الرئيسيةبحث

الدافع ( Motivation )



الدَّافـع. مصطلح في علم النفس يشير عادةً إلى الأسباب التي تؤدي إلى تصرف النَّاس بنفس الكيفيَّة التي يتصرفون بها. ومعظم الناس لديهم إحساسُُ واضحُُ بما يحدث لهم ويؤدي إلى دفعهم للقيام بفعل ما. وعلى الرغم من ذلك يجد العلماء صعوبة في تعريف الدَْافع، ويركز علماء النفس والسُّلوك على جانبين معيًَّنين من جوانب السُّلوك الناشئ بسبب وجود دافع معين، وهما: إثارة السُّلوك واتجاه السُّلوك.

إثارة السُّلوك:

تتضمن إثارة السلوك ما يمكن أنْ يدفع الكائن الحي إلى الحركة. ويُعنى بالإثارة التَّحفز أو التهيؤ لاتخاذ فعل ما. وقد تنشأ إثارة السُّلوك بسبب مُثيرات ما داخل الجسم أو خارجه، وتشمل المثيرات الداخلية الشعور بالجفاف، الذي يؤدي إلى الإحساس بالعطش، وكذلك الشُّعور بالجوع بسبب تقلُّصات المعدة. ومن بين المثيرات الخارجية الإحساس بالألم الذي ينشأ عن لمس شيء ساخن. وتتوقف استجابة الكائن الحي المستثار لمثير ما على عادات هذا الكائن، وطرق التصرف التي تعلمها من قبل استنادًا إلى تعلُّمه السابق، فإن تصرُّف الكائن الحي، قد يكون بلا هدف محدَّد، أو يتصف بالتحديد الدقيق للهدف المنشود في موقف ما.

اتجاه السلوك:

يشمل اتجاه السلوك عادات الكائن الحي ومهاراته وقدراته الأساسية. كما قد تعمل الدوافع على توجيه السُّلوك. وعلى سبيل المثال، فإن الدوافع المتباينة، قد تعمل على توجيه سلوك مدربي كرة القدم عندما تواجه فرقهم فرقًا أشدّ قوة، فقد تتجه دوافع أحد المدربين إلى التنافس أو السعي إلى تحقيق الانتصار، حيث يركز جهوده على إنهاء المباراة بفارق كبير في الأهداف، بينما قد يتأثر سلوك المدرب الآخر، بمشاعر اللاعبين ومن ثَمَّ فقد تفتر عزيمته بسبب توقعه الخسارة.

قد تعمل الظروف الفسيولوجية على توجيه السلوك بأنْ تجعل الكائن متأثرًا بمثيرات البيئة، وعلى سبيل المثال، فإن الكثير من أنواع الطيور، تصبح حساسةً للتزاوج المتاح ويوجه ذلك سلوكها نحو بناء العُشِّ عند بلوغ هورمونات الطائر مستوىً معينًا.

أنواع الدوافع:

يُصنف معظم علماء السلوك الدَّوافع داخل مجموعة أو أكثر من بين ثلاث مجموعات: 1- دوافع الاتزان الحيوي 2- دوافع الاتزان غير الحيوي 3- الدَّوافع المكتسبة أو الاجتماعيَّة.

دوافع الاتزان الحيوي (التوازن الكيميائي في الجسم). وتشمل العطش والجوع والعرق والإفراز. والهدف من هذه الدوافع المحافظة على حالة التوازن الداخلي للكائن الحي. ويشير مصطلح هُومْيُوسَتاسِيسْ إلى ميل الجسم إلى المحافظة على حالة التوازن الداخلي.

وتعمل الكثير من حوافز الاتزان الحيوي من خلال حالات النقص أو الزيادة بالجسم، وعلى سبيل المثال : فإن التغيرات الحادثة نتيجة حاجة الجسم إلى الماء تؤدي إلى ظهور حالة العطش، وتدفع الشخص إلى البحث عما يُمكن شربه.

دوافع الاتزان غير الحيوي. وتشمل الجنس، وبعض الأنشطة، مثل بناء العُش، والإحساس بالفضول حول مختلف جوانب الطبيعة، ويتمُّ إثارة هذه الدوافع من خلال قوى عارضة. وقد تفقد هذه الدوافع فاعليتها في حالة غياب القُوى المؤثرة. وعلى النَّقيض من ذلك فإن الحاجة إلى الطعام والماء والهواء، وهي دوافع اتزان حيوي، ذات تأثير مستمر.

دوافع الاتزان غير الحيوي. وتشمل الجنس، وبعض الأنشطة، مثل بناء العُش، والإحساس بالفضول حول مختلف جوانب الطبيعة، ويتمُّ إثارة هذه الدوافع من خلال قوى عارضة. وقد تفقد هذه الدوافع فاعليتها في حالة غياب القُوى المؤثرة. وعلى النَّقيض من ذلك فإن الحاجة إلى الطعام والماء والهواء، وهي دوافع اتزان حيوي، ذات تأثير مستمر.

الدوافع المكتسبة. وتشمل الفضول والرغبة في التجديد والحاجة إلي بعض الأمور مثل الإنجاز والقوة والانتماء الاجتماعي والقَبُول. ويبدو أن هذه الدوافع تتطور من خلال الخبرة وبخاصة الخبرة الاجتماعية، ومثال ذلك اكتساب الخبرة المبكرة بالعائلة أو الأصدقاء خلال مرحلة المراهقة. وتتطور الدوافع المكتسبة، وتعمل على التأثير على السُّلوك خلال الحياة. إلا أنه لا يُعَرف بالضبط الأصول التي تنبع منها هذه الدوافع، حيث يلاحظ أن بعض الأطفال يتصفون برغباتهم القوية في الانتماء الاجتماعي الذي قد ينشأ بسبب تأثير عوامل معينة خلال فترة الحمل، وفي أثناء الولادة، وربما بسبب عوامل أخرى.

وكثيرا ما تتداخل أنواع الدوافع الثلاثة السابقة، فقد تكون الرغبة في اكتساب خبرات جديدة من دوافع الاتزان الحيوي، كما قد تكون دوافع مكتسبة، نظرًا لاختلاف الناس في مستوى الحفز الجديد والذي تسعى آلية الاتزان الحيوي في أجسامهم لا كتسابه. ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يتصرف وكأنه يبحث عن الجديد بصورة مستمرة، بينما يبدو بعضهم وكأنه قانع بالأشياء المألوفة لديه.

نظريات الدافع:

تُعيِّن بعض النظريات العامة للدافع عددًا محدودًا من الدوافع الرئيسية مثل غريزتي الجنس والموت، التي تطورت منهما بقية الدوافع. بينما تشير بعض النظريات الأخرى إلى وجود دافع واحد رئيسي يؤثر على التطور الإنساني، مثال ذلك، حاجة الإنسان إلى القوة أو الإدراك الكامل لقواه الكامنة.

وعلى العكس من ذلك يرى بعض علماء النفس أن هناك الكثير من الدوافع المختلفة التي تقوم بتوجيه السلوك. وتشمل هذه الدوافع الرغبة في النظام والفهم والاستقلال. وتحاول بعض نظريات الدافع الأخرى التعرف على آلية وظائف أعضاء الجسم التي تسبب ظهور عدد كبير من الدوافع، وعلى سبيل المثال، فقد توصل الباحثون الذين قاموا باكتشاف طبيعة العلاقات التي تربط بين السلوك ووظائف الدماغ إلى وجود بعض المركبات الكيميائية والعمليات الكهربائية في الدماغ، التي تؤثر على سلوك الإنسان والحيوان.

تطبيقات:

تؤدي الدوافع دورًا مهمًا في العلاقات غير الرسمية، بالإضافة إلى دورها في العلاقات التي تتصف بدرجة كببيرة من النظام والترابط، مثل تلك التي توجد في الصناعة والتعليم.

ففي الصناعة يَستخدم المديرون تقنيات الدوافع لإشاعة روح التعاون بين أصحاب العمل والموظفين لإشباع حاجات معينة من خلال قيامهم بأداء عملهم، ويشمل ذلك الإحساس بالأمان والاهتمامات الوظيفية والاحترام. وإذا كان العاملون يتوقعون أن يشبعوا احتياجاتهم الشخصية من خلال ممارستهم لأعمالهم، فإنهم يشعرون بقدر أكبر من الدوافع، عندما يتأكدون بأنهم حققوا أهداف العمل.

ويستخدم المدرسون الجوائز في بعض الأحيان لدفع التلاميذ نحو التعلم. كما أنهم يدفعون التلاميذ لكي يحققوا الإشباع الذاتي، من خلال تأكيدهم على حلِّ المسائل الرياضية. ولاشك أن هذا الأسلوب يساعد الطَّالب على إتقان تقنيات حل المسائل الرياضية، كما يؤدي ذلك إلى ازدياد معدل توقعه للنجاح عند أدائه بعض الأعمال في المستقبل.

★ تَصَفح أيضًا: أدلر، ألفرد ؛ علم نفس النمو ؛ النفس، علم ؛ الإدراك ؛ التعلم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية