الرئيسيةبحث

غينيا بيساو ( Guinea-Bissau )



بيساو عاصمة غينيا ـ بيساو مدينة وميناء هادئ تقع على ضفاف نهر جيبا. وتظهر الصورة مركزًاتجاريًا على شارع أميلكار كابرال. وقد سمي هذا الشارع بهذا الاسم تخليدًا لذكرى كابرال الذي قاد الكفاح المسلح من أجل الاستقلال عن الحكم البرتغالي.
غينيا ـ بيساو قطر صغير يتمتع بالاستقلال، ويقع في نتوء الساحل الغربي الإفريقي. وتعد جزر بيجاجوس وتنطق أيضًا بيساجوس التي تبعد قليلاً عن الساحل الغربي الإفريقي جزءاً لا يتجزأ من غينيا ـ بيساو. وبيساو هي العاصمة، فضلاً عن كونها كبرى المدن والميناء البحري الرئيسي للدولة.

ويعمل بالزراعة القطاع الأكبر من سكان غينيا ـ بيساو. وتشمل المحاصيل الرئيسية: الأرز، والفول السوداني، حيث تزدهر زراعة هذين المحصولين ؛ بسبب المناخ المداري الذي يسود هذه البلاد.

وقد كانت غينيا ـ بيساو مستعمرة برتغالية تُسمى غينيا البرتغالية حتى عام 1974م، حيث نالت هذه البلاد استقلالها بعد أحد عشر عاماً من حرب التحرير.


نظام الحكم:

يرأس حكومة غينيا بيساو رئيس ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات. وتتكون الجمعية التشريعية، البرلمان، من 100 عضو ينتخبهم الشعب لفترة أربع سنوات. وفي عام 1991م وافق البرلمان على تعديل دستوري انتقلت غينيا بيساو بمقتضاه إلى النظام الديمقراطي التعددي. وقد ظل الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا وكيب فيرد حتى تعديل الدستور الحزب السياسي الوحيد بالبلاد. ويرمز لهذا الحزب بالحروف PAIGC اختصاراً لمسمى الحزب باللغة البرتغالية.

السكان:

يبلغ عدد سكان غينيا ـ بيساو نحو 1,192,000 نسمة، ويشكل الأفارقة نحو 85% من إجمالي عدد سكان البلاد. أما النسبة الباقية، وهي 15% فتشمل معظمها الفئات التي تنحدر من أصول إفريقية وبرتغالية مزدوجة وتعرف محليًّا بالمولدين. وترجع الأصول السلالية للسكان الأفارقة إلى نحو عشرين مجموعة عرقية. ويأتي ترتيب هذه المجموعات العرقية من حيث الحجم على النحو التالي: البلانتي، المانجاكو، الفولانيون، المالنكيون أو الماندينجو . ★ تَصَفح: الفولانيون ؛ الماندينجو.

يعيش معظم سكّن غينيا ـ بيساو (78%) في مناطق ريفية معتمدين في معيشتهم على الزراعة. كما أن معظم سُكان هذه البلاد يعيشون في أكواخ من الطين تغطيها سقوف من القش. ويمارس معظم السكان الاعتقاد القائل بحيوية المادة (الأرواحية)، حيث يعدون كل ما في الكون له روح.

وإلى جانب هذا فإن هناك نسبة كبيرة من السكان تعتنق الإسلام. وتعدُّ البرتغالية اللغة الرسمية لغينيا ـ بيساو. وإلى جانب هذا، فإن معظم السكان يستخدمون لغة محلية تسمى كريولو وهي مزيج من اللهجات الإفريقية واللغة البرتغالية. ولم يتح الاستعمار البرتغالي إلا النزر اليسير من التعليم لسكان هذه البلاد. ولهذا السبب لم تتجاوز نسبة المتعلمين من القادرين على القراءة والكتابة في هذه البلاد 5% من إجمالي عدد السكان عقب جلاء المستعمر البرتغالي. ونتيجة لهذا الوضع عمل الثوار خلال حرب التحرير على إنشاء المدارس ومراكز تعليم الكبار في المناطق المحررة من البلاد.

وإثر انتهاء الحرب عملت الحكومة على تحويل العديد من ثكنات الجيش البرتغالي إلى مدارس.

خريطة غينـــــيا بيــــــساو

السطح والمناخ:

تبلغ مساحة غينيا ـ بيساو نحو 36,125كم² وتُغطي المناطق الساحلية الغابات الاستوائية الكثيفة والمستنقعات. وتنمو أشجار المانجروف في الماء على امتداد الساحل. وتبدأ الأرض في الارتفاع تدريجيًا كلما بعدنا عن الساحل. كما تبدأ حشائش السافانا في تغطية معظم الأقاليم الداخلية للبلاد. ويخترق غينيا ـ بيساو العديد من الأنهار. ومن بين الأنهار الرئيسية التي تجري في هذا القطر الكاشو والكوروبال، ونهر الجيبا.

وتتمتع غينيا ـ بيساو بمناخ مداري يتخلله فصل جاف وفصل رطب. ويبلغ متوسط درجة الحرارة خلال الفصل الجاف الذي يمتد مابين شهري ديسمبر ومايو ـ نحو 23°م. أما في الفصل الرطب ـ الذي يمتد مابين شهري يونيو ونوفمبر ـ فإن متوسط درجة الحرارة يبلغ نحو 28°م. وتصل غزارة الأمطار قمتها خلال شهري يوليو وأغسطس. ويتراوح المتوسط السنوي للأمطار مابين 240سم في المناطق الوسطى، و140سم في المناطق الداخلية.


الاقتصاد:

مازالت موارد غينيا ـ بيساو الزراعية والمعدنية وإمكاناتها الصناعية غير مستغلة. ويعمل أكثر من 50% من إجمالي الأيدي العاملة في فلاحة الأرض. أما المحاصيل الزراعية الرئيسية، فتشمل: الفاصوليا وجوز الهند ولب النخيل والذرة والفول السوداني والأرز. وخلال حرب التحرير تعطّل النشاط الزراعي، إذ دُمّرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. ونتيجة لهذا الوضع اضطرت البلاد التي كانت مصدرة للأرز إلى استيراده، لتوفير احتياجاتها من هذا المحصول الغذائي المهم.

ويستوعب القطاع الصناعي ـ بسبب صغر حجمه ـ نسبة ضئيلة من إجمالي القوى العاملة في هذا البلد. ويُعد قطاع الإنشاءات والصناعات الغذائية أكثر القطاعات الصناعية المستوعبة للأيدي العاملة. ويعد الفول السوداني، والبلاذر والروبيان من الصادرات الرئيسية لغينيا ـ بيساو. وإضافة إلى هذا فإن هناك بعضًا من الصادرات الأخرى مثل جوز الهند، ولب النخيل ينمو بكثرة على امتداد شواطئ جزر البيجاجوس. ويأتي على رأس قائمة الواردات الوقود والمنسوجات القطنية. وتُمثل البرتغال الشريك التجاري الرئيسي لغينيا ـ بيساو.

وبعد انتهاء حرب التحرير كانت زيادة الإنتاج الزراعي من الأولويات الرئيسية للحكومة، بهدف توفير احتياجات البلاد من المواد الغذائية. ولهذا عملت الدولة على التخطيط لمشروعات تستهدف الاستفادة من الأراضي غير المزروعة وتحديث التقنيات الزراعية. وكان الهدف من هذه المشروعات أيضًا توفير فرص عمل للمشاركين في معارك التحرير من قدامى المحاربين.

كما خططت الحكومات التي أعقبت الاستقلال ؛ لاستغلال الثروات المعدنية للبلاد، مثل البوكسيت، والنحاس، والفوسفات، والزنك وغيرها من المعادن الأخرى. غير أنه ـ بسبب انعدام الاستقرار السياسي وندرة العمالة المدربة والماهرة ـ لم تحقق حكومات مابعد الاستقلال نجاحًا يذكر في تنفيذ المشروعات الإنمائية.

وتُعاني غينيا ـ بيساو ندرة في الطرق المعبدة. ولهذا يُعدُّ النقْل النهري وسيلة أساسية من وسائل المواصلات. وتمتاز أنهار الكاشو، وكوروبال وجيبا بعمقها الملائم للملاحة، مما يسمح بعبور السفن العملاقة بهذه الأنهار إلى مسافات قد تصل إلى نحو 130كم. وإلى جانب هذا فإن هناك العديد من المطارات الصغيرة الموزعة على أنحاء مختلفة من البلاد.

غينيا ـ بيساو احتفلت بأعياد الاستقلال عن الحكم البرتغالي في سبتمبر سنة 1974م. فقد خاض الثّوار معارك التحرير ضد المستعمر البرتغالي أكثر من عشرة أعوام.

نبذة تاريخية:

قَطَنَ العديد من المجموعات الإفريقية غينيا ـ بيساو قبل اكتشاف البرتغاليين لها عام 1446م. ومنذ القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر الميلاديين استخدم البرتغاليون هذا الإقليم، قاعدة تنطلق منها أعمالهم التجارية. وما لبث هذا الإقليم أن أصبح مستعمرة برتغالية تحمل اسم غينيا ـ بيساو منذ عام 1879م. وفي عام 1951م أصبحت غينيا ـ بيساو ضمن المقاطعات البرتغالية فيما وراء البحار.

ولقد شهدت القارة الإفريقية خلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الميلادي قيام العديد من الحركات التحريرية. وفي عام 1956م أنشأ قادة الحركة الوطنية الإفريقية في غينيا ـ بيساو الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا ـ بيساو وكيب فيرد. وكان من بين أهداف الحزب الحصول على استقلال كل من غينيا ـ بيساو وكيب فيرد.

وكيب فيرد جزيرة تقع على بعد نحو 765كم شمال غربي غينيا ـ بيساو وتسيطر عليها البرتغال. ولقد تولى منصب أمين عام الحزب أميلكار كابرال منذ عام 1956م وحتى اغتياله عام 1973م.

وقد عمل الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا ـ بيساو وكيب فيرد خلال الستينيات من القرن العشرين على تدريب الفلاحين على أعمال القنص والهرب التي عدت في القرن العشرين الميلادي تخطيطًا سياسيًا في حرب العصابات.

بدأت حرب التحرير عام 1963م. وبحلول عام 1968م تمكن الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا ـ بيساو وكيب فيرد من تحرير ثُلثي البلاد. وقد قام المواطنون في المناطق المحرَّرة بانتخاب أول مجلس وطني شعبي في عام 1972م. وفي العام التالي أعْلن المجلس الوطني الشعبي ؛ غينيا ـ بيساو دولة مستقلة. كما تم تنصيب لويس كابرال أحد قادة الحزب وشقيق أميلكار كابرال رئيسًّا للدولة الجديدة. وفي عام 1974م انتهت حرب التحرير، حيث اعترفت البرتغال باستقلال غينيا ـ بيساو. وفي العام التالي (1975م) نالت كيب فيرد استقلالها.

وقد عمل الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا ـ بيساو وكيب فيرد تحت زعامة أمينه العام أرتيستايد بيريرا على إعادة بناء البلاد وتنميتها. وسعى الحزب أيضًا نحو توحيد غينيا ـ بيساو وكيب فيرد تحت حكومة واحدة. وفي عام 1980م حدث انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المدنية فآلت مقاليد البلاد للعسكريين، حيث حلوا المجلس الوطني وشكلوا بدلاً منه مجلسًا عسكريًا حاكمًا. وقد عارض النظام العسكري الحاكم بشدة توحيد غينيا ـ بيساو وكيب فيرد. وفي عام 1984م أجيز دستور جديد للبلاد، أعلن بمقتضاه عن قيام مجلس وطني جديد. وانتخب المجلس الوطني بدوره رئيسًا جديدًا للدولة، هو العميد جوآو برناردو فيرا الذي أعلن في أبريل 1990م عن نظام تعدد الأحزاب السياسية بدلاً من حكم الحزب الواحد، على أن تكون هناك فترة انتقالية تتقرر خلالها مواعيد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء المجلس الوطني تنتخبهم المجالس الإقليمية مباشرة. وفي عام 1994م، أقيمت أول انتخابات بمشاركة أحزاب متعددة. وقد حقق الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا وكيب فيرد أغلبية ضئيلة مكنت فيرا من الوصول إلى سدة الحكم مرة أخرى. وفي عام 1999م، أطاحت مجموعة من المتمردين بقيادة الجنرال أنسيومين مين بالرئيس فيرا. وقام الجنرال مين بتعيين رئيس البرلمان مالان باكي سانا رئيساً للبلاد إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية