الرئيسيةبحث

يونج، برايهام ( Young, Brigham )



برايهام يونج
يونْج، برايْهام (1801 - 1877م). زعيم نصراني ديني أمريكي كان الرئيس الثاني للكنيسة المورمونية التي كانت تسمى رسميًا كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الأخير. قاد يونج المورمونيين من إلينوي إلى ما يسمى حاليًا يوتا، بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسسوا كنيستهم هناك، ثم أصبح زعيم المورمون عام 1844م، بعد اغتيال جوزيف سميث مؤسس الكنيسة.

حياته المبكرة:

ولد يونج في ويتينجهام بولاية فيرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد حارب والده تحت قيادة جورج واشنطن أثناء الثورة الأمريكية، ونزح مع عائلته عام 1804م إلى نيويورك الغربية. قضى يونج فترة صباه في مزرعة والده، ثم التحق بالمدرسة عندما بلغ عمره 12 عامًَا. عمل في صباه دهانًا وزجاجًا ونجارًا. وفي عام 1829م، استقر به المقام في مونرو كاونتي، في نيويورك، بالقرب من منزل جوزيف سميث، حيث درس تعاليم سميث الدينية وتم تعميده عام 1832م. ثم التحق بمستعمرة المورمون في كيرتلاند بولاية أوهايو.

زعيم المورمون:

تفرقت جماعة الكيرتلاند، وقامت مجموعة من غير المورمونيين بطردهم من ميسوري في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي. واستقر يونج وسميث وأعضاء الكنيسة الآخرون في أقصى الغرب بميسوري، كما نمت هناك حركة ضد المورمونيين أدت إلى سجن سميث وآخرين عام 1838م. واستطاع يونج أن يقود ما بين 5,000 و8,000 من المورمونيين إلى بر الأمان في إلينوي.

وكان يونج من أكثر رجال الكنيسة التنصيريين نجاحًا. وقد عمل منصّرًا في المدة من عام 1839م إلى 1841م في بريطانيا، وغَيَّر معتقدات كثير من الأشخاص ليعتنقوا مذهبه، ورتَّب لهم إجراءات الهجرة إلى الولايات المتحدة. وتولى يونج مهمة الوعظ في نيو إنجلاند عام 1844م، بعد اغتيال جوزيف سميث، ثم عاد مسرعًا إلى إلينوي، وألقى خطابًا قويًا حثَّ فيه أعضاء الكنيسة للعمل المشترك. وأصبح زعيمًا دون منازع للمورمونيين، منذ ذلك الوقت حتى وفاته.

الاستقرار في يوتا:

أُجبر غير المورمونيين المورمونيين على مغادرة إلينوي عام 1846م. ثم قاد يونج أتباعه، بدءًا من منتصف فصل الشتاء، في رحلة طويلة عبر نهر المسيسيبي، خلال أيوا، إلى المنطقة القريبة من أوماها الحالية في نبراسكا. ولكن يونج قرر بأن السلام لن يدوم لأتباعه، حتى ينفصل تمامًا عن غير المورمونيين. وهكذا تزعم يونج عام 1847م، مجموعة تتكون من 148 مستوطنًا مورمونيًا في طريقه للغرب، حيث الملجأ السابق المنظم في الحوض الكبير. وعند وصول المجموعة إلى وادي جريت سولت ليك فيما يسمى الآن يوتا، قال يونج: "هذا مكان ملائم، تقدموا إلى الأمام"، ثم أشرف على هجرة الآلاف من المورمونيين الآخرين إلى الوادي. وتم انتخابه رئيسًا رسميًا لكنيسة المورمون عام 1847م.

وقد حقق المورمونيون انتعاشًا اقتصاديًا في يوتا ؛ حيث قاموا بتطوير تقنية الري، ثم ازدهرت الصحراء القاحلة، وتحولت إلى أرض خصبة مثمرة تحت زعامة يونج. وقد أقامت الولايات المتحدة منطقة يوتا عام 1850م، ثم عينت يونج أول حاكم لها. واستمر يونج في إدارة أعماله التنصيرية، حيث أسس مستعمرات المورمون في الغرب.

ولكن التحرك إلى يوتا لم يضع حدًا للمتاعب التي صادفها المورمونيون. فقد جاء غير المورمونيين إلى المنطقة، وشغل بعض الذين يعارضونهم وظائف سياسية تحت رعاية حكومة الولايات المتحدة. وروِّجت شائعات مغرضة تقول إن الكنيسة تحرض على الثورة ضد الحكومة. وكانت هذه الشائعات بمثابة الإنذار الذي تنبهت له الحكومة الفيدرالية. ففي عام 1857م، عين الرئيس جيمس بوكانان حاكمًا آخر بدلاً من يونج، وبعث بقوات إلى يوتا. واستعد المورمونيون للدفاع عن أنفسهم، وأعقب ذلك حرب يوتا التي كانت تُسمَّى حرب المورمونيين. بيد أنه لم تشتعل معارك بين المورمونيين والقوات الفيدرالية. وبالرغم من أن المورمونيين شنوا غارة على بعض القوات الفيدرالية في عربة قطار لإعاقتهم ؛ فقد تخلوا عن مدينة سولت ليك للجيش. ثم أقامت القوات معسكرًا بالقرب من الجبال القريبة. وبحث يونج مع القوات الفيدرالية شروط السلام، وذلك خلال فصل شتاء عامي 1857 و1858م، ثم انتهت الحرب عام 1858م، وقبل يونج منصب الحاكم الجديد، وقبل الرئيس بوكانان اعتذاره عن كل ماحدث. ورغم كل ذلك فقد خفض يونج من نشاطه بوصفه حاكمًا، وظل أقوى وأبرز رجل في يوتا حتى وفاته.

مكانة يونج في التاريخ:

اتهم النقاد يونج بتعصبه ضد المعارضة. فقد عارضه كثير من الناس لتعدد زوجاته، حيث اتخذ 16 زوجة. ولكن زعامة يونج وجهوده الرائدة تضعه في مرتبة واحد من أهم المستوطنين في الغرب الأمريكي. ويسجل تاريخ المورمونيين أن يونج نقل 100,000 من المواطنين إلى أودية الجبال، وشيد أكثر من 200 مدينة، وبلدة، وقرية، ثم أسس الكثير من المدارس والمصانع. وقد أقيم تمثال ليونج في يوتا بقاعة ستاتيوري في واشنطن.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية