الرئيسيةبحث

درايزر، ثيودور ( Dreiser, Theodore )


ثيودور درايزر
درايزر، ثيودور (1871م - 1945م). كاتب أمريكي يعتبر رائد حركة المدرسة الطبيعية (شكل كئيب ومتشائم من أشكال المدرسة الواقعية). تقع أشخاص درايزر دائماً فريسةً لحوادث عديمة المغزى، يتسببون فيها بأنفسهم، وتنتج عنها ضغوط لايستطيعون التحكم فيها أو فهمها. وقد استوحى بعض رواياته، مثل الأخت كاري، ومأساة أمريكية، من أحداث الحياة اليومية. وهو في رواياته لايلوم مرتكبي الجرائم من شخصياته، بل ينحي باللائمة على المجتمع القمْعي المنافق الذي أفرزهم. وأسلوبه ينقصه الجمال، ولكن جمال رواياته يتمثل في قوتها، وجديتها.

وُلد درايزر في مدينة تري هوت، بولاية إنديانا، وكانت عائلته فقيرة جداً، وسرعان ما أدرك البون الشاسع بين الأمل والواقع في الحياة الأمريكية. هذا الإدراك كان مبعث عدم اقتناع درايزر بالأوضاع حوله، مما أثر كثيراً على أعماله.

درس درايزر في جامعة إنديانا، لمدة عام، وفي عام 1890م عمل صحفياً في شيكاغو، وسانت لويس. وبحلول عام 1907م، كان قد أصبح محرِّرًا ناجحًا، لنفس ذلك النمط، من المجلات النسائية، التي كان يحتقر عاطفيتها وسطحيتها.

استوحى درايزر أولى رواياته، التي نشرها بعنوان الأخت كاري، من تجارب إحدى أخواته. وقد قبل الروائي فرانك نورس، الذي كان يعمل محررًا لدى شركة دَبُلْدي ـ بيج وشركائهما، بحماس طبع الكتاب ونشره. ولكن نلتجي دبلدي، زوجة رئيس الشركة، فوجئت بعدم أخلاقية الكتاب، مما حدا بالناشر إلى محاولة فسخ العقد الخاص بنشر الكتاب. لم يوافق درايزر على هذا، وطالب بتنفيذ العقد المبرم بينهما، الأمر الذي أجبر دبلدي على نشر الكتاب عام 1900م، ولكن دون الإعلان عنه، أو توزيعه. وقد صارت الرواية في متناول القراء عام 1912م، بعد أن وافق ناشر آخر على نشرها.

وتدور الرواية حول كاري ميبر تلك الفتاة الفقيرة، التي كانت تعيش وحيدة في شيكاغو. عاشت كاري لفترة، مع بائع متجول، ولكن سرعان ما هربت إلى نيويورك، مع الثري المتزوج جورج هيرستوود. وهناك أخذت ثروته تتناقص إلى أن أصبح في آخر أيامه متسولاً، مما أدّى به إلى إنهاء حياته بالانتحار. عملت كاري بالتمثيل، ونجحت في ذلك، ولكن دون أن تذوق طعمًا للسعادة.

كتب درايزر رواية أخرى، بعنوان جيني جيرهارت (1911م) كان محورها العلاقة بين الرغبة والقدر. ولكن شهرته تأكدت بنشر روايته الممول (1912م)، والتي تُعدّ أكثر أعماله إغراقاً في مذهبه الطبيعي. وتدور الرواية حول أحد أباطرة الصناعة، الذي يشق طريقه في الحياة بصعوبة، ليصبح من ذوي النفوذ. كان درايزر يهدف إلى أن تكون هذه الرواية بداية لثلاثية سماها ثلاثية الرغبة، ولكن كتابه الثاني الجبار (1914م) لم ينل نجاحاً، وكتابه الثالث الصرح لم ينشر إلا بعد وفاته بعامين.

أما أروع روايات درايزر، فهي روايته المأساة الأمريكية (1925م). تدور هذه الرواية حول شاب ضعيف الشخصية، يحكم عليه بالإعدام لإقدامه على قتل عشيقته الحامل. وهنا لايتهم درايزر الجاني، بقدر ما يتهم المجتمع الذي أوجده ثم حطمه. ★ تَصَفح: الواقعية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية