الرئيسيةبحث

الكنائس الأورثوذكسية الشرقية ( Eastern Orthodox Churches )



الكنائس الأورثوذكسية الشرقية هي الكنائس الرئيسية في اليونان وروسيا وأوروبا الشرقية وغربي آسيا، ويُقَدَّر أتباعها بنحو 170مليونًا.

نبذة تاريخية:

كان النصارى يمثلون وحدة واحدة أمام اضطهاد الإمبراطورية الرومانية الوثنية. وقد كان اعتناق الإمبراطور قسطنطين الكبير النصرانية ومنحه الحرية الدينية للجميع نقطة تحول في تاريخ النصرانية، وبداية للشقاق داخل الكنيسة. كما عمَّقت قرارات المجامع التي عُقدت بين عامي 325 و 787م ذلك الخلاف والشقاق داخل الكنيسة. وبعد أن نقل قسطنطين الكبير عاصمته من روما إلى القسطنطينية أصبحت هذه المدينة مركز النصرانية الشرقية. وقد زاد من هذا النزاع بعض العوامل العقدية والسياسية والثقافية والجغرافية. وكان من أهمها عاملان، الأول: الفيليوغ، وهو دعوى الكنيسة الغربية أن روح القدس نشأ عن الله الأب والله الابن ـ حسب زعمهم ـ وإصرار الكنيسة الشرقية على أن روح القدس نشأ عن الله الأب فقط. والثاني: دعوى الكنيسة الغربية بامتداد سلطتها على الكنائس كلها. وقد أدى هذا إلى نزاع تاريخي في القرن التاسع الميلادي بين فوتيوس بطريرك القسطنطينية والبابا نقولا الأول، واستمر النزاع حتى عام 1054م حين أصدر وفد من البابا مرسوم حرمان البطريرك من الكنيسة، مما دعا البطريرك إلى عقد مجلس وأصدر مرسوم طرد ضد الوفد البابوي. وازدادت الخصومة بين الكنيستين مرارة حينما دمر النصارى القسطنطينية.

خلال الحملة الصليبية الرابعة وخلال فترة استيلاء الأتراك العثمانيين على القسطنطينية عام 1453م، التي استمرت حتى القرن التاسع عشر، عُدَّ بطريرك القسطنطينية الأسقف الأكبر لكل الأورثوذكس. وخلال القرن العشرين بدأ تقارب بين الكنيستين، ففي عام 1964م عقد البطريرك أثينو غراس الأول اجتماعًا تاريخيًا مع البابا بول السادس في القدس، وكان أول اجتماع يُعقد بين بطريرك القسطنطينية والبابا منذ عام 1439م. وفي عام 1965م رفع كل من القائدين الدينيين الطرد واللعنة التاريخية عن الآخر.

التنظيم:

تتكون الكنائس الأورثوذكسية الشرقية من عدد من الكنائس لبعضها مكانة تشريعية خاصة، وهي على الترتيب كنائس القسطنطينية (تركيا)، الإسكندرية (مصر)، أنطاكية (سوريا)، القدس. كما أن هناك بعض الكنائس التي تتمتع بالاستقلال، وهي وفقًا لحجمها كما يلي: كنائس روسيا، رومانيا، صربيا، اليونان، بلغاريا، جورجيا، قبرص، تشيكيا، سلوفاكيا، بولندا، ألبانيا، فنلندا، سيناء (مصر). كما أن هناك كنائس أرثوذكسية في غربي أوروبا وأمريكا الشمالية ووسط إفريقيا، والشرق الأقصى ليس لها سلطة الحكم الذاتي. وقد أسسها منصرون أو مستوطنون من الدول التي تتبع الكنيسة الأورثوذكسية الشرقية. وتُعلي الكنائس الشرقية من مكانة بطريرك القسطنطينية الذي يُسمى البطريرك المسكوني.

رجال الدين:

في الكنيسة الأُورثوذكسية ثلاث مراتب: المطارنة أو الأساقفة، والكهنة، والقساوسة الشمامسة إضافة إلى مرتبتين فرعيتين: الشماس المساعد والقارئ. والشماس ومساعد الشماس والقارئ يساعدون القس أثناء أداء الوظائف الدينية والحياة الروحية. وإدارة الكنيسة مسؤولية مشتركة بين رجال الدين والعامة الذين يشاركون أيضًا في انتخاب رجال الدين.

العقائد:

يعتقد الأورثوذكس بالتثليث، كما يعتقد النصارى الآخرون، ولكنهم يقولون بالتجسد ؛ أي أن الله هو عيسى وعيسى هو الله. وقد رد عليهم القرآن الكريم بقوله : ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم﴾ المائدة : 17 ويقول الأورثوذكس بأفضلية الإله الأب عن الإله الابن، بينما تقول الكنيسة الغربية بالمساواة الكاملة بين الاثنين. ويذهب الأورثوذكس إلى أن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، بينما تقول الكنيسة الغربية بأن له طبيعتين ومشيئتين. وأخيرًا يقول الكاثوليك : إن روح القدس نشأ عن الله الأب والله الابن معًا بينما يقول الأورثوذكس: إن روح القدس نشأ عن الله الأب فقط.

العبادات:

تتكون الطقوس الدينية عند الأورثوذكس من: القربان المقدس، وشعائر مثل الصلوات وتراتيل، واحتفاء بمناسبات مثل التعميد، والزواج والجنائز. وتؤدى كلها عادة بلغة الجمهور.

مباني الكنيسة:

تتميز الكنائس الشرقية بأنها غنية بالزخارف الفنية والرسوم الدينية وتكون التماثيل جزءًا هامًا في عبادة الأورثوذكس.

الأسرار المقدسة:

للكنيسة الأورثوذكسية سبعة أسرار مقدسة مهمة هي : 1- القربان المقدس. 2- التعميد. 3 - تثبيت العماد. 4- الاعتراف والكفارة. 5- الزواج. 6- الترسيم المقدس الدرجات الكهنوتية. 7- دهن المريض.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية