الرئيسيةبحث

العادة ( Habit )



العادة أمر يفعله الإنسان ـ بدون تفكير ـ مرة تلو أخرى. وكثير من تصرفات الإنسان اليومية عادات. تصوّر صعوبة ربط شريط الحذاء، إن كان عليك أن تُمعِنَ التفكير في كل حركة عليك أن تقوم بها لإتمام ربط الشريط. وتختلف العادة عن الغريزة. فالغريزة شيء فطري غير مكتسب.

كيف نتعلم العادات:

تبدأ العادات بوصفها أفعالاً يقوم بها الإنسان عن وعي. وتصبح الأعمال أسهل على الإنسان عندما يكرر فعلها. وتصبح العادات المزمنة آلية لاتحتاج إلا لقليل من التفكير، أو لا تحتاج إلى التفكير على الإطلاق.

يتفق علماء النفس على أن الحافز، (وهو الشيء الذي يبدأ أي فعل) موجود كلما نفَّذ إنسان عادة. فإشارة المرور الحمراء، حافز للسائق الحذق. فالإشارة تدفع السائق إلى الضغط على الفرامل. ولكي يتعلم هذه العادة ، يتمرن كل سائق جديد تحت ظروف حركة السير العادية، ليضغط على الفرامل، عندما يرى الإشارة حمراء.

ويعتقد كثير من علماء النفس، أن الناس يتعلمون العادات إذا كانت مفيدة لهم. ويُسمي هؤلاء العلماء هذه الفائدة المكافأة أو التعزيز. فإن كانت العادة مرضية للناس (ممتعة) حافظوا عليها، وأمَّا إذا لم تعط العادة أي شيء مُرضٍ أو إذا أصبحت غير مُرضية، فقد يتركونها. فعلى سبيل المثال، قد يجد شخص متعة في إضافة السُّكر إلى كثير من مأكولاته ومشروباته فتصبح إضافة السُّكر عادة عنده. فإذا أصيب هذا الشخص بمرض السكر فسوف يتوقف عن تلك العادة.

ولا يوافق علماء النفس، الذين يؤمنون بفكرة المتعة في تشكيل العادات، على فكرةٍ قديمة تقول إن هناك ممرات تتكون في الجهاز العصبي، عند تكرار فعل ما. فقد استطاع علماء النفس، تعليم الجرذان عادات، ثمَّْ قطعوا أجهزتها العصبية في نقاط مختلفة، لكن هذه الجرذان، استمرت في القيام بالعادات التي تعلمتها. وتشير هذه التجربة إلى أن تعلم العادات، لا يعتمد على وصلات معينة في الجهاز العصبي، ولا توجد العادات في مكان معين من الدماغ.

أنواع العادات:

بعض العادات بسيطة، ولا تحتاج إلا إلى حركات عضلية فقط. فحين يقترب إنسان من باب يمسك مقبض الباب، ويُسمى هذا الفعل فعلاً حركيًا بسيطاً. تبدو الحركة طبيعية، ولكن كان على هذا الإنسان، أن يتعلم هذه العادة في وقت مضى. فمقبض الباب، شيء غريب لطفل لم يره من قبل. وقد يلعب الطفل بالباب عدة مرات، قبل أن يتعلم أن يفتح الباب بتحريك المقبض.

أمَّا بعض العادات فهي أكثر تعقيدًا من الفعل الحركي البسيط. وتتكون هذه من أفكار، ومواقف، نتخذها تجاه أشياء معينة، وأشخاص معينين. ويسمي علماء النفس، هذه العادات عادات التحكم. وبعض هذه العادات جيد وبعضها سيء، وهذا شيء يعتمد على تأثيرها على الأشخاص الآخرين. فنحن نتعلم العادات الجيدة، لنتصرف كما يتوقع الآخرون. فالمظهر الحسن، والأخلاق الطيبة، من العادات التي يعتبرها الناس عاداتٍ جيدة. وقد يتعلم الإنسان عادات سيئة، لأنه يعتقد أنه يستطيع أن يجني شيئًا ما منها. لكن هذه العادات تضايق الآخرين.

★ تَصَفح أيضًا: التعلم ؛ السلوك

المصدر: الموسوعة العربية العالمية