عمومًا سياسات اقتصادية وسياسية متحررة. فقد أقرّت الدول الأعضاء على سبيل المثال مختلف حقوق الإنسان وانهت الحقوق الخاصة للنبلاء الأقوياء والكنيسة الكاثوليكية.

بدأ هذا الاتحاد يتفكك تحت تأثير ضغوط مختلفة، شملت الجهود التي بذلها ملاك الأراضي المحافظين ورجال الدين لاستعادة امتيازاتهم القديمة.

وفي عام 1838م، تخلت نيكاراجوا عن الاتحاد. وكان قد نشأ في ذلك الوقت نزاع كبير بين ليون المركز المتحرر وجرانادا المحافظة. وقد تصارعت هاتان المدينتان للسيطرة على نيكاراجوا واندلع القتال عدة مرات.

طلب أحرار ليون من وليم ووكر المغامر العسكري الأمريكي مساعدتهم، وفي عام 1855م وصل ووكر مع عصبة من أتباعه واستولى على جرانادا في هجوم مباغت. لكنه بدلاً من أن يساعد الأحرار، استولى على الحكم في عام 1856م. وفي العام التالي تحالف الأحرار والمحافظون وطردوا ووكر من البلاد.

الولايات المتحدة الأمريكية ونيكاراجوا:

كانت الولايات المتحدة ـ على مدى سنوات عديدة ـ تعتزم بناء قناة عبر نيكاراجوا لتربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ. وفي عام 1901م فرض رئيس نيكاراجوا خوزيه سانتوس زيلايا قيودًا معينة على امتيازات الولايات المتحدة في منطقة نيكاراجوا المقترحة. ولم تقبل الولايات المتحدة هذه القيود، وحولت اهتمامها إلى بنما لتكون موقعًا للقناة. ثم هدد زيلايا ببيع الامتيازات في القناة إلى دولة منافسة للولايات المتحدة. كما مارس مزيدًا من الضغط وذلك بإلغائه للعقود المبرمة مع عدد من الشركات في الولايات المتحدة.

وفي عام 1909م اندلعت ثورة ضد زيلايا الحاكم الصارم، وعُزل من منصبه بعد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الثوار. وفي عام 1911م بدأت المصارف الأمريكية تُقدم القروض إلى نيكاراجوا بمقتضى اتفاقيات منحتها السيطرة على تمويلها إلى أن تم وفاء الديون في عام 1925م. وقد قام مشاة البحرية الأمريكية بالنزول في نيكاراجوا عام 1912م وذلك لقمع القوى التي عارضت السيطرة الأمريكية. وقد بقي هؤلاء في نيكاراجوا بصورة مستمرة تقريبًا حتى عام 1933م وذلك لحماية مصالح الولايات المتحدة والإشراف على الانتخابات.

لقد حاول بعض الثوار الذين كان يقودهم الجنرال أوغستو سيزر ساندينو إجبار القوات الأمريكية على مغادرة نيكاراجوا. وقاموا بين عامي 1927م و1933م بالعديد من الغارات على مشاة البحرية الأمريكية في مخابئهم الواقعة في الجبال. وقد دربت الولايات المتحدة جيشًا نيكاراجويًا جديدًا أطلق عليه اسم الحرس الوطني، لمساعدة مشاة البحرية. وقد أصبح أناستاسيو سوموزا جارسيا رئيسًا للحرس الوطني عام 1933م. وفي عام 1934م وبعد رحيل مشاة البحرية كلف سوموزا أعضاء من الحرس الوطني باغتيال ساندينو.

أسرة سوموزا سيطرت على حكومة نيكاراجوا منذ عام 1937م وحتى عام 1979 . أناستاسيو سوموزا جارسيا، الثاني من اليمين، حكم منذ 1937م وحتى 1956م. وولداه أناستاسيو سوموزا دببايلي، إلى اليسار، ولويس سوموزا، إلى اليمين، صار كل منهما رئيسًا لنيكاراجوا.

العهد السوموزي:

أجبر سوموزا الرئيس خوان ساكاسا على الاستقالة عام 1936م. وأصبح سوموزا الذي كان ابن أخي ساكاسا، رئيسًا في العام التالي بعد انتخابات كان هو المرشح الوحيد فيها. وقد حكم حكمًا دكتاتوريًا وأقام قوة سياسية واقتصادية كبرى لنفسه ولأسرته.

ومنذ عام 1937م وحتى عام 1979م تولت أسرة سوموزا حكم نيكاراجوا إما بتقلد أحد أعضائها لمنصب الرئاسة أو باعتبارها القوة الحقيقية وراء الحكومة. تم اغتيال أناستاسيو سوموزا عام 1956م، وخلفه رئيسًا للبلاد ابنه الأكبر لويس. وبقي لويس في الرئاسة حتى عام 1963م. ووصل أخوه أناستاسيو سوموزا ديبايلي إلى الرئاسة في عام 1967م. كان السوموزيون بشكل عام راغبين في التعاون مع الولايات المتحدة وتلقوا الدعم من الحكومة الأمريكية.

ساهم الاستقرار السياسي في ظل حكم الأسرة السوموزية في اجتذاب الاستثمارات الأمريكية، مما ساعد على توسعة اقتصاد نيكاراجوا. وقد تم بناء طريق راما البالغ طوله 257كم بين عامي 1968م و1980م بمساعدة من الولايات المتحدة. وقد ساعد هذا الطريق على الربط بين سواحل المحيط الهادئ والبحر الكاريبي في نيكاراجوا. في عام 1972م حدث زلزال في نيكاراجوا قُتِلَ فيه حوالي 5,000 نسمة. وقد دمر جزءًا كبيرًا من ماناجوا. ثم تم إعادة بناء المدينة قرب موقع الزلزال. كما حدث عام 1972م أن قام الرئيس أناستاسيو سوموزا ديبايلي بتحويل السلطة الرسمية إلى مجلس سياسي مدني. لكنه ظل يحكم من وراء الكواليس بصفته رئيسًا للحرس الوطني. وفي عام 1974م جرى انتخاب سوموزا رئيسًا للبلاد لمدة ست سنوات.

انتصار الثوار:

بدأت احتجاجات واسعة النطاق على حكم سوموزا في أواسط السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. وقد طالب خصوم سوموزا بتنحيته عن منصبه، خاصة وأن الكثير من خصومه ينتمون إلى جبهة تحرير الساندينيستا الوطنية التي كانت في ذلك الوقت تشكل جماعة عصابات. وقد سُميت الجماعة باسم أوغستو سيزر ساندينو وقد انضم العديد من الجماعات السياسية والاقتصادية الأخرى إلى الساندينيستيين ضد سوموزا. وفي عام 1978م تحول الصراع الناشب بين الثوار والحكومة إلى حرب أهلية. وقد ربح الثوار الحرب في شهر يوليو من عام 1979م، وأرغموا الرئيس سوموزا على الاستقالة والرحيل عن البلاد. ثم كونوا حكومة جديدة. وفي عام 1980م تم اغتيال سوموزا في باراجواي.

التطورات الحديثة:

تولت الحكومة الجديدة بزعامة الساندينيستيين الجوانب الرئيسية للاقتصاد بما فيها الصادرات الزراعية، والأعمال المصرفية والتأمين، والتعدين. لكن النظام الاقتصادي كان مزيجًا من الملكية العامة والخاصة. وقد تبنت الحكومة سياسات عديدة صُممت لمساعدة الفقراء وتحسين الاقتصاد الذي تضرر كثيرًا بأسباب الحرب الأهلية. لكن الانتعاش الاقتصادي بعد الحرب كان بطيئًا، وبقي شعب نيكاراجوا يعاني من الصعوبات.

وفي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي نشأت معارضة داخلية للساندينيستيين بشأن السياسة الاقتصادية ونظام الحكم المقبل. وفي عام 1981م قامت الولايات المتحدة التي اتهمت نيكاراجوا بتزويد الثوار في بقية بلدان أمريكا الوسطى بالسلاح، بقطع العون عن هذا البلد. وفي ذلك العام قام أعضاء سابقون في الحرس الوطني السوموزي وغيرهم بشن هجمات انطلاقًا من قواعدهم عبر الحدود في هندوراس. وردًا على ذلك أعلنت الحكومة النيكاراجوية حالة الطوارئ وشنت حملة لبناء قواتها العسكرية.

في عام 1983م، قام عدة آلاف من خصوم الساندينيستيين بغزو شمال شرق نيكاراجوا، ونشب قتال بين الغزاة المعروفين بالكونترا، والقوات الحكومية في نيكاراجوا أدى إلى إزهاق العديد من الأرواح. وقد قدمت الولايات المتحدة العون المالي إلى ثوار الكونترا، بينما تلقت الحكومة النيكاراجوية المساعدة من الاتحاد السوفييتي وكوبا ودول أوروبا الغربية ودول أخرى.

أصبح دانيال خوزيه أورتيجا سافيدرا رئيسًا لحكومة الساندينيستا الثورية. ★ تَصَفح: أورتيجا، دانيال. وفي عام 1984م تم انتخابه رئيسًا لنيكاراجوا. وقد اتهم الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الساندينيستيين بأنهم أقاموا ديكتاتورية شيوعية وأنهم كانوا يقدمون العون للمتمردين في الدول الأخرى بأمريكا الوسطى. وفي أواخر 1983م، وأوائل 1984م، ساعدت الولايات المتحدة ثوار الكونترا في زرع الألغام في المرافق النيكاراجوية . وقد فرض ريجان عام 1985م حظرًا على تجارة الولايات المتحدة مع نيكاراجوا. وقبل الحظر كانت الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لنيكاراجوا.

اعترض بعض الناس في الولايات المتحدة على المساعدة المالية الأمريكية لثوار الكونترا، وفي الثمانينيات من القرن العشرين كان مجلس الشيوخ الأمريكي يُصوت أحيانًا مع تقديم المزيد من المساعدات للثوار وأحيانًا ضده. في عام 1986م توصلت محكمة العدل الدولية ـ بعد النظر في الشكاوى المقدمة من نيكاراجوا ـ إلى أن الولايات المتحدة كانت تتصرف بصورة غير قانونية حين ساعدت على زرع الألغام بالموانئ النيكاراجوية وتقديم العون إلى الكونترا. وقد رفض المسؤولون الأمريكيون قبول ما انتهى إليه هذا الأمر.

أصيب الرأي العام الحر في الولايات المتحدة بالصدمة لدى اكتشافه قيام المسؤولين في حكومة الرئيس ريجان في عامي 1985م و 1986م ببيع السلاح الأمريكي سرًا إلى إيران واستخدامهم ثمنه في تمويل الكونترا. وقد أحدثت الفضيحة التي عرفت بفضيحة إيران ـ كونترا هزة في إدارة ريجان.

في مارس 1988م جرت مفاوضات بين الساندينيستيين وثوار الكونترا لوقف إطلاق النار. وقد أجروا محادثات للعمل على حل خلافاتهم. ورغم أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق فقد خفت حدة القتال عقب المحادثات. لكن القتال نشب من جديد بعد أن رفضت الحكومة تجديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد 31 أكتوبر 1989م.

وفي الانتخابات التي جرت في فبراير 1990م تم انتخاب فيولتا باريوس دي شامورو رئيسًا لنيكاراجوا وهي، من اتحاد المعارضة الوطني ـ وهو مجموعة مؤلفة من 14 حزبًا معارضًا للساندينينستية ـ وقد وقعت الحكومة مع ثوار الكونترا على اتفاق لوقف إطلاق النار في شهر إبريل 1990م. ولم يأت شهر يونيو 1990م حتى كانت قوات الكونترا قد تم تسريحها.

بعد انتخاب شامورو أنهت الولايات المتحدة الحظر التجاري الذي فرضته على نيكاراجوا. لكن حكومة شامورو ظلت تواجه مشاكل اقتصادية حادة، منها التضخم المالي المرتفع، وسوء الأداء الصناعي. وقد شملت العوامل التي أسهمت في إحداث هذه المشاكل تكاليف الحرب بين الساندينيستيين والكونترا والأضرار التي أحدثتها وارتفاع الإنفاق الحكومي على برامج الصحة والتعليم، وانعدام الاستثمار الوطني والأجنبي في البلاد. وفي 20 أكتوبر 1996م، انتخب أرنولدو أليمان عن حزب الاتحاد الليبرالي المحافظ رئيساً للبلاد لفترة ست سنوات بعد أن ألحق الهزيمة بدانيال أورتيجا وغيره من المرشحين، وهي المرة الأولى في تاريخ نيكاراجوا التي تنقل فيها السلطة بين حكومتين ديمقراطيتين تم انتخابهما مباشرة. وفي عام 1998م، ضرب إعصار ميتش الممطر نيكاراجوا وتسبب في فيضانات وانزلاقات أرضية أدت إلى مصرع 3,000 مواطن، كما قدرت الخسائر المادية بنحو بليون دولار أمريكي.

إختبر معلوماتك :

  1. كيف حصلت نيكاراجوا على اسمها؟
  2. ما المصدر الرئيسي لدخل نيكاراجوا؟
  3. ما اسم الأسرة التي سيطرت على نيكاراجوا من عام 1937م، وحتى 1979م؟
  4. ما أكبر أجزاء نيكاراجوا من حيث كثافة السكان؟
  5. ما المدينتان اللتان تصارعتا على السلطة في نيكاراجوا في القرن التاسع عشر الميلادي؟
  6. ما المنتجات الصناعية الرئيسية في نيكاراجوا؟
  7. لماذا تتميز تربة الإقليم المطل علي المحيط الهادئ بخصوبة خاصة؟
  8. ما المحكمة العليا التي حكمت نيكاراجوا؟
  9. ما أقدم وأكبر جامعة قي نيكاراجوا؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية