هانيبال ( Hannibal )
هانيبال حارب الرومان في حرب قرطاج الثانية. يصور هذا المنظر الجنرال سيبيو الروماني، إلى اليسار، في مقابلة مع هانيبال، إلى اليمين، وهما يتباحثان حول السلام. وقد هزمت قوات سيبيو هانيبال في موقعة زاما في شمال إفريقيا عام 202ق.م. |
بداية حياته:
وُلد هانيبال في قرطاج ووالده هميلكار باركا كان أيضًا قائد جيش. كره هميلكار باركا الرومان وكانت مدينته العدو الرئيسي لهم. ونظرًا للتقاليد جعل هميلكار يُقْسِمُ دائمًا بأن يكون عدوًا للرومان. ذهب هانيبال مع أبيه إلى أسبانيا وهو طفل، وهي أرض حكمتها قرطاج جزئيًا. وعندما كان هانيبال شابًا قاد الجنود ضد القبائل الأسبانية وساعد في زيادة القوة القرطاجية. وأصبح هانيبال القائد القرطاجي في أسبانيا عندما كان عمره خمسًا وعشرين سنة. وفي عشرينيات القرن الثالث قبل الميلاد، تطورت المشاكل بين قرطاج والروم بسبب توسع هانيبال وهاجم ساجونتم الحليف الأسباني للروم، في 219 ق.م، وأعلنت الروم الحرب ضد قرطاج، وهي الحرب البونية القرطاجية الثانية في 218 ق.م.حملاته العسكرية:
في بداية الحرب، أدهش هانيبال الرومان بمناوراته الجريئة. بدأ من أسبانيا بجنود يصل عددهم إلى 60,000 وعبر بهم الراين وفرنسا وجبال الألب ودخل روما الإيطالية، وقد قتل الجليد والبرد وقبائل الجبال الضارية العديد من القرطاجيين في الألب. ووصل هانيبال إلى وادي ألبو في شمالي إيطاليا ومعه 26,000 جندي وستة آلاف حصان. وجلب أيضًا بعض الفيلة لأنها تشتت بعض الأحيان صفوف الأعداء كما تفعل الدبابات في المعارك الحديثة. بعد ذلك، جنّد ما بين ألف وخمسمائة وألفين من الغاليين. والغاليون أيضًا يسمون بالسلت، وهم من وادي ألبو حيث أعداء الرومان.وأُحضرت جيوشٌ رومانية من صقلية كمحاولة لوقف تقدم هانيبال ولكنه خدع الرومان في كمين وهزمهم في معركة نهر تربيا. وتحرك هانيبال إلى وسط إيطاليا في 217ق.م، وهناك خدع الجيش الروماني لملاحقة جيشه، بعد ذلك حطم هانيبال الرومان في كمين على شواطئ بحيرة تراسيمينو.
وفي 216ق.م، وجد هانيبال نفسه أقل عددًا من الرومان بكثير في كاني في جنوبي إيطاليا ونظم هانيبال جنوده في شكل قوس. وعندما هاجم الرومان المركز أحاط فرسان هانيبال الأقوياء بهم وسحقوهم.
وقتل القرطاجيون 50,000 من جنود الأعداء في يوم واحد يعد أسوأ انهزام تكبده الجيش الروماني.
نقطة التحول:
بعد كاني، أصبح مستقبل هانيبال جيدًا لكن التيار انقلب حالاً ضده وضد قرطاج. كسب هانيبال حلفاء في شمالي إيطاليا ومقدونيا وسيراقوسة وصقلية، لكن بعض حلفائه أصبحوا مشغولين عن مساعدته ولا يزال للرومان حلفاء في مراكز إيطاليا مع العديد من جنودهم، فأصبحوا قادرين على منع التعزيزات من الوصول إلى هانيبال. وأثناء ذلك، طرد القائد الروماني بوبليوس كورينليوس سيبيو القرطاجيين خارج أسبانيا. وفي 204ق.م، غزا إفريقيا، مما دعا هانيبال إلى العودة لبلاده إفريقيا في 203ق.م. وأخيرًا هُزِمَ على يد سيبيو في زاما شمالي إفريقيا في 202ق.م، وانتهت الحرب عام 201ق.م بانتصار الروم على الرغم من محاولات هانيبال الجريئة.بعد الحرب:
سمح الروم للقرطاجيين بحكم أنفسهم وترأس هانيبال الحكومة واستعادت قرطاج وضعها سريعًا تحت قيادته. لكنه فر شرقًا في 195ق.م، بعد أن سمع أن الرومان سوف يقومون بطلب تسليمه. ووجد حماية من أنطيوخوس الثالث ملك سوريا الذي كان يهم بدخول حرب مع الروم. ولم يستفد أنطيوخوس من خبرات هانيبال العبقرية إلا قليلاً وخسر الحرب في 189 ق.م، وهرب هانيبال إلى بثينيا مكان تركيا الحالية وانتحر عندما طلب الروم تسليمه.★ تَصَفح أيضًا: قرطاج ؛هميلكار باركا ؛الحروب البونية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية