الرئيسيةبحث

فليندرز، ماثيو ( Flinders, Matthew )



فليندرز، ماثيو (1774 - 1814م). ملاَّح بريطاني اكتشف مساحات واسعة من الأراضي الأسترالية ورسم خرائطها. أبحر مع المستكشف البريطاني جورج باس حول فان ديمنزلاند (تسمانيا حاليًا) وأثبت أنها جزيرة. كما أبان أنه لا يوجد مضيق يشق وسط أستراليا، كما كان يعتقد بعض الناس. وكان أيضًا واحدًا من أوائل الذين أبحروا مباشرة حول أستراليا ماسحًا كثيرًا من الخط الساحلي الذي لم يسبق أن رسمت له خرائط.

حياته المبكرة:

ولد فليندرز في دوننجتون بلنكولنشاير في إنجلترا، وكان والده طبيبًا جراحًا أراد له أن يدرس الطب. إلا أن كتاب روبنسون كروزو، الذي ألفه دانيال ديفو قد ألهب رغبات فليندرز في الخروج إلى عالم البحار، ليصبح مكتشفًا. وكان هذا الكتاب يحكي قصة بحار قد أُلقي على ساحل جزيرة مهجورة. عمل فليندرز صبي بحار على ظهر السفينة الحربية آلرت عام 1789م. وأبحر عام 1791م في المحيط الهادئ إلى جزر الهند الغربية مع الكابتن بلاي. وشارك في المعركة البحرية التي نشبت بين بريطانيا وفرنسا خارج سواحل برست في الأول من يونيو عام 1794م، وكان يعمل إبانها على ظهر السفينة بلروفون، وكان النصر فيها حليف بريطانيا. وقابل باس ـ وهو رقيب في البحرية ـ على ظهر السفينة ريلانس إبان رحلتها إلى أستراليا.

رحلات توم ثمب:

فور وصول باس وفليندرز إلى سيدني عام 1795م، شرعا في رحلاتهما الاستكشافية على متن توم ثمب، وهو زورق شراعي صغير طوله 2,4م وعرضه 1,5م. أبحرا على طول الساحل واكتشفا خليج بوتاني، ونهر جورج الذي يصب في هذا الخليج. وخرجا عام 1796م في رحلة أخرى على متن زورق أكبر أطلق عليه أيضًا اسم توم ثمب، ثم دخلا بورت هاكينج، وأبحرا مجتازين الموقع الحالي لمنطقة وللونغونغ حتى وصلا بحيرة إلاوارا.

قابلا في هذه الرحلة بعضًا من الأستراليين الأصليين على الشاطئ، وخشيا أن يهاجمهما الأستراليون الأصليون ولكن فليندرز ألهى الأستراليين الأصليين بقص شعورهم الطويلة. وهذا العمل أفادهما جدًا، بحيث حاول فليندرز بعد ذلك أن يعامل الأستراليين الأصليين معاملة طيبة وبأسلوب وُدِّي.

الرحلة حول فان ديمنزلاند:

بعد ذلك وفي عام 1797م أثناء غياب فليندرز بعيدًا في رأس الرجاء الصالح بجنوبي إفريقيا، قام باس برحلة في زورق لصيد الحيتان ودخل ما يعرف الآن بمضيق باس، وكان يشك في وجود مضيق هناك، لأنه لم يبحر مباشرة من خلاله. كما أن فليندرز الذي قام برحلة عام 1797م إلى جزر فيرونوكس خارج سواحل تسمانيا، كان يشك أيضًا فيما إذا كانت أرض فان ديمنزلاند جزيرة أم لا.

قام فليندرز وباس عام 1798م برحلة للوقوف على مدى صحة نظريتهما واستقلا زورقًا شراعيًا وحيد الصاري سمياه نورفوك تبلغ حمولته 25 طنًا متريًا، واجتازوا من خلال المضيق بين فان ديمنزلاند والبر الرئيسي، وسمي هذا المضيق فيما بعد على اسم باس. وأبحرا حول فان ديمنزلاند وبرهنا على أنها جزيرة. وكان لاكتشاف مضيق باس أهمية كبيرة، حيث إنه عمل على تقليص المسافة من إنجلترا وإليها.

إنفستيجيتور، الزورق الشراعي، حمل فليندرز حول القارة الأسترالية على الرغم من حالة الزورق المهترئة الخطيرة.

الرحلة حول أستراليا:

عاد فليندرز إلى بريطانيا عام 1800م، وقام عالم التاريخ الطبيعي السير جوزيف بانكس بتقديمه إلى اللورد سبنسر، أول لورد للأسطول الملكي البريطاني. ووافق اللورد سبنسر أن يعطي فليندرز قيادة المركب الشراعي المسمى الإنفستيجيتور ليقف على ما إذا كان شرق وغرب أستراليا يفصلهما مضيق كبير. تزوج فليندرز في بريطانيا، لكن كان عليه أن يترك زوجه آن خلفه عندما غادر بريطانيا في يوليو 1801م.

قام فليندرز بصيانة الإنفستيجيتور في رأس الرجاء الصالح، ومن ثم، أبحر إلى كيب لييون. وبدأ رحلته على طول الساحل الجنوبي لأستراليا فاكتشف خليج سبنسر، وخليج سانت فينسنت، وجزيرة الكنغر. التقى في وقت لاحق بالمستكشف الفرنسي نيكولاس بودين، لذا أطلق فليندرز على المكان الذي التقيا فيه خليج إنكاونتر أي اللقاء. ومن ثم أبحر إلى مضيق باس ودخل إلى خليج بورت فيليب ووصل إلى سيدني في 8 مايو 1802م.

بعد أن تزود بما يحتاج إليه من طعام وشراب وخلافهما، وبعد إصلاح سفينته، أبحر صوب الشمال إلى كيب يورك وعبر خلال مضيق توريز الخطير. ثم بدأ يمسح ساحل خليج كربنتاريا، ولما وجد أن سفينته في حالة خطرة ومهترئة، قرر أن يكمل الرحلة حول سواحل أستراليا بأسرع ما يمكن. وقد وصل إلى سيدني ثانية في 9 يوليو 1803م. وهناك أعلن أن الإنفستيجيتور غير صالحة للإبحار بعد ذلك.

رحلة العودة إلى بريطانيا:

بدأ فليندرز رحلته إلى بريطانيا راكبًا عاديًا على متن السفينة بروبويس. حاولت هذه السفينة السفر إلى الهند عبر مضيق تور، لكنها تحطمت في إحدى الشعاب المرجانية. عاد فليندرز إلى سيدني في زورق مفتوح وشرع في العودة مرة أخرى في 21 سبتمبر 1803م في السكونة الصغيرة المسماة كمبرلاند التي تبلغ حمولتها 26 طنًا متريًا وكانت تحت قيادته. ونزل في جزيرة موريشيوس في وقت كانت الحرب لا تزال دائرة بين فرنسا وبريطانيا. وهناك ألقى الحاكم الفرنسي الجنرال دكاين القبض على فليندرز باعتباره جاسوسًا وأودعه السجن. وقد قضت سنوات السجن على معنويات فليندرز، وكان قد حبس من عام 1803م حتى 1810م. ولما أطلق سراحه كان معتل الصحة. وقضى السنوات الأخيرة من عمره في تأليف كتابه رحلة إلى أرض أستراليا المجهولة. ومات في اليوم نفسه الذي نشر فيه كتابه هذا.

★ تَصَفح أيضًا: أستراليا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية