مرمبيجي ( Murrumbidgee )
مَرَمبِيجي ثالث أطول الأنهار في الشبكة النهرية موراي ـ دارلنج في أستراليا. ينبع على بعد 32كم من كياندرا في جبال سنووي الواقعة في نيوساوث ويلز، ثم يجري باتجاه الشمال مارًّا بكانبرا، ثم نحو الغرب إلى أن يلتقي بنهر لاتشلان، بعد هاي. بعدئذ يجري مرمبيجي باتجاه جنوب غربي إلى أن يصل إلى نهر موراي على حدود فكتوريا. يبلغ طول مَرَمبِيجي 1,579كم، ويصرف مياهه في مساحة 97,125كم²، أما روافده الرئيسية، فهي لاتشلان وتوموت وجودارديجبي ومولونجلو.
الري
ليتون مركز المنطقة التي تزرع الثمار في منطقة ري مَرَمبِيجي. هذه المنطقة مساحتها أكثر من 18,000 هكتار. وهي أكبر مشروع ري على النهر. |
مخطط جبال سنووي:
يشكل مرمبيجي، قرب منابعه جزءًا مهما من مخطط جبال سنووي. تأتي المياه من نهر سنووي وروافده، ثم تنقل عبر أنفاق إلى مرمبيجي، وفي الشتاء توفر الأمطار والثلوج كميات كبيرة من المياه وتخزن السدود هذه المياه ويُستفاد منها في توليد الطاقة الكهرومائية وتزويد مشاريع الري خلال فترات الجفاف في الربيع والصيف والخريف.منطقة ري مَرَمبِيجي (ميا):
تعد منطقة ري مرمبيجي أكبر مشاريع الري في منطقة النهر. تمتد من نارنديرا باتجاه الشمال الغربي وتتركز حول مدينتي جريفيث وليتون، وتتألف من منطقتين للري هما يانكو وميرول. تبلغ مساحة منطقة مرمبيجي حوالي182,620 هكتاراً، منها حوالي 107,240 هكتاراً من الأراضي المروية.توفر ميا احتياجاتها من الماء بصورة رئيسية بوساطة سد بورينجَك على نهر مرمبيجي قرب ياس، وسد بلاورينج على نهر توموت ويُحوَّل الماء من مرمبيجي عند سد بيريمبيد وير ليجري في قناة ميا الرئيسية التي يبلغ طولها 155كم. كما تستخدم قنوات أصغر وقنوات تصريف لتوزيع الماء على مزارع الري المنفردة في المنطقة.
نهر مَرَمبِيجي يجري عبر بلدة هاي في نيوساوث ويلز. وبدأ مستعمرو الأرض الأوائل باستيطان هذه المنطقة على طول النهر خلال الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. |
مشروعات أخرى:
تتلقى مناطق بنيريمبا وتابيتا،وواجا واجا، المروية مياه مَرَمبِيجي أيضاً من سد بيرمبيد وير. ويزود سد جوجلديري منطقة كوليمبالي بمياه الري، أما منطقة هاي فتتلقى مياه الري مباشرة من النهر.التلوث
أدى سوء التصريف والإفراط في الري في السنين الأخيرة إلى إشباع التربة بالماء إلى حد الإفراط، وإلى تراكم الملح في بعض مناطق مَرَمبِيجي المروية. ولم تعد المنطقة المتأثرة بدرجة كبيرة صالحة للزراعة، غير أن تحسين تقنيات التصريف ودراسة أنواع التربة وأنظمة الري، دراسة وافية كلها تساعد في مواجهة هذه المعضلات.
كذلك عانت نوعية مياه مَرَمبِيجي من التلوث في السنوات الأخيرة، وذلك لأن معظم المدن الواقعة على مجراه ـ مثل كانبرا ـ تلقي بمخلفات الصرف الصحي إلى النهر. ونظراً لأن كثيراً من المدن تحصل على إمداداتها المائية من النهر، فإن الخطر الصحي قائم. إضافة إلى ذلك، فإن فائض مياه الري المتجه نحو النهر يحوي عادة الأملاح التي جُرفت من التربة. وهذا التصريف يزيد ملوحة مَرَمبِيجي مما يتسبب في العديد من المشكلات لمستخدمي المياه في المناطق السفلى من مجرى النهر.
نبذة تاريخية
كان تشارلز ثروسبي أول مستوطن أبيض يرى نهر مرمبيجي. ففي عام 1821م رآه مصادفة قرب ثاروا، جنوبي كانبرا، بينما كان يتبع توجيهات الأستراليين الأصليين. أما مارك كوري، فقد اكتشف المناطق الجنوبية منه حتى كوما عام 1823م، فاتحاً منطقة مونارو أمام الرعاة (مُربي الماشية والأغنام). وفي عام 1824م، عبر هاملتون هيوم، ووليم هوفيل، نهر مرمبيجي وهما في طريقهما براً إلى خليج بورت فيليب. وفي عام 1829م، عندما تتبع تشارلز ستيرت مجرى مرمبيجي حتى نقطة التقائه بموراي كان المستوطنون، قد ساروا بمحاذاة النهر حتى غنداجاي. وقد فتح المزيد من اكتشاف ستيرت المنطقة كلها.
بحلول عام 1833م كان المستوطنون قد وضعوا أيديهم على كل الأراضي المحاذية للنهر والواقعة بين غنداجاي وواجا واجا. وبما أن محتلين جدداً للأراضي كانوا قد وصلوا جنوباً حتى فكتوريا، فقد أصبحت غنداجاي نقطة تقاطع رئيسية على نهر مرمبيجي، ثم تطورت إلى أن أصبحت مدينة. وبحلول عام 1840م، كان المستوطنون الذين يرعون الأغنام قد وضعوا أيديهم على كامل الأراضي المحاذية للماء من سهول مرمبيجي، أما الأراضي البعيدة عن النهر فلم يتم استيطانها إلا في وقت متأخر.
في عام 1856م، بدأ العمل لتنظيف مرمبيجي من جذوع الأشجار وجذورها، بحيث يمكن للبواخر أن تعمل فيه، وفي عام 1858م وصل فرانسيس كاديل حتى غنداجاي بقاربه النهري، آلبوري وبذلك بدأت خدمات النقل إلى جنوبي أستراليا. ثم أصبحت واجا واجا وهاي مرفأي مرمبيجي الرئيسيين لنقل الصوف إلى السوق، وكانت البواخر تعود محملة بالمؤن لمحطات الأغنام. ولقد حَسَّنت هذه الخدمات كثيراً من نوعية الحياة التي كان يحياها المستوطنون الذين كانوا ينظفون أراضيهم، ويُسيِّجُونها، ويدافعون عنها ضد المستوطنين الجدد القادمين إلى المنطقة من حقول الذهب المهجورة.
أجهز قدوم القطار الأسرع والأرخص على صناعة القوارب النهرية في مرمبيجي. ففي عام 1876م، مُدَّت شبكة سكك حديد فكتوريا إلى دينيليكوين في نيوساوث ويلز، كما مُدَّ الخط الحديدي من سيدني إلى واجا واجا، واكتمل عام 1879م، وفي عام 1881م مد الخط إلى نارانديرا وإلى هاي عام 1882م.
في الثمانينيات والتسعينيات من القرن التاسع عشر، توسعت زراعة القمح في سهول مَرَمبِيجي لتصبح المنطقة من أهم مناطق إنتاج القمح في أستراليا. لكن الأرانب التي انتشرت في أرجاء المنطقة خلال تلك المرحلة سببَّت تآكلاً حاداً في التربة وأتلفت المراعي. ويعود تاريخ مشروعات الري وصيانة الماء في مرمبيجي إلى الخمسينيات من القرن التاسع عشر، حين أقام المستوطنون سدوداً على مجاري مياه الفيضانات وشقوا قناة تصل بين المجرى الرئيسي ويانكوكريك. واكتمل هذا المشروع عام 1879م، ثم بدأت حكومة نيوساوث ويلز مشروع "ميا" عام 1906م وبدأ بناء سد بُورِّينجوك عام 1907م ليتبع ذلك العمل في سد بيرمبيد والقناة الرئيسية، وقد وفر المشروع الماء لأول مرة عام 1913م.
وتضمنت الخطة الأصلية إنشاء بعض المدن والقرى التي تحفها مزارع مروية صغيرة لعمال البلدة، ثم قامت حول هذه المراكز مزارع أكبر قليلاً تهتم بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات، وخلف هذه المزارع أقيمت مزارع أكبر ذات ري محدود، وتصلح لتربية الماشية وزراعة المحاصيل العلفية. ومنذ ذلك الوقت تراجعت تربية الماشية من حيث الأهمية في الميا. أما زراعة الأشجار المثمرة والحبوب والخضراوات والمحاصيل العلفية، فقد أصبحت أكثر انتشاراً، كما تم دمج الكثير من المزارع الصغيرة فيما بينها.
وهناك نوعان من الري لا يزالان قيد الاستخدام: الأول هو طريقة الري التكثيفي، الذي يجري في المناطق التي يتوافر فيها الماء لري المنطقة بكاملها، ومعظم منطقة ري مرمبيجي تروى الآن بهذه الطريقة. والثاني هو الري الانتشاري، وهو شائع في المناطق التي يمكن فيها ري جزء من المزرعة، والمحاصيل العلفية هي التي تُزرع عادة في هذه المناطق.
★ تَصَفح أيضًا: الري.