الرئيسيةبحث

المرج ( Lawn )



المَرْج أو المـَخْضَرة مساحة من الأرض يكسوها غطاء كثيف من العشب الأخضر القصير (النَّجيل). وقد يحيط المرج بمنزل أو بمجموعة من الشقق، أو قد يكون جزءًا من منظر مسطح الأرض، الذي يحيط بمبنى عام. كما أن المروج تشكّل مساحات للترويح في المتنزهات وأماكن الألعاب.

يزرع الناس المروج لأسباب متعددة ؛ فهي تضفي جمالاً على المنطقة وتحمي التربة من التعرية. وتساعد المروج في المناطق الحارة على تبريد الهواء القريب من سطح الأرض، كما أنها تقلل من التلوث الصادر من الضجيج بامتصاص الأصوات.

زراعة المروج

معظم المروج تُزرع بواحدة من ثلاث طرق. الطريقة الأولى، طريقة التخضير وتتم بتغطية الموقع بطبقة من التربة تحتوي على العشب كما هو مبين في الصورة اليمنى. والطريقة الثانية هي غرس عسالج أو قطع من الأعشاب في أرض المرج، بحيث تنتشر فيما بعد لتغطي كل مساحة المرج كما توضح الصورة التي في الوسط. أما الطريقة الثالثة كما تبدو في الصورة اليسرى، فهي بذر بذور الأعشاب، التي يمكن القيام بها بوساطة جهاز آلي لنثر البذور.
لكي يُعتبر المرج الأخضر ناجحًا، يجب أن يكون نموه متساويًا، ولونه وبنيته متماثلة في أنحاء المساحة المزروعة كلها. فقبل أن تبدأ زراعة مرج، تأكد أولاً أن الموضع ذو تصريف جيد وممهَّد. وقد لا يكون الموضع مستويًا في كل اتجاهاته، المهم ألا يكون به انحدارات حادة. بعد ذلك، يتم اتباع خطوات معينة في إعداد التربة وزراعة العشب.

إعداد التربة:

يجب إعداد التربة قبل الزراعة بأسبوع على الأقل، وذلك بإزالة الجزء العلوي من التربة. وإذا كانت المساحة المراد زراعتها كبيرة، فإن بالإمكان استخدام حرّاثة آلية بها ريشة خاصة بالحرث. ويمكن استئجار مثل هذه الحرّاثة من مراكز تموين البساتين، أو استخدام معزقة أو مجرفة أو ممشطة أو مسحاة، أو غير ذلك من معدات الحدائق لإزالة الجزء العلوي من التربة. ويُستخدم هذا الجزء مرة أخرى في تغطية الحُفَر التي يمكن أن تكون قد ظهرت أثناء عملية البستنة. كما يجب التأكد من إزالة أي كتلة صلبة كالحجارة والأعواد والكتل المتجمعة من التربة أو الطين وغير ذلك من أعشاب وأخشاب.

وبعد الانتهاء من تسوية موضع المرج، لا بد من تسوية سطح التربة بشكل جيّد. وللتأكد من أن هذا الجزء من التربة به ما يكفيه من المواد الغذائية، أضِفْ طبقة من مادة عضوية، وأفضل أنواعها هي خلطة من نباتات تالفة وتربة. ثم إضافة ما بين 1 و 2كجم من الأسمدة المعدنية لكل 10م² من الأرض. وتمتاز الأسمدة المعدنية الذائبة بقدراتها على تغذية سطح التربة وباطنها. ★ تَصَفح: السماد. يمكن استخدام البكرة المحورية لخلط السماد والتربة لعمق يتراوح بين عشرة و15سم، ثم تمشيط وتسوية التربة قبل زراعة العشب.

زراعة العشب:

ينبغي استعمال نوع العشب الملائم للمناخ. وتعتبر المرجية ـ نبات من النجيليات ـ واسعة الاستخدام كعشب للمروج الفقيرة في تصريفها المائي، وذلك لقدرتها على النمو في التربة الحمضية. ولكن نظرًا للنفقات العالية اللازمة لصيانتها، فنادرًا ما تُزرع المرجية في المروج التابعة للمنازل. ومن أنواع أعشاب المروج التي تنمو بصورة جيدة في المناطق الباردة أعشاب المروج الخضراء وعشب العكرش والمرجية. ولتحسين خصوبة التربة يمكن زراعة البرسيم الأبيض مع الأعشاب المزروعة في المروج ذات التربة الرديئة. وتحتوي كثير من البذور التجارية المخلوطة المعدّة للأقاليم الباردة والرطبة على نجيل الزُّوان أو عشب البُهْمَى وهو بذر ينمو بسرعة ويكوِّن مروجًا بشكل أسرع. لكن هذا البذر لا يعيش إلا لفترة قصيرة قبل أن يختفي تاركًا المجال لخليط الأعشاب. ولهذا، يعرف بذر الزوان أو عشب البُهْمَى باسم مغذي العُشْب.

ويُعد عشب برمودا واحدًا من أعشاب المروج الواسعة الانتشار في المناطق الحارة. يُستخدم هذا العشب لتجميع التربة المفككة في جنوبي أوروبا، ويعرف في أستراليا باسم العشب المعترش. ويُستخدم في جنوب إفريقيا وفي أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية ويعرف باسم عشب أوغندا وهو كبير الشبه بعشب برمودا.

ويمكن زراعة العشب الأخضر بثلاث طرق: 1- بذر البذور. 2- التخضير. 3- الغَرْس.

طريقة بذر البذور تُعد أشهر وأرخص الطرق لزراعة العشب ؛ حيث يمكن توزيع البذور يدويًا في معظم مواضع المروج. أما إذا كانت المروج كبيرة، فإنه يمكن حينذاك استخدام آلة البَذْر التي يمكن استخدامها أيضًا في رش المخصِّبات ومبيدات الآفات.

وأفضل الأوقات لبذر البذور هو أول الخريف أو أول الربيع. ولكن من الضروري قبل نثر البذور أن تقسمها أولاً إلى مقدارين متساويين، لتنثر النصف الأول على التربة بالسير على الأقدام إلى الأمام، وإلى الخلف على أن يتم نثر النصف الثاني من البذور بالسير على شكل زوايا قائمة قياسًا إلى الاتجاه الذي تم فيه بذر النصف الأول. وبعد ذلك، غطِّ البذور بتمشيط التربة بشكل خفيف مع التأكد من أن الممشطة لا تضر بالبذور، ثم مهِّد التربة قليلا لتوفير سطح متماسك أو مندمج. ويمكنك تغطية التربة بطبقة من القش النظيف تعرف باسم المهاد. الواقع أن هذه الطبقة تساعد على المحافظة على رطوبة التربة وعلى حمايتها من التعرية، وعلى حماية البذور من الجفاف. وبعد ذلك، صبَّ الماء على التربة بشكل خفيف وعلى فترات متكررة حتى ينمو المرج بشكل جيد.

طريقة التخضير تتم عن طريق تغطية الموضع بطبقة من التربة تحتوي على العشب الأخضر، وتعدّ أغلى الطرق لزراعة العشب. وتستخدم هذه الطريقة غالبًا في مساحات صغيرة يراد زراعتها بالعشب بصورة سريعة، أو في منحدر مُعّرض للتعرية.

وفي هذه الطريقة، يجب اختيار الطبقة المحتوية على العشب بكل دقة، مع التأكد من أنها تحتوي على أقل قدر ممكن من القش والأوراق وغيرها من الأشياء ذات العلاقة بزراعة الأعشاب. والواقع أن تجمّع مثل هذه الأشياء يؤديّ إلى حجز الماء والغذاء الذي يحتاج إليه العشب لكي ينمو. ويمكن الحصول على الطبقة المحتوية على العشب من مراكز تزويد البستنة أو من منسقي المواقع المحترفين الذين عادة ما يقومون بوضع الطبقة المحتوية على العشب في المروج.

طريقة الغرس. أما الطريقة الثالثة لزراعة المروج، فتتم بتثبيت أو غرس عسالج أو قطع من الأعشاب في أراضي المروج، على أن تتم زراعة هذه القطع من الأعشاب على مسافات تتوقف على أنواع الأعشاب.

وعندما تنمو هذه الأعشاب، تمتد سيقانها السفلى داخل الأرض، وتتجذّر في التربة فتملأ موضع المرج. والواقع أن تنمية الأعشاب بهذه الطريقة تستخدم بصفة خاصة في الأماكن التي لا يمكن فيها تنمية العشب عن طريق البذور.

العناية بالمروج

العناية بالمروج تتطلب مهام منها: 1- جزّ أو تقليم العشب 2- السقي 3- التّسميد 4- السيطرة على الأمراض والحشرات والأعشاب الضارة.

الأعشاب الضارة النباتات المبينة أدناه، هي أعشاب ضارة تنمو في المروج. ومن الممكن إزالتها باليد أو الأدوات، كما يمكن أن تتم السيطرة عليها بالمواد الكيميائية. يصنع المصنعون مواد مختلفة تقتل الأعشاب الضارة أو تمنع نموها. ويمكن لهذه المنتجات أن تنثر أو ترش في المروج. وبعض هذه المواد تؤثر على الأعشاب الضارة فقط. ويحتوي بعضها الآخر أيضًا على مخصبات تنعش الحشائش.

الجزّ:

يتوقف طول العشب الذي يجب أن يجزّ على نوع العشب المزروع. فعلى سبيل المثال، تجزّ أعشاب المرجية عند ارتفاع 2,5سم أو أقل، وتجزّ بعض الأنواع الأخرى على ارتفاع 4سم أو أكثر.

يناسب الجزّ اليدوي أو جزّاز العُشب الذي يُدفع باليد المروج التي تقل مساحتها عن 45م²، والواقع أن الجزاز أو مقلِّم العشب الذي يعمل بالطاقة ويتحرك بالدفع اليدوي يناسب أي مساحة من مساحات المروج. أما الجزَّاز الآلي الذي يكون على شكل حرَّاثة صغيرة ويتم الركوب فيها وقيادتها، فإنه يناسب المروج التي تصل مساحتها إلى أكثر من هكتارين.

وقد يحتوي الجزَّاز الذي يحرَّك بالطاقة على مولّد كهربائي أو بترولي وعلى بكرة أو شفرة متحركة. ويشبه جزاز البكرة الجزّ اليدوي، لكنه يعتمد في قوته على المولِّد، أو على السحب بجرار، ويفضل استخدامه في المروج التي تتطلب جز العشب بارتفاعات قصيرة جدًا. أما الجزّاز الدّوّار، ففيه شفرة على شكل المروحة تدور بسرعة، وتكلفته تقل عن تكلفة النوع الأول، كما أنه سهل الاستعمال والصيانة.

الحشرات تتضمن حشرات المروج يرقات الخنافس، مثل الجعل، ويرقات العتة والبقة وغيرها. وتتغذى يرقات الخنافس بجذور الحشائش. وتأكل يرقات العتة أوراق النبات وجذوعه. ويتلف بق النبات الأوراق وذلك بمص العصارة منها. ويرقة الكرين فلاي وتدعى (السترة الجلدية) هي إحدى الحشرات الأخرى التي تتغذى بجذور الحشائش.

السقي:

في المناطق ذات المناخ المعتدل، ليس هناك ضرورة لسقي المروج ؛ وذلك بسبب وجود الأمطار العادية التي تكفي لسقيها. ولكن في الأماكن الجافة، أو في الأماكن ذات الصيف الحار، فإن المروج تحتاج إلى المياه كل يوم.

التسميد:

ينبغي تسميد معظم المروج مرتين في السنة. ولهذا فإنه يتعين في أول كل ربيع وخريف القيام بتوزيع كمية تتراوح بين 5 و10كجم من الأسمدة المعدنية لكل 90م² من المرج. ولا يجب أن تتعّدى نسبة النيتروجين المضاف إلى السماد أكثر من كيلوجرامين لكل 90م²، ولا بدّ أن يوزّع السماد بشكل متساو. والواقع أن أفضل طريقة لعمل ذلك هي استخدام السّماد اليدوي أو الآلي. ويجب أن يضاف السماد للتربة بنفس الطريقة التي تم بها بذر البذور. فعندما يتوقف موزع السماد أو يدور في اتجاه آخر، يجب إقفاله حتى لا يوزع أكثر من القدر المطلوب من الأسمدة في جهة معينة.

الأمراض تأتي معظم أمراض المروج من بعض أنواع الفطريات. وتهاجم هذه الفطريات الثمرات في الأوراق التي فقدت لونها أو تلفت. كما يمكنها أن تقتل نباتات المرج بأكملها. وتصيب الأمراض المختلفة أنواعًا شتى من الحشيش وتعيش في مناخات متباينة. ويمكن السيطرة على معظم الأمراض بالكيميائيات. ولكن بعضها، مثل الفطريات المخططة، يمكن السيطرة عليها فقط عن طريق زراعة الحشائش المقاومة للأمراض.
ويجب أن يلاحظ أن المبالغة في استخدامه سوف تلحق الضرر بكل من المرج والبيئة. فمثلا عند استخدام السماد الكيميائي أكثر مما يجب، تنتج أعشاب جذورها غير عميقة، الأمر الذي يؤديّ إلى تماسك التربة بشكل صلب. وفي مثل هذه الحالة، لا يمكن للعشب أن يحصل على ما يحتاج إليه من ماء أو غذاء. وقد تؤدي المبالغة في استخدام السماد الكيميائي إلى تلوث المياه الجوفية التي تغذي الآبار والينابيع. ويمكن تلافي تلك الأخطاء باستعمال سماد عضوي.

السيطرة على الأمراض والحشرات والأعشاب الضارة:

يعتبر الصدأ وتبقع الأوراق من أمراض الأعشاب الشائعة التي تسببها أنواع من الفطريات التي تصيب أعشاب المروج. ويمكن السيطرة على هذه الأمراض باستخدام مبيدات الفطريات. كما يمكن القضاء على الحشرات الضارة التي تهاجم المروج باستخدام مبيدات الحشرات. وهذه الأعشاب الضارة بالمروج، أكثرها شيوعًا، البرسيم والطرخشقون. ومع أنه قد لا يمكن منع مثل هذه الأعشاب الضارة من النمو تمامًا، فإنه من الممكن منعها من الانتشار باستخدام مواد لقتلها، أو بإزالة جذورها باستخدام سكين معيّن على شكل (V).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية