لوكسمبرج ( Luxembourg )
مدينة لوكسمبرج العاصمة وأكبر مدن لوكسمبرج. حيث تجري أنهار آثرت وآلزت ومُوْزيل خلال المنطقة. وتقع المدينة فوق منحدر صخري شاهق يطل على نهري آلزت وبتروسي. |
تتمتع لوكسمبرج بمناظر طبيعية خلابة ومن تلال متموجة وغابات كثيفة. المنازل الكائنة بالمدن الصغيرة ناصعة البياض، وتتجمع حول القلاع والكنائس، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، ولوكسمبرج واحدة من أكثر بلدان العالم تقدما في الصناعة، وتتركز معظم الصناعات بها في جنوبها الغربي.
تأسست لوكسمبرج دولة مستقلة عام 963م، وكان اسمها الرسمي الدوقية العظمى للوكسمبرج. ومدينة لوكسمبرج العاصمة وأكبر المدن فيها.
نظام الحكم:
نظام الحكم في لوكسمبرج ملكي دستوري، ويعتبر الدوق الأكبر أو (الدوقة)، الذي ينتمي إلى أسرة ناساو، الملك والأداة التنفيذية الرئيسية في الدولة.والملكُ منصبٌ متوارث ينتقل إلى أكبر ابن أو ابنة للملك، ويضطلع مجلس برلماني مكون من 64 عضوًا بسَنّ القوانين في لوكسمبرج، ويسمى مجلس النواب. ويقوم الشعب بانتخاب الأعضاء لفترة خمس سنوات، ويقوم الملك بتعيين رئيس الوزراء وعشرة وزراء آخرين لتنفيذ أعمال الحكومة. ولابد لأعضاء مجلس الوزراء من أن يحصلوا على مساندة أغلبية أعضاء البرلمان، كما يقوم الملك بتعيين هيئة استشارية مكونة من 21 عضوًا مدى الحياة، وتسمى هذه الهيئة الاستشارية بمجلس الدولة.
وتنقسم لوكسمبرج إلى ثلاث مقاطعات يرأس كل واحدة منها مندوب معين من قبَل الحكومة، وتقسَّم المقاطعات إلى 12 إقليما، وتُقَسّم الأقاليم إلى وحدات إدارية، ويرأس الأقاليم والوحدات الإدارية موظفون منتخبون.
السكان:
هناك علاقات ثقافية وحضارية حميمة تربط بين مواطني لوكسمبرج وجيرانهم من بلجيكا وفرنسا وألمــانيا، ويحرص أهل لوكسمبرج على الحفاظ على روحهم الاستقلالية، وهي الروح التي تعبر عنها كلمات النشيد الوطني للوكسمبرج وهي : نود أن نظل كما نحن. ويتمتع معظم مواطني لوكسمبرج بمستوى معيشي مرتفع، فإن ما يحصلون عليه من غذاء ومأوى يفوق كثيرًا مايحصل عليه المواطنون في البلدان الأوروبية الأخرى. كما توجد أنظمة جيدة خاصة بالمعونات الاجتماعية التي تتكفل بها الدولة.يعيش السكان في قرى ساحرة، حيث تقف المباني المنشأة في القرن العشرين جنبًا إلى جنب مع مبانٍ يعود تاريخها إلى القرون الثاني عشر والرابع عشر والثامن عشر الميلادية، وتوجد بالمدن عدة منشآت حديثة تحتوي على مكاتب إدارية وشقق سكنية.
وفي لوكسمبرج ثلاث لغات رسمية، هي الفرنسية والألمانية ولغة ليتسبورغيش، وهي لهجة محلية مشتقة من الألمانية، تستعمل على نطاق واسع في الحياة اليومية. وتستعمل الألمانية في معظم المدارس الابتدائية، والفرنسية في معظم المدارس الثانوية. والألمانية لغة الصحف، وتستخدم الفرنسية في المحاكم والبرلمان، و95% من مواطني لوكسمبرج من الروم الكاثوليك.
يحتم القانون أن يلتحق بالمدرسة كل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة، وتوجد بلوكسمبرج جامعة دولية للعلوم المقارنة، بالإضافة إلى العديد من الكليات التقنية والمهنية، وكل مواطني لوكسمبرج الراشدين ـ تقريبًا ـ يعرفون القراءة والكتابة.
لوكسمبرج الخريطة السياسية |
السطح:
توجد بلوكسمبرج منطقتان مميزتان منطقة الأردينز، ومنطقة بون بيز (الأرض الطيبة)، وتغطي منطقة الأردينز الثلث الشمالي من لوكسمبرج، بينما تغطي الأرض الطيبة المساحة المتبقية، وتمثل منطقة الأردينز جزءًا من سلسلة جبال تمتد من أرض الراين بألمانيا، وحتى بلجيكا ولوكسمبرج، وتقطع أوديةُ الأنهار التلال المنخفضة الموجودة في المنطقة، ويُعدُّ تل بُوْرغبلاتس ـ وهو تل ُُ يقع في منطقة الأردينز، ويصل ارتفاعة إلى 559م ـ أعلى نقطة في لوكسمبورج، ومعظم الأرض الطيبة هضبة تلّية أو متموجة. كما توجد بها مناطق سهلية على ضفاف الأنهار. وتجري أنهار آترت، وآلزت، ومُوْزيل، وسيور خلال المنطقة، وتعتبر الأرض الطيبة منطقة زراعية مهمة. ومناخ معظم المناطق في لوكسمبرج بارد رطب، ويبلغ متوسط درجة الحرارة في مدينة لوكسمبرج درجة الصفر المئوية خلال شهر يناير، و17°م في شهر يوليو، ويصل معدل سقوط الأمطار سنويًا إلى 100سم في الجنوب الغربي، بينما تترواح بين30سم و41سم في الجنوب الشرقي، ومعظم تساقط الثلوج يكون فوق مرتفعات أردينز.الاقتصاد:
تعدُّ لوكسمبرج واحدة من أهم الدول المنتجة للحديد والفولاذ (الصلب)، وتعدُّ شركة آسيري ريوينيه دي بورباج ـ أيج ـ دوديلانج أضخم مستخدم للعمالة في لوكسمبرج، وهي تنتج كل صلب لوكسمبرج تقريبًا. ومنذ الحرب العالمية الثانية (1939م - 1945م) وعدد المناجم التي تنتج الحديد الخام، والذي يتحول إلى صلب، في تناقص مستمر، ومنذ الحرب ـ وبخاصة بعدما تدهور إنتاج الفولاذ في السبعينيات من القرن العشرين ـ تسعى حكومة لوكسمبرج جاهدة من أجل تنوع الاقتصاد. ويوجد بلوكسمبرج الآن عدد من الصناعات ذات التقنية المتقدمة مثل الحاسوب، والأجهزة الكهربائية. ولقد قامت عدة شركات أجنبية بإنشاء مصانع لها في لوكسمبرج، تقوم بتصنيع المنتجات الكيميائية والبلاستيكية والإطارات.لوكسمبرج مركزٌ مالي دولي، حيث افتتحت فيها عدة مصارف أجنبية مكاتب لها، وتعتبر السياحة أيضا صناعة مهمة. ويقوم الفلاحون في منطقة الأرض الطيبة بزراعة الشعير والشوفان والبطاطس والقمح، كما يقومون بتربية الخنازير والدواجن، ولديهم قطعان كبيرة من المواشي والأغنام. وبالرغم من أن الأراضي المزروعة تمثل نحو نصف المساحة الكلية للوكسمبرج إلا أن الفلاحين لايمثلون سوى نسبة 6% من مجموع العاملين فيها.
ولوكسمبرج عضو في الاتحاد الأوروبي وتنحصر معظم معاملاتها التجارية مع دول الاتحاد الأخرى. ويُعدُّ كل من الحديد الخام ومنتجات الفولاذ من أهم الصناعات بها. فهي تمثل نصف الصادرات تقريبًا، وأهم الواردات هي الأغذية والآلات .
يوجد بلوكسمبرج ما يقرب من 5,100 كم من الطرق، وتمتد سككها الحديدية نحو 270كم، تربط بين شرقي فرنسا وبلجيكا. ويوجد مطار دولي رئيسي خارج العاصمة مباشرة.
نبذة تاريخية:
تأسست لوكسمبرج دولة مستقلة عام 963م عندما تمكن زيغفريد كُونت من السيطرة على المنطقة، وقام ببناء قلعة في الموقع الذي تحتله مدينة لوكسمبرج حاليا. وفي عام 1308م أصبح هنري السابع كونت لوكسمبرج إمبراطور الإمبراطورية الرومانية، وقام حفيده تشارلز الرابع بإنشاء دوقية لوكسمبرج في عام 1354م. وهنا بدأ عصر من الازدهار والرخاء، وفي عام 1443م تمكن فيليب الطيب من بيرغندي من هزيمة لوكسمبرج، وفي عام 1684م ؛ قامت فرنسا بفرض سيطرتها على لوكسمبرج، وتحولت لوكسمبرج إلى جزء من أسبانيا في عام 1697م. وبسطت النمسا هيمنتها على لوكسمبرج في عام 1714م. وفي عام 1795م أصبحت لوكسمبرج قطعة من فرنسا مرة أخرى.في عام 1815م وبعد هزيمة إمبراطور فرنسا نابليون الأول، جعل كونجرس فيينا من لوكسمبرج دوقية كبرى، تقوم هولندا بحكمها بصفة رسميــة، وكان ملك هولندا الدوق الأكبر للوكسمبرج، ولكن لوكسمبرج كانت تتمتع إلى حد كبير بحكم ذاتي، وفي عام 1890م اعتلت فيلهلمينا عرش هولندا، وعندما انفصلت لوكسمبرج عن هولندا، اختارت حاكمها، لأن قوانين الدوقية لم تكن تسمح لامرأة بأن تتولى مقاليد الحكم.
في عام 1912م، تغيرت القوانين، بحيث سمحت لماري أديليد من أسرة ناساو أن تصبح الدوقة الكبرى وخلفتها في الحكم أختها شارلوت، لتصبح الدوقة الكبرى في عام 1919م. وفي عام 1964م تنازلت شارلوت عن العرش، لابنها الأمير جان ليصبح الدوق الأكبر.
قامت ألمانيا باحتلال لوكسمبرج خلال فترات في الحرب العالمية الثانية (1939م - 1945م)، وفي شتاء عامي 1944م و1945م حدثت بعض وقائع معركة البولج في شمالي لوكسمبرج، وفي عام 1945م صارت لوكسمبرج عضوًا في الأمم المتحدة، وفي عام 1948م انضمت لوكسمبرج إلى الوحدة الاقتصادية المسماة فينيلوكس، وفي عام 1949م أصبحت عضوًا في معاهدة حلف شمال الأطلســي، وفي الخمسينيات انضمت إلى خمس دول أخرى لتكوين السوق الأوروبية للفحم الحجري والصلب. والسوق الأوروبية المشتركة والهيئة الأوروبية للطاقة الذرية تمثلان قاعدة المجموعة الأوروبية. وفي عام 1993م، كونت لوكسمبرج وغيرها من دول المجموعة الأوروبية الاتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين أعضائه.
تؤدي لوكسمبرج حاليا دورًا مهمًا في الشؤون الأوروبية، وتُستخدم مدينة لوكسمبرج مقرًا للعديد من وكالات وهيئات الاتحاد الأوروبي منها: محكمة العدل الأوروبية والهيئة الإدارية (الأمانة العامة) للبرلمان الأوروبي.