الرئيسيةبحث

الغمامة السديمية ( Nebula )



الغمامة السديمية الكبرى في كوكبة (مجموعة نجوم) الجبار سحابة ضخمة من الغبار والغاز. ويتضح أعلاه منطقتها الوسطى اللاّمعة.
الغمامة السديمية سحابة من جسيمات الغبار والغازات في الفضاء. استخدم علماء الفلك الأوائل هذا المصطلح للمجرات البعيدة خارج مجرة الأرض (درب اللبانة). تشبه هذه المجرات التي تسمى الغمامة السديمية خارج المجرات، حزمًا من الضوء بين النجوم. لكن التلسكوبات الحديثة أظهرت أن الغمامة السديمية خارج المجرة، هي أَنظمة فعلية من النجوم مشابهة لدرب اللبانة.

واليوم، يطلق معظم علماء الفلك مصطلح الغمامة السديمية على سحب الغبار والغازات في درب اللبانة والمجرات الأخرى. وقد صنّفوا هذه الكتل إلى نوعين هما: الغمامة السديمية المنتشرة و الغمامة السديمية الكوكبية، ويطلق على كلا النوعين الغمامة السديمية الغازية.

الغمامة السديمية المنتشرة:

أكبر النوعين، وبعضها يحوى قدرًا كافيًا من الغبار والغازات لتكوين عدد يقرب من 100,000 نجم في حجم الشمس. وقد تحدث الغمامة السديمية المنتشرة بالقرب من نجم لامع ساخن بدرجة زائدة. وتُنَشِّط الأشعة فوق البنفسجية الكثيفة من النجم ذرات الغاز في الغمامة السديمية وتمكن الكتلة من إطلاق الضوء. وتسمى مثل تلك الغمامة السديمية المنتشرة غمامة الانبعاث.

ويعتقد بعض علماء الفلك أن بعض غمامات الانبعاث أماكن تتكون بها النجوم الجديدة. وتسبِّبُ قوة الجاذبية تقلّص جزء من غبار وغازات الغمامة إلى كتلة أصغر وأكثر كثافة. ويتزايد الضغط ودرجة الحرارة داخل الكتلة كلما استمر الانكماش عبر ملايين السنين. ومع مرور الزمن، تصبح الكتلة ساخنة بدرجة تكفي لجعلها تتوهج، وتكوِّن نجمًا جديدًا.

وقد تحدث الغمامة السديمية المنتشرة أيضًا بالقرب من نجم بارد. وفي هذه الحالة، تكون الأشعة فوق البنفسجية من النجم ضعيفة بدرجة تجعل ذرات الغاز الموجودة في الغمامة غير قادرة على إطلاق الضوء. لكن جسيمات الغبار في السحابة تعكس ضوء النجم. ويطلق على هذا النوع من الغمامة السديمية المنتشرة الغمامة العاكسة.

وإذا وجدت الغمامة السديمية المنتشرة في منطقة خالية من النجوم القريبة، فإنها لن تبعث أو تعكس ضوءًا كافيًا لتتم رؤيتها. وفي الواقع تمتص جسيمات الغبار بداخلها الضوء من النجوم التي خلفها. ويطلق علماء الفلك على هذا النوع من الغمامة السديمية المنتشرة الغمامة المظلمة.

الغمامة السديمية الكوكبية:

سحب تشبه الكرة تتكون من الغبار والغازات التي تحيط بنجوم معينة. وهي تتكوّن عندما يبدأ نجم في الانهيار ويتخلص من جزء من غلافه الغازي الخارجي. وعند رؤيته بتلسكوب صغير يبدو هذا النوع من الغمام وكأن له سطحًا مستديرًا مثل سطوح الكواكب. وبسبب هذا التشابه أطلق علماء الفلك الأوائل على هذا النوع من الغمامة السديمية الغمامة السديمية الكوكبية.

★ تَصَفح أيضًا: علم الفلك ؛ المجرة ؛ درب اللبانة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية