الرئيسيةبحث

الحوامة ( Hovercraft )



الحوّامة مركبة تسير على طبقة من الهواء المضغوط فوق أي نوع من أنواع الأسطح، برًا أو بحرًا. ويستخدم الهواء المضغوط كوسادة غير مرئية تمنع تقريبًا أي احتكاك بين المركبة والسطح الذي تسير عليه. وبإمكان هذا النوع من المركبات التي يطلق عليها كذلك اسم العربات ذات الوسادة الهوائية نقل الركاب، والعربات والبضائع. ويمكن لبعض الحوامات أن تسير بسرعة كبيرة تبلغ 130كم في الساعة.

كيف تعمل الحوامة:

للحوامة مروحة واحدة أو أكثر تمتص الهواء إلى داخل المركبة. تدفع المراوح الهواء بشدة إلى أسفل المركبة، صانعة بذلك وسادة هوائية بين العربة والسطح الذي تسير عليه. وتسمى الحوامات أيضًا آلات التأثير الأرضي لأنها تستخدم سطح الأرض لحصر الهواء.

يحيط غطاء مرن مكسو بالمطاط الحافة السفلى لغالبية الحوامات. ويمتلئ هذا الغطاء بالهواء الذي تدفعه إليه المراوح بشدة، مما يجعل العربة قادرة على السفر فوق العوائق الوعرة مثل الصخور والأمواج. ولبعض الحوامات أغطية في المقدمة والمؤخرة فقط. ويمتد هيكل صلب على طول جانبي بعض الحوامات، وتسمى مثل هذه العربات سفن التأثير السطحي وتستعمل في الماء فقط.

وتمد التوربينات الغازية أو محركات الديزل خفيفة الوزن المراوح بالقدرة المطلوبة، ثم تدفع الدواسر العربة للأمام. وغالبية المركبات مزودة بأبواب صغيرة تسمى فتحات النفث وكذلك دفات أو دواسر للتوجيه. وهذه كلها تجعل العربة قادرة على التحرك إلى الأمام أو الخلف أو الجانبين، أو تجعلها قادرة على التأرجح أو الدوران.

نبذة تاريخية:

تم التعرف على أسس الوسادة الهوائية منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن لم تتوفر التكنولوجيا اللازمة لبناء نموذج عملي إلا أوائل القرن العشرين الميلادي، حيث تم بناء عدد محدود، وعرضت البحرية النمساوية إحداها في عام 1916م. وفي منتصف الخمسينيات أدخل كريستوفر كوكريل وهو مخترع إنجليزي، تحسينًا على التصميم الأساسي. وفي بداية الستينيات وضعت بريطانيا العظمى واليابان والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية وأقطار أخرى الحوامات موضع الاختبار في فترات مختلفة.

وفي أواخر الستينيات من القرن العشرين بدأت بحرية الولايات المتحدة وجيشها في استخدام الحوامات في حرب فيتنام للقيام بالدوريات ومهمات الإنقاذ. وفي عام 1968م بدأ البريطانيون يستخدمون الحوامات لنقل الركاب والعربات عبر القنال الإنجليزي. وقد بدأ تطوير البوارج الحوامة، أي المركبات التي تسحبها أو تدفعها عربة أخرى في الستينيات. وفي عام 1972م اكتشف الباحثون الكنديون أن الحوامات يمكن استخدامها في تكسير وإزاحة الجليد الذي يغطي الطرق المائية. وقد بدأ الاتحاد السوفييتي السابق استخدام الحوامات في منتصف الستينيات، وبحلول منتصف الثمانينيات أصبحت أكبر الدول المستخدمة لهذا النوع من المركبات في العالم. واليوم يقوم الصناع بإنتاج عدد من النماذج التي تختلف في الحجم والسرعة والقوة. وتقوم الحوامات الحديثة بإنجاز أعمال كثيرة، ولكن غالبية هذه المركبات تستخدم في مهام حربية.

وفي أواخر الخمسينيات اخترع المهندس الفرنسي جين بيرتن قطارًا خاصًا سمي الحوامة ذات المسار أو قطار الهواء. ولا يجري هذا القطار إلا في البر ويحتاج إلى مسارات. وهو لايلامس فعلاً هذه المسارات، ولكنه يستخدمها كمرشد. وتحفظ وسادة من الهواء القطار في وضع أعلى فوق المسارات. والقطار مزود بمحرك كهربائي خطي يشمل مغانط كهربائية أسفل العربة. ★ تَصَفح: المحرك الكهربائي الخطي. ويزود القطار بالقدرة المحركة عن طريق قوى مغنطيسية بين المسار والمغانط الكهربائية. كما يمكن أن يزود القطار أيضًا بالقدرة المحركة بوساطة محرك نفاث.

وتشبه عربة تسمى القطار المغنطيسي الحوامة ذات المسار، ولكن القطار المغنطيسي يعتمد على القوة المغنطيسية الموجودة بين العربة والمسار الموجه عوضًا عن وسادة الهواء المضغوط لكي يبقي على سير العربة في وضع أعلى من المسار الموجه.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية