الرئيسيةبحث

العصاب ( Neurosis )



العُصاب مصطلح يُستخدم في مجال الصحة العقلية، للإشارة إلى أنواع معيّنه من الاضطرابات العقلية وإلى نوعية معيّنة من الحيل النفسية.

العُصاب بوصفه اضطرابًا:

يستخدم معظم الأطباء النفسيين وخبراء الصحة العقلية مصطلح العصاب، أو الاضطراب العصبي، للتعبير عن مجموعة من الأمراض العقلية الخفيفة. وتتميّز الأمراض العصبية بأعراض مثل القلق وعدم الاستقرار والإحباط والمخاوف بدون سبب. وتحدث هذه المشاعر عند الناس من حين لآخر، لكن الشخص الذي يعاني اضطرابًا عصبيًا، توجد لديه بدرجة متكررة، أو حتى بصفة مستديمة. وتتداخل هذه المشاعر مع حياة الأفراد وصلاتهم بالآخرين.

ونادرًا ما تعوق الاضطرابات العصابية الشخص تمامًا. والأفراد الذين لديهم اضطراب عصابي يميزون الأعراض، باعتبارها غير مقبولة وغريبة. وعلى خلاف أولئك المصابين بالأمراض العقلية الشديدة، المسمّاة الذّهان (التشوّش النفسي)، يمكن للمصابين بالعُصاب التمييز بين الحقيقة والتصوّر ★ تَصَفح: الذهان. والاضطرابات العصابية لا تشمل المشاكل العقلية التي يبدو أن لها سببًا بدنيًا. ومن هذه المشاكل فقدان الذاكرة الذي قد يحدث أحياناً مع الشيخوخة.

كان العُصاب في الماضي واحدًا من مجموعات التشخيص الرئيسية للاضطرابات العقلية كما صنفت في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفي كل مكان. وقد شملت هذه المجموعة حالات مثل عصاب القلق والرهاب والمُراق (وسواس المرض)، والوسوسة والإكراه. وعصاب القلق اضطراب يصاحبه قلق شديد بدون مبرر. والرهاب مخاوف، بدون مبرر، من مواقف أو أنشطة معيّنة، مثل الأماكن الخلوية أو السفر بالطائرات. والمراق خوف غير عادي من احتمال إصابة الشخص بمرض. والوساوس أفكار و أعمال بدون إحساس يحس الشخص بتكرارها قسريًا.

وفي عام 1980م أعاد الأطباء النفسيون تنظيم تصنيفاتهم التشخيصية، وتبنوا المزيد من المصطلحات المعينة، للعديد من الاضطرابات. وقد تبنّت عدة بلدان التصنيف المنقّح، ومنها المملكة المتحدة. وأُسقط التصنيف العصابي، ووضعت الحالات التي كانت موضوعة سلفاً في تلك المجموعة في نوعيات أخرى وأعيدت تسمية العديد من الاضطرابات العقلية. فقد استبدل بعصاب القلق، على سبيل المثال، اضطراب الذعر أو اضطراب القلق العام. ولم يوافق الكثير من الأطباء النفسيين على استبعاد العُصاب بوصفه مجموعة تشخيصية.

العصاب بوصفه حيلة نفسية:

تكوّن جزءاً من النظرية التي طورها العالم النفساني النمساوي سيجموند فرويد وأتباعه. وفي نظريته، يصف مصطلح العُصاب بأنه عملية عصبية تُنتج أعراضًا معيّنة. وتبدأ العملية بصراع غير واع بين الرغبات المتعارضة أو بين المرغوب والمحظور. فقد يتعارض شعور غير واع بالعدوان، مثل الرغبة في الإيذاء البدني لشخص ما، مع الإحساس بالذنب. وتولد المعرفة غير الواعية للصراع حاجزاً عقلياً يُسمّى الحيلة الدفاعية، ويُبقِي هذا الحاجز المشاعر غير المرغوبة خارج نطاق المعرفة الواعية للشخص. ولتحاشي الإحساس بالذنب، فقد يكبت شخص ما رغبةً في إيذاء شخص آخر، ومثل هذه الحيلة الدفاعية تولّد بدورها عَرضًا. وعلى سبيل المثال، قد يكون لدى الشخص خوفٌ غير عادي من الأشياء التي يمكن أن تستخدم للتنفيذ الفعلي للرغبة المكبوتة لإحداث الأذى. وقد اعتقد فرويد أن مثل هذه الاضطرابات تنشأ من تجارب محبطة حدثت في فترة الطفولة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية