الرئيسيةبحث

موزارت، فولفغانغ أماديوس ( Mozart, Wolfgang Amadeus )



موزارت، فولفغانغ أماديوس (1756 - 1791م). مؤلف موسيقي نمساوي يعتبر من أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى. شهد له المؤلف الموسيقي الشهير جوزيف هايدن بأنه رائد الأسلوب الكلاسيكي في التأليف الموسيقي في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي. مات قبل بلوغ السادسة والثلاثين تاركًا ما يربو على 600 عمل فنيً، رغم قصر حياته.

حياته

موزارت ألف أوبراالناي السحري في العام الذي مات فيه. وهي قصة خرافية تحكي عن الزوجين بامينا وتامينو والناي السحري الذي كان يحميهما من الأخطار.
ولد موزارت في سالزبيرج، وقد كان أبوه ليوبولد قائد الأوركسترا المحلية كما ألف كتابًا قيمًا عن عزف آلة الكمان. برزت موهبته الموسيقية اللافتة للنظر وهو في سن الثالثة وتعلم العزف على البيان القيثاري في سن الرابعة. بدأ التأليف الموسيقي في سن الخامسة، أما عند بلوغه السادسة فقد قدم أعماله أمام إمبراطورة النمسا ببلاطها في فيينا.

ألف موزارت العديد من الأعمال التي تُؤدى على البيان القيثاري والبيانو والكمان وبالأوركسترا وأعمال أخرى ولم يبلغ الرابعة عشرة من عمره بعد. اصطحبه أبوه الذي كان يقوم بتدريسه الموسيقى في عدة رحلات لإقامة حفلات موسيقية في معظم البلاد الأوروبية. ألف الأعمال الموسيقية وأقام الحفلات والتقى العديد من الموسيقيين وأدى أعماله على الأرغن في كثير من الكنائس. في 1769م التحق بالعمل مع مطران سالزبيرج الذي كان حاكمًا للمقاطعة. تشاجرت عائلة موزارت مع المطران في كثير من الأحيان ويعزى ذلك ـ ضمن أسباب أخرى ـ لغياب موزارت المتكرر عن سالزبيرج. طُرد من خدمة المطران في 1781م.

كان موزارت سعيدًا لمغادرة سالزبيرج المدينة الصغيرة سعيًا وراء النجاح في فيينا، إحدى عواصم الموسيقى في أوروبا. إلا أن اهتمام الجمهور بموزارت قد قلّ كثيرًا فهو لم يعد ذلك الطفل المعجزة وإن بقي العازف اللامع المتميز والمؤلِّف الموسيقي النشيط.

تزوج موزارت في 1782م ولم يكن له عمل دائم لذا حاول كسب عيشه من بيع مؤلفاته وإقامة الحفلات العامة وتدريس الموسيقى، إلا أن كل ذلك لم يدر عليه دخلاً يكفي حاجة العائلة. اضطر للسفر لألمانيا بمناسبة تتويج إمبراطورها الجديد ولكن لم تجد حفلاته الاهتمام الذي كان يتوقع ومات فقيرًا.

أعماله

الأوبرا:

برع موزارت في كافة أنواع التأليف الموسيقي تقريبًا ولاقى العديد من أعمال الأوبرا التي قام بتأليفها، والبالغ عددها 22 عملاً، قبولاً واسعًا بعد موته. ومازال يجد الاستحسان عند الجمهور في معظم أنحاء العالم. ألف موزارت زواج فيجارو (1786م) و دون جيوفاني (1787م) بالإيطالية و الناي السحري بالألمانية (1791م). وقد اشتملت كل هذه الأعمال على أنغام رائعة ومقاطع ملحونة وأداء موحد للمجموعة أضفى عليها اصطحاب الأوركسترا المتغير دائمًا طابعًا معبِّرًا. أما الاعمال المسرحية فقد تراوحت ما بين الكوميديا في شتى صورها والتراجيديا.

السيمفونيات:

كتب موزارت أكثر من 40 سيمفونية يُؤدَى الكثير منها حتى يومنا هذا. يُعتبر بعضها في الأصل مقدمات لأعمال الأوبرا ويستغرق دقائق معدودة. أما السيمفونيات الأخيرة والأكثر شهرة فهي مؤلفات طويلة كاملة لأداء الأوركسترا وتستغرق إحداها 20 - 30 دقيقة. تتكون معظم هذه السيمفونيات من أربعة أجزاء. أُطلق اسم جوبيتر على آخر وأشهر سيمفونية ألفها في (1788م) وهي رقم 41.

موسيقى الكنيسة:

ألف موزارت أْعمالاً كثيرة من موسيقى الكنيسة خُصص معظمها للأداء في كاتدرائية سالزبيرج. كما كتب القدّاس ومقطوعات دينية قصيرة أخرى تسمى موتيت، كما قام بضبط الترانيم مع الموسيقى لا سيما في طقوس صلاة المساء. والموسيقى رائعة ومتنوعة تشتمل على أداء الجوقة والأداء المنفرد بمصاحبة الأرغن والأوركسترا. أشهر عمل مقدس لموزارت هو قدّاس للميت الذي بدأ العمل فيه خلال السنة الأخيرة من حياته ويبدو أنه أصبح أثناء الكتابة قلقًا بشأن موته وأتم أجزاء منه أثناء مرضه الأخير. مات موزارت ولم يكتمل العمل بعد.

أعمال أُخرى:

ألف موزارت أعمال أُوركسترا أخرى عرفت باسم سرناد (موسيقى المساء) خُصص بعضها للأداء في الهواء الطلق واشتهر أحد هذه الأعمال باسم شيء من موسيقى المساء. كتب أيضًا الكثير من مؤلفات موسيقى الكونشيرتو للأداء المنفرد لآلات مثل الكمان والبيانو بمصاحبة الأوركسترا. وكان يقوم بالأداء المنفرد في معظم الأحيان.

ألّف موزارت أيضًا موسيقى الحجرة التي يؤديها عدد محدد من العازفين أمام جمهور قليل. وقد ركّز على الرباعيات الوترية (آلات الكمان والكمان الأوسط وكمان التشيللو). وقد تأثر في ذلك بجوزيف هايدن حيث أُعجب برباعياته وأهدى له ست رباعيات.

تعتبر موسيقى السوناتا التي ألفها موزارت لتؤدى بالبيانو وكذلك بالكمان والبيانو رائعة ومتميزة. كانت آلة البيانو جديدة في ذلك الوقت وانتشر العزف عليها في أوساط الهواة، إلا أن الفضل في تقديمها للجمهور يعود لموزارت دون غيره من المؤلفين الموسيقيين.

أسلوبه:

اتسم الكثير من أْعمال موزارت بالمرح والقوة بالرغم من المصاعب التي واجهته وخيبة الأمل التي أصيب بها. عُرف بظرفه وكان يميل للدُعابة والتلاعب بالألفاظ. ألف العديد من الأعمال ذات الطابع الفكاهي منها كل النساء هكذا (1790م).

أنتج موزارت موسيقى جادة لدرجة بعيدة. ومن أعظم أعماله الجادة أعمال الكونشيرتو الأخيرة على البيانو والعديد من الرباعيات الوترية وآخر ثلاث سيمفونيات. وهنالك أعمال كبيرة جمعت بين الجاد والمَرِح مثل دون جيوفاني.

ينتمي موزارت للجماعة الماسونية وقد كتب عدة مؤلفات في اجتماعاتها كما استوحى بعض مشاهد حكايات الجن في الناي السحري من المعتقدات والتقاليد الماسونية.

أعد لودفيشي كوشيل (1800-1877م)، أحد عشاق الموسيقى الألمان، أول فهرس لأعمال موزارت ومازالت الإشارة لتلك الأعمال تتم حتى الآن على ضوء الأرقام التي خصصها لها كوشيل. وتبرز تلك الأعمال في المهرجان السنوي المشهور الذي يقام كل صيف في مدينة سالزبيج.

★ تَصَفح: الموسيقى الكلاسيكية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية