الرئيسيةبحث

مسقط ( Muscat )



مسقــط عاصمة سلطنة عُمَان ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة. وقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة نهضة شاملة في مختلف المجالات العمرانية والتعليمية والاقتصادية، وأصبح هناك مايعرف بمسقط الكبرى.
مَسْــقَـط عاصمة سلطنة عُمان، تطل على الخليج العربي الذي يحدّ السلطنة من جهة الغرب. تبلغ مساحتها 2,300كم²، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة حسب تقديرات عام 1993م. وقد شهدت مسقط في السنوات الأخيرة نهضة شاملة في مختلف المجالات العمرانية والتعليمية والاقتصادية، وتضخمت المدينة بسبب تزايد الهجرة إليها، وأصبح هناك مايعرف بمسقط الكبرى.


جغرافية العاصمة

أحد الشرايين الجبلية التي تتميز بها شبكة الطرق في مسقط.
ارتبط تاريخ مسقط بالبحر وبالتجارة منذ نشأتها. فهي ذات موقع جغرافي وحيوي مهم بالنسبة لكل دول المنطقة، فعندها ينتهي جنوب سهل الباطنة أكثر مناطق السلطنة كثافة سكانية وعمرانـًا واقتصادًا، وإليها ينتهي وادي سمائل الانكساري الذي يصل داخلية عمان الجبلية والواحية ببيئة عمان الساحلية والبحرية.

وتحدها جنوبـًا جبال الحجر الشرقي، وشمالاً خليج عُمان بساحل يبلغ طوله 200كم، وبه مرافئ كثيرة صالحة لإقامة الموانئ الجيدة. وقد قامت شهرة مسقط نفسها على أساس أنها ميناء. ولكنها فقدت هذه الوظيفة اليوم واضطلعت بها مطرح المجاورة. كما انتشرت حولها موانئ صيد الأسماك مثل: سداب والبستان والسيب وقنتب والخيران. وتقع منطقة مسقط بين خطي عرض3َ0 23° و 4َ5 23° شمالاً وخطي طول 58° و59° شرقـًا. وتشترك إداريـًا مع مناطق الباطنة والداخلية والشرقية.

تتكون مسقط إداريـًا من: 1- محافظة مسقط، ومساحتها 3,000كم² (229,800 هكتار) وهي تتكون من أربع بلديات: أ- السيب في الغرب ومساحتها 520كم². ب- بوشر في الوسط ومساحتها 421كم². ج- مطرح الكبرى في الشرق ومساحتها 113كم². د- العامرات في الجنوب الشرقي ومساحتها 1,145كم². 2- ولاية القريات ومساحتها 1,230كم² وتشغل جبال الحجر الشرقي معظم مساحتها. 3- مناطق تابعة وظيفيـًا لمسقط وإداريـًا للمناطق الإدارية الثلاث المحيطة بمسقط. إلى جانب لمسات الجمال الحضاري الذي تتمتع به مسقط. فقد زادها شكل سطحها جمالاً وإبداعـًا ترتاح إليه العين والنفس. فالمنطقة تتكون من ثلاثة قطاعات مهمة ؛ لكل قطاع أهميته ووظائفه.

خط الساحل:

وتفصله منطقة رأس الحمراء إلى قسمين: غربي مستقيم الامتداد قليل الموانئ، وشرقي شديد التعرج، وتكثر به الجروف والخلجان والرؤوس والجزر الصخرية العارية من النبات، بحكم متاخمة الجبال له مباشرة. وهذا الجزء غني بمرافئه الطبيعية التي أقيم في بعضها أهم موانئ السلطنة، وهي ميناء قابوس للصادرات والواردات، وميناء الفحل لتصدير النفط، كما تنتشر الشواطئ المؤقتة، وبحيرات اللاجون المدية عند مصبات الأودية الكبيرة.

السهل الساحلي:

يتسع غربـًا ويضيق شرقـًا، وفيه يتركز العمران الرئيسي وشبكة الطرق المهمة والمرافق الضرورية في تخطيط دقيق وتناسق لافت للأنظار.

جبال الحجر الشرقي:

تظهر صخورها النارية الرسوبية والمتحولة مع الصخور الجيرية على جوانب وادي سمائل الخوض ووادي حطاط. ويتراوح ارتفاعها مابين 200م في الغرب وأكثر من 1,000م شرقـًا وجنوبـًا. وقد قطعتها عوامل التعرية والانكسارات التي تعرض لها العديد من السلاسل الجبلية والقمم المنفردة. وهي المسؤولة عن تحديد رقعة العمران وامتداد شبكة الطرق وإضفاء لمسة الجمال على التوزيعات المختلفة بالمنطقة.

كان السكان في الماضي يعتمدون على المياه الجوفية من الآبار والعيون في المنطقة، ولكن مع اتساع العمران وتكاثر السكان لم تعد هذه المياه تغطي إلا 20% تقريبـًا من احتياجات المنطقة. ولذا بدأ الاعتماد على محطات تحلية المياه في الغبرة وغيرها.

المناخ:

يتميز مناخ مسقط بشتاء معتدل قصير يصل فيه متوسط الحرارة إلى 20°م، وفيه يتركز المطر الإعصاري نتيجة المنخفضات الجوية، ويصل متوسط هطول الأمطار إلى 100ملم سنويـًا. ولايسبب هطول الأمطار توقف الحركة على الطرق، لجودة بنائها وتصريف الماء بها. أما الصيف فهو جاف وحار وطويل، ترتفع فيه درجة حرارة النهار إلى أكثر من 45°م خاصة في شهري يونيو ويوليو. مع ارتفاع في درجة الرطوبة النسبية قرب السواحل التي تزيد من ارتفاع درجة الحرارة.

ولم يعد في قدرة السكان تحمل هذه الحرارة العالية دون استخدام أجهزة التكييف في المساكن، والمساجد، ومكاتب الخدمات والتجارة والصناعة. فبدونها يصعب القيام بكثير من النشاط البشري، وخاصة بعد أن قلت نظم التهوية الطبيعية التقليدية في المساكن، وأصبح تصميمها المعماري يحتم استخدام أجهزة التكييف. كما أن مواد البناء نفسها، وبخاصة الإسمنت والحديد، تمتص حرارة الشمس في داخل المباني فيزيدها حرارة.

السكان

وصل عدد سكان مسقط إلى 622,506 نسمة حسب تعداد 1993م، أي نحو 33% من جملة سكان السلطنة. بعد أن كانوا 50,000 نسمة فقط، منذ ربع قرن، منهم 47% من الأجانب العاملين في مجال الخدمات والصناعة والتجارة، ومعظمهم من عناصر آسيوية هندوسية أو نصرانية وهناك عرب من السودان ومصر والأردن، وقلة من الأوروبيين وغيرهم.

ومن مجموع القوى العاملة البالغة 188,876 نسمة ؛ فإن 40% من العمانيين، يعملون في الأعمال الإدارية والحكومية والشرطة والدفاع، والباقون أجانب يعملون في الخدمات المختلفة مثل التجارة والصناعات وأعمال البناء والنظافة العامة والزراعة والحدائق... إلخ.

وتتركز أهم التجمعات السكانية حاليـًا في البلديات والأحياء الآتية:

مطرح الكبرى:

ويتجمع فيها 38,5% من السكان، وتضم مسقط التي تتبعها تجمعات سكنية من أهمها مسقط، سداب البستان، قنتب... إلخ. ومطرح التي تضم مطرح، أرسيت، روي، القرم، مدينة قابوس، الإعلام... إلخ.

بوشر:

في الوسط وبها 26% من السكان يتجمعون في 22 مركزًا سكنيـًا من أهمها الخوير، الوزارات، الحي الدبلوماسي، الغبرة، الدفاع، العذيبة، غلا... إلخ.

بلدية السيب:

في الغرب وبها 27% من السكان، وتضم 22 مجمعـًا سكنيـًا من أهمها السيب، الخوض، مجمع الجامعة، الموالح، المعبيلة، العاديات، الرسيل الصناعية، وادي البحائص... إلخ.

العامرات:

وبها 8,5% من السكان و13 محلة سكنية منها العامرات، النهضة، وادي عدي، حجلوت، الحاجز... إلخ.

التطوّر العمراني

الطرق الحديثة والجسور من سمات التطور في مسقط.
المستشفى السلطاني أكبر وأحدث المستشفيات العمانية.
كان لتدفق السكان على العاصمة منذ مرحلة الازدهار الاقتصادي بعد عام 1970م، وتشجيع العمانيين في دول الخليج العربية، وفي شرقي إفريقيا على العودة إلى عمان ومعهم رؤوس أموالهم للمساهمة في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك هجرة العمانيين من الداخل لاستثمار فرص العمل الجديدة المتاحة، واستقدام آلاف الأيدي العاملة الأجنبية، بمختلف درجات المهارة المطلوبة لتنفيذ مشروعات التنمية والتحضر التي رصدتها لمسقط الخطط المختلفة ؛ كان لكل ذلك أثره في تزايد سكان مسقط فاتسعت رقعة العمران كثيرًا.

كان العمران قبل عام 1970م يتركز في مسقط ومطرح والقدم وروي وبوشر ؛ أي فيما بين الحافة الشمالية لجبال الحجر الشرقي والبحر، ولكن بعد ذلك، وبخاصة في الثمانينيات، بدأ الزحف غربـًا نحو السيب التي يتوقع لها أن تكون أكثر مناطق العاصمة كثافة سكانية مستقبلاً، لاستواء السطح بها، ولسهولة الوصول إليها. ولقد زحف العمران فيها أول الأمر عشوائيـًا، ولكن سرعان ماخضع للتخطيط وتوالت عليه التحسينات وأصبحت السيب منطقة حضرية متقدمة.

كما زحف العمران إلى مناطق الخوض القديم والجديد، وجامعة السلطان قابوس، ثم منطقة الرسيل الصناعية، ومعسكر المرتفع. وفي عام 1990م، وصل استخدام أرض العاصمة إلى الوضع التالي:

1,763كم² أرض غير مستغلة وجبلية في معظمها أي (76,7%) من مجموع الأراضي ؛ 390كم² بنسبة 16,9% أرض محظور استخدامها ؛ 147كم² (أي 6,4%) هي الأرض المستغلة فعلاً بواقع 45كم² للإسكان، 42كم² منافع حكومية متنوعة، 23كم² نشاط زراعي، 20كم² نشاط تجاري، ثم 18كم² نشاط صناعي.

تطورت العاصمة تطورًا متميزًا في فترة وجيزة. فمن 50كم من الطرق عام 1975م إلى 250كم الآن، بعضها دولي من الدرجة الأولى، به ثلاثة مسارات في اتجاه واحد وهو شارع السلطان قابوس. كما أقيمت عليه بعض الجسور العالية، أو الأبراج مثل برج الصحوة، وبرج المطار، ودوار الكتاب بالسيب. ولأنها المدينة الأولى في السلطنة، فلقد أولت الحكومة منافذها الدولية أهمية خاصة، سواء من أجل حركة الركاب أو البضائع والسلع، فأقيم مطار السيب الدولي ثم ميناء قابوس بمطرح. ويجري حاليـًا توسيع كلٍ منهما ليواكبا ازدياد الطلب على خدماتهما، خاصة وأن السلطنة بصدد تخصيص بعض أرصفة ميناء قابوس لتجارة الحاويات بحكم موقعها الحيوي المهم على مدخل الخليج العربي وقدرته على خدمة دول العالم الخارجية.

طلبة من جامعة السلطان قابوس يراجعون صورًا جيولوجية بقسم الجيولوجيا.
ميدان برج الساعة يتوسط الحي التجاري بروي.
ومن خلال الخطتين الأولى والثانية، أقامت مسقط ـ قبل غيرها من المدن ـ معظم مرافقها الحيوية من شبكات الكهرباء والهاتف وخطوط الماء والصرف الصحي والغاز الطبيعي...إلخ. كما استوفت الخدمات الأخرى التي يتطلبها النمو السكاني وارتفاع مستويات المعيشة.

في مجال التعليم زاد عدد المدارس كثيرًا. ففي العام الدراسي 1989/1990م كان عدد المدارس الابتدائية 46 مدرسة، بلغ عدد طلابها 38,228 مناصفة بين الذكور والإناث، وبينما بلغت المدارس الإعدادية 28 مدرسة بلغ عدد طلابها 12,186 طالبًا، والثانوية تسع مدارس وطلابها 5,072 طالبًا. هذا غير خمس مدارس ثانوية إسلامية وتجارية وكليات متوسطة. إضافة إلى بعض المدارس الأجنبية للجاليات البريطانية والأمريكية والهندية.

وبعد عامين فقط أي في العام الدراسي 1991/1992م، أصبح في مسقط 55 مدرسة ابتدائية و40 إعدادية و12 ثانوية بمجموع طلاب 70,000 في المراحل الثلاث. وفي مجال الخدمات الصحية كان هناك في عام 1970م مستشفيان صغيران فقط، ثم ارتفع عددها الآن إلى ثمانية مستشفيات رئيسية، مثل السلطاني، خولة، النهضة، الرحمة، الجامعي...إلخ. فضلاً عن تسعة مراكز صحية و18 وحدة صحية وقائية. هذا غير الوحدات الصحية التابعة للدفاع ولشرطة وشركة نفط عمان.

ويمكن تلخيص أهم التطورات العمرانية في الفترة مابين 1970 - 1990م في المراحل الأربع التالية: 1- في المرحلة الأولى بين عامي1970 - 1975م تحول شارع روي/ الحمرية إلى شارع تجاري يعج بالمحلات الحديثة للبقالة والأقمشة والسلع الكهربائية والمستوردة. وبدلاً من أكواخ الصفيح وعشش السعف والأخشاب أقيمت عمارات سكنية حديثة للموظفين والوزارات. بدأ التخطيط لمدينة قابوس بشوارعها الدائرية، وبتشجيع رؤوس الأموال الخاصة للقيام بذلك، وكذلك التخطيط لأجمل أحياء المدينة، وهو حي مرتفعات القرم الذي يبعد عن الازدحام والتلوث المتناثر من الصناعات، والطرق فوق سفوح المرتفعات وعلى جوانبها. 2- وفي المرحلة الثانية بين عامي 1975-1980م أزيلت عدة أحياء قديمة ومساكن فقيرة للعمال، وأعيد تخطيطها بميادين حديثة وشوارع مناسبة. تم تجديد كثير من مباني الوادي الجديد، وعولجت ظاهرة الورش التي تزدحم بها وفي مطرح وروي بحيث لا تسيء إلى المظهر العام، وتجددت مباني المقاولين الخاصة بالعمال في كل من غلا ومدينة النهضة ؛ كما بدأت العمارات الحديثة تأخذ طريقها في الأحياء السكنية بالخوير، وانتشرت الفيلات بحي الوزارات والسفارات. 3- أما في المرحلتين الأخيرتين، أي مابين عامي 1980 -1990م ؛ فقد بدأت عمليات تجميل العاصمة جنبـًا إلى جنب مع استكمال كل البنية التحتية، وتيسير الخدمات المطلوبة مثل مد الجسور العلوية وإنشاء الطرق السريعة وبناء القرى النموذجية بحي شاطئ القرم والبستان، وبناء جامعة السلطان قابوس بكل ملحقاتها من سكن لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والساحات الرياضية والمسجد. كما تم بناء منطقة الرسيل الصناعية، حتى شمل العمران 6,4% من مساحة العاصمة على النحو التالي:

448,784قطعة أرض لأغراض السكن.
3,840قطعة أرض لأغراض التجارة.
2,020قطعة أرض لأغراض الصناعة.

وتزداد العناية بالعمران في المرحلة الخامسة من حيث التخطيط والصيانة وتحسين البيئة وتجميلها، حيث يدفع الجمال إلى مزيد من الجمال. وتكلل ذلك بفوز مبنى بلدية مسقط عام 1994م بالجائزة الأولى في مسابقة المدن العربية، وفاز مبنى وزارة الخارجية العمانية في مسقط بالمركز الأول عام 1995م في نفس المسابقة.

الحياة الثقافية وأهم مناطق الزيارة

برج الصحوة من معالم مدينة مسقط.
مكتبة معهد الادارة العامة.
أحد المساجد الحديثة في مسقط.
جانب من إحدى الحدائق العامة في مسقط.
لم تُغفِل الدولة أمر النشاط الثقافي العام عن طريق وسائل الاتصال والإعلام الحديثة ؛ فالإرسال التلفازي يبث على مدار اليوم، وكذلك البث الإذاعي. وهناك عدة صحف ومجلات يومية وأسبوعية ؛ وعن طريق المؤسسات الثقافية المختلفة، مثل النادي الثقافي بالقرم الذي تدعى إليه الشخصيات المرموقة لإلقاء المحاضرات العامة، والمنتدى الأدبي بالسيب، والنادي العلمي ونادي الصحافة.

ومن المتاحف التي أقامتها الدولة، المتحف الوطني العماني، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف قوات السلطان المسلحة، ومتحف الطفل. وهناك خمس مكتبات رئيسية منها: مكتبة الجامعة، والمكتبة الإسلامية، ومكتبة معهد الإدارة العامة، والمكتبة الفنية ؛ إضافة إلى مركز عمان للموسيقى التقليدية.

ونظرًا لزيادة عدد سكان مسقط، واعتبارها قمة الهرم في السلطنة وأكبر أسواقها ومراكزها التجارية، نجد بمسقط خمسة مراكز تسويق رئيسية لمختلف السلع في روي ومطرح والسيب والقرم والخوض ؛ هذا بخلاف تسعة مراكز تسويق لبيع المواد الغذائية من لحوم وخضراوات وفواكه محلية أو مستوردة. وينعدم تمامـًا الباعة المتجولون من كل شوارع مسقط.

وتقوم على خدمة النشاط التجاري الخدمات المصرفية المنتشرة في أرجاء مسقط الوطني منها والأجنبي. بل هناك سوق للأوراق المالية. ومن أشهر المناطق السياحية في مسقط:1- السواحل الصخرية شرقي البستان وفي بندر الجصة وبندر الخيران. 2- الشواطئ من العذيبة حتى بندر خيران، وكذلك على امتداد ساحل السيب. 3- السواحل المرجانية في جزر الفحل والديمانيات. 4- المزارع. 5- بعض الطرق المحفوفة بالجبال كالتي بين الرسيل وأزكي، وعبر وادي عدي حتى قريات. 6- مناطق أثرية بها آثار قديمة للقرى والمقابر في بندر الجصة، بندر خيران، رأس أبو داود، القريات، خور الملح. 7- القلاع الأساسية مثل الميراني والجلالي في مسقط، وقلعة مطرح، وبوشر والقريات. 8- بعض القصور والمساكن التقليدية في مسقط. 9- منطقة قصر العلم. 10- الأسواق المميزة في مطرح والسيب والقريات حيث السلع التقليدية القديمة والطرق الضيقة. 11- المرافق العامة مثل حديقة القرم الطبيعية وريام، والوادي الجديد، والسيب ... إلخ. 12- أرض المعارض.

أما عن مؤسسات الحكم في مسقط فهناك 25 مبنى للوزارات، من أجملها مباني الخارجية والإسكان، ومبنى مجلس الشورى، والمجالس المتخصصة كمجلس التنمية، والسفارات.

وتنتشر في مسقط عشرات المساجد والجوامع، ومن أشهرها جوامع السلطان قابوس بروي والخوض والسيب. ومسجدا الزواوي بالخوير والقرم، ومسجد الجامعة. وهي جميعها مفروشة بالسجاد ومكيفة وتتسع للمئات من المصلين في صلوات العيدين والجُمَع.. ولافرق هنا بين مساجد الإباضية وغيرها من مساجد المذاهب الأخرى.

أما الحدائق العامة فيوجد منها 22 حديقة، وإن لم تبلغ شهرة حديقة النسيم ببركاء، منها ريام، الوادي الكبير، الحديقة الطبيعية بالقرم، الخوض ... إلخ.

ويزداد اهتمام السلطنة بالشباب يومـًا بعد يوم. فبالإضافة إلى الأندية التسعة بمسقط لمختلف الألعاب الرياضية، يوجد مجمع بوشر الرياضي للقاءات الدولية والاحتفالات الرسمية في السلطنة.

الاقتصاد

الصناعة:

كانت قليلة ومحلية متواضعة قبل عام 1970م وكانت مركزة في الحمرية والوادي الجديد، لقربهما من مسقط المدينة. ولكن مع ازدياد الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل واستثمار رؤوس الأموال العائدة من الخارج، وتوظيف زيادة السكان، واستخدام الخامات المحلية، وكسر حلقة التبعية الاقتصادية والاعتماد الكلي على الاستيراد، بدأ التخطيط للتنمية الصناعية وبدأ إنشاء هيئة منطقة الرسيل الصناعية عام 1983م على مساحة 100 هكتار، وإلى الجنوب من الساحل 10كم، وغربي مسقط 45كم، وعلى الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة والموانئ بالطريق إلى الباطنة. وقدمت مختلف التسهيلات للمستثمرين حتى ضمّت الآن 70 مصنعـًا للإسمنت والورق والمنسوجات والملابس والجلود والرخام والأنابيب والأغذية والمشروبات.

وهناك خطة لامركزية الصناعة بتنميتها في مناطق أخرى بالعاصمة ؛ مثل المعبيلة والموالح بالسيب، والعذيبة وغلا ببوشر، ثم الوادي الكبير. هذا غير المراكز الجديدة البعيدة في صحار أو صلالة أو تروي، وما زال لليد العاملة الأجنبية الغلبة في هذا القطاع.

وعدد المنشآت الصناعية اليوم بمسقط 835 مصنعـًا، رأسمالها 218 مليون ريال عماني، منها صناعات صغيرة كالخياطة وغيرها.

الحي التجاري بروي

التجارة:

بحكم الوظيفة التجارية الأساسية للعاصمة كان للنشاط التجاري وجوده الدائم. وفي عام 1973م، أُنشئت غرفة تجارة وصناعة عمان للنظر في هذا النشاط وإصدار الأدلة والمجلات المتخصصة عنه، ودراسة جدوى المشاريع الاقتصادية وتدريب العمانيـين. وبلغ أعضاؤها 38,195 عضوًا في كل السلطنة، منهم 16,953 عضوًا من مسقط وحدها.

ومن الشركات التجارية الكبيرة في مسقط ماهو عماني بالكامل أو بالمشاركة مع رأس المال الأجنبي.

وكذلك هناك التجارة الخارجية التي تتم عن طريق موانئ قابوس والفحل، ومطار السيب الدولي، والطريق البري بين السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة. وهناك التجارة المحلية التي توزع في الأسواق. ونتيجة للعمران القديم، تمركزت فيه أسواق تجارية أصبحت من تراث المواطنين ولايمكن تجاهلها، بل تتطور بتطور هؤلاء المواطنين. ومن هذه الأسواق الشهيرة سوق مطرح التقليدي على شاطئ مسقط الحديث على امتداد الطريق بين القديم وروي.

جانب من أحد مراكز التّسوّق الحديثة المنتشرة في مسقط.
ثم زاد النشاط التجاري الرئيسي في روي ونظيره المتنامي في السيب، والمجمعات التجارية الحديثة بالقرم مثل مجمع سابكو والحارثي ذات المعروضات مرتفعة السعر، ومركز بيع السلع المعمرة كالسيارات في الوطية، ومراكز بيع الأسماك والخضراوات في كل من مطرح والسيب، وتجمعات تجارية صغيرة في بعض شوارع التجمعات السكانية.

وتعد السيب اليوم أحد المراكز التي تتجمع بأسلوب علمي حيث تتقارب فيها محلات بيع الذهب، الأقمشة، الصناعات الجلدية، البقالات الكبيرة، محلات الخياطة، سوق السمك على الواجهة البحرية وجنوبيها في الداخل، سوق خضراوات وسوق تقليدي قديم للتوابل والحبوب والبقالة ؛ هذا إلى جانب محلات الأقمشة ومحلات الخياطة.

الخدمات:

تتوافر بمسقط معظم الخدمات المطلوبة للحياة المعاصرة. فبحكم وظيفتها الإدارية بوصفها عاصمة، بها 25 وزارة وأجهزة الحكم الأخرى، وبلدية العاصمة، والبلديات الفرعية، والسفارات الأجنبية. فجميع التسهيلات الإدارية متوافرة. وكذلك الخدمات التعليمية من دور الحضانة حتى الجامعة، والخدمات الصحية بوجود عدد كبير من المستشفيات المهمة بالسلطنة، والخدمات الاجتماعية بمختلف مجالاتها، سواء الرعاية الاجتماعية العامة كالضمان الاجتماعي والمساعدات المختلفة، أو المتخصصة للمعاقين وكبار السن. أو الموجهة لخدمة المرأة والطفل أو الإقامة والإسكان الجماعيّ ؛ حيث بنيت حتى الآن 3,000 وحدة سكنية للمستحقين.

المصارف والتمويل:

وبعد أن كان المصرف البريطاني للشرق الأوسط عام 1948م هو المصرف التجاري الوحيد ؛ ارتفع عدد المصارف إلى 21 مصرفـًا منها ثمانية مصارف وطنية محلية و13 أجنبية، ولها فروع في مختلف مدن السلطنة.

كما يوجد المصرف المركزي العماني الذي يصدر العملة، ويقوم بمهام المصرف الحكومي الرسمي منذ عام 1974م.

أما المصارف المتخصصة فهي: مصرف تنمية عمان لتمويل استثمارات القطاع الخاص في مختلف المجالات، ومصرف الإسكان العماني الذي له ثمانية فروع أخرى خارج مسقط، ثم مصرف عمان للزراعة والأسماك وله 14 فرعـًا في جميع أنحاء السلطنة.

في عام 1988م تأسست سوق مسقط للأوراق المالية في مسقط.

حركة طيران دائبة بمطار السيب الدولي في مسقط.

النقل والمواصلات:

تتمتع مسقط بشبكة طرق داخلية ممتازة ؛ بلغ طولها 250كم على مستوى عال من الصيانة والنظافة وجودة الرصف، حتى الطرق الترابية عبر حدود مسقط الكبرى تلقى عناية كبيرة. تهتم السلطنة بحماية جميع الطرق من مخاطر السيول الجارفة المنحدرة من جبال المنطقة، وبسرعة تصريف المياه السطحية.

وتخدم مسقط طرق سريعة تربطها بالباطنة، ثم بمناطق الداخلية والشرقية وتوابعها، وتستخدمها السيارات الخاصة وحافلات النقل العماني إلى أطراف الدولة وإلى دبي في دولة الإمارات المجاورة.

أما النقل البحري فتقوم به موانئ: 1- قابوس الذي يتردد عليه سنويـًا أكثر من ألف سفينة، ويستقبل سنويـًا مايقرب من 60% من تجارة عمان الخارجية. 2- ميناء الفحل الذي يستقبل سنويـًا 400 ناقلة نفط وسفينة لشحن 30 مليون طن. 3- مطار السيب الدولي الذي يستقبل سنويـًا مليونـًا ونصف مليون راكب بين قادم ومغادر وعابر للأجواء.

أما السياحة فقد سبق الحديث عن أسباب نجاحها في مسقط، حيث توجد المناظر الطبيعية الساحرة الجبلية والبحرية، وحيث الشواهد الحضارية من أثرية قديمة كالقلاع والقصور، أو حدائق ومتاحف وأسواق، ووجود 17 فندقـًا يبلغ عدد حجراتها 1,767 حجرة و2,429 سريرًا ؛ وما يصاحب احتفالات السلطنة في عيدها القومي 17، 18 نوفمبر من كل عام من زينة وتجميل.

نبذة تاريخية

كان سكان مسقط في الماضي من صيادي السمك والتجار والمزارعين في الأودية المحيطة بها. وعندما دمرت مملكة هرمز مدينة صحار وهليز العين وخزانة الشرق والعراق ومغوثة اليمن وقصبة عمان في القرن الثالث عشر الميلادي، انتقلت الوظيفة التجارية إلى موانئ أخرى مثل صور وقلهات ومسقط. وبمرور الزمن استقطب موقع مسقط الطبيعي الحصين الأهمية الملاحية على امتداد الساحل العماني، وأصبحت محطة تجارية ومركزًا لتوزيع البضائع أو لإعادة شحنها بين دول الخليج، والهند، وشرقي إفريقيا. حتى قال عنها أحمد بن ماجد في كتابه مخطط الفوائد في نهاية القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي، إنها أكبر موانئ العالم ولا مثيل لها.

ولما احتل البرتغاليون مسقط عام 1507م دمر حاكمهم ألبوكوريك معظم مساكن العمانيين وشردهم. كما حرم البرتغاليون عليهم الاشتغال بالملاحة إلا بأمر منهم، ثم قاموا بتجديد قلعة الجلالي عام 1578م والميزاني عام 1588م وهما على طرفي حدوة الحصان المحيطة بالميناء لتقوما بالوظيفة الدفاعية، ولتلائم قلة الجند البرتغاليين. وفي عام 1649م استطاع سلطان بن سيف طرد البرتغاليين من مسقط، ومن كل ساحل عمان، ثم من شرقي إفريقيا. واتخذ مسقط عاصمة لعمان. وعندما هاجمها الفرس عام 1742م انتقلت العاصمة إلى الرستاق في الداخل، وبحلول العام 1784م، عادت العاصمة إلى مسقط ثانية.

وقد تعرض نشاطها التجاري وعدد السكان لتغيُّرات كبيرة من فترة لأخرى حسب الأحداث والتدخلات الأجنبية الأوروبية. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت الأهمية التجارية تنتقل غربـًا إلى ميناء مطرح لإمكاناته الكبرى، حتى بات اليوم الميناء الرئيسي للسلطنة واختفت تمامـًا وظيفة الميناء الأول من مسقط المدينة الأم.

وقبل عام 1970م كان قصر السلطان يتوسط خليج مسقط وإلى شرقه تقع السفارة البريطانية وإلى غربه قسم الجمرك وإلى جنوبه الحي السكني للتجار الهنود، ثم بقية الأحياء السكنية للطوائف الأخرى. وكانت معظم هذه المباني من الأحجار كما كانت مباني الأثرياء من طابقين أو ثلاثة وذات طراز معماري جميل. وكانت الشوارع ضيقة لايزيد عرضها على عشرة أقدام، وغطيت سقوفها بسعف النخيل اتقاء لفحة الشمس.

كما كان السوق يتوسط كتلة العمران بممراته الضيقة وحوانيته الطينية العشوائية والضيقة بحيث لاتكفي لعرض السلع، فتوضع على الرصيف أمامها. واشتمل قلب المدينة على 300 وحدة سكنية توزعت على سبعة أحياء، تسكن كل حي منها جماعة متجانسة عرقيـًا واقتصاديـًا. وكان منها محلة آل بوسعيد حيث توجد منازل الأسرة المالكة، وحي مغب، ولجات الهنود، ولجات العمانيين. ويحيط بالأحياء سور له عدة بوابات، أما من ناحية البحر فهناك القلعتان على طرفي اللسانين البريين، وقد أعاد العمانيون تجديدهما وتوسيعهما ليلائما عددًا أكبر من الجنود يكفي للهجوم وللدفاع معـًا.

وخارج سور مسقط، كان يوجد 16 حيـًا سكنيـًا للبلوش والفرس والعرب البحرانيين.

بعد عام 1970م جرت عدة محاولات لتحسين المدينة وتوسيع شوارعها وتجديد مبانيها، ولكن وقفت المرتفعات الوعرة بصخورها الأركية القديمة وحقوق ملكية المباني حجر عثرة أمام التوسعات المطلوبة. كما تم شق طريق ساحلي لربطها بمطرح، وهو الشاطئ الرائع الجميل الذي يقصده الجميع اليوم لمشاهدته، والذي فتح الباب أمام التوسع غربـًا ليتركز العمران في مواضع معينة على امتداد الساحل بعد ذلك. وتكثر الحدائق والأشجار على امتداد الطريق وتتسابق الأحياء في التجميل وفي استكمال مرافقها وراحة ساكنيها.

انتقلت مسقط من حياة القرون الماضية إلى أعتاب القرن الحادي والعشرين في أقل من ربع قرن، دون أن يغير هذا من طبيعة سكانها ولا سلوكياتهم، ودون أن يحمل شرور وتناقضات الحضارة الحديثة التي شهدتها أوروبا وغيرها من الدول المتطورة، مما يدل على الاحتفاظ بالأصالة والقدرة على التطور والتحديث.

تعتبر مسقط الكبرى اليوم على قمة التنظيم الهرمي في عمان. وفي موقع القلب جغرافيـًا، حيث يسهل اتصالها بكل أطراف الدولة جوًا وبرًا وبحرًا. وإداريـًا هي العاصمة والمدينة الأولى ووظيفتها أنها المركز الرئيسي للصناعات والتجارة وتوسعات التمويل ومختلف الخدمات. وهي المثال الرائع الناجح للتخطيط العمراني الدقيق، فلا غرو أن تكون عروس الخليج العربي ومفتاحه الجنوبي وأجمل مدن سلطنة عمان.

إختبر معلوماتك :

  1. ما الأقسام الإدارية التي تتكون منها اليوم مسقط الكبرى؟ وما أهمية كل قسم منها من حيث عدد السكان والأحياء السكنية والمنشآت المختلفة؟
  2. تتبع تاريخ تطور مدينة مسقط منذ القرن الثالث عشر الميلادي وحتى عصر النهضة المباركة عام 1970م.
  3. بين أهم مراحل تطور التنمية في مسقط بعد عام 1970م.
  4. اذكر أهم المناطق السياحية في مسقط.
  5. ما أهم أنواع النشاط الاقتصادي للسكان بمسقط؟
  6. لماذا أصبحت مسقط المدينة الأولى في سلطنة عمان؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية