الرئيسيةبحث

درب اللبانة ( Milky Way )



مجرة درب اللبانة تتخذ شكل قرص رقيق به انتفاخ في مركزه، وتحتوي المجرة على غبار وغازات ومئات البلايين من النجوم، بما في ذلك شمسنا. ينبعث الغبار والغازات والنجوم من مركز المجرة على هيئة أذرع طويلة تصنع شكلاً لولبيًا، وتبدو المجرة لمن يراها من مسافة بعيدة فوقها أشبه بدولاب شعاعي دوار ضخم.
درب اللبانة اسم المجرة التي تنتمي إليها الشمس، والأرض، وبقية المجموعة الشمسية. وتسمى أيضًا درب التبانة. تشتمل مجرة درب اللبانة على مئات البلايين من النجوم، وتنتشر سحابات هائلة من ذرات التراب والغازات في شتى أطراف المجرة. يشير مصطلح درب اللبانة أيضًا إلى ذلك الجزء من مجرة درب اللبانة الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة. ففي الليالي المظلمة الصافية، يظهر درب اللبانة على شكل حزمة لبنية عريضة من ضوء النجوم تمتد عبر السماء. وتنشأ الفجوات المظلمة في الحزمة نتيجة لتكون سحب الغبار والغازات التي تحجب الضوء المنبعث من النجوم التي وراءها.


شكل المجرة:

يتخذ درب اللبانة شكل أسطوانة رقيقة بها انتفاخ عند مركزها. وتنبعث النجوم والغبار والغازات من الانتفاخ المركزي على شكل أذرع منحرفة طويلة لولبية الشكل. ولهذا يصنف الفلكيون درب اللبانة على أنه مجرة حلزونية. تبدو مجرة درب اللبانة أشبه بدولاب شعاعي لمن ينظر إليها من مسافة بعيدة فوقها. غير أن وجودنا في المجرة ذاتها يجعلنا لا نرى إلا الضوء الغائم المنبعث من سلسلة النجوم المحيطة بالأرض.

يحتوي الجزء المنبسط من قرص درب اللبانة على الكثير من النجوم صغيرة العمر، ومجموعات النجوم منتظمة الشكل التي تسمى العناقيد المجرِّية أو العناقيد المفتوحة. كما يحتوي الجزء المنبسط أيضًا على معظم الغبار والغازات الموجودة في المجرة. أما الانتفاخ المركزي للقرص فيحتوي على عدد أكبر من النجوم الأقدم عمرًا. وتحيط بالانتفاخ والقرص دائرة من النجوم تعرف باسم الهالة، وتشتمل الهالة على نجوم قديمة نسبيًا تتجمع في مجموعات كروية كثيفة تسمى العناقيد الكروية.

حجم المجرة:

يبلغ قطر درب اللبانة حوالي 100,000 سنة ضوئية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة، أي حوالي 9,46 تريليون كم. يبلغ سمك درب اللبانة عند الانتفاخ المركزي حوالي 10,000 سنة ضوئية. ويقل هذا السمك كثيرًا كلما اتجهنا نحو الأطراف. تقع مجموعتنا الشمسية على أطراف المجرة، على مسافة حوالي 25,000 سنة ضوئية من المركز. ويبلغ متوسط المسافة بين النجوم في الناحية التي تضمنا من درب اللبانة حوالي خمس سنوات ضوئية. أما النجوم الموجودة في مركز المجرة فهي أقرب إلى بعضها بمقدار مائة ضعف.

يقدر معظم الفلكيين الكتلة الإجمالية لدرب اللبانة بأكثر من 100 بليون ضعف كتلة الشمس. ★ تَصَفح: الكتلة. ويتركز جزء كبير من هذه الكتلة جهة مركز المجرة.

مركز المجرة:

تدور كل النجوم ومجموعات النجوم التابعة لدرب اللبانة حول مركز المجرة، مثلما تدور كواكب مجموعتنا الشمسية حول الشمس تقريبًا. على سبيل المثال، تكمل الشمس دورة شبه كاملة حول المركز مرة كل حوالي 250 مليون سنة، وتدور كل النجوم البراقة في درب اللبانة تقريبًا في الاتجاه نفسه. ولهذا يبدو النظام المجري بالكامل وكأنه يدور حول مركزه.

وتمنعنا سحب الغبار والغازات في درب اللبانة من الرؤية لمسافة بعيدة في مركز المجرة. غير أن علماء الفلك الذين يدرسون الموجات اللاسلكية والأشعة دون الحمراء التي يمكن أن تخترق هذه السحب اكتشفوا أن المنطقة المركزية تبث كميات هائلة من الطاقة. كما أن الدراسات التي أجريت باستخدام المقراب اللاسلكي ومقراب الأشعة دون الحمراء كشفت عن وجود قوة جاذبية هائلة يبدو أنها تنبعث من مركز المجرة على وجه التحديد. ويعتقد بعض الفلكيين أن مركز درب اللبانة ما هو إلا ثقب أسود هائل، أو بمعنى آخر، شيء غير مرئي تصل قوة جاذبيته إلى حد أن الضوء نفسه لا يستطيع أن يفلت منه. ★ تَصَفح: الثقب الأسود، ويعتقد الفلكيون أن طاقة المركز تتولد حين يبتلع الثقب الأسود الغازات وغيرها من المواد الموجودة حول المجرة.

★ تَصَفح أيضًا: النظام الشمسي ؛ النجمة ؛ الغمامة السديمية ؛ المجرة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية