الرئيسيةبحث

المورمون ( Mormons )



المورمون طائفة نصرانية منشقة تدعو إلى العودة إلى الأصول النصرانية الأولى، وتعتقد أن تلك الأصول لم تبق بعد المسيح، وأنه أعادها في العصور الحديثة نصراني معاصر هو جوزيف سميث مؤسس الطائفة.

نبذة تاريخية:

أنشأ هذه الطائفة جوزيف سميث الذي ولد في 23 من ديسمبر 1805م، بمدينة شارون بمقاطعة وندسور التابعة لولاية فيرمونت بالولايات المتحدة. وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره زعم أنه شاهد نورًا تمثّل في شخصين هما: الرب، وابنه عيسى ونصحاه بعدم الانضمام إلى الفرق المعروفة آنذاك كالمنهجيين (الميثوديست) والمشيخيين والمعمدانيين. وبعد انقطاع هذه الرؤية لفترة، زعم أنه في 21 سبتمر 1823م رأى ملاكًا اسمه موروني وأبلغه أنه مكلف بمهمة أعد لها، وأنه تلقى كتاباً نقشت صحائفه من الذهب، مكتوبًا بلغة قديمة، وقام بترجمته عام 1830م، وأعلن في العام نفسه، تأسيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الآخر. ثم رحل وأتباعه عام 1831م إلى مدينة كيرتلاند بولاية أوهايو وجعلها مقر كنيسته. وظلت المدينة مركزًا للحركة لمدة ثمانية أعوام تلت، ووضع نظم الجماعة، وعقائد الطائفة، وأقام معبدًا للطائفة أكمله عام 1836م.

ورغم أن هذه الفترة شهدت عملاً تنصيريًا واسعًا في المنطقة، وانضمام أعداد كبيرة إلى هذه الحركة فقد صاحب ذلك نشوء خلافات بين أعضاء الجماعة، واضطرابات بينهم وبين المذاهب النصرانية الأخرى. وفي عام 1838م، رحل سميث ومعه بعض أتباعه إلى ميسوري، وانضم إليه أتباع الحركة في تلك الولاية، لكن نشأت اضطرابات هناك أيضًا. وفي خريف العام نفسه ؛ هاجمت جماعات من الناس مستعمرات المورمونيين. وفي مذبحة هونزمل قتل 17 من المورمونيين بمن فيهم الأطفال، واعتقل سميث وقادة آخرون ووجهت إليهم، كما يقول المورمون تهم الانحراف. وأبعد المورمون، وهرب حوالي 5,000 منهم إلى إلينوي. وفي ربيع 1839م تمكن سميث من الهرب وانضم إلى أتباعه في إلينوي. وفي ولاية إلينوي أسس المورمون مدينة نوفو التي أصبحت أكبر مدن الولاية. وقد أدى نمو المدينة السريع والدور الذي أصبح يؤديه المورمونيون إلى الشك فيهم ومعاداتهم. وقد أنشأت جماعة صحفية لمحاربة سميث الذي رشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة. ولكن الصحيفة دُمِّرت، واتهم سميث بذلك، وقبض عليه هو وأخوه هايرم وبعض القادة وأودعوا السجن. وفي 27 يونيو 1844م، هاجمت جماعة من معارضيهم السجن وأطلقت النار على سميث وأخيه فأردتهما قتيلين.

أصبح برايهام يونج بعد مقتل سميث، رئيسًا للحركة وطارد الناس المورمون، ومن ثم قاد يونج أتباع الحركة ورحل بهم عام 1847م إلى جبال الروكي، وأقاموا في وادي سولت ليك الكبير، ونمت أعداد المورمون في المنطقة، واستطاعوا أن يقيموا حكومة مدنية عام 1849م، وتقدموا بطلب إلى الكونجرس للانضمام إلى الاتحاد الأمريكي تحت اسم ولاية الصحراء، ولكن الكونجرس وضع حدودًا لما عرف بولاية يوتا عام 1850م، وعين يونج حاكمًا لها.

ولكن الاضطرابات بين المورمون وخصومهم بدأت مرة ثانية، وأشيعت أنباء في واشنطن أن المورمون قد تمردوا، فانبعثت روح العداء لهم، مما حدا بالرئيس جيمس بوكانان إلى عزل يونج وإحلال حاكم غير مورموني محله، وإرسال جنود إلى يوتا عام 1857م ، وقد سميت الاضطرابات التي تبعت ذلك بحرب يوتا أو حرب المورمون. وانتهى الصراع في 1858م حينما قبل يونج بالحاكم الجديد، وأصدر الرئيس بوكانان عفوًا عن الجميع. واستمر سكان يوتا في النمو حتى وصل عددهم إلى 140,000 عام 1877م. واستمرت جهود المورمون حتى تحققت طموحاتهم عام 1896م حين أصبحت يوتا الولاية الخامسة والأربعين في الاتحاد الأمريكي.

كتب المورمون المقدسة:

يستمد المورمون تعاليمهم من عدد من الكتب وهي: 1- الكتاب المقدس، ويعتقدون أنه كلمة الله ولكنهم يقولون: إنه لايحتوي على كل ما قاله الله أو فعله. 2- كتاب المورمون، ويزعمون أنه نزل به (ملك) موروني من السماء على سميث الذي قام بترجمته إلى اللغة الإنجليزية. وهو سجل مقدس لتاريخ الشعوب التي عاشت في القارة الأمريكية بين القرن الثالث قبل الميلاد والخامس الميلادي. ويروي قصة زيارة يسوع المسيح لشعب القارة الأمريكية بعد قيامه من بين الأموات مباشرة. 3- كتاب المبادئ والعقود، ويحتوي على مجموعة من الرؤى الجديدة التي أوحي بها لسميث. 4- الجوهرة النفيسة، ويحتوي على بعض كتابات جوزيف سميث، وترجمته لبعض الأسفار القديمة.

عقائد المورمون:

1- يؤمن المورمون بأن الكائن الأسمى هو الله الأب الحي الأزلي الذي له جسم من لحم وعظم. ويعتقدون أن الإنسان خلق على صورة الله. 2- يعتقدون بأن الله الأب خلق كل الناس أطفالاً روحانيين قبل خلق الأرض. 3- يعتقدون أن عيسى يسوع المسيح أول طفل روحاني خلقه الله (الأب)، 4- يسوع المسيح هو الذي خلق العالم بتوجيه من الله. (الأب). ومن أجل ذلك يشيرون إلى المسيح بأنه الخالق. 5ـ جاء المسيح عيسى إلى الأرض وولدته مريم العذراء. وهو الطفل الروحي الوحيد الذي اتخذه الأب لحمًا، ومن ثم فهو رباني. 6ـ إن الله الأب ويسوع المسيح كائنان متميزان، وهما مع روح القدس يكونان الثالوث رأس الآلهة، أو المجلس الحاكم في السماوات. 7ـ الروح القدس هو الشخص الثالث، ولكنه روح من غير جسم من لحم وعظم. 8 ـ يؤمنون بالحياة الآخرة وبالبعث الجسدي، وأن النفس التي تنتظر البعث الجسدي تستمر في نوع من الوجود الفعلي. وخلال هذه الفترة يمكن للشخص الذي لم يعرف الإنجيل أثناء حياته أن يقبله الآن. ويعتقد المورمون أن الشخص الحي يمكن أن يعمد نيابة عن الميت، وتجرى الطقوس على الحي بصفته ممثلاً له.

يؤمن المورمون بأن المبادئ ومراسم الإنجيل هي: 1- الإيمان بالرب يسوع المسيح 2- التوبة 3- التعميد بالتغطيس لغفران الخطايا 4ـ وضع الأيدي لتلقي موهبة الروح القدس.

يؤمن المورمون بأن الإنسان يجب أن يدعى من الله عن طريق أولئك الذين لهم سلطة (الأنبياء) ليبشر بالإنجيل. ويقوم بالمراسم المتعلقة به.

أباح المورمون تعدد الزوجات، وأجازوا للرجل أن يتزوج من النساء ما يشاء لأن في ذلك إعادة لما شرعه الله. وقد مارس سميث هذه العادة، واستمر المورمون في ذلك حتى عام 1890م حيث فرض عليهم القانون الأمريكي التخلي عن التعدد. ولكن رغم التحريم الرسمي العلني فإنهم يمارسون التعدد سرًا. يؤمن المورمون بأنه يجب عليهم طاعة القانون واحترامه وتعضيده، وأن دستور الولايات المتحدة في نظرهم وثيقة مهمة، ومن ثم يجب التمسك بمبادئه.

الجذور الفكرية والعقائدية:

لليهود دور في نشوء هذه الطائفة تعزيزًا للانشقاق داخل الكنائس النصرانية بغية السيطرة عليها. فكتاب المورمون يشبه التلمود إلى حد كبير ويحاكيه.

المورمون الآن:

يبلغ أفراد طائفة المورمون حوالي سبعة ملايين، غالبيتهم في الولايات المتحدة الأمريكية. ويتمركزون في ولاية يوتا، ويمثلون الأغلبية من سكان مدينة سولت ليك. ومركزهم الرئيسي في ولاية يوتا الأمريكية. وينتشرون أيضًا في أمريكا الجنوبية وكندا وأوروبا، كما أن لهم في كثير من أنحاء العالم فروعًا ومكاتب لنشر أفكارهم ومعتقداتهم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية