الرئيسيةبحث

اليسوعيون ( Jesuits )



اليسوعيون أعضاء جمعية رهبانية كاثوليكية أسسها القديس أغناطيوس لويولا عام 1534م. ويُطلق عليهم أيضًا الجيزويت، والاسم الرسمي للجمعية هو جمعية يسوع (المسيح).

عُرف اليسوعيون بعملهم في مجال التعليم على وجه الخصوص، حيث تدير الرهبنة أكثر من 4,000 مدرسة، وكلية وجامعة في جميع أنحاء العالم. وتوجد الجامعات والكليات اليسوعية، في أكثر من 40 قطرًا منها أستراليا والبرازيل وأيرلندا والهند وماليزيا والفلبين وسنغافورة وأسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

قدمت الرهبنة كثيرًا من المستكشفين والمنصرين والعلماء واللاهوتيين والكتاب البارزين. فعلى سبيل المثال، هنالك القديس فرانسيس زافيير اليسوعي الأسباني الذي عمل في الشرق الأقصى في القرن السادس عشر الميلادي.

كذلك ساعد اليسوعي الفرنسي جاك ماركت في اكتشاف نهر المسيسيبي في أواخر القرن السابع عشر الميلادي. ويعتبر اليسوعي الإنجليزي جيرارد مانلي هوبكنز من الشعراء الرواد في القرن التاسع عشر الميلادي. وهناك أيضًا بيير تايار دو شاردين اليسوعي الفرنسي الذي أصبح رائدًا في الحفريات الجيولوجية أثناء بدايات القرن العشرين.

العضوية والتدريب:

يبدأ اليسوعي مباشرة عامين من التدريب الروحي بعد دخوله الرهبنة، حيث يسمى المترهبن. في هذه الفترة، وبعد التدريب يؤدي القسم بأن يكون زاهدًا وطائعًا لرؤسائه، كما يقسم بأن يبقى عزبًا (غير متزوج).

هنالك ثلاث مجموعات من الأعضاء عند اليسوعيين: 1 - مساعدو الأُسقف المؤقتون (الإخوة) 2 - مساعدو الأسقف الروحيون 3 - المقبولون في الرهبانية.

يُعَدٌُّ الإخوة أعضاء كاملين في الرهبنة، ولكنهم لا يتولون مناصب الكهنة. أما مساعدو الأسقف الروحيون والمقبولون في الرهبانية فيعدون من القساوسة.

يقسم المقبولون في الرهبانية بالطاعة الخاصة للبابا، كما يؤدون قسم الامتناع عن الزواج، والطاعة والزهد، بالإضافة إلى عدم السعي أو قبول أي شرف أو وظيفة دينية مالم يؤمروا بذلك، كما يتعهدون بألا يحنثوا في قسمهم بخصوص الزهد المشروط عليهم في نظام الرهبنة.

يستمر اليسوعيون في الدراسة لسنوات كثيرة قبل أن يصبحوا مساعدين روحيين أو أساقفة. تستغرق هذه الدراسة من 10 إلى 12 عامًا لمن تركوا الدراسة في المدارس، حيث يتم تدريبهم روحيًا وأكاديميًا.

يحدد الرؤساء اليسوعيون ما إذا كان اليسوعي مؤهلاً لرتبة الراهب، حيث يبنون قرارهم على سجل الفرد في دراساته ومقدرات قيادته الروحية على وجه الخصوص.

التنظيم:

يتولى رئاسة اليسوعيين الرئيس العام للرهبنة الذي يقيم في روما، ويملك سلطات واسعة لاتخاذ القرارات التي تؤثر على كل الرهبنة.

يعيش اليسوعيون في نحو 100 قطر. وقد تم تقسيم الرهبنة إلى مناطق لأغراض إدارية تسمى المقاطعات ومندوبية المقاطعات ومناطق التنصير.

يشرف المسؤول المسمى أسقف الأبرشية على كل مقاطعة ومندوبية المقاطعة. تجمع المقاطعات المشتركة في اللغة أو الخلفية الثقافية في إدارات مساعدية حيث يعمل المساعد مستشارًا للرئيس العام للرهبنة في الشؤون المتعلقة بكل مساعدية.

يقوم الرئيس المحلي الذي يعينه أسقف الأبرشية أو الرئيس العام للرهبنة بإدارة مجموعات اليسوعيين الفردية خلال كل مقاطعة أو منطقة تنصير.

ينتخب الرئيس العام للرهبنة مدى الحياة عن طريق مجموعة أبرشية تتكون من المساعدين، وأساقفة الأبرشية ووفود منتخبة من الرهبنة. كما ينتخب هذا التجمع عدة مساعدين رئيسيين للرئيس العام للرهبنة. يُعيِّن الرئيس العام أساقفة الأبرشية، كما يعين رؤساء الرهبنة أو الدير الذين يشرفون على مجموعات اليسوعيين المحلية. يعمل أغلب أساقفة الأبرشية ورؤساء الرهبنة لمدة محددة بست سنوات.

نبذة تاريخية:

كون القديس أغناطيوس لويولا وستة من رفاقه جمعية يسوع في باريس، وكان البابا بول الثالث قد وافق في وقت سابق على الرهبنة عام 1540م. كان الأعضاء محددين أصلاً بستين عضوًا. وفي عام 1544م، خوّل البابا للرهبنة زيادة عضويتها دون حدود.

كتب القديس أَغناطيوس دساتير الرهبنة التي أصبحت نماذج لمئات المجموعات الدينية الرومانية الكاثوليكية الأخرى.

زاد عدد اليسوعيين إلى 1,000 عضو تقريبًا تحت قيادة إغناطيوس، وبموته عام 1556م تأسست الرهبنة تأسيسًا راسخًا في قارة أوروبا، خصوصًا من خلال أنشطتها التعليمية.

وقام اليسوعيون أيضًا بأعمال تنصيرية واسعة النطاق في إفريقيا وآسيا وفي أمريكا الشمالية والجنوبية.

أدت الرهبنة دورًا رئيسيًا في حركة التجديد الذاتية للكنيسة التي تسمى الإصلاح المضاد. ★ تَصَفح: الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

أثار اليسوعيون المعارضة نظرًا لزيادة عضويتهم وتأثيرهم. ففي فرنسا مثلاً خاضوا صراعًا مع حركة نصرانية قوية تسمى الجانسينية. ★ تَصَفح : جانسين، كورنليوس. وأخيرًا حظر البابا كليمنت الرابع عشر الرهبنة عام 1773م، وقام البابا بيوس السابع برفع الحظر عام 1814م. ★ تَصَفح: الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

زادت عضوية اليسوعيين باطراد منذ عام 1814م. واليوم يأتي نحو 25% من أعضاء الرهبنة من أمريكا الشمالية، حيث كان التأثير كبيرًا على وجه الخصوص.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية