الرئيسيةبحث

دوغلاس، فريدريك ( Douglass, Frederick )


فريدريك دوغلاس
دوغلاس، فريدريك (1818؟-1895م). كان المتحدث الأول باسم الأمريكيين السود في القرن التاسع عشر الميلادي. ولأنه وُلد في كنف الرِّق والاستعباد، فقد أصبح فيما بعد مصلحًا معروفاً ومؤلفاً وخطيبًا وواهبًا نفسه لمكافحة الرق والدفاع عن حقوق السود.

وُلد فريدريك أغسطس واشنطن بيلي في توكاهو بولاية ميريلاند على مقربة من مدينة إيستون. وعندما بلغ الثامنة من عمره، أُرسل إلى بالتيمور، ليعمل لدى أحد أقارب سيده. وهناك بدأ في تعليم نفسه بمساعدة زوجة سيده. عمل دوغلاس فيما بعد، في حوض لبناء السفن، وكانت مهمته تقليف السفن، أي حشو الفراغات بين ألواح السفينة لمنع تسرب الماء.

وفى عام 1838م تمكن الشاب دوغلاس من الهرب، وتوجه إلى مدينة نيوبدفورد بولاية ماساشوسيتس. ولكي يتجنب القبض حذف الاسمين الأوسطين من اسمه الرباعي، وغير اسمه الأخير إلى دوغلاس، ثم عاد إلى مهنته السابقة في بناء السفن، ولكن زملاءه رفضوا العمل معه لأنه من السود. ارتبط دوغلاس بعد ذلك بعدة أعمال هامشية، مثل جمع القمامة، وحفر الأنفاق.

وفي عام 1841م، وفي اجتماع جمعية ماساشوسيتس لمناهضة الرق، تحدّث دوغلاس عن معنى الحرية في رأيه. ولأن حديثه كان مؤثرًا فقد استأجرته الجمعية ليقدّم محاضرات عن تجاربه في الرق. وفي أوائل أربعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، اعترض دوغلاس على التمييز العنصري في القطارات، وعبّر عن اعتراضه بالركوب في العربات المخصَّصة للبيض، وكان حظه الطرد والإبعاد. اعترض دوغلاس أيضًا على التمييز الدينيّ، وعبر عن ذلك بمقاطعة إحدى الكنائس التي كانت تحظر صلاة السود لحين فراغ البيض من صلاتهم.

وفي عام 1845م، نشر دوغلاس سيرة حياته في كتابه قصة حياة فريدريك دوغلاس. وخوفًا من اكتشاف أمر هربه من سيده السابق بنشر كتابه، هاجر دوغلاس إلى إنجلترا، وهناك واصل هجومه على الرق. وقد وجد في إنجلترا أصدقاء جمعوا له المال اللازم لكفالة حريته.

عاد دوغلاس إلى الولايات المتحدة عام 1847م، وأسس صحيفةً مناهضةً للرِّق باسم نجم الشمال في مدينة روشستر بولاية نيويورك. وفي خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي، أثار دوغلاس قضية توظيف المهاجرين البيض بدلاً عن الأمريكيين السود، وعبر عن ذلك بقوله ¸تشهد كل ساعة إبعاد أحد السود من التوظيف، ليحل محله مهاجر، كل مؤهلاته أنه جائع، وأنه من البيض·. ولم يسلم من انتقاداته تلك حتى بعض دعاة إزالة الرق من التنفيذيين.

قاد دوغلاس أيضًا حملة ناجحة ضد التمييز العنصري في مدارس روشستر. وقد ساعده موقع منزله ـ على طريق أحد خطوط سكك حديد الأنفاق ـ على تهريب الكثيرين من الأرقاء وتحريرهم. ★ تَصَفح: سكك حديد الأنفاق.

وخلال الحرب الأهلية (1861م ـ 1865م) ساعد دوغلاس في تجنيد السود في الجيش الاتحادي، وعقد عدة مباحثات حول قضايا الرق مع أبراهام لنكُولن. عمل دوغلاس مسجلاً عقارياً في مقاطعة كولومبيا، في الفترة من عام 1881م إلى 1886م، ووزيرًا مفوّضًا في هاييتي في الفترة من عام 1889م إلى 1891م. وقد أصدر طبعتين مزيدتين لسيرته الذاتية هما: عبوديتي وحريتي (1855م) ؛ حياة وأيام فريدريك دوغلاس (1881م).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية